يعد رجل الأعمال السعودي عمرو الدباغ واحد من أبرز رجال الأعمال السعوديين في العقدين الأخيرين، فخلال مسيرته جمع بين العمل الحكومي والتميز في القطاع الخاص، واشتهر بأعماله الاستثمارية في قطاعات مختلفة، وهو ما جعله نموذجًا للقيادة السعودية الطموحة، في السطور التالية تعرف على مسيرته وقصة نجاحه.
من هو عمرو الدباغ؟
عمرو بن عبدالله الدباغ هو رجل أعمال سعودي، يشغل منصب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة الدباغ، التي تأسست على يد والده عبدالله الدباغ عام 1962.
بدأ الدباغ مسيرته المهنية في مجال الأعمال، وخلال مسيرته اكتسب خبرات واسعة من خلال إدارة شركات تعمل في مجالات متعددة. امتدت مسيرة الدباغ بالتنقل بين القطاعين الخاص والعام،فقد شغل منصب محافظ الهيئة العامة للاستثمار "برتبة وزير" لمدة 8 سنوات.
وبجانب أعماله الإدارية ومشروعاته الاستثمارية، شارك عمرو الدباغ في تأليف عدة مؤلفات في ريادة الأعمال، ومنها كتاب "ريادة الأعمال الحكومية" الذي استكشف فيها أمثلة عالمية لممارسات ريادة الأعمال في الحكومة.
يشغل الدباغ العديد من المناصب في المجالي الدولية، كما أنه حاز على عدة أوسمة وجوائز تقديرًا لإسهاماته في مجال ريادة الأعمال والاستثمار والاستدامة.
دراسته
درس عمرو الدباغ إدارة الأعمال من جامعة الملك عبدالعزيز في جدة، وحصل على شهادة البكالوريوس في إدارة الأعمال. حصل بعدها على دورات إدارية في كلية الأعمال بجامعة هارفارد، وكلية لندن للأعمال، وجامعة وارتون.
![عمرو الدباغ.. رجل الأعمال صاحبة البصمة الاستثمارية المتميزة]()
إدارته لمجموعة الدباغ
تولى معالي عمرو الدباغ منصب الرئيس التنفيذي ورئيس مجلس إدارة مجموعة الدباغ منذ عام 1984، وهي مجموعة تضم تحتها 84 شركة تابعة في مجالات مختلفة، منها الإسكان، والنقل، والبيع بالتجزئة، والمواد الغذائية، والاستثمار في الشركات الناشئة، ويعمل في الشركة حاليًا أكثر من 15 ألف شخص في 22 دولة.
وتحت قيادته، حققت الشركة العديد من الإنجازات، وضمت إلى قائمة شركاتها شركات أخرى، منها الدكان، وإلكترومين، وبترومين، بالإضافة إلى شركات مدرجة في البورصة، وهما شركتين التنمية الغذائية والبحر الأحمر العالمية.
ويقود الدباغ في الوقت الحالي لقيادة الشركة لتصبح واحدة من بين أفضل 30 شركة عائلية مملوكة بالكامل على مستوى العالم، كما يهدف أن تصبح مجموعة من بين أفضل 30 شركة تساهم في أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.
محافظ الهيئة العامة للاستثمار في المملكة العربية السعودية
في عام 2004، أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز بتعيين معالي عمرو الدباغ محافظاً للهيئة العامة للاستثمار في المملكة العربية السعودية برتبة وزير، وقد تولى هذا المنصب في دورة ثانية عام 2008 خلال عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز.
وخلال توليه هذا المنصب، عمل الدباغ على تحقيق رؤية الهيئة بتحقيق النمو الاقتصادي السريع في المملكة، وإنشاء بيئة عمل صحية جاذبة للاستثمار في المملكة، وتقديم التسهيلات والخدمات السريعة للمستثمرين السعوديين، وإيجاد المستثمرين الجدد.
![عمرو الدباغ.. رجل الأعمال صاحبة البصمة الاستثمارية المتميزة]()
عضويات ومناصب أخرى
شغل معالي عمرو الدباغ العديد من العضويات والمناصب في مجلس ومؤسسات مختلفة، فقد كان عضوًا في مجلس منطقة مكة المكرمة، ومجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بجدة.
شغل سابقًا منصب القنصل الفخري لجمهورية كازاخستان في السعودية، وكان عضوًا في معهد هارفارد للسياسات الاجتماعية والاقتصادية في الشرق الأوسط، كما أنه كان عضوًا في الهيئة الاستشارية للمجلس الاقتصادي الأعلى في المملكة العربية السعودية.
بالإضافة إلى ذلك، رأس عمرو الدباغ هيئة المدن الاقتصادية، الجهة المشرفة على تطوير وإدارة المدن الاقتصادية في المملكة. وخلال فترة قيادته للهيئة العامة للاستثمار، أُطلقت مدينة الملك عبد الله الاقتصادية كواحدة من أبرز المبادرات الوطنية الطموحة، في إطار سعي المملكة لتنويع اقتصادها وجذب الاستثمارات العالمية.
إلى جانب ذلك، ترأس الدباغ عدداً من اللجان الوزارية المشتركة بين السعودية وعدة دول، من بينها روسيا، وسويسرا، واليونان، وأوكرانيا، وكازاخستان، والسنغال، حيث لعب دوراً مهماً في تعزيز التعاون الاقتصادي والدبلوماسي مع هذه الدول.
كما كان له حضور بارز في العمل المؤسسي والإنساني، حيث شغل عضوية المجلس الاستشاري للمؤسسة الإسلامية لتنمية القطاع الخاص، ومجلس إدارة مؤسسة الملك عبد الله العالمية للأعمال الإنسانية، إضافة إلى عضويته السابقة في مجلس الأمناء لمؤسسة الملك عبد الله بن عبد العزيز للإسكان التنموي.
وفي إطار اهتمامه بالاقتصاد والمعرفة، أسس عمرو الدباغ منتديات اقتصادية مرموقة مثل منتدى جدة الاقتصادي، ومنتدى التنافسية الدولي، اللذين شكّلا منصات بارزة للحوار حول السياسات الاقتصادية والتنافسية العالمية.
عمرو الدباغ والاهتمام بالعمل المجتمعي
اهتم معالي عمرو الدباغ بالعمل المجتمعي، وتجلى هذا الاهتمام بدوره الفاعل في المؤسسات التنموية والخيرية محليًا وعالميًا. شغل الدباغ عضوية مجلس الأمناء لمؤسسة عبد الله بن عبد العزيز لوالديه للإسكان التنموي.
شغل الدباغ أيضًامنصب نائب رئيس مجلس الأمناء لصندوق المئوية في الرياض، ومهمة الصندوق دعم الشباب السعودي الطموح ممن يمتلكون أفكارًا تجارية مبتكرة.
ولم تقتصر إنجازاته محليًا، بل امتد إلى دول خارجية، فقد شغل سابقًا منصب نائب رئيس مجموعة المحافظة على الحياة الفطرية في تنزانيا، وهي منظمة عالمية تُعنى بحماية البيئة والحياة البرية. وفي المملكة المتحدة كان له حضور في منتدى قادة الأعمال التابع لصاحب السمو الملكي أمير ويلز.
ومن أبرز إنجازاته في دعم الحراك الاقتصادي في المنطقة، كان تأسيسه لمنتدى جدة الاقتصادي، الذي أصبح في غضون أربع سنوات فقط واحدًا من أبرز الفعاليات الاقتصادية في الشرق الأوسط. وقد تحوّل المنتدى إلى منصة عالمية استقطبت نخبة من القادة السياسيين والاقتصاديين والإعلاميين، من بينهم الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الأب.
![عمرو الدباغ.. رجل الأعمال صاحبة البصمة الاستثمارية المتميزة]()
جوائز وتكريمات
حصل عمرو الدباغ على العديد من الجوائز والتكريمات خلال مسيرته، ففي عام 1995، تم اختياره كأحد الشخصيات القيادية التي ستبرز في المستقبل من قبل المجلس التنفيذي للمنتدى الاقتصادي العالمي عام 1995.
عام 2006، حصل على لقب رجل العام من قبل مجلة أرابيان بيزنس، وفي عام 2008، حصل على وسام سيتارا ي امتياز من جمهورية باكستان، وهو أعلى وسام في الجمهورية. كما حصل على وسام جوقة الشرف الفرنسي برتبة فارس.
في عام 2006، حصل على جائزة الريادة في الإنجاز من رئيس وزراء لبنان السيد فؤاد السنيورة، وذلك تقديرًا لإسهاماته في تحسين مناخ الاستثمار في المملكة العربية السعودية.
في عام 2024، صنفت مجلة فوربس عمرو الدباغ في قائمة قادة الشركات العقارية الأكثر تأثيرًا في الشرق الأوسط، وفي عام 2023، تم تصنيف مجموعة الدباغ، التي يديرها، ضمن قائمة أقوى 100 شركة عائلة عربية وفقًا لفوربس.