استطاعت النجمة الكندية من أصول جزائرية زاهو أن تفرض نفسها في ساحة الموسيقى الناطقة بالفرنسية بفضل أسلوبها الفني الذي يمزج بين البوب والراب والآر أند بي مع لمسة شرقية نابعة من جذورها، لتصبح من أشهر نجمات الغناء باللغة الفرنسية في العالم، في السطور التالية تعرف على مسيرتها الفنية وحياتها.
من هي زاهو؟
هي مغنية كندية جزائرية، ولدت في 10 مايو عام 1980 في مدينة باب الزوار في الجزائر، وتعد من أشهر نجمات الغناء باللغة الفرنسية في العالم. ولدت زاهو في الجزائر، ونشأت في عائلة محبة للموسيقى والغناء.
في التسعينات، هاجرت العائلة إلى كندا، وهناك بدأت تكتب الأغاني باللغة الفرنسية، وفي عام 2008، أطلقت ألبومها الأول الذي ضم أغنيات لاقت نجاحًا كبيرًا. مزجت زاهو في الموسيقى التي تقدمها بين الموسيقى الجزائرية والروك والراب، وناقشت موضوعات عن الحرية والهوية والحب والمرأة، ومزجت في أعمالها بين التجربة الشخصية والغنائية بأسلوب شبابي.
رغم أنها تغني باللغة الفرنسية، لم تنس زاهو أبدًا أصولها الجزائرية، بل كانت تعبر عن هويتها دائمًا في الموسيقى والألحان والكلمات التي تقدمها في أغانيها.
نشأتها في الجزائر
اسمها الحقيقي هو زهيرة درابيد، ولدت في مدينة باب الزوار إحدى ضواحي العاصمةا لجزائرية الجزائر، وعاشت في بلدها حتى سن 12 عامًا، حيث انتقلت مع عائلتها للعيش في موندريال بكندا.
انتقلت العائلة إلى كندا هربًا من الحرب الأهلية التي خلفت دمارًا كبيرًا في البلاد، وأسفرت عن مقتل المئات، فقد صرحت زاهو أن جميع أنباء عمومتها وجيرنها ومعلم السباحة ومدير المقهى في شارعها اختفوا خلال الحرب دون أثر.
عاشت أسرة زهيرة ظروفًا خطيرة في الجزائر، فقد كشفت بأن والدها محمد ووالدتها فضيلة كادا يقتلان في أحد التفجيرات في السوق، ودخلت البلاد في حالة حظر تجول شامل.
كانت زهيرة في ذلك الوقت تطمح بتحقيق العديد من الأهداف، إلا أن وضع البلاد لم يكن يسمح لذلك، فكان أشد طموحاتها أن تعيش في أمان. انتمت زاهو إلى عائلة من الطبقة المثقفة، فقد كان والدها يعمل مسؤولًا في وزارة التخطيط، أما والدتها كانت أستاذة في البحث العملياتي في المعهد الوطني للمعلوماتية في الجزائر.
![زاهو.. النجمة الجزائرية التي وصلت إلى العالمية]()
الانتقال إلى كندا ومحاولة التأقلم
في عام 1998، انتقلت هي وعائلتها إلى مونتريال بكندا كجزء من برنامج الهجرة الانتقائية، حيث كانت البلاد تبحث عن علماء كمبيوتر، وهناك اكتشفت زاهو شغفها بالموسيقى.
على الرغم من انتقالها إلى بيئة آمنة بعيدًا عن الحروب الأهلية وأصوات الانفجارات، إلا أنها واجهت صعوبات شديدة في التأقلم، فبعد 3 سنوات من العيش في كندا، عانت من ذكريات الماضي، وتعرضت لنوبات هلع في الشارع أكثر من مرة بعدما تذكرت حادثا كاد يقتلها، إذا فاتتها حافلة في الجزائر انفجرت على بعد أمتار قليلة من تحركها.
بعد استقرارها في كندا، عادت زاهو إلى الجزائر، وحصلت على شهادة البكالوريا هناك، ثم أكملت دراستها الجامعية في جامعة مونتريال بكندا، وحصلت على شهادة في هندسة الحاسوب، وتخصصت في تطوير البرمجيات.
تركت الهندسة من أجل الموسيقى
كانت زاهو طالبة متفوقة، حيث تخصصت في تطوير البرمجيات، إلا أن شغفها بالموسيقى دفعها لترك تخصصها لدراسة الموسيقى. لم تكن خطوة زاهو بترك مجالها سهلًا، إذ واجهت معارضة شديدة من والديها الذين أصيبا بإحباط شديد بسبب هوسها بالموسيقى، وخاصة بسبب تفوقها الأكاديمي، فقد كانت من أوائل دفعتها.
في سن السابعة من عمرها، بدأت زاهو تتعلم العزف على الجيتار، وسرعان ما أتقنت أعمال فرانسيس كابريل. بعد هجرتها إلى كندا، اكتشفت عالم الموسيقى الاحترافية، حيث تعرفت على نجوم الموسيقى الفرنسية منهم إيدير.
زوج المغنية زاهو
لا تتحدث زاهو كثيرًا عن حياتها الشخصية، ففي عام 2018 أعلنت فجأة ولادة طفلها الأول عبر منشور على حسابها الخاص على منصات التواصل الاجتماعي وهي بعمر 39 عامًا، قبل أن تعلن عن زواجها، وكشفت أن اسم ابنها "نعيم.
في يونيو 2019، كشفت لأول مرة عن صورة ابنها وزوجها معًا، فزوجها هو الفنان الفرنسي الشهير فلورنت موت، الذي شارك معها في مسرحية "أسطورة الملك آرثر" عام 2015.
في عام 2024، رزقت زاهو بطفلها الثاني من زوجها، ونشرت مجموعة من الصور لعائلتها على حسابها على إنستغرام.
![زاهو.. النجمة الجزائرية التي وصلت إلى العالمية]()
مسيرتها الفنية
بدأت المغنية الجزائرية زاهو مسيرتها الفنية منذ عام 2006 فخلال دراستها الموسيقى التقت بالمنتج الموسيقي الفرنسي فيل غريس، الذي ساعدها في تسجيل أول أعمالها الغنائية، حيث أصدرت أول أغنية منفردة لها Hey Papi.
في عام 2008، أصدرت ألبومها الأول "ديما" والذي يعني "دائمًا باللهجة الجزائرية"، وحقق الألبوم نجاحًا كبيرًا. في عام 2012، أصدرت ألبومها الثاني Contagieuse. في عام 2017، أصدرت ألبوم Le monde à l'envers، وفي عام 2023، أصدرت ألبوم Résilience.
في عام 2008، خطفت الأضواء عندما تُوّجت بـجائزة أفضل فنانة فرنسية ضمن حفل MTV Europe Music Award، ما شكّل انطلاقتها الكبرى في سماء النجومية.
ولم تمضِ سوى سنة حتى أكدت زاهو مكانتها من جديد، بحصولها على جائزة الموهبة الفرنسية الشابة في حفل NRJ Music Award لعام 2009، لتُثبت أنها ليست مجرّد ظاهرة عابرة، بل فنانة صاحبة رؤية ومسار فني متين.
وفي عام 2011، أثمرت تعاوناتها الموسيقية المميزة عن جائزة أفضل ديو في الحفل ذاته، بفضل أغنيتها الناجحة مع الفنان الكندي جاستين نوزوكا. ذلك العام أيضاً، نالت جائزة الإبداع عن أغنيتها المشتركة مع النجم العالمي شون بول، التي حملت توقيعاً فنياً مختلفاً أضاف لرصيدها بُعداً دولياً جديداً.
أما في عام 2013، فواصلت زاهو تألقها، وتألقت في حفل Trace Urban Music Award، حيث حصدت جائزتي أفضل فنانة وأفضل تعاون، وذلك عن عملها المشترك مع مغني الراب الشهير La Fouine، مؤكدة مرة أخرى قدرتها على الابتكار والتجديد في كل تجربة تخوضها.
![زاهو.. النجمة الجزائرية التي وصلت إلى العالمية]()