عبد الأحد مومند... أول أفغاني ورابع مسلم يصعد إلى الفضاء

أصبح رائد الفضاء  الأفغاني عبد الأحد مومند أول أفغاني يصعد إلى الفضاء ورابع مسلم يسافر إلى الفضاء الخارجي، حيث قضى رحلة مدته 9 أيام عام 1988 وحقق إنجازات مهمة خلال رحلته، تعرف أكثر على مسيرته المهنية وإنجازاته.

من هو عبد الأحد مومند؟

هو رائد فضاء أفغاني وطيار سابق في القوات الجوية الأفغانية ولد في عام 1959 في مدينة ساردة باند بمقطاعة أندار في أفغانستان، وهو أول أفغاني يصعد إلى الفضاء.

حصل مومند على الجنسية الألمانية عام 2003، وقد قام برحلة إلى الفضاء عام 1988 على متنة سفينة TM-6  الفضائية، وحمل العديد من الأرقام القياسية، كأول أفغاني ورابع مسلم وأول من يأخذ القرآن إلى الفضاء وقرأه هناك.

نشأته وتعليمه

ولد عبد الأحد مومند في عام 1959 في أفغانستان لعائلة تنتمي إلى قبيلة موماند من مجموعة البشتون العرقية، وقد أكمل تعليمه حتى المرحلة الثانوية في مدرسة حبيبية. التحق مومند بعدها بجامعة كابول للفنون التطبيقة عام 1976 وكان عمره 17 عامًا فقط وتخرج بعدها بعامين ليبدأ تجنيده في الجيش الأفغاني عام 1978.

بعد التخرج سافر مومند إلى الاتحاد السوفييتي لتدريب الطيارين، ودرس في مدرسة كراسنودار العليا للطيران العسكرية، كما درس في مدرسة كييف العليا للهندسة الجوية وعاد إلى أفغانستان عام 1981.

زوجته وأبنائه

تزوج عبد الأحد مومند من سيدة أفغانية اسمها زولفارا ولديه منها 3 أبناء ابنتين وولد، وهو يعيش مع عائلته حاليًا في ألمانيا بعدما حصل على لجنسية الألمانية عام 2003. يتقن عبد الأحد 4 لغات وهي الفارسية والباشتو والروسية والألمانية كذلك.

مسيرته المهنية في الجيش

عاد عبد الأحد مومند إلى أفغانستان عام 1981 بعد أن أكمله دراسته في الطيران وترقى في الرتب العسكرية، وأصبح ملاحًا رئيسيًا في قاعد باجرام الجوية. بعد 3 أعوام  عاد مجددًا إلى الاتحاد السوفييتي، وتحديدًا عام 1984 للتدريب في أكاديمية جاجارين للقوات الجوية.

بعد فترة وجيزة من التدريب والتخرج عام 1987 تم اختياره كمرشح ليصبح رائد فضاء في مشروع  إنتركوسموس، وهو برنامج فضائي سوفييتي، وقد كان الطيار الأفغاني محمد دوران مرشحًا أيضًا للمشاركة في البرنامج.

رحلته إلى الفضاء

تم ترشيح عبد الأحد مومند مع الطيار الافغاني محمد دوران برتبة عقيد للمشاركة في مشروع إنتركومسموس السوفيتي، ورغم أن دوران كان يحمل رتبة عسكرية أعلى، حيث كان عقيدًا بينما مومند كان نقيبًا إلا أنه وقع الاختيار على مومند في النهاية بسبب معاناة زميله الآخر من الزائدة الدودية، ولكنه أصبح جزءًا من الطاقم الاحتياطية للمهمة التي شارك فيها مومند إلى الفضاء.

تم اختيار مومند ضمن طاقم سفينة TM-6 والتي تضم رائد الفضاء فلاديمير لياخوف، والذي كان قائد الطاقم، ومهندس الطيران فاليري لويكاوف، وقد انتلقت الرحلة إلى الفضاء يوم 29 أغسطس عام 1988، وذلك خلال الحرب السوفيتية الأفغانية.

استمرت الرحلة لمدة 9 أيام في محطة مير الفضائية، وقد كانت من مهام مومند التقاد صورًا لبلاده، كما شارك في عدة تجاربة فيزيائي وفلكية وبيولوجية وطبية، وخلال رحلته تحدث إلى الرئيس الأفغاني آنذاك محمد نجيب الله، كما حضّر الشاي الأفغاني إلى الطاقم.

أحضر مومند معه إلى الفضاء القرآن الكريم وتلى آيات من القرآن الكريم في الفضاء بناء على طلب من الحكومة الأفغانية بينما كان أحد أفراد الطاقة ممسكًا بساقيه حتى يمنعه من التحرك ويكون قادرًا على قراءة القرآن ومسك المصحف.

عندما صعد موند إلى الفضاء حقق أرقامًا قياسيًا كثيرة، منها أنه أول أفغاني ورابع مسلم يصعد إلى الفضاء بعد السعودي سلطان بن سلمان آل سعود، والسوري محمد فارس، والأذربيجاني موسى ماناروف.

تحدث مومند أيضًا بلغة الباشتو، وأصبحت هذه اللغة رابع لغة يتم التحدث بها رسميًا على متن الفضاء، حيث كانت والدته خائفة جدًا على سلامة ابنها، لذا استدعى رئيس أفغانستان والدته إلى مكتب الرئيس ورتب معها مؤتمر صوتي بينها وبين مومند للاطمئنان على ابنها.

عودته من الفضاء

عاد عبد الأحد مومند وطاقم المركبة الفضائية في موعد متأخر عن الموعد المخطط له بسبب مشكلات ميكانيكة في محطة MIR، ولكن طمأنت إذاعة موسكو المستعمين بأن طاقم السفينة سيعودون بشكل آمن وهم على اتصال بمركز مراقبة المهمة.

بعد يوم واحد من التأخير نجحت المركبة في العودة وعادت بالقرب من جيزكازجان في دولة كازاخستان، وقد تم تسجيل هبوط السفينة إلى الأرض على الهواء مباشرة وأذيعت على التلفزيون.

بعد عودته إلى بلده حصل مومند على لقب بطل الاتحاد السوفيتي، كما حصل على لقب بطل جمهورية أفغانستان الديمقراطية ووسام لينين من الاتحاد السوفيتي، كما تم تعيينه نائبًا لوزير الطيران المدني.

استقبل مومند استقبالًا مهيبًا في أفغانستان، حيث تجمع الأفغان لمقابلته وألقوا عليه الزهور، ولكن أطلق المجاهدون على مدينة كابول وابلًا من الصواريخ وأصبحت المدينة مسرحًا لأكثر من 25 هجومًا صاروخيًا في يوم واحد وأدى هذا إلى مقتل 35 شخصًا وإصابة 165 آخرين.

الهجرة إلى ألمانيا

في عام 1992 سافر عبد الأحد مومند إلى الهند للنظر في شكوى بخصوص خطوط أريان الجوية، وخلال هذا الوقت انهارت حكومة نجيب الله في أفغانستان، لذا خاف مومند العودة إلى بلاده مع سيطرة طالبان ومقتل الرئيس على يد الحركة.

قرر مومند الهجرة إلى ألمانيا مع عائلته وتقدم بطلب اللجوء إليها وأصبح مواطنًا ألمانيًا في عام 2003، وهناك عمل في الطباعة، وحاليًا يعمل كمحاسب ويقيم ف يمدينة أوستفيلدرن بالقرب من مدينة شتوتغارت الألمانية.

في عام 2010 حصل  مومند على وسام الاستحقاق في استكشاف الفضاء الروسي، وقد عاد إلى بلده أفغانستان لأول مرة بعد الهجرة عام 2013 بطلب من الرئيس الإفغاني آنذاك حامد كرزاي بمناسبة الذكرى الـ25 على وصوله إلى الفضاء.

تم تصوير فيلم وثائقي يحكي فيه عن تجربته في الفضاء وعرض على قناة BBC بالفارسية والفيلم اسمه "كابول إلى المجرة".