جوني رودريغيز.. المكسيكي عبقري موسيقى الريف

يعد النجم المكسيكي الأمريكي جوني رودريغيز واحد من أبرز نجوم الغناء الذين برعوا في موسيقى الريف، واشتهرت بأغنياته الناجحة في سبعينات القرن الماضي التي جعلته شخصية رائدة في عالم الفن، ويحجز لنفسه مكانة خاصة في عالم الموسيقى، في السطور التالية تعرف على مسيرته الفنية وحياته.

من هو جوني رودريغيز؟

خوان راؤول ديفيس رودريغيز هو مغني أمريكي مكسيكي، ولد في 10 ديسمبر عام 1951 في تكساس بالولايات المتحدة الأمريكية، وهو واحد من أشهر نجوم موسيقى الروك.

بدأ جوني مسيرته الفنية في سن مبكر، حيث تأثر بالموسيقى التقليدية المكسيكية وموسيقى الكانتري، وبفضل إصراره تمكن من تقديم أولى أغانيه التي حققت شهرة محلية.

على مدار مسيرته، أصدر جوني رودريغيز العديد من الألبومات التي جمعت بين الطابع المكسيكي ولمسات حديثة، وتميزت أغنياته بمواضعها العاطفية. حصل جوني خلال مسيرته على تقدير الجمهور والنقاد على حد سواء، وحصل على عدة جوائز لإسهاماته الفنية.

نشأته وتعليمه

ولد جوني رودريغيز لعائلة مكسيكية أمريكية في ولاية تكساس الأمريكي، وقد نشأ في عائلة كبيرة مكونة من 10 أطفال، وكان هو الطفل الثاني، حيث عاشت الأسر في منزل مكون فقط من 4 غرف.

كان جوني طالبًا مميزًا في المدرسة، كما كان ماهرًا، إذا لعب كرة القدم في المدرسة الإعدادية، كما كان صبي مذبح في كنيسته. وعلى الرغم من طفولته الجيدة، كانت مراهقته مضطربة بسبب أزمات شخصية أثرت على حياته، حيث توفي والده بالسرطان وهو في سن 16 عامًا، وبعدها توفي شقيقه الأكبر أندريس في حادث سيارة.

وبسبب تلك الأزمات، وقع جوني في مشكلات مختلفة انتهت به في السجن، حيث اتهم بسرقة ماعز مع مجموعة من أصدقائه، فيما كشف جوني نفسه بأنه سجن لأنه لم يتمكن من دفع غرامة فرضت عليه.

وفي السجن، اكتشف جوني شغفه بالغناء والموسيقى، حيث كان يغني في زنزانته كثيرًا، وسمعه اللاعب خواكين جاكسون، الذي أعجب بموهبته، وساعده بعد خروجه من السجن في مسيرته الفنية المبكرة.

زوجته وأطفاله

تزوج جوني رودريغيز للمرة الأولى من مضيفة الطيران الجورجية ديان باترسون, تزوج بعدها للمرة الثانية من لانا نيلسون، ابنة مغني الريف ويلي نيلسون، لكن الزواج استمر لمدة 7 أشهر فقط.

كان زواجه الثالث والأخير من ديبي ماكنيلي، وهي أمريكية صاحب صالون لتصفيف الشعر في تكساس، ورزق منها بابنته الوحيدة أوبري راي رودريغيز التي ولدت عام 1998

.

بداية مسيرته الفنية

بدأ المغني جوني رودريغيز مسيرته الفنية بدعم من اللاعب خواكين جاكسون، الذي أوصى صديقه "شاهان" بالعناية به بعد الخروج من السجن، وبالفعل، بدأ جوني يقدم عروضًا غنائية في الأماكن السياحية المحلية في تكساس.

في عام 1971، وخلال إحدى عروضه، استمع  إليه مغني الريف توم تي هول وبوبي بيرر، الذين شجعوه على الذهاب إلى ناشفيل للبحث عن عمل في أي فرقة موسيقية، وبالفعل، انتقل جوني إلى ناشفيل، وكان يبلغ من العمر 21 عامًا، مع جيتاره و14 دولارًا في جيبه فقط.

كان ذهابه إلى ناشفيل مثمرًا، إذ وجد سريعًا مكانة في فرقة موسيقية عمل فيها كمغني رئيسي، بالإضافة إلى كتابة أغاني الفرق. بعد أقل من عام، تمكن جوني من توقيع أول عقد احترافي في مسيرته مع شركة التسجيلات ميركوري ريكوردز، وبدأ بالتسجيل في الاستوديو الخاص بالشركة فورًا.

بعد توقيعه مع الشركة، أصدر جوني رودريغيز أول أغنية منفردة له بعنوان Pass Me By عام 1971، والتي حققت نجاحًا كبيرًا، وأصبحت من بين أكثر الأغنيات الريفية رواجًا هذا العام، ليصبح جوني أول مغني ريفي أمريكي من أصل مكسيكي يحقق هذه الشهرة.

التألق في السبعينات والثمانينات

بعد إصدار أغنيته الأولى، أصدر أغنية ثانية بعنوان You Always Come Back to Hurting Me التي حققت نجاحًا كبيرًا، وفي عام 1973، أصدر ألبومه الأول، الذي تصدر قائمة أفضل ألبومات الريف، كما ظهر في برامج تلفزيونية متنوعة.

في عام 1975، استمرت أغنيات جوني رودريغيز تحقق نجاحًا كبيرًا، وكانت الأغنيات التي قدمها معظمها أغنيات كتبها بنفسه.  في عام 1979، انتقل جوني إلى شركة يبك ريكوردز، وأصدر معها ألبومه الثاني Down on the Rio Grande، الذي حقق نجاحًا كبيرًا في قوائم موسيقى الريف.

تمكنت أغنيات رودريغيز في تلك الفترة في أن تحتل ترتيبًا جيدا في قوائم أفضل أغنية، وأصبح جوني وجهة شعبية للحفلات الموسيقية.

وعلى الرغم من تألقه الفني، إلا أنه في هذه الفترة عانى من إدمان المخدرات التي أثرت على أدائه ومسيرته بشكل كبير، لكنه واصل تقديم أغنيات ناجحة. مع منتصف الثمانينات، خفت نجاحه، لينتقل إلى شركة جديدة عام 1987، ويصدر معها آخر أغنياته الناجحة I Didn't (Every Chance I Had).

خفوت نجمه ومواصلة الإنتاج

مع نهاية الثمانينات، خفت نجم المغني جوين رودريغيز بشكل كبير، وخاصة بعد قتله أحد معارفه في منزله في تكساس اعتقادًا منه بأنه لص، وهي القضية التي تمت تبرئته فيها من تهمة القتل.

وعلى الرغم من خفوت نجمه، واصل جوني تقديم المزيد من الأغنيات والجولات الفنية في الولايات المتحدة ودول أخرى، منها المكسكيك  وكوريا الجنوبية، والمملكة المتحدة وكندا. في عام 2012، أصدر آخر ألبوماته الذي حمل اسمه.

حصل جوني على عدة تكريمات مهمة في مسيرته، فقد تم تكريمه من قبل 3 رؤساء أمريكيين، وهم جيمي كارتر وجورج بوش الأب، الذي غنى في حفل تنصيبه، وجورج دبليو بوش.

في عام 2007، دخل جوني إلى قاعة مشاهير موسيقى الريف في تكساس، وفي عام 2010، حصل على جائزة معهد الريادة الثقافية الإسبانية.

نال جوني رودريغيز تقدير النقاد والجمهور على حد سواء، حيث حصل على جوائز عديدة تقديراً لإسهاماته الفنية. كما تمكن من إقامة حفلات جماهيرية ناجحة في مختلف دول العالم، مما عزز من مكانته كأحد أبرز الفنانين المكسيكيين المعاصرين.

وفاة جوني رودريغيز

توفي المغني جوني رودريغيز في 9 مايو عام 2025 عن عمر 73 عامًا في مركز لرعاية المسنين في تكساس.