ما الذي يجب أن تعرفه عن الإيدز؟

  • الباحثون السوريونبواسطة: الباحثون السوريون تاريخ النشر: الإثنين، 23 مارس 2015
ما الذي يجب أن تعرفه عن الإيدز؟

بين عامي 1884م – 1924م بالقرب من كينشاسا "منطقة في غرب إفريقيا" يقتل صياد أحد الشيمبانزي، ويدخل القليل من دم الشيمبانزي المقتول إلى جسد الصياد، غالباً عن طريق جرح مفتوح في جلد الصياد، ذلك الدم حمل فيروساً لا يسبب أي أذية للشيمبانزي، إلا أنه كان قاتلاً للإنسان. 
في عام 1981م، تقرير طبي في الولايات المتحدة عن خمس رجال مثليي الجنس يعانون من التهاب رئوي حاد ومهدد للحياة، لم يكن هذا الشكل من التهاب الرئة معروفاً لدى الأشخاص طبيعيي المناعة حينها، ليظهر بعد ذلك تقرير طبي جديد يتحدث عن ساركوما كابوزي "سرطان جلد غير اعتيادي" يقتل الرجال في مناطق أخرى من الولايات المتحدة. 
دلت التحقيقات على وجود فيروس قادر على إضعاف المناعة بشكل حاد يفسح المجال أمام الأمراض الانتهازية لإنهاء حياة المصاب، إلا أن الفيروس لا يتوقف على الرجال مثليي الجنس، بل امتدت الإصابة لتشمل الرجال والنساء والأمهات الحوامل لأطفالهن!، والخبراء يؤكدون انتشار المرض في افريقيا. بقي فيروس نقص المناعة المكتسب ينتقل من اسم لآخر ومن بحث لآخر قبل أن يتم توصيفه كما هو اليوم عام 1986م. 

مقدمة عن الفيروس: 
يبلغ فيروس الإيدز من الصِّغَر ما يجعله صعب الكشف على المجهر العادي، لكنه يظهر وبوضوح على المجهر الإلكتروني. 

ما الذي يجب أن تعرفه عن الإيدز؟

يتميز الفيروس بشكله الكروي المكون من طبقة شحمية مزدوجة ذات بروتينات سطحية مهمتها الارتباط مع مستقبلات نوعية "خاصة" على سطح الخلايا التي يهاجمها الفيروس، أما لب الفيروس فيحوي شريطين متطابقين من الـ RNA يملكان الشيفرة الوراثية للفيروس، إضافة إلى البروتينات التي سيستخدمها لاستنساخ شيفرته الوراثية داخل الخلية الهدف. 
يوجد حتى هذه اللحظة نوعان معروفان من الفيروس (HIV-1،HIV-2)، يملك كل من هذين النوعين تصنيفات فرعية كذلك. 
كل الأنواع الفرعية للنوع الأول (HIV-1( تسبب المرض ذاته، إلا أنها تختلف من حيث توزعها حول العالم، أما النوع الثاني من الفيروس ( HIV-2) المنتشر في الدول المتقدمة حيث توجد أشهر معامل الأدوية فهو شديد الندرة في الدول الآخذة بالتطور والتي تعاني من انتشار المرض بشكل حاد. وصل النوع الأول للإنسان عن طريق الشيمبانزي، في حين انتقل النوع الثاني للإنسان عبر أحد أنواع القردة في غرب إفريقيا. 
النوعان متشابهان ظاهرياً، إلا أنهما يختلفان بالجينات وعمليات الاستنساخ المميزة لكل منهما، كما أن الإصابة بالـ HIV-2 تعد أبطأ في تطورها وصولاً للمراحل النهائية من المرض، إضافة إلى أن كمية الفيروسات في دم المرضى بالنوع الثاني تكون أقل من كمية الفيروسات لدى المرضى بالنوع الأول. ونظراً لذلك فالتركيز العالمي منصب في علاج النوع الأول أكثر مما هو عليه في علاج النوع الثاني. 


دورة حياة الفيروس.. كيف يعمل داخل أجسادنا: 

ما الذي يجب أن تعرفه عن الإيدز؟

عندما يدخل الفيروس إلى مجرى الدم فإنه يتجه مباشرة إلى الخلايا الهدف، أي الخلايا التي سيعتمد عليها في استنساخ نفسه لملايين المرات، تلك الخلايا هي اللمفاويات التائية المساعدة T-Helper CD4، أحد عناصر الجهاز المناعي، والتي بمجرد التقائه معها تبدأ دورة حياته كما يلي: 
●    الارتباط والانصهار: يرتبط الفيروس بمستقبلات خاصة على سطح الخلايا التائية، تعمل تلك المستقبلات كالقفل، والمستقبلات على سطح الفيروس هي المفتاح. بمجرد ارتباط المفتاح والقفل معاً سينفتح سطح الخلية للفيروس ليتمكن من الانصهار والدخول إلى قلب الخلية التائية الهدف وإطلاق مادته الوراثية ضمنها. 
●    النسخ العكسي: يقوم بهذه العملية إنزيم خاص يغيّر من خصائص المادة الوراثية الفيروسية كي تتمكن من الاندماج مع المادة الوراثية للمفاويات التائية "مادتنا الوراثية نفسها". 
●    التكامل: تدخل المادة الوراثية الجديدة للفيروس ضمن نواة الخلية التائية وتستعمل إنزيماً يدعى إنزيم التكامل "إنتغراز" ليندمج مع المادة الوراثية للخلايا التائية، ومن ثم يختبئ هناك لعدة سنوات. 
●    النسخ: عندما تنشط الخلية التائية يقوم الفيروس باستخدام إنزيمات الخلية نفسها ليصنع المزيد من مادته الوراثية مع ميزات وراثية جديدة تسمح له بصناعة سلاسل بروتينية أطول "وبالتالي معقدة أكثر من مادته الوراثية البسيطة القديمة". 
●    التجميع: بوجود إنزيم خاص يدعى "البروتياز" يتم قطع السلاسل الوراثية الطويلة للفيروس إلى بروتينات فردية صغيرة، وعندما تلتقي تلك البروتينات الصغيرة مع المادة الوراثية للفيروس فإنها تقوم بتشكيل فيروس جديد. 
●    التبرعم: بعد أن ينهي الفيروس عمله داخل الخلية، يقوم بالخروج منها محيطاً نفسه بجزء من غشاء الخلية. هذا الغشاء يحوي كل الميزات الضرورية التي تمكن الفيروس من الاندماج مع مستقبلات خلايا CD4 جديدة والبدء بدورة حياة مشابهة من جهة، وخداع الجهاز المناعي على أنه خلية طبيعية فلا يهاجمها من جهة أخرى. 

ماذا يحل بالخلية التائية المضيفة بعد أن يهاجمها الفيروس؟ 
أصبح هنالك عدد كبير جداً من الفيروسات الجديدة داخل الخلية، وكل منها يستخدم بروتينات الخلية لاستنساخ نفسه كذلك، وفي لحظة بعد كل عمليات النسخ الفيروسية فإن طاقة الخلية تنتهي، ومصادر الطاقة في الخلية تفرغ، ولا تستطيع الخلية أن تقاوم كل هذا النشاط الفيروسي الكبير والمتطلب لطاقة كبيرة تفوق طاقتها، فتموت. 
يستمر الفيروس بمهاجمة الخلايا التائية وقتلها حتى تبلغ مستوى منخفضاً جداً يعجز عنده جهاز المناعة عن العمل بشكل نهائي. تستغرق تلك العملية حوالي 10 سنوات، يكون المصاب فيها بصحة جيدة دون أن يعلم ما يحدث داخل جسده من أذية. 
فيديو بسيط يوضح العملية: 

تقسم عدوى الإيدز إلى 3 مراحل: 


●    المرحلة الأولى (A): غير عرضية، تكون الإصابة ضمنها دون أعراض، قد تمتد لعشر سنوات. 
●    المرحلة الثانية (B): أعراض تعزى للإصابة بالفيروس مباشرة أو ناجمة كاختلاط complication نتيجة الإصابة بالفيروس. 
●    المرحلة الثالثة (C): مرحلة الإيدز، وأعراض المرحلة الأخيرة من المرض. أي أن الإيدز هو المرحلة النهائية من ال HIV 
كذلك تقسم تلك المراحل السابقة إلى 3 مراحل فرعية حسب تعداد خلايا الـ CD4 "اللمفاويات التائية" في الدم كما يلي: 
●    أكثر من 500 خلية/مل: A1، B1، C1. 
●    بين 200-400 خلية/مل: A2، B2، C2. 
●    أقل من 200 خلية/مل: A3، B3، C3. 
مثال: مريض B2 يعني أنه مريض في المرحلة الثانية من المرض مع تعداد خلايا CD4 بين 200-400 خلية/مل. 


طرق الإصابة بالفيروس: 
يعيش فيروس نقص المناعة المكتسب ضمن سوائل الجسم لدى الشخص المصاب، كالسائل المنوي، المفرزات المهبلية والشرجية، الدم والحليب، إلا أنه لا ينتقل عن طريق العرق أو البول. كما أنه فيروس ضعيف، لا يستطيع الحياة خارج جسم المصاب لفترة طويلة. 
كيف يدخل الفيروس إلى الجسم؟ 
●    مباشرة إلى الدم، كما عند استخدام الإبر أو السيرنغات الملوثة "قطاع طبي/تعاطي المخدرات حقناً". 
●    عن طريق البشرة الرقيقة المبطنة لفوهة الشرج والأعضاء التناسلية، وحتى للفم والعين في حال القذف. 
●    الجروح والاحتقانات ضمن البشرة. 
●    عند ممارسة الجنس حتى قبل القذف "السائل قبل القذف لدى الذكر، والمفرزات المهبلية لدى الأنثى". 

المجموعات الأشد خطورة للتعرض للمرض: 


●    رجال يمارسون الجنس دون وقاية مع رجال آخرين. 
●    نساء تمارسن الجنس دون وقاية مع رجال يمارسون الجنس مع رجال آخرين. 
●    أشخاص مارسوا الجنس دون وقاية مع شخص عاش أو سافر إلى إفريقيا سابقاً. 
●    أشخاص يتعاطون المخدرات حقناً. 
●    أشخاص يمارسون الجنس دون وقاية مع أشخاص آخرين يتعاطون المخدرات حقناً. 
●    أشخاص مصابون بأمراض جنسية أخرى. 
●    أشخاص خضعوا لنقل دم عندما كانوا في أفريقيا، شرق أوربا، دول الاتحاد السوفييتي سابقاً، آسيا، وأمريكا الوسطى والجنوبية. 
●    الرجال غير المختونين عرضة أكثر بمرتين مقارنة بالرجال المختونين "لم يعرف السبب بشكل واضح حتى الآن". 
أكثر وسائل انتقال الفيروس شيوعاً هي ممارسة الجنس المهبلي أو الشرجي دون حماية "كالواقي الذكري"، ومن الممكن انتقاله بالجنس الفموي أو حتى الدمى الجنسية، إلا أن احتمال انتقالها بالنوعين الأخيرين ضئيل جداً. 
يزداد خطر الإصابة لدى ممارسة الجنس الفموي في حال احتوى فم المصاب (المعطي) على قرحات، أو احتقان أو نزيف في اللثة، و/أو كان الشخص (المتلقي) قد أصيب حديثاً بالفيروس (ولديه كمية كبيرة من الفيروس في دمه) أو أي مرض من الأمراض المنتقلة بالجنس. يجب الانتباه إلى أن: 
●    ممارسة الجنس الفموي مع رجل مصاب يعد خطراً، خصوصاً إذا تم القذف داخل فم المتلقي، وفي حال تم القذف، فالأفضل أن يتم الابتلاع مباشرة دون إبقاء السائل في الفم. 
●    ممارسة الجنس الفموي مع امرأة مصابة يعد خطراً، خصوصاً في حال كانت ضمن دورتها الشهرية، إلا أن احتمال الإصابة يعد احتمالاً ضعيفاً في حالة كهذه. 
●    تلقي الجنس الفموي من شخص مصاب بالفيروس يعد ضعيف الخطورة أيضاً، ذلك أن انتقال الفيروس عن طريق اللعاب صعب جداً ونادر الحدوث "إلا أنه ليس مستحيلاً!". 

يعتبر العاملون ضمن القطاع الصحي أكثر احتمالاً للإصابة بالفيروس نظراً لتعاملهم مع سوائل الجسم كالدم أكثر من غيرهم، ولو كان ذلك ضعيف الاحتمالية، كما أن عمليات نقل الدم قد تنقل المرض في حال لم يتم فحص الدم جيداً. 
لا ينتقل الفيروس عن طريق: 
القبلات، العناق، البصاق، اللمس، العطاس، الشرب من كأس واحد، استخدام الحمام أو أدوات المائدة أو المناشف، استخدام المسبح ذاته، الإنعاش الفموي، التعامل مع الحيوانات أو الحشرات كالبعوض. 
وبالتالي، يمكن أن نتعامل بشكل طبيعي جداً مع المصابين، كالجلوس معهم ومشاركتهم الطعام والنزهات واللعب مع الأطفال منهم وحتى تقبيلهم، على أن نكون حذرين دائماً وواعين لآلية العدوى. 


أعراض المرض: 
معظم الناس الذين يتعرضون للإصابة بالفيروس يعانون من أعراض تشبه أعراض الزكام بعد 2-6 أسابيع بعد الإصابة، بعد ذلك يبقى الفيروس داخل الجسم لعدة سنوات دون أية أعراض تذكر. 


أكثر الأعراض مشاهدة: 

●    تضخم عقد لمفاوية غير مؤلم في العنق (أول الأعراض ظهوراً). 
●    حمى مع ارتفاع درجات الحرارة. 
●    احتقان في الحلق، صداع 
●    طفح جلدي، وقرحات فموية أو تناسلية. 
●    تعب ووهن، تعرق ليلي، إسهال 
●    آلام في المفاصل والعضلات. 
هذه الأعراض تدوم عادة لأسبوع أو اثنين ومن الممكن لمدة أطول، وهي إشارة إلى محاولة جهاز المناعة لمقاومة الفيروس، إلا أن تلك الأعراض شائعة للعديد من الأسباب الأخرى ولا تعني بالضرورة الإصابة بالفيروس حتماً. 
بعد زوال تلك الأعراض يهجع الفيروس لعدة سنوات دون أعراض جديدة، وخلال فترة هجوعه، والتي تعرف بالطور غير العرضي، يستمر الفيروس بنشاطه وتخريبه للجهاز المناعي، وتأخذ هذه الفترة عادة حوالي 10 سنوات يبدو خلالها المريض صحياً تماماً، وكذلك يكون شعوره بصحته "أي لا يعاني المريض من أي أعراض صحية شديدة تابعة للفيروس". 
قد يسبب الفيروس التهاباً معتدل الدرجة أو أعراضاً وعلامات مزمنة لا تختفي خلال أسبوعين، وإنما تكون معندة لفترة أطول كالحمى، التعب، تضخم العقد اللمفاوية، الإسهال، خسارة الوزن، السعال، قصر النفس. 
وبمجرد أذية الجهاز المناعي الحادة والوصول لمرحلة الإيدز تبدأ الأعراض بالظهور، والتي قد تتضمن: 
●    تعرق ليلي شديد، حمى تتجاوز 38ْ سيليسيوس لعدة أسابيع، مع التهابات متكررة "عودة متكررة للالتهاب". 
●    سعال، قصر نفس، إسهال مزمن. 
●    طفح جلدي، قلاع أو قرحات في الفم واللسان، 
●    صداع، تعب معند وغير مفسر. 
●    رؤية مضطربة، نقص في الوزن، أمراض انتهازية خطيرة مهددة للحياة. 

اختلاطات المرحلة الأخيرة: 


إصابة المريض بالـ HIV ووصوله للمرحلة الأخيرة يجعل جسمه معرضاً لكافة الأمراض بسهولة أكبر، خصوصاً تلك المهددة للحياة أو المسرطنة. نذكر منها: 
●    السل: يعد من أشيع الأمراض المترافقة مع الإيدز وأيضاً أحد أسباب الوفاة إلى جانب نقص المناعة، يعتبرهما بعض العلماء توءماً قاتلاً. 
●    السالمونيلا: تعد الإصابة بها شائعة عند الإصابة بفيروس الـ HIV، تتضمن أعراضُها أعراضَ أمراضِ الجهاز الهضمي "الإسهال، الإقياء، الألم البطني، الحمى". 
●    الفيروس مضخم الخلايا CMV: أحد أنواع فيروسات الحلأ، يدخل الجسم عن طريق أحد السوائل كاللعاب أو الحليب، لكن الجهاز المناعي يكبحه ويسيطر عليه. يبقى الفيروس داخل الجسم منتظراً أي ضعف في الجهاز المناعي لينشط من جديد مسبباً أذيات في الجهاز الهضمي والتنفسي والعصبي وغيرها. 
●    فطور المبيَضّات: تسبب التهاباً وطبقة ثخينة بيضاء مخاطية تغطي الفم واللسان والمري مما يجعل الأكل صعباً ومؤلماً، كما قد تصيب هذه الفطريات المهبل مسببة أعراضاً تناسلية مؤلمة. 
●    التهاب السحايا بالمستخفيات: يعد من أحد إصابات الجهاز العصبي المترافقة مع الإيدز، والعامل المسبب "فطر المستخفيات" يوجد في الأراضي الزراعية أو النفايات. 
●    داء المقوسات: أحد الطفيليات التي تنتقل للإنسان عن طريق القطط. 
●    خفيات الأبواغ: إحدى الطفيليات التي تنتقل إلى أمعاء الإنسان بتناول لحم ملوث أو خضار ملوثة بالطفيلي، تعيش في أمعاء الإنسان والقناة الصفراوية مسببة إسهالاً مزمناً للمصابين بالإيدز. 
السرطانات الشائعة مع الإيدز: 
●    ساركوما كابوسي: ورم على جدران الأوعية الدموية يسببه أحد فيروسات الحلأ، شائع لدى المصابين بالإيدز، وقد يصيب أجهزة مختلفة من الجسم. يبدو الورم كآفة زهرية أو حمراء أو بنفسجية اللون على الجلد أو في الفم. 
●    اللمفومات: يصيب هذا الورم الكريات البيض في الدم، ويظهر بداية كتضخم غير مؤلم في العقد اللمفاوية في العنق أو تحت الإبط أو الناحية المغبنية "التناسلية". 
اختلاطات أخرى: أذيات عصبية "أهمها الخرف"، أذيات كلوية "كالفشل الكلوي"، ومتلازمة هزال الإيدز "قليلة الشيوع". 
اختلاطاتٌ أقلُ شيوعاً، لوحظ انتشار الملاريا لدى أطفال تانزانيا المصابين بالإيدز أكثر من انتشارها لدى الأطفال غير المصابين بالإيدز، كذلك سرطان الشرج "لدى الرجال المثليين" المرتبط بفيروس الحلأ، وكذلك اعتلال الدماغ. 
اختبارات نقص المناعة المكتسب، والخيارات العلاجية: 
الوسيلة الوحيدة للتحقق من الإصابة بالفيروس هي بإجراء فحص دموي يحدد وجود الفيروس من عدمه. 
الأدوية الإسعافية المضادة للـ HIV والمعروفة بـ PEP "الأدوية الواقية ما بعد التعرض للفيروس" قد تحول دون إصابة الشخص بالعدوى، إلا أن هذه الأدوية يجب أن يتم تناولها خلال فترة 3 أيام كحد أقصى بعد التعرض للفيروس. 
ورغم ذلك، فتلك الأدوية قد تأخذ شهراً لتحقق فعاليتها، ومن الممكن جداً أن تسبب أعراضاً جانبية، كما أنها قد لا تتمكن من الحؤول دون الإصابة. "لا شيء مطلق". 
تتطلب اختبارات نقص المناعة المكتسب أخذ عينة بسيطة من الدم وإرسالها إلى المخبر لتحليلها، هذا الفحص يحدد النتيجة لأربعة أسابيع مضت من التعرض للإصابة ونتيجته سريعة وموثوقة، كما أن عينة من اللعاب أو قطرة من الدم قد تكون كافية للاختبار وتحديد النتيجة التي تظهر خلال دقائق معدودة دون الحاجة لإرسال العينة للمختبر، وهذان الفحصان معتمدان عالمياً كذلك، إلا أنهما لا يعطيان نتيجة دقيقة في حال كان التعرض قد حدث منذ عدة أسابيع فقط "أي أنه قد يكشف إصابة قديمة فقط". 
في حال كانت النتيجة إيجابية "أي يوجد إصابة بالفيروس" يتم إرسال المريض إلى أخصائي بالمرض ليخضع للمزيد من الفحوصات لتحديد درجة تأثير الفيروس على الجهاز المناعي، والنقاش حول وسائل العلاج المتاحة. 
من هذه التحاليل التي يخضع لها المصاب بالفيروس: 
●    كمية الفيروس في الدم: كلما زادت كمية الفيروس في الدم كان الوضع الصحي للمريض أسوأ. 
●    المقاومة تجاه الأدوية: تحدد إن كان الفيروس الموجود مقاوماً تجاه أي من الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية لتحديد خطة العلاج. 
●    تعداد خلايا الـ CD4: 
يبدأ العلاج عادة عندما ينحدر مستوى الخلايا اللمفاوية CD4 للـ 350 فما دون، في حال وجود الأعراض أو غيابها، وفي حال وجود مشاكل أخرى يعاني منها المريض، قد يبدأ العلاج قبل الوصول لذلك المستوى. 
ففي حال وجود حالة من التهاب الكبد B أو C فالعلاج يبدأ عند وصول مستوى الخلايا CD4 للـ 500، وفي حال كان المريض على علاج كيماوي أو شعاعي فيفضل البدء بالعلاج مباشرة دون أي مستوى محدد، كذلك هو الأمر في حال وجود إصابة بالسل، الفشل الكلوي، أو أي إصابة دماغية. 
الهدف من العلاج هو خفض مستوى فيروس الـ HIV في الدم، وفي حال بدأ المريض بالعلاج فسينخفض مستوى الفيروس في الدم حتماً ومن الصعب جداً "ليس مستحيلاً" أن ينقل الفيروس لأشخاص آخرين. 
كما يخضع المريض بعد التحقق من إصابته لاختبارات دموية تجاه السل، التهاب الكبد، الفشل الكلوي وأي اختلاطات أخرى قد تترافق مع المرض "لتحديد درجة الأذية المناعية التي سببها الفيروس حتى تلك اللحظة". 
العيش مع الفيروس: 
على الرغم من عدم وجود علاج يقضي على المرض نهائياً، إلا أن الأدوية المتاحة فعالة جداً وقادرة على منح المرضى حياة طبيعية وشبه صحية لفترة طويلة جداً. 
الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية "التي ينتمي لها الفيروس" والتي تدعى "ART: Antiretroviral drug" تمنع الفيروس من الاستنساخ داخل الجسم، مما يمنح الجهاز المناعي فرصة لإصلاح نفسه والوقاية من الأذية المستقبلية، هذه الأدوية تأتي على شكل أقراص يجب تناولها يومياً. 
وعلى الرغم من أن الفيروس قادر على تطوير مناعة خاصة به تجاه أحد أنواع هذه الأدوية ببساطة، إلا أن تناول خليط من هذه الأدوية يجعل المهمة أكثر صعوبة على الفيروس للمقاومة، ومعظم المرضى يتناولون أدوية مكونة من خليط من 3 أدوية مضادة للفيروس، حالياً توجد هذه الحبوب على شكل حبة واحدة فقط تحوي الأدوية الثلاثة معاً، إلا أن الدواء يجب أن يوصف تحت إشراف الطبيب نظراً إلى أن علاج المرض علاج فردي وليس جماعياً، كما يجب تناول هذه الأدوية بشكل يومي كما ينصح الطبيب، ومتى ما بدأ المريض بأخذ هذه الأدوية فسيتوجب عليه تناولها يومياً لبقية حياته. 
تتضمن هذه الأدوية: 
●    مثبطات إنزيم النسخ العكسي غير النكليوزيدية (NNRTIs): تقوم بتثبيط البروتين الذي يحتاجه فيروس الـ HIV لاستنساخ نفسه. 
●    مثبطات إنزيم النسخ العكسي النكليوزيدية (NRTIs): هي إصدارات خاطئة لسلاسل البناء التي يحتاجها الفيروس لاستنساخ نفسه (وبالتالي يستنسخ نفسه بطريقة خاطئة فلا يكون فعالاً). 
●    مثبطات البروتياز (PIs): أدوية تثبط نوعاً آخر من البروتينات التي يحتاجها الفيروس لاستنساخ نفسه. 
●    مثبطات دخول الفيروس: هذه الأدوية تمنع الفيروس من دخول خلايا الـ CD4 التي يتطفل عليها لاستنساخ نفسه. 
●    مثبطات إنزيم الدمج: إنزيم الدمج هو البروتين الذي يستخدمه الفيروس ليحقن مادته الوراثية داخل خلايا الـ CD4. 
من الهام للمرضى الحفاظ على حياة صحية بممارسة التمارين الرياضية، حمية غذائية لطعام صحي، الإقلاع عن التدخين، إضافة للتطعيم سنوياً ضد فيروس الإنفلونزا وكل 5 سنوات ضد المكورات الرئوية، للتقليل من خطر الإصابة بتلك الأمراض أو أمراض أخرى. 
لوحظ أن (الثوم) يعد أحد العوامل التي تتحكم بتركيز بعض الأدوية في الدم، بخفضها أو رفعها، ومنها أدوية الإيدز، وبالتالي تناول الثوم يعد عامل خطر في حال كان مبالغاً به، أما عند تناوله بين فينة وأخرى فلا ضرر يذكر له. 
بدون العلاج أو الالتزام بالعلاج يومياً سيتضرر الجهاز المناعي بشكل كبير جداً، وقد تصبح الإصابة بالسرطان أو أمراض أخرى مهددة للحياة أسهل، وهذا ما يحدث خلال المرحلة الأخيرة من الإصابة بالفيروس والتي تعرف بالإيدز. 
أي إهمال للجرعات اليومية يزيد خطرَ فشلِ العلاج، ومن الممكن بحالات نادرة أن يسبب العلاج بعضاً من الآثار الجانبية كالغثيان، الإسهال، الطفح الجلدي، وصعوبات في النوم. 
الأدوية والحمل: 
لا تتعارض الأدوية المضادة للفيروس مع الحمل، على العكس فإنها تخفض احتمالية انتقال الفيروس إلى الجنين حتى 1%، مع إمكانية الولادة المهبلية بشكل طبيعي، غير أنه في حالات خاصة قد ينصح الطبيب مريضته بالقيصرية كحل أفضل، أما الإرضاع فغير مسموح به أياً كانت الحالة، ذلك أن الفيروس ينتقل عن طريق حليب الأم. 
في حال إصابة أحد الشريكين بالفيروس ورغبتهما بالحمل فهنالك وسائل إخصاب متعددة يمكن اللجوء لها دون تعريض الطرف الآخر لخطر الإصابة بالمرض. 
بعض الملاحظات ما بعد العلاج الدوائي: 
حتى بعد البدء بالعلاج والانخفاض الفعال لكمية الفيروس بالجسم، يبقى الأشخاص الذين يعانون من انخفاض حاد في كمية الخلايا التائية في خطر أكبر للوقوع فريسة العدوى الانتهازية "التي تنتهز ضعف جهاز المناعة". بشكل عام، كل مرضى الإيدز هم في خطر من العدوى الانتهازية والإصابات المرتبطة بالإيدز خلال ستة الأشهر الأولى من العلاج بالأدوية المضادة للفيروسات القهقرية. 
الإيدز والمرضى غير القابلين للكشف Undetectable Patients: 
ممكن لمرضى الإيدز، بعد التزامهم بالعلاج ضد الفيروسات القهقرية (ART drugs)، أن يحققوا مستويات من كمية الفيروس بالجسم غير قابلة للكشف بالفحوصات الدموية، فتركيز الفيروس ضمن الدم هو ما يحدد قدرة هؤلاء المرضى على نقل المرض بشكل أكبر أو أقل، وتركيز الفيروس غير القابل للكشف ينقص احتمالية نقلهم للمرض حتى 96%، ومتى وصل المريض في علاجه لمرحلة "غير القابل للكشف (20-75 نسخة فيروسية/مل)" فمن الممكن له أن يحافظ على ذلك المستوى طالما التزم بعلاجه بشكل دقيق. إلا أنه على الرغم من ذلك لا زال هذا المصطلح موضع السؤال، هل المريض بمستويات غير قابلة للكشف يعد سلبي الـHIV؟ والأهم من ذلك هل يستطيع هذا المريض ممارسة الجنس دون وقاية مع التأكد من عدم نقله للفيروس للطرف الآخر؟ 
أجرت أحدث الدراسات، والتي بدأت منذ سنوات ولا زالت مستمرة "PARTNER study"، دراستها على أزواج ملتزمين بعلاقة فردية وأحد الطرفين فيها مصاب بالفيروس، إلا أنه لا زال على علاجه بالـ ART drugs ولا زال متابعاً لحالته الصحية بشكل دوري، ولديه كمية غير قابلة للكشف من الفيروس. خلصت الدراسة إلى أن خطر انتقال الفيروس لدى ممارسة الجنس المهبلي مع الشريك دون وقاية منخفض جداً، غير أنه ليس آمناً 100% ، ولم تستطع الدراسة أن تحسم النتيجة في خطر انتقال الفيروس بنفس الطريقة خلال الجنس الشرجي "الدراسة انتهت العام الماضي والنتائج قيد الظهور" أو بين الرجال مثليي الجنس "الدراسة مستمرة حتى 2017"، والموضوع لا زال قيد الدراسة. 
أشارت دراسة أخرى إلى أن المرضى غير القابلين للكشف قادرون على ممارسة الجنس دون حماية مع شريكهم دون خطر انتقال الفيروس خلال أول سنتين من الإصابة بعد الالتزام بالعلاج اليومي، غير أن الدراسة لا زالت موضع السؤال والبحث. 
الوقاية من المرض: (يرجى مراجعة مقالنا عن كيفية الوقاية من الأمراض المنتقلة بالجنس عموماً من هنا ) 
أفضل الوسائل عموماً هي استخدام الواقيات الذكرية في حال الاتصال الجنسي، والامتناع عن مشاركة الإبر أو الأدوات النافذة الأخرى "السيرنغات، الملاعق، القطن الطبي" مع الآخرين في حال تعاطي المخدرات، إضافة إلى اختبار الدم قبل نقله في المستشفيات، وتناول الأم المصابة لدوائها لتجنب إصابة طفلها. 
كخطوط عريضة: 
●    استخدام الواقي الذكري على قضيب الرجل قبل الجنس الفموي هام جداً، كوسيلة هامة وأساسية للحماية. ولكن يجب التنبيه إلى أن الواقي لا يقدم حماية 100%. 
●    استخدام المزلقات يحمي بشرة المهبل والشرج من التمزق نتيجة الجفاف أو الاحتكاك، كما يحمي الواقي الذكري من التمزق، وبالتالي حماية أكبر من التعرض للفيروس، إلا أن ذلك يقتضي استخدام المزلقات المائية حصراً لا الزيتية. 
●    استخدام واقي الأسنان "طبقة من اللاتكس تعمل كحاجز بين الفم والمهبل أو الشرج" يقي من الإصابة بالأمراض المنتقلة بالجنس خلال الجنس الفموي. 
●    في حال تعاطي المخدرات، يجب عدم مشاركة الإبر والسيرنغات والملاعق مع الآخرين خوفاً من انتقال فيروس الـ HIV أو فيروس التهاب الكبد C. وفي حال تعاطي الهيروين تحديداً فالأفضل المشاركة في برنامج للميثادون، الميثادون يمكن تناوله كسائل وبالتالي يخفف من إمكانية الإصابة بالـ HIV. 
●    في حال الرغبة بالحصول على وشم أو ثقب للتجميل "كالحلق أو غيره" من الهام تنظيف وتعقيم الإبر المستخدمة دائماً. 
●    في حال الشك بالإصابة إثر آخر اتصال جنسي خلال الأيام الثلاثة الماضية، يمكن أخذ جرعة دوائية من الـ PEP والقيام بفحص دموي للتحقق من عدم الإصابة. 
نقص المناعة المكتسب والأمراض المنتقلة بالجنس STDs: 
بعض الأمراض كالسفلس، الحلأ التناسلي والسيلان البني عادة ما تترافق مع الإصابة بالإيدز، وأصحابها معرضون بشكل أكبر للإصابة بالإيدز في المستقبل. (سوف نشرح هذه الأمراض بالتفصيل ضمن سلسلة الأمراض المنتقلة بالجنس) 
ليس ذلك لسبب بيولوجي، وإنما لأن العادات والظروف والسلوكيات الجنسية التي تجعلنا عرضة للإصابة بأحد الأمراض المنتقلة بالجنس تجعلنا عرضة كذلك للإصابة بالفيروس، عدا عن أن احتقان البشرة والأذية الجلدية الناجمان عن الإصابة بالأمراض التناسلية يسهلان عملية دخول فيروس الـ HIV إلى الجسم. 
النشاطات الخطرة لاكتساب الأمراض المنتقلة بالجنس: 
●    ممارسة الجنس المهبلي أو الشرجي أو الفموي دون وقاية. 
●    ممارسة الجنس مع شركاء متعددين. 
●    ممارسة الجنس مع أشخاص مجهولين. 
●    ممارسة الجنس تحت تأثير المخدرات أو الكحول. 

بعض السلوكيات التي قد تخفف احتمال الإصابة بالفيروس أو الأمراض التناسلية: 
●    اختيار أقل السلوكيات الجنسية خطراً. 
●    استخدام الواقي الذكري بشكل دائم وصحيح. 
●    تقليل عدد الشركاء الجنسيين. 
●    الحد من تناول الكحول أو المخدرات قبل أو أثناء ممارسة الجنس. 
●    التحدث مع الطبيب دائماً عن إمكانية استخدام أدوية الـ PEP في حال الشك بالإصابة الحديثة بالفيروس. 

هل علاج الأمراض التناسلية يحميني من الإصابة بفيروس الـ HIV؟ 
بالتأكيد لا، فمعالجة المرض التناسلي تضمن الوقاية من اختلاطات المرض وتقليل إمكانية نقله للآخرين، إلا أنها لا تقي من الإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسب نظراً لانتقاله بآليات مختلفة. 
نقص المناعة المكتسب والعار الاجتماعي: 
غالباً ما يعاني مرضى الإيدز من وصمة العار المرافقة للإصابة بالمرض، تلك الوصمة التي ارتبطت مع المرض منذ بدايات ظهوره، نظراً لارتباط الإصابة بالفيروس بالجنس كمسبب، وخصوصاً الجنس دون حماية وتعدد الشركاء الجنسيين، وفوق التحدي الكبير الذي يواجهه المرضى أمام تعاملهم مع وضعهم الصحي الشديد وتحدياته، قد يتعرضون للرفض من عائلاتهم وأصدقائهم، قد يطردون من أعمالهم، بل وحتى قد يتعرضون للعنف الجسدي من الآخرين. خصوصاً وأنه قد يتم عدم أخذ المسببات الأخرى بالحسبان كالعلاج بأدوات غير معقمة عند طبيب الأسنان مثلاً. أي أنه غالباً يفترض الأسوأ. 
من أسوأ ما يواجه المرضى تلك المعلومات الخاطئة عن تجنب الجلوس معهم أو ملامستهم أو التعامل معهم خوفاً من العدوى! دون ذكر الحكم المسبق عليهم بأنهم مدمنون للجنس أو متعاطون للمخدرات أو أنهم سيئون عامة، كذلك منعهم من التحدث عن مرضهم أمام الآخرين، مما يجعلهم ينقلون العدوى للكثير من الأشخاص دون علمهم بذلك. 
أن تخبر الآخرين عن إصابتك بالمرض قد يكون أحد أصعب القرارات التي من الممكن أن تتخذها، غير أنه أقل صعوبة بكثير من أن تحمل السر لوحدك. لا يعني ذلك أن تنشر الخبر أينما كان، لكن أن تشارك من ترغب بأمر كهذا قد يساعدك في تحمل عبء المرض مع علمك أنك لست وحيداً في ذلك. 
قد تخبر صديقاً مقرباً جداً، أو فرداً من العائلة، أو شريكاً سابقاً أو مستقبلياً. قد يجعلك هذا أقرب إلى هؤلاء الأشخاص عندما يعلمون أنك تثق بهم، وسيثقون بك أكثر وسيدعمونك، وقد يقدم أحدهم على إخبارك عن وضعه المشابه لوضعك فتتشاركان الصعوبات معاً. 
قبل أن تقدم على إخبار الآخرين فكر بما يلي: 
هل من الممكن لهذا الشخص أن يسبب لي أذى جسدياً أو معنوياً؟ هل سيتسبب بطردي من عملي أو خسارتي لعائلتي؟ هل أستطيع الاعتماد عليه لدعمي؟ ما الذي سأكسبه من إخباره عن حالتي؟ 
إخبارك للشريك عن وضعك الصحي سيعلمه أنك مهتم لأمره، وأنك تدع له الخيار في الاستمرار معك أو لا، وأن تختاروا القرارات الصحيحة والصحية لكما معاً في حال أردتم الاستمرار بالعلاقة. 
هنالك الكثير من الأفراد حول العالم يعيشون زواجاً أو علاقة عاطفية مع شريك مصاب بالفيروس، أو أنهم مصابون بالفيروس مع شريك سليم، هذا ما يسمى عالمياً بالعلاقة المختلطة أو المتضادة أو Mixed-Status Relationship، وتدعى أيضاً Serodivergent أو Discordant. 
هنالك العديد من الأزواج الذين يعيشون هذه التجربة، ويتمتعون بحياة زوجية سعيدة دون أن يؤثر المرض على كون هذين الشخصين معاً في علاقة واحدة، طالما أن الشخص المصاب ملتزم بالعلاج، وطالما أن الزوجين حذران في علاقتهما الجنسية من حيث استخدام الواقي الذكري بشكل صحيح ودائم، وممارسة السلوكيات الجنسية الأقل خطراً، وإجراء فحوصات الإيدز والـ STDs بشكل دوري، والاستشارة الدائمة من قبلهما للطبيب المتابع للحالة. 
بوابة أمل: 
لم يتمكن من النجاة من المرض حتى تاريخ اليوم إلا مريض واحد، هو تيموثي راي براون والذي أصبح يدعى بـ "مريض برلين" حيث تم القضاءعلى المرض لدى براون عام 2007م بعد أن خضع لعلاج ضد اللوكيميا "سرطان يصيب كريات الدم البيض"، حيث خضع براون للعلاج الشعاعي أولاً للقضاء على الخلايا السرطانية والخلايا الجذعية المولدة لها، ثم خضع لعملية زراعة نقي عظم جديد من قبل أحد المتبرعين بخلاياهم الدموية. 
وبعد ذلك العلاج، لم تكن اللوكيميا فقط هي التي هجعَتْ، بل وحتى كميات فيروس الـ HIV في دم براون أخذت بالانحدار المستمر وصولاً إلى مرحلة "غير القابلة للكشف" وبقيت كذلك منذ ذلك الوقت، على الرغم من أن براون لم يتناول علاجه من الـ ART drugs بعد العلاج. غير أنه لم يتمكن أحد من معرفة نوع العلاج الذي تمكن من شفاء براون نهائياً. 
الاحتمالات: 
حملت الخلايا الدموية للمتبرع طفرة نادرة تمنح الخلايا التائية مناعة ضد فيروس الإيدز. تدعى تلك الطفرة بـ "دلتا 32" والتي تتظاهر جسدياً بخلايا تائية ذات مستقبلات مختلفة، هذه المستقبلات هي مستقبلات CCR5 والتي تمنع الفيروس من دخول الخلية التائية. 
احتمال آخر يجد أنه من الممكن للعلاج الشعاعي أن يكون قد قضى على كل الخلايا التائية الحاوية للفيروس داخلها، مع تجاهل دور الطفرة بالعلاج من المرض. 
احتمال ثالث يقول أن الخلايا المناعية الجديدة التي حملها الدم الجديد قد هاجمت الخلايا الأصلية لدم براون، بما يعرف بـ "مرض الطعم ضد المضيف Graft-versus-host disease"، مما أدى للقضاء على الخلايا التائية القديمة والتي شكلت مخازن للفيروس في ذلك الوقت. 
أي هذه الاحتمالات أقوى؟ 
تم أخذ عينات من دم بعض القردة التي خضعت للتجربة، ثم تم حقن القردة بنوع خاص من الفيروسات يدعى SHIV Simian-Human Immunodeficiency Virus والذي هو فيروس مشابه للفيروس البشري، إلا أنه يصيب الحيوانات، ومن ثم تم إخضاع بعض القردة من جديد للعلاج الشعاعي، بينما حُقِن البعض الآخر بعينات دمها المأخوذة مُسبَقاً، وتمت دراسة النتائج. 
لوحظ أن العلاج الشعاعي قضى على معظم الخلايا التائية المصابة، إلا أن الفيروس عاد من جديد. كذلك عند حقن الدم انخفضت نسبة الفيروس لفترة مؤقتة ليعاود نشاطه لاحقاً بعد التوقف عن علاج القردة بالـ ART drugs. 
بمقارنة النتائج بين القردة، أكد العلماء أن العلاج الشعاعي لوحده لم يكن كافياً، كذلك خلايا الدم التي لم تحوي الطفرة "دلتا 32" لم تتمكن من الحفاظ على الفيروس بكمية غير قابلة للكشف بعد التوقف عن العلاج بالـ ART drugs. وبالتالي فالاحتمالان الحاكمان في هذه الحالة هما إما الطفرة وتأثيرها، أوالـ graft-versus-host disease. 
حاول العلماء تطبيق العلاج نفسه الذي خضع له براون على مريضَيْن آخرَيْن مُصابَيْن باللمفوما "سرطان العقد اللمفية"، إلا أن المتبرعِين بالدم لم يمتلكوا الطفرة "دلتا 32"، في البداية لوحظ انخفاض تركيز الفيروس في الدم بشدة، إلا أن ذلك لم يدم أكثر من شهرين، ليعاود الفيروس نشاطه، ويعود المرضى للـ ART drugs من جديد. 

إحصائيات عالمية: 

ما الذي يجب أن تعرفه عن الإيدز؟

●    المجموع العام للمصابين منذ بداية تشخيص المرض عام 1981 هو 78 مليون مصاب. 
●    توفي 39 مليوناً منهم نتيجة المرض. 
●    في العام 2013 كان هناك 35 مليون مصاباً بالمرض حول العالم، 0.8% منهم بين 15-49 سنة. 
●    توفي منهم مليون ونصف المليون مصاب. 
●    تم إصابة 1.2 مليون شخص بالإيدز خلال العام 2013، منهم 240 ألف كانوا أطفالاً تحت سن الـ 15. 
●    معظم أولئك الأطفال هم أبناء لأمهات إيجابيات الإصابة نقلوا الفيروس لأبنائهم، غالبيتهم أفارقة. 
●    بين الـ35 مليون مصاباً عام 2013 يوجد 19 مليون منهم لا يعلمون أنهم مصابون بالفيروس. 
●    في نهاية عام 2013تلقى 12.9 مليون شخص حول العالم العلاج ضد فيروس نقص المناعة المكتسب. 
●    11.7 مليون شخص من المجموع العام الذي يتلقى العلاج هم في الدول النامية أو متوسطة الدخل. 
●    740 ألف طفلاً خضعوا للعلاج خلال العام 2013 
●    رغم ذلك، هنالك 22 مليون مريض حول العالم لم يتلقَ العلاج خلال ذلك العام. 
●    عدد المصابين في إفريقيا يبلغ 24.7 مليون مصاب من المجموع العالمي، يشكلون 71% من إجمالي الإصابات. 

نقص المناعة المكتسب في سورية: 
بالنظر للإحصائيات العالمية فإن انتشار فيروس الـ HIV يعد قليلاً في سورية، حتى بين المجموعات الأكثر خطورة (بائعات الهوى FSWs، الذكور مثليو الجنس MSMs، متعاطو المخدرات حقناً بالوريد IDUs). كان المجموع العام للمصابين بفيروس نقص المناعة المكتسب ما بين عامي 1987م-2011م في سورية 762 مريضاً ما بين مصاب دون أعراض ومصاب في مرحلة الإيدز، وقد أظهرت الإحصائية زيادة تقدر بـ 66 و 69 إصابة جديدة في عامي 2010 و2011 على التوالي! مع شيوع الفيروس بين الإناث أكثر من انتشاره بين الذكور بـ 3 أضعاف. 
وعلى الرغم من أن سورية حافظت على عدد أقل من 25 إصابة جديدة سنوياً حتى عام 2000م، لوحظ أن معدلات الإصابة السنوية أخذت بالارتفاع بين 50-70 إصابة جديدة ابتداء من العام 2006م. أما إحصائياً فكانت النتائج التالية: 
●    نتيجة العلاقة بين ذكر وأنثى 63%. (انتشاره بين الإناث يمثل 71%، وبين الذكور 60%). 
●    نتيجة العلاقة بين ذكر وذكر 10.5% (انتشاره بين الذكور يمثل 14%). 
●    نتيجة نقل دم مصاب بالفيروس دون فحصه 8%. 
●    من الأم الحامل لطفلها و تعاطي المخدرات حقناً بالوريد 5% لكل منهما. 
مع أن معدلات الإصابة بالفيروس لا زالت منحفضة، إلا أن الدراسات تشير إلى احتمال ارتفاع هذه المعدلات نظراً لانتشار الفقر، الهجرة، الإتجار بالبشر، التقليد الأعمى للثقافات المصدَّرة إلينا، والسلوكيات الجنسية لدى المراهقين. 
بدأت حملة الأمم المتحدة ضد فيروس الـ HIV في سورية في الأول من شباط عام 2012، بالتعاون مع العديد من المؤسسات الاجتماعية والصحية والحكومية مُموَّلة من قبل المنظمة العالمية ضد الإيدز والسل والملاريا ، مسلطة الضوء على المجموعات الأشد خطورة (السجناء، FSWs، MSMs، IDUs) ومن المفروض أن تنهي مهمتها خلال تموز من عام 2015م، في محاولة لتقصي الفيروس بشكل فعال والحد من انتشاره بالوسائل المتاحة. 

اليوم العالمي للإيدز: 

ما الذي يجب أن تعرفه عن الإيدز؟

بدأ اليوم العالمي للإيدز لأول مرة عام 1988م في الأول من كانون الأول 1/12/1988م ومنذ ذلك الوقت أصبح الأول من كانون الأول "ديسمبر" من كل عام هو اليوم العالمي للإيدز، وفي كل سنة يحمل هذا اليوم طابعاً معيناً لتسليط الضوء على جانب ما من جوانب المرض، وليلفت نظر المجتمع إلى خطر المرض وأهمية الوقاية منه، ودور التوعية الكبير في الحد من انتشاره، والحداد على ضحايا ذلك المرض. 
اتخذ اليوم العالمي للإيدز رمزاً أصبح معروفاً عالمياً، ألا وهو الشريطة الحمراء. 
يعتبر اليوم العالمي للإيدز أحد ثماني حملات توعية عالمية من منظمة الصحة العالمية. أما باقي الحملات فهي: 
اليوم العالمي للصحة، اليوم العالمي للتبرع بالدم، أسبوع التمنيع العالمي، اليوم العالمي للسل، اليوم العالمي ضد التدخين، اليوم العالمي للملاريا، واليوم العالمي لالتهاب الكبد. 

تابع أيضاً: التثقيف الجنسي من وجهة نظر العلم.. لإصلاح المجتمع أم لإفساده؟

عشرة فحوصات منقذة لحياة الرجال

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة