حمادة إمام.. الثعلب صانع أمجاد القلعة البيضاء

واحد من أبرز رموز كرة القدم المصرية، وأيقونة نادي الزمالك، إنه لاعب كرة القدم الراحل حمادة إمام صاحب المهارات الاستثنائية والأسلوب الأنيق في اللعب، وهو ما جعله من أكثر اللاعبين شعبية وتأثيرًا في تاريخ الكرة المصرية، في السطور التالية تعرف على مسيرته الكروية وإنجازاته.

من هو حمادة إمام؟

محمد يحيى الحرية إمام، وشهرته حمادة إمام، هو لاعب كرة قدم مصري سابق، ولد في 28 نوفمبر عام 1943، ولعب في مركز الهجوم مع النادي الزمالك، ويعد أيقونة من أيقونات النادي، وأبرز لاعبي كرة القدم في مصر.

نشأ حمادة في أسرة كروية بامتياز، فوالده كان لاعب كرة قدم، وورث حب كرة القدم عن والده، وبدأ مسيرته الكروية في صفوف الناشئين في نادي الزمالك، وأظهر موهبة استثنائية منذ صغره.

في أوائل الستينات، انضم إلى الفريق الأول لنادي الزمالك، ولفت الأنظار بفضل مهاراته العالية وقدرته على صناعة الأهداف، لذا حصل على لقب "الثعلب" بسبب ذكائه التكتيكي وحركاته المرواغة، وكان من بين الجيل الذهبي لنادي الزمالك، وحقق مع النادي عدة بطولات محلية.

لم تقتصر إنجازات حمادة إمام مع الزمالك فحسب، بل تألق مع المنتخب المصري في عدد من البطولات الإقليمية والدولية، وأثبت نفسه لاعب من طراز فريد. بعد الاعتزال، لا يبتعد عن كرة القدم، حيث شغل عدة مناصب إدارية في النادي، وظهر في برامج تلفزيونية عدة كذلك.

نشأته وعائلته

ولد اللاعب حمادة إمام في حي المنيرة في السيدة زين، وقد درس في الكلية الحربية، وعمل ضابطًا في القوات المسلحة. والده هو لاعب كرة القدم يحيى الحرية، الذي كان حارس مرمى نادي الزمالك ومنتخب مصر في كأس العالم في الثلاثينات.  كما كان ضابط سابق وحاكم لغزة عام 1954.

زوجته هي الدكتورة ماجي الحلواني، وهي أكاديمية مصرية شغلت عدة مناصب منها مجلس الشورى والاتحاد المصري لكرة القدم واتحاد الإذاعة والتلفزيون، كما كانت عميد كلية الإعلام جامعة القاهرة، وهي أول من اهتم بمادة الإخراج الصحفي، وأول باحثة مصرية في هذا المجال.

ابنه هو اللاعب حازم إمام، كابتن نادي الزمالك سابقًا، وابنه الثاني هو أشرف إمام.

مسيرته الرياضية

بدأت رحلة اللاعب حمادة إمام مع نادي الزمالك عندما اكتشفه الكابتن علي شرف عام 1957، حيث انضم إلى صفوف الناشئين في النادي، وأظهرت مهارت لافتة في بدايته. في العام التالي، التحق إلى الفريق الأول، واستمرت مسيرته مع النادي حتى عام 1975، كتب خلالها فصولًا ذهبية في تاريخ القلعة البيضاء.

خلال مسيرته الكروية مع الزمالك، قاد إمام الفريق للتتويج بالدوري مصري 3 مرا، ورفع كأس مصر 4 مرات. شكل إمام مع نجوم جيله فريقًا استثنائيًا خلال الستينات، وكان من بين زملائه عمر انلور، وعصام بهيج وحنفي بسطان وأبور جيلة وغيرهم.

كان لإمام دور محوري في تحقيق نادي الزمالك بتحقيق لقب الدوري مرتين على التوالي لأول مرة في تاريخ النادي في موسمي 1963- 1964، و1964- 1965.

نال حمادة إمام لقب "الثعلب الكبير" بفضل ذكائه المذهل في الملعب. ومن أبرز الأهداف التي أظهرت دهاءه الكروي، هدفه في مرمى الأهلي عندما توغل من الجهة اليسرى، وسدد كرة مفاجئة في الزاوية القريبة، مما أربك الجميع.

لحظات هامة في مسيرته

يحمل حمادة إمام في ذاكرته تفاصيل لا تُنسى عن أول ظهور له بقميص الزمالك. كان ذلك اليوم حافلاً بالمشاعر المختلطة؛ إذ لعب في الجبهة اليمنى بناءً على تعليمات المدرب حسن حلمي، ولكن مضت أول عشر دقائق دون أن يلمس الكرة. بدا وكأنه تائه على أرض الملعب، مما أثار استغراب الجماهير التي هتفت: "أين حمادة إمام؟"، خاصةً أنه كان يتمتع بشعبية كبيرة منذ أيامه في قطاع الناشئين.

أثناء محاولاته للتمركز بشكل أفضل، تلقى توجيهات جديدة من مدربه لتغيير موقعه في الملعب. وبينما كان يستعد لتنفيذ التعليمات، ظهرت الكرة فجأة أمامه، لينتهز الفرصة بخفة ومهارة، ويُسجل هدفاً وصفه لاحقاً بأنه "أجمل هدف في حياته". تلك اللحظة لم تكن فقط بداية تألقه مع الفريق الأول، بل كانت ولادة لنجم استثنائي في تاريخ النادي.

من بين أبرز المباريات التي لعبها حمادة إمام في صفوف نادي الزمالك مباراته الشهيرة ضد وست هام يونايتد الإنجليزي عام 1966، وكان النادي حينها يضم عمالقة كرة القدم تريفور بروكينج وبوبي مور، وجيف هيرست.

نجح إمام في هذه المباراة من خطف الأنظار، حيث سجل 3 أهداف من أصل 5 سجلها النادي، وكانت تلك المباراة شهادة على عبقريته الكروية.

من اللحظات الهامة في مسيرة حمادة إمام الكروية كانت في عام 1960، حيث واجه الزمالك النادي الأهلي في نهائي بطولة كأس مصر تحت 20 عامًا، وحصل بعد تلك المباراة على لقب "محمد الخامس".

كان حمادة على وشك عدم المشاركة في هذه المباراة، حيث كان مع والده في قطاع غزة، الذي كان حاكمًا على القطاع في ذلك الوقت، إلا أن المشير عبد الحكيم عامر، كبير مشجعي الزمالك، قرر إرسال طائرة حربية مخصوصة لإحضار إمام إلى القاهرة، وبالفعل شارك إمام في المباراة، وقاد الزمالك للفوز بالمباراة بتسجيله 5 أهداف، وتوج الزمالك بالبطولة.

ومن الأهداف المميزة في مسيرته، هدفه في شباك نادي الترسانة، وكانت زاوية التسديد شبه مستحيلة، لكنه تمكن من تسجيل الهدف، وقد حمله الجمهور على الأكتاف بعد هذا الهدف.

مسيرته بعد الاعتزال

اعتزل اللاعب حمادة إمام كرة القدم عام 1975، إلا أنه لم يبتعد عن كرة القدم، حيث اتجه للإدارة، وعمل مديرًا للكرة في نادي الزمالك، ووصل إلى منصب نائب رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم.

كان إمام ضيفًا مهمًا في العديد من البرامج الرياضية في مصر، حيث قدم برنامج "أهداف الأسبوع مع الثعلب" على قناة النيل الرياضية لأكثر من 10 سنوات، وعمل معلقًا رياضيًا في التلفزيون المصري كذلك.

مسيرته مع المنتخب

انضم حمادة إمام إلى منتخب مصر الوطني والعسكري، وخلال مسيرته الدولية، شارك في عدة بطولات أفريقية وعسكرية، وقد ابتكر له الجمهور هتاف مميز "بص شوف حمادة بيعمل إيه".

وفاة حمادة إمام

في 9 يناير عام 2016، وفي حمادة إمام عن عمر 67 عامًا بعد صراع مع المرض، في أحد مستشفيات القوات المسلحة.