ظاعن شاهين.. الصحفي صاحب البصمة الإعلامية المهمة

دخل الشاعر والصحفي الإمارات ظاعن شاهين مجال الصحافة في منتصف الثمانينات، وخلال سنوات عمله التي زادت عن 30 عامًا تمكن من ترك بصمة هامة في عالم الصحافة والإعلام في بلده الإمارات، وهو ما جعله من أهم الأسماء الصحفية في بلده، فضلًا عن براعته في فنون أخرى منها الشعر والكتابة النقدية، تعرف أكثر على مسيرته المهنية وحياته.

من هو ظاعن شاهين؟

ظاعن محمد ظاعن شاهين هو صحفي وشاعر وناقد وإعلامي إماراتي ولد في إمارة دبي في عام 1961 ويعد من أبرز الأسماء الصحفية في الإمارات وصاحب التجربة الشعرية والنقدية المميزة.

بدأ شاهين مسيرته المهنية في الصحافة في منتصف الثمانينات، وتحديدًا في عام 1984 وعمل في صحف إمارتتية مختلفة، وأهمها صحيفة البيان، والتي يشغل حاليًا منصب المدير التنفيذي ورئيس تحريرها، وقد كان له دور بارز في المجال الصحفي والإعلامي والثقافي في الإمارات.

تدرج شاهين في المناصب الصحفية، فبدأ محررًا وعمل في أقسام مختلفة منها المنوعات والرياضة والمراجعة، وهو عضو في العديد من المؤسسات والجمعيات الصحفية والثقافية في الإمارات.

برع شاهين كذلك في الشعر، وقد أصدر عدة مجموعات شعرية بارزة تمكن فيها من إبراز موهبته الشعرية وما يملكه من مخزون ثقافي وتراثي وتاريخي.

نشأته وتعليمه

ولد الصحفي ظاعن شاهين في إمارة دبي ودرس في مدارسها حتى المرحلة الثانوية، وقد برزت موهبة الكتابة لديه منذ صغره، حيث برزت موهبته في المدرسة وهو ما لفت انتباه معلمي اللغة العربية لديه.

امتلك ظاعن قدرة وأسلوب كتابي مميز ومختلف عن أقرانه من الطلاب، وقد كان قادرًا على وصف ما يشعر به ببلاغة وسلاسة.

وبفضل ما يمتلكه من مواهب وقدرات في الكتابة قرر شاهين أن يتخصص في الإعلام، وبالفعل التحق بقسم الإعلام في جامعة الإمارات ليبدأ بعدها مسيرته المهنية في الصحافة. وقد حصل على دبلوم في الصحافة من جامعة بوسطن في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1987.

مسيرته المهنية

بدأ الصحفي ظاعن شاهين تجربته الصحفية مبكرًا، حيث برزت لديه ملكة الكتابة حينما كان طالبًا في المدرسة، وقرر أن يطور هذه الملكة من خلال ولوج عالم الكتابة فبدأ مراسلة الصحف والمجلات العربية ويرسل لهم كتاباته المختلفة.

واصل شاهين الكتابة خلال دراسته الإعلام في الجامعة، وقد برع في الكتابة الصحفية والنقدية كما برز في الشعر، وقد بدأ مسيرته الصحفية في عام 1984 من خلال عمله في مجالة البيان الإماراتية وعمل أولًا محررًا في قسم الشؤون المحلية.

تدرج شاهين بعدها في المسؤوليات والمناصب الصحفية، فأصبح مسؤولًا في المراجعة، وبعدها انتقل إلى القسم الرياضي وشغل منصب رئيس القسم، ثم تولى رئاسة إدارة الثقافة والمنوعات، ثم أصبح نائب رئيس تحرير مجلة البيان.

في عام 2005 شغل منصب رئيس تحرير الصحيفة، وحاليًا يشغل منصب المدير التنفيذي للصحيفة بجانب رئاسة تحريرها، كما أنه يشغل نصب المدير التنفيذي لشؤون الصحافة في مؤسسة دبي للإعلام.

يشعل ظاهن شاهين عضوية عدة مجالس ومؤسسات أدبية وصحافية وثقافية في الإمارات، فهو عضو مجلس إدارة مؤسسة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، كما أنه عضو في جمعية الصحفيين بالدولة والاتحاد العام للكتاب العرب وجمعية اتحاد كتاب وأدباء الإمارات.

يشغل شاهين أيضًا عضوية مجلس إدارة جائزة الصحافة العربية، وهو الأمين العام المساعد لشؤون التدريب في اتحاد الصحافة الخليجية، كما شغل منصب مدير تحرير مجلة "شؤون أدبية".

تجربته الشعرية

برز اسم الصحفي ظاعن شاهين في مجال الشعر والقصيدة بشكل كبير بفضل كتاباته وإسهاماته الشعرية البارزة، فقد كان ينشر قصائده في عدد من الصحف والمجلات الإماراتية.

تلقى شاهين دعمًا كبيرًا من العديد من الشعراء والادباء العرب، ومنها الكاتب الراحل محمد الماغوط الذي كان مشرفًا على ملحق الخليج الثقافي، حيث عرض شاهين قصيدته على الماغوط فأشاد بموهبته وأمر بنشر قصيدته.

أول ديوان شعري يُنشر له كان في عام 1990 من خلال ديوان شعري بعنوان "آية للصمت" ويرجع الفضل لنشر هذا الديوان إلى الأديب العراق عبد الإله عبد القادر الذي عمل على جمع قصائد وأشعار شاهين التي نشرها في صحف ومجلات مختلفة وجمعها في كتاب.

توالت بعدها الإصدارات الشعرية لشاهين، فنشر مجموعة شعرية بعنوان "نقوش على أبواب النبط"، ومجموعة آخرى بعنوان "ما لم تقله الريح". برع شاهين في كتابة قصيدة النثر كما جميع بين العمودي والتفعيلي وكتب الشعرالشعبي والزهيري أيضًا.

شارك شاهين في العديد من الأمسيات الشعرية، كما شارك في مهرجانات أدبية وثقافية وسينمائية كذلك، منها مهرجان المبد في بغداد، ومهرجان بانتالريا السينمائي في إيطاليا، ومهرجان دبي الدولي لشعر

فارس فن الزهيريات في الإمارات

يبرز اسم الشاعر والصحفي ظاعن شاهين في الفن الزهيري، وهو هي ظاهرة شعرية تعني الجمع بين الشعر النبطي والشعر والفصيح ويعد شاهين من أهم الأسماء الشعرية التي برعت في هذا النوع من الفنون بجانب شعراء آخرين منهم سالم بوجمهور وأحمد العسم وأحمد راشد ثاني وغيرهم.

ويعود اسم الزهيري نسبة إلى شاعر اشتهر بهذا النوع من الشعر الذي كان يتقنه البحّارة خلال عملهم، وينسب الاسم إلى عائلة من السعودية تدعى آل الزهير، وللشعر الزهيري أوزان وبحور خاصة به تميزه عن الشعر الشعبي الذي يقال في البحر أو في البر.

ومن نماذج هذا الشعر يقول شاهين:

ما تم لي صاحب عقبك أبد ما تم

بعدك طويت الورق وفصلك نقص ما تم

الناس ترقص فرح وعنهم أنا أفماتم

يلي رحلتوا، غصب القلب تابعكم

مهما فعلتوا.. ترى روحي تتابعكم

أخذوني سابق لكم، حسبوني تابعكم

بارض خلت منكم حلفت أنا ما تم

وقصيدة أخرى يقول فيها:

حبك شعل داخلي وقلبي تمرمر يوم

واعدتني نلتقي، وعلى الوعد مر يوم

مر يوم كنه سنة.. فرقاك يا مر يوم

ماريد غير الوصل واحظى بلقياكم

يا كم قلبي انفطر، وياكم صبر ياكم

عيد الفطر شوفتك لو نلتقي وياكم

راع الهوى مبتلي يومن حلو ومرّ يوم

مؤلفات ظاعن شاهين

وبجانب العمل الصحفي وكتابة الشعر برز اسم ظاهن شاهين أيضًا في الكتابة النقدية فقد صدرته له مجموعة نقدية بعنوان "أتهجاج حلمًا"، بالإضافة إلى كتاب "خارج النص"، وكتاب "أشياء ليست للبيع"، وكتاب "داخل الصورة خارج الإطار"، وكتاب "وجوه أخرى للحياة".

اهتم شاهين أيضًا بتأريخ الصحافة في الإمارات فصدر له كتاب "الصحافة في الإمارات. من الرواد والمؤسسين إلى القادة المؤثرين" وصدر الكتاب عام 2017 وفيه غاص في تاريخ مهنة الصحافة في الإمارات وسلط الضوء على أهم الأسماء الصحفية في الإمارات.