أمير‭ ‬الشباب‭ ‬العربي‭.. ‬فارس‭ ‬لا‭ ‬تترجل‭ ‬أمجاده

مهما‭ ‬كتبنا‭ ‬حول‭ ‬حجم‭ ‬الفراغ‭ ‬الذي‭ ‬تركه‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬فيصل‭ ‬بن‭ ‬فهد‭ ‬بن‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬‭-‬‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬‭-‬‭ ‬على‭ ‬كافة‭ ‬الأصعدة‭ ‬وبالذات‭ ‬الصعيد‭ ‬الرياضي‭ ‬والإجتماعي‭ ‬لن‭ ‬نستطيع‭ ‬وصفه‭ ‬بدقه‭ ‬،‭ ‬لأن‭ ‬الفرسان‭ ‬عندما‭ ‬يترجلون‭ ‬عن‭ ‬صهوة‭ ‬الحياة‭ ‬تبقى‭ ‬أمجادهم‭ ‬تمتطي‭ ‬صهوة‭ ‬القلوب‭ ‬والوجدان‭ ‬،‭ ‬حتى‭ ‬وإن‭ ‬رحل‭ ‬الفارس‭ ‬فيصل‭ ‬بن‭ ‬فهد‭ ‬فإن‭ ‬تلاميذ‭ ‬مدرسته‭ ‬لازالوا‭ ‬يذكروننا‭ ‬بوجوده‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬،‭ ‬أول‭ ‬هؤلاء‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬
نواف‭ ‬بن‭ ‬فيصل‭ ‬،‭ ‬ذاك‭ ‬الشبل‭ ‬من‭ ‬ذاك‭ ‬الأسد‭ .‬

لم‭ ‬يكن‭ ‬فيصل‭ ‬بن‭ ‬فهد‭  -‬رحمه‭ ‬الله‭- ‬يبحث‭ ‬عن‭ ‬مجد‭ ‬شخصي‭ ‬بل‭ ‬كان‭ ‬همه‭ ‬وشغله‭ ‬الشاغل‭ ‬أن‭ ‬يرى‭ ‬علم‭ ‬بلاده‭ ‬يرفرف‭ ‬في‭ ‬أهم‭ ‬المحافل‭ ‬الرياضية‭ ‬العالمية‭ ‬فكان‭ ‬له‭ ‬ماراد‭ ‬،‭ ‬كانت‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬السعودية‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬فيصل‭ ‬بن‭ ‬فهد‭ ‬لها‭ ‬طعم‭ ‬خاص‭ ‬وهوية‭ ‬خاصة‭ ‬تحمل‭ ‬الهيبة‭ ‬والوقار‭ ‬مثل‭ ‬شخصيته‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬،

تعجز‭ ‬اللغة‭ ‬والأوراق‭ ‬عن‭ ‬إحصاء‭ ‬مامنحه‭ ‬الأمير‭ ‬الراحل‭ ‬لبلاده‭ ‬ومجتمعه‭ ‬،‭ ‬كان‭ ‬قائدا‭ ‬حقيقيا‭ ‬للنهضة‭ ‬الرياضية‭ ‬التي‭ ‬جعلت‭ ‬راية‭ ‬التوحيد‭ ‬ترفرف‭ ‬خفاقة‭ ‬في‭ ‬أرقى‭ ‬المحافل‭ ‬الدولية‭ ‬والأممية،‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬المحفل‭ ‬الرياضي‭ ‬العالمي‭ ‬الأهم‭ ‬وهو‭ ‬كأس‭ ‬العالم‭ .‬

‭ ‬كان‭ ‬الأمير‭ ‬فيصل‭ ‬بن‭ ‬فهد‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬يتمتع‭ ‬بشخصية‭ ‬الفارس‭ ‬الحازم‭ ‬فكانت‭ ‬له‭ ‬هيبة‭ ‬بين‭ ‬القاصي‭ ‬والداني‭ ‬جعلت‭ ‬منه‭ ‬رجلا‭ ‬من‭ ‬رجالات‭ ‬الدولة‭ ‬،‭ ‬لذلك‭ ‬كانت‭ ‬الرياضة‭ ‬على‭ ‬عهده‭ ‬حتى‭ ‬العلام‭ ‬الرياضي‭ ‬لاتشوبها‭ ‬فوضى‭ ‬ولو‭ ‬بنسبة‭ ‬قليلة‭ ‬،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭  ‬رحمه‭ ‬الله‭  ‬متابعا‭ ‬لكل‭ ‬الفعاليات‭ ‬الرياضية‭ ‬بعين‭ ‬المسؤول‭ ‬المؤتمن‭ .‬
حجز‭ ‬أمير‭ ‬الشباب‭ ‬العربي‭ ‬لنفسه‭ ‬ولإسمه‭ ‬مكانا‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬الوطن‭ ‬العربي‭ ‬الكبير‭ ‬عبر‭ ‬مهامه‭ ‬الجسام‭ ‬التي‭ ‬وضحت‭ ‬اهميتها‭ ‬وحجمها‭ ‬بعد‭ ‬وفاته‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬،‭ ‬حيث‭ ‬عاشت‭ ‬الرياضة‭ ‬العربية‭ ‬ركودا‭ ‬بسبب‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬شخص‭ ‬محنك‭ ‬يحل‭ ‬مكانه‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬واسكنه‭ ‬فسيح‭ ‬جناته‭ ...‬

تولى‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1391هـ‭ ‬منصب‭ ‬نائب‭ ‬الرئيس‭ ‬العام‭ ‬لرعاية‭ ‬الشباب‭ ‬ورئيسها‭ ‬آنذاك‭ ‬الأمير‭ ‬خالد‭ ‬الفيصل‭ ‬الذي‭ ‬أصبح‭ ‬في‭ ‬صفر‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬العام‭ ‬أميرا‭ ‬لمنطقة‭ ‬عسير‭ ‬وعام‭ ‬1403هـ‭ ‬هو‭ ‬العام‭ ‬الذي‭ ‬أصبح‭ ‬الأمير‭ ‬فيصل‭ ‬بن‭ ‬فهد‭ ‬رئيسا‭ ‬عاما‭ ‬لرعاية‭ ‬الشباب‭.‬

‭ ‬السيرة‭ ‬الذاتية
‭ ‬
 - ‬ولد‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬فيصل‭ ‬بن‭ ‬فهد‭ ‬بن‭ ‬عبد‭ ‬العزيز‭ ‬في‭ ‬مدنية‭ ‬الرياض‭ ‬عام‭ ‬1946‭ ‬م‭ ‬وهو‭ ‬الأبن‭ ‬الأكبر‭ ‬للمغفور‭ ‬له‭ ‬الملك‭ ‬فهد‭ ‬بن‭ ‬عبد‭ ‬العزيز‭ ‬–‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭.‬
‭ ‬
‭- ‬ متزوج‭ - ‬عدد‭ ‬البنين‭ : ‬أثنان‭ ‬عدد‭ ‬البنات‭ : ‬ثلاث
‭ ‬
‭- ‬ حاصل‭ ‬على‭ ‬شهادة‭ ‬بكالوريوس‭ ‬العلوم‭ ‬السياسية‭ ‬والإدارة‭ ‬من‭ ‬جامعة‭ ‬كاليفورنيا‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬1971‭ ‬م‭.‬
‭ ‬
‭ -‬مدير‭ ‬عام‭ ‬رعاية‭ ‬الشباب‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬العمل‭ ‬والشؤون‭ ‬الإجتماعية‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1972‭ ‬م‭.‬

‭- ‬الرئيس‭ ‬العام‭ ‬لرعاية‭ ‬الشباب ‬1974‭ ‬م‭ .‬

‭- ‬رئيس‭ ‬اللجنة‭ ‬الأولمبية‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬1975‭ ‬م‭ .‬
‭   ‬
‭- ‬رئيس‭ ‬الأتحاد‭ ‬العربي‭ ‬الألعاب‭ ‬الرياضية‭ ‬1976‭ ‬م‭ .‬
‭- ‬رئيس‭ ‬الأتحاد‭ ‬العربي‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭   ‬1976‭ ‬م‭ .‬
‭- ‬رئيس‭ ‬الأتحاد‭ ‬السعودي‭ ‬لكرة‭ ‬القدم  1971‭ ‬م‭ .‬
‭ ‬
‭ - ‬رئيس‭ ‬الأتحاد‭ ‬الرياضي‭ ‬للتضامن‭ ‬الإسلامي‭ ‬1981‭ ‬م‭ .‬
‭- ‬عضو‭ ‬اللجنة‭ ‬الأولمبية‭ ‬الدولية‭  ‬1984‭ ‬م‭ .‬
‭- ‬رئيس‭ ‬الجمعية‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬لبيوت‭ ‬الشباب‭  ‬1973‭ ‬م‭ .‬
‭  ‬
‭- ‬رئيس‭ ‬اللجنة‭ ‬الدولية‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬التراث‭ ‬الحضاري‭ ‬الإسلامي‭   ‬1982‭ ‬م‭ .‬
‭- ‬رئيس‭ ‬اللجنة‭ ‬العليا‭ ‬لجائزة‭ ‬الدولة‭ ‬التقديرية‭ ‬في‭ ‬الأدب‭ ‬السعودي‭   ‬1979‭ ‬م‭ .‬
‭- ‬رئيس‭ ‬اللجنة‭ ‬الوطنية‭ ‬لمكافحة‭ ‬المخدرات‭    ‬1984‭ ‬م‭ .‬
‭- ‬رئيس‭ ‬الأتحاد‭ ‬السعودي‭ ‬لرياضة‭ ‬المعاقين‭   ‬1992‭ ‬م‭ .‬

‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬صعبا‭ ‬على‭ ‬خريج‭ ‬بكالوريوس‭ ‬العلوم‭ ‬السياسية‭ ‬والإدارة‭ ‬من‭ ‬جامعة‭ ‬كاليفورنيا‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬أن‭ ‬تتميز‭ ‬قراراته‭ ‬بالحكمة‭ ‬والحنكة‭ ‬وبعد‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬تأسيس‭ ‬دوري‭ ‬كرة‭ ‬قدم‭ ‬يعد‭ ‬الأقوى‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية‭ ‬بأكملها‭ ...‬

رحل‭ ‬فيصل‭ ‬بن‭ ‬فهد‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬واسكنه‭ ‬فسيح‭ ‬جناته‭ ‬وترك‭ ‬انجازاته‭ ‬على‭ ‬قيد‭ ‬الحياة‭ ‬لن‭ ‬ينال‭ ‬منها‭ ‬الموت‭ ‬،‭ ‬يتذكرها‭ ‬مجتمعنا‭ ‬كلما‭ ‬كان‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬الرياضة‭ ‬والشباب‭ ‬،‭ ‬كلما‭ ‬كان‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬منتخبنا‭ ‬في‭ ‬كأس‭ ‬العالم‭ ‬،‭ ‬كلما‭ ‬كان‭ ‬الحدث‭ ‬عن‭ ‬فرسان‭ ‬الوطن‭ ‬والذين‭ ‬رحلوا‭ ‬ولم‭ ‬يسد‭ ‬فراغ‭ ‬غيابهم‭ ‬أحد‭ ..‬

‭ ‬كان‭ ‬خبر‭ ‬وفاته‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬مثل‭ ‬صاعقه‭ ‬نزلت‭ ‬على‭ ‬قلوب‭ ‬الشعب‭ ‬العربي‭ ‬بأكمله‭ ‬،‭ ‬كيف‭ ‬لا‭ ‬،‭ ‬وهو‭ ‬الفارس‭ ‬الذي‭ ‬اغدقت‭ ‬اياديه‭ ‬البيضاء‭ ‬على‭ ‬القاصي‭ ‬والداني‭ ‬،‭ ‬كف‭ ‬لا‭ ‬وهو‭ ‬الرجل‭ ‬الذي‭ ‬يبذل‭ ‬ماله‭ ‬ي‭ ‬كل‭ ‬سبيل‭ ‬للخير‭ ‬،‭ ‬وكم‭ ‬من‭ ‬معاق‭ ‬ويتيم‭ ‬بكى‭ ‬دمعا‭ ‬نازفا‭ ‬بعد‭ ‬رحيل‭ ‬فيصل‭ ‬بن‭ ‬فهد‭ ...‬