إي جين كارول.. الصحفية التي قلبت الموازين في أمريكا

اشتهرت الصحفية والكاتبة الأمريكي إي جين كارول بكونها صاحبة أطول أعمدة النصائح انتشارًا في مجال النشر في أمريكا، حيث بدأت في نشر عمود في مجلة يل منذ التسعينات وحتى عام 2019، إلا أن شهرتها العالمية تحققت بسبب اتهامها سياسيين بارزين بالاعتداء عليها في التسعينات، وهي القضية التي قلبت الموازين في الولايات المتحدة، في السطور التالية تعرف على مسيرتها وقصة حياتها.

من هي إي جين كارول؟

إليزابيث جين كارول هي صحفية وكاتبة أمريكية، ولدت في 12 ديسمبر عام 1943 في ديترويت بالولايات المتحدة الأمريكية، وهي واحدة من أشهر كاتبات الأعمدة في الصحف الأمريكية.

بدأت كارول مسيرتها المهنية في الصحافة خلال السبعينات، واشتهرت بأسلوبها الحاد والساخر، وهو ما جعلها محط أنظار المجلات الشهيرة. اكتسبت كارول شهرة أوسع من خلال زاويتها الشهيرة "اسأل جين" والتي  تعد من أشهر الاعمدة وأطولها على الإطلاق، حيث استمرت في كتابتها لمدة 26 عامًا تقريبًا.

في هذه الزاوية، كتبت إي جين كارول نصائح حياتية وشخصية تتسم بالجرأة، وهو ما جعلها تتحدى الصور النمطية التقليدية للنساء. اشتهر كين بشكل أوسع من خلال كتبها، فقد نشرت كتاب تضمنت فيه مزاعم تعدي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عليها في التسعينات.

كانت هذه المزاعم سببًا في دخول كارول إلى نزاع قضائي طويل ويحظى بتغطية إعلامية واسعة في الولايات المتحدة، وانتهت بتغريم ترامب ملايين الدولارات بتهم الاعتداء والتشهير.

بعد هذه الحادثة، أصبحت كارول رمزًا نسويًا، وشخصية بارزة في مناهضة التحرش والتمييز، وواصلت تأليف الكتب التي حققت مبيعات عالية.

نشأتها وتعليمها

ولدت إي جين كارول في ديترويت بولاية ميشيغان الأمريكية، والدها كان مديرًا لمتجر الأساسي، أما والدتها فكانت سياسية جمهورية في إنديانا.

كارول هي الابنة الأكبر بين 4 أطفال، وقد نشأتها في أشقائها في إنديانا، والتحقت بالجامعة هناك، وكانت طالبة جميلة ومتفوقة، حيث توجت بلقب ملكة جمال الجامعة عام 1963. في العام التالي، وبصفتها ممثلة الجامعة، فازت في مسابقة ملكة جمال المشجعات في الولايات المتحدة، وظهرت في التلفزيون.

حياتها الشخصية

تزوجت إي جين كارول من ستيفن بايرز، وانتقلا معًا للعيش في نيويورك، حيث عملت في مهنة الصحافة، لكنها انفصلت عن زوجها الأول عام 1984.

تزوجت للمرة الثانية من الفنان ومذيع الأخبار جون جونسون، وانفصلت عنه عام 1990، ولم تتزوج مرة ثانية.

مسيرتها الصحفية

بدأت إي جين كارول مسيرتها المهنية في الصحافة منذ السبعينات، حيث اتسمت بأسلوبها الجريء والفكاهي، وكتبت في عدة صحف ومجلات أمريكية معروفة. كانت أبرز محطاتها المهنية عمودها الشهير "اسأل إي جين" والذي نشر في مجلة إيل من عام 1993 حتى عام 2019، أي نحو 26 عامًا، ليصبح أحد أطول الأعمدة في الولايات المتحدة.

في العمود، قدمت كارول نصائح اجتماعية بنبرة نسوية ناقدة، وقد تلقت إشادة كبيرة بفضل قدرتها على المزيج بين الدعابة والتعاطف مع مشكلات النساء، وقد وصفتها الصحف بأنها "امرأة شجاعة على حصان جامح".

في عام 2020، غادرت كارول المجلة، وادعت أنه تم طردها بسبب معركتها القانونية العلنية مع الرئيس دونالد ترامب، والذي اتهمت علنًا بالاعتداء الجنسي عليها، إلا أن صحيفة إيل نفت الأمر، وأكدت أن طردها كان لأسباب تجارية.

شاركت إي جين كارول في الكتابة في مجلات مرموقة، ومنها مجلات بلاي بوي، وذا أتلانتك، وقد عرفت بأسلوبها الغريب.

أعمالها الأخرى

 شاركت كارول كذلك في تأسيس عدة مواقع إلكترونية، منها مواقع GreatBoyfriends.com، وهو موقع توصي فيه النساء برجال جيدين سابقين، أسست كذلك موقع Tawkify، وهو موقع للمواعدة.

وبجانب الصحافة، شاركت كارول في الكتابة التلفزيونية، حيث شاركت في كتابة الموسم الـ12 من البرنامج الشهير SNL، ورشحت لجائزة إيمي أفضل كاتبة. قدمت كذلك برنامجًا تلفزيونيًا بعنوان "اسأل إي جين" في منتصف التسعينات، وتلقت إشادة بفضل روح الدعابة لديها.

ألفت كارول عددًا من الكتب الشهيرة، ومنها كتاب Hunter: The Strange and Savage Life of Hunter S. Thompson، أما كتابها الأشهر، فكان كتاب What Do We Need Men For عام 2019، وتضمن الكتاب مزاعم تعرضها للاعتداء من ترامب في التسعينات، وهو الكتاب الذي أثار جدلًا واسعًا.

معركتها القضائية مع دونالد ترامب

في عام 2019، كتبت إي جين كارول مقالًا في مجلة نيويورك، ادعت فيه أن دونالد ترامب اعتدى عليها جنسيًا في عامي 1995 و1996 في متجر بيردورف جودمان في نيويورك.

وعلى الرغم من أن المقال أثار جدلًا واسعًا، إلا أنها ذكرت تفاصيل أكثر عن الحادثة في كتابها "لماذا نحتاج الرجال". كانت هذه الادعاءات بداية معركة قضائية استمرت لسنوات بين ترامب وكارول.

نفى ترامب كل الاتهامات الموجهة إليه، وادعى بأنه لم يقابل كارول أبدًا، إلا أن كارول ردت بنشر صورة لها تجمعها بترامب عام 1987. في عام 2019، رفعت كارول دعوى تشهير ضد دونالد ترامب، وذكرت في الدعوى: "أضر ترامب بسمعتي وألحق الضرر بي على الصعيد المهني".

وقالت: "منذ عقود تعرضت للاغتصاب على يد الرئيس الحالي للولايات المتحدة، وعندما تجرأت للتحدث عن الاعتداء شوّه سمعتي واتهمني بالكذب وأهان مظهري".

استخدم ترامب سلطته كرئيس للولايات المتحدة للمحاولة على التغطية  على هذه الأزمة، واستمرت الدعوى في المحاكم في عدة سنوات، حيث رد ترامب بدعوى تشهير مضادة عام 2023.

في عام 2024، وبعد محاكمات استمرت لسنوات، أدانت هيئة المحلفين ترامب، وطالبته بدفع تعويض بقيمة 18.3 مليون دولار عن الضرر العاطفي، و65 مليون دولار كتعويضات عقابية بإجمالي تعويضات 83 مليون دولار. استأنف ترامب الحكم، وفي سبتمبر 2024، جادل محامي ترامب بأن حصانة الرئيس من الملاحقة القضائية تتطلب رفض ادعاءات كارول رفضًا تامًا.

الكتابة عن دونالد ترامب

بعد رفع دعوى قضائية ضده، قررت إي جين كارول الكتابة عن النساء اللاتي تعرضت للاعتداء من قبل ترامب، حيث كتبت سلسلة من المقالات لمجلة "ذا أتلانتك"، وروت فيه قصص 25 امرأة اتهمن ترامب بسوء السلوك الجنسي.