خوان ميرو.. الفنان الإسباني رائد السريالية

اشتهر الفنان الإسباني خوان ميرو بأسلوبه الفريد في الرسم، فقد جمع في لوحاته بين السيريالية والتعبيرية، لذا يعتبر على نطاق واسع من أهم رواد الفن الحديث في القرن العشرين، وله تأثير كبير على العديد من الفنانين في جميع أنحاء العالم.

اشتهر أسلوب ميرو في الرسم ببساطته وحبه للألوان الزاهية والأشكال الهندسية والخطوط الرقيقة، وقد استخدم في أعماله رموز متكررة منها النجوم والسلحفاة والطيور، وتأثر كثيرًا بالحركة السيرالية ويعتبر رائدًا لها رغم أنه لم ينضم إليها بشكل رسمي، تعرف أكثر على مسيرته الفنية وحياته في هذا المقال.

من هو خوان ميرو؟

خان ميرو آي فيرا هو رسام ونحات إسباني كاتالوني ولد في 20 أبريل عام 1893 في برشلونة كاتالونيا ويعد من أبرز الفنانين والرسامين في العالم، وحققت أعماله استحسانًا عالميًا ووصفت بأنه سريالية ولكن بأسلوب شخصي.

عرف ميرو باهتمامه بالعقل الباطن وخلق العقل الطفولي، وقد جمع في أعماله بين السريالية والتعبيرية ويعد من رواد الفن الحديث في القرن العشرين وله تأثير كبير على الفنانين في جميع أنحاء العالم.

ركز ميرو في أعماله على استكشاف اللاوعي والأحلام، وقد تناولت أعماله موضوعات إنسانية مختلفة منها الحرب والحب والموت والحياة، ولا تزال أعماله تلهم الفنانين والجمهور على حد سواء.

كان ميرو الفنان الوحيد الذي كان قادرًا على منافسه مواطنه بيكاسو، فقد كان كلاهما لديهم مسيرة فنية غنية بالإنجازات والتنوع والتي امتدت على نحو قرن من الزمان، وكلاهما يتمتعان بالقدر نفسه من الشهرة العالمية، إلا أنهما في الوقت نفسه مختلفًا كثيرًا في أسلوبهما الفني.

زوجة خوان ميرو

تزوج من بيلار جونوكسا في 12 أكتوبر عام 1929 ولديه ابنة اسمها ماريا دولوريس ميرو ولدت عام 1930.

حياته الفنية

ولد الفنان خوان ميرو في عائلة برشلونة ونشأ فيها، والده كان يعمل صائغًا وصانعًا للساعات، أما والدته كانت ربة منزل. أحب ميرو الرسم والفن في سن صغير، فقد بدأ الرسم في سن السابعة في مدرسة خاصة في برشلونة، ثم التحق فيما بعد بأكاديمية الفنون الجميلة في برشلونة.

تأثر ميرو بالرساماين الانطباعيين والتكعيبيين، ولكنه لم ينخرط إلى أي مجموعة، وقد اتجه إلى تكوين أسلوبه الخاص في الفن وتأثر كثيرًا بالطبيعة التي عاشها في طفولته في مقاطعة كاتالونيا.

تأثر كثيرًا بصخب مدينة برشلونة، ورغم تناقض المكانين إلا أنه حافظ على الجمع بينهما في أعماله الفنية طوال حياته، واستمد منهما مادة غنية لفنه صقل به موهبته الفنية على مر الزمان.

أثر الشعر كثيرًا على حياة خوان ميرو ونظرته الفن، وقد صادق العديد من الشعراء الكاتالونيين منهم خوان سالفات بابسيت، وميغيل مارتي أي بول وغيرهم، وعندما غادر باريس عام 1920صادق العديد من الشعراء والفنانين هناك أمثال أندريه ماسون وماكس جاكوب وغيرهم، وقد أثر الشعر كثيرًا على أسلوبه الفني ولوحاته.

ما هي خصائص فن خوان ميرو؟

يعدالفنان خوان ميرو من الفنانين الذين تميزوا بأسلوبهم الفريد، فقد تمكن من صنع لنفسه أسلوبًا خاصًا به لم يشبه أي فنان آخر في عصره. تميزت أعماله بالبساطة الشديدية، حيث اعتمد على الخطوط الرفيعة والأشكال الهندسية والألوان الزاهية، وقد ساعدت هذه البساطة على إيصال الأفكار والمشاعر بدون تعقيد.

اعتمد كذلك  على الرمزية، فاستخدم رموزًا متكررة مثل الطيور والنجوم واستخدمها للتعبير عن أفكاره ومشاعره، وقد تأثر كثيرًا بالحركة السيرالية رغم أنه لم ينضم إلها وركز على استكشاف الأحلام اللاوعي في أعامله.

اعتمد ميرو كذلك على الألوان والأشكال للتعبير عن مشاعره وأفكاره، وساعدت الألوان الزاهية على إضفاء الحيوية على أعماله. أظهر ميرو، خلال مختلف مراحل مسيرته الفنية، استقلالية فكرية تميزت بالابتعاد عن كافة العقائد والتيارات الفنية، حتى وإن بدا أحياناً قريباً من بعضها. فعلى الرغم من علاقاته الوثيقة بالحركة السريالية، لم يتبع جميع أفكارها ومبادئها.

حظي عمل خوان ميرو الفني بإشادة واسعة من الفنانين ول العالم، فقد وصف النحات السويسري ألبرتو جياكوميتي عمله قائلًا: "إذا أردنا أن نكتشف روعة ميرو وتفرده في عالم الفن، فإن ثلاث قطرات ملونة تتساقط من ريشته على قماش اللوحة الأبيض يمكن أن تخلق لوحة متكاملة تثير شغف المشاهد. ستدفعه هذه اللوحة إلى الغوص في عالمها ومحاولة فهم أبعاد وتأويلات كل نقطة على حده".

فيما وصفه الفنان خوات براتس قائلًا: "عندما أجمع الحصى الصغيرة تصبح مجرد حصى، ولكن عندما يجمعه ميرو تصنف بأنها حصى ميرو"، وبسبب إعجاب الفنانين به حصل على للقب "ساحر الفنانين.

أدخل ميرو في أعماله مفردات جديدة ومختلفة تمامًا عن المألوف في قاموس الفن التشكيلي، تجتمع تحت مظلة اللاموضوعية بسبب طابعها التجريدي العام.

وقد اعتبرها العديد من نقاد الفن ضحكات فنية مرحة تتراقص على سطح اللوحة، تمتاز بحساسيتها الفريدة وآذانها الاستشعارية البارزة التي تقفز براداراتها في الفضاء اللامتناهي.

أشهر لوحات خوان ميرو

رسم الفنان خوان ميرو العديد من اللوحات الشهيرة، ومنها سلسلة "كوكبات" والتي أنجزها في الفترة ما بين 1939 إلى 1941، وتشكل هذه اللوحات تجاوزه للأسلوب الجمالي السريالية ومحاولاته للهروب من الواقع.

انطلق الفنان في هذه اللوحات من الواقع كنقطة بداية، ثم تجول كبهلوان في فضاء العلامات، مبدعًا في تهذيبها وإعادة تشكيلها وهندستها لابتكار مفردات شعرية خاصة تتألف من أشكال صغيرة عضوية مثل العين والعصفور والمرأة، بالإضافة إلى رموز تشبه الأبجدية الهيروغليفية. هذه المفردات ستتكرر في جميع أعماله اللاحقة، وتصبح مع مرور الوقت صعبة الفهم.

من رسومات خوان ميرو الشهيرة أيضًا لوحة "النجم الأزرق" التي رسمها في آخر حياته والتي كانت عبارة عن مجرد نجم ومثلث على أرض فارغة، ورغم بساطتها إلا أن هذه اللوحة بيعت في مزاد علني في لندن بمبلغ زاد عن 23 مليون جنيه إسترليني، وذلك لأنها فقط تحمل توقيعه.

من أعماله الشهيرة مجموعة "الأبراج السماوية" التي رسمها بين عامي 1940 و1941 وتعد من أهم أعماله التشكيلية، وتضم المجموعة 23 لوحة رسمها خلال الحرب العالمية الثانية وتأثر فيها بأحداث الحرب لذا تظهر قوة ديناميكة الفنان ومخيلته الشعرية أيضًا.

وقد وصف الكثير من النقاد أن هذه المجموعة كانت بمثابة ذروة عبقريته الفنية، حيث لم يتمكن بعدها أن ينتج عملًا جديدًا وأخذت أعماله تتكرر في نسخ باهتة.

وفاة خوان ميرو

توفي خوان ميرو في 25 ديسمبر عام 1983 عن عمر 90 عامًا.