العمل لثماني ساعات متواصلة .. نظرية خاطئة

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 20 ديسمبر 2016
العمل لثماني ساعات متواصلة .. نظرية خاطئة

عند قيام الثورة الصناعية الأوروبية في بريطانيا والتي كان لها أثر كبير على النهضة الكبرى التي يعيشها العالم حالياً، كان لها أثر آخر سلبي تركز في التوحش الذي أصاب بعض أصحاب المصانع والمعامل الكبرى والذي دفعهم لإجبار عمالهم وموظفيهم للعمل لمدد تصل في بعض الأحيان إلى 16 ساعة يومياً. وهو الأمر الذي دعى لانتشار مقولة أطلقت لتنظيم حياة العمال وأصحاب المصانع والتي تقول "8 ساعات عمل، 8 ساعات تسلية، 8 ساعات نوم"، لتتحول هذه المقولة التي أطلقت عام 1856 إلى نظام صارم يعمل به العالم حتى اليوم، ولكن الدراسات الحديثة أثبتت أن هذه النظرة التي تبلغ من العمر قرنين من الزمان لم تعد مجدية بل إن أثارها السلبية أكبر بكثير من أثارها الإيجابية على إنتاجية الأفراد.

العمل لثماني ساعات متواصلة .. نظرية خاطئة

فقد قام الباحثون في جامعة تورنتو سبابورج بعمل دراسة على هذه المنظومة المعتادة وعلى مدى تأثيرها على إنتاجية الأفراد في العمل، وقد اهتمت الدراسة بنظام إجبار الموظفين على ساعة محددة للاستراحة خلال اليوم المتكون من 8 ساعات عمل، وقد خرجت الدراسة بنتيجة أولية مفادها أن هؤلاء المتروك لهم حرية اختيار وقت استراحتهم يشعرون بالتعب أقل ممن يجبرون على ساعة محددة للاستراحة، وبالتالي هم أكثر إنتاجية دون شك.

وقامت الدراسة بالتركيز على مجموعات من الأشخاص لعمل مقارنة بين هؤلاء الذين يختارون طواعية وقت استراحتهم ومدة عملهم على مدار اليوم، وهؤلاء الملتزمون بمبدأ الثمان ساعات وساعة الاستراحة المحددة مسبقاً، وتوصلت الدراسة إلى أن طول فترة العمل خلال اليوم لا يؤثر فعلياً على قوة إنتاجية الفرد، بل إن قدرته على تنظيم العمل بشكل يتناسب مع طبيعته هو العامل الأكثر أهمية وفعالية.

وقد اقترحت الدراسة تطبيق نظام جديد يساعد على رفع إنتاجية الأفراد، رأت أنه الأفضل والأكثر ملائمة لطبيعتنا اليوم عن النظام القديم للعمل لثمان ساعات محددة، ألا وهو نظام العمل لمدة 52 دقيقة  متواصلة ثم أخذ استراحة لمدة 17 دقيقة تقريباً، حيث استطاعت الدراسة وبالتعاون مع الحقائق العلمية الحديثة، التوصل لنتيجة مفادها أن العقل البشري غير مؤهل للعمل بتركيز متواصل لمدد عمل طويلة متواصلة، وأن أدمغتنا تحتاج إلى التوقف قليلاً للاستراحة لدقائق لكي تستعيد قدرتها على العمل بكفاءة، وهو الأمر الذي أثبتته الدراسة عملياً بتطبيقه على المجموعات التي قامت بدراستها.

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة