يعد عالم الاقتصاد الأمريكي سيمون جونسون من أكثر الخبراء تأثيرًا في مجال التحليل الاقتصادي للأزمات المالية والسياسيات الاقتصادية العالمي، وقد استطاع تسليط الضوء على نقاط الضعف في الأنظمة المالية العالمية، وشرح الأسباب التي تقف وراء الأزمات المالية، وشغل خلال مسيرته مناصب أكاديمية مرموقة.
من هو سيمون جونسون؟
سيمون إتش جونسون، هو عالم اقتصاد أمريكي من أصول بريطانية، ولد في 16 يناير عام 1963، ويشغل منصب أستاذ رونالد أ. كورتز لريادة الأعمال في كلية سلون للإدارة التابعة لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في الولايات المتحدة الأمريكية.
بدأ جونسون مسيرته الأكاديمية بالحصول على درجة الدكتوراه في الاقتصاد من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وخلال مسيرته الأكاديمية درس وحلل الأزمات المالية والاقتصادات الناشئة، وحققت دراساته وأبحاثه صدى واسعًا في المجتمع الاقتصادي العالمي.
واحدة من أبرز إنجازاته دوره ككبير الاقتصاديين ومدير الأبحاث في صندوق النقد الدولي من عام 2007 إلى عام 2008، وهي الفترة التي شهدت الأزمة المالية العالمية، وساعد في صياغة استراتيجيات للاستجابة للأزمة المالية، وقدم استشارات للعديد من الدول لمواجهة التحديات الاقتصادية.
ألف جونسون خلال مسيرته العديد من الكتب، ولعل أعماه كتاب "13 مصرفيًا"، والتي ناقش فيه هيمنة البنوك الكبرى على النظام المالي الأمريكي وتأثيره على الاقتصاد، كما قدم أبحاثًا ودراسات، قدم فيه رؤى اقتصادية معمقة حول كيفية تفادي الأزمات المالية المستقبلية.
دراسته
حصل سيمون جونسون على درجة البكالوريوس في الاقتصاد من جامعة أكسفورد في المملكة المتحدة، وبعدها حصل على درجة الماجستير من جامعة مانشستر. في عام 1989، حصل على درجة الدكتوراه في الاقتصاد من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وكانت أطروحته بعنوان "التضخم والوساطة والنشاط الاقتصادي".
مسيرته المهنية
بدأ سيمون جونسون مسيرته الأكاديمية بالعمل كمحاضر في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في الولايات المتحدة، وهو حاليًا بشغل منصب أستاذ رونالد أ كورتز لريادة الأعمال في كلية سلون للإدارة التابعة للمعهد، كما أنه زميل أول معهد بيترسون للاقتصاد الدولي.
خلال مسيرته الأكاديمية، شغل جونسون العديد من المناصب الأكاديمية المتعلقة بالسياسة، منها أنه كان أستاذ الاقتصاد في كلية فوكوا للأعمال في جامعة ديوك، كما كان كبير خبراء الاقتصاد في صندوق النقد الدولي عام 2007، وذلك خلال الأزمة الاقتصادية العالمية.
في عام 2020، تم تعيين جونسون كعضو في فريق مراجعة وكالة انتقال جو بايدن الرئاسي لدعم جهود الانتقال المتعلقة بوزارة الخزانة الأمريكية، والاحتياطي الفيدرالي.
من المناصب الهامة التي شغلها، منصب باحث مشارك في المكتب الوطني للبحوث الاقتصادية، كما أنه زميل وباحث في مركز أبحاث السياسة الاقتصادية.
يشغل جونسون عضوية عدد من المجالس الاقتصادية، ومنها المجلس الاستشاري الدولي في مركز البحوث الاجتماعية والاقتصادية، وعضو في لجنة المستشارين الاقتصاديين التابعة لمكتب الميزانية بالكونجرس.
من عام 2006، كان جونسون زميلًا زائرًا في معهد بيترسون للاقتصاد الدولي، ويشغل حاليًا منصب زميل أول في المعهد، وفي عام 2007 كان عضو هيئة تحرير أربع مجلات اقتصادية أكاديمية، كما أنه ساهم في تأسيس منظمة Project Syndicate المختصة بنشر التحليلات حول العديد منا لموضوعات العالمية، منها القضايا الاقتصادية.
إلى جانب دوره في صندوق النقد الدولي، ساهم جونسون في تحليلاته ومقالاته في العديد من المجلات الاقتصادية الرائدة مثل "نيويورك تايمز" و"فاينانشال تايمز" و"إيكونوميست". كان دائمًا مناصرًا للشفافية والإصلاح في النظام المالي العالمي، محذرًا من المخاطر التي تشكلها البنوك الكبرى والأسواق المالية غير المنظمة.
مؤلفات سيمون جونسون
خلال مسيرته الأكاديمية، ألف سيمون جونسون العديد من الكتب والمؤلفات، ونشر أبحاث ودراسات في مجلات أكاديمية واقتصادية، ولعل أبرز مؤلفاته على لإطلاق كتاب "13 مصرفيًا: الاستيلاء على وول ستريت والانهيار المالي التالي"، وقد صدر الكتاب عام 2010، شارك في كتابته المحامي وأستاذ القانون الأمريكي جيمس كواك، وكان الكتاب من أكثر الكتب مبيعًا في الولايات المتحدة.
ناقش سيمون في هذا الكتاب تأثير هيمنة البنوك الكبرى على النظام المالي الأمريكي والاقتصاد والسياسة، ويرى جونسون من خلال هذا الكتاب ضرورة تطبيق إصلاحات جذرية للحد من تأثير هذه البنوك على الاقتصاد العالمي، من أجل تحقيق استقرار اقتصادي مستدام.
من مؤلفاته المشهورة أيضًا كتاب "القوة والتقدم" الذي صدر عام 2023، بالتعاون مع عالم الاقتصاد التركي دارون عجم أوغلو، وفي الكتاب يناقش التطور التاريخي للتكنولوجيا والعواقب الاجتماعي والسياسية له.
يتناول الكتاب بشكل أساسي 3 محاور، وهي العلاقة بين الآلات والإنتاج والأجور، وكيف يمكن تسخير التكنولوجيا للسلع الاجتماعية، وسبب الحماس بشأن الذكاء الاصطناعي.
ينتقد الكتاب بشكل أساسي تأثير الذكاء الاصطناعي على الوظائف والأجور، وقدم الكتب حلولًا وأفكار لتحسين استخدام التكنولجيا واستغلالها لنفع البشرية، وتقليل المخاطر الناجمة عنها مستقبلًا.
ألف سيمون كذلك كتاب "البيت الأبيض يحترق: ديوننا الوطنية وأهميتها بالنسبة لك"، ويستعرض الكتاب أسباب تراكم الدين الأمريكي، والتداعيات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية لهذا الدين، والحلول المقترحة للحد من هذا الدين، كما يقدم تحليلًا شاملًا للمشكلة.
ألف أيضًا كتاب "إعطاء انطلاقة لأمريكا: كيف يمكن للعلم الرائد أن يحيي النمو الاقتصادي والحلم الأمريكي"، وقد ألف الكتاب بالاشتراك مع العالم جوناثان جروبر، وفي الكتاب يناقش كيفية خلق ملايين الوظائف الجديدة في مختلف أنحاء العالم من خلال الاستثمار العام المتججد في البحث والتطوير. في عام 2009، ألف كتاب "الانقلاب الهادئ".
جائزة نوبل في الاقتصاد
في عام 2024، حصل سيمون جونسون على جائزة نوبل في الاقتصاد بالمشاركة مع العالم الأمريكي من أصول تركية دارون عجم أوغلو، والعالم الأمريكي من أصول بريطانية جيمس أ. روبنسون، وذلك بسبب دراستهم حول كيفية تشكيل المؤسسات والتأثيرها على الرخاء.