قصة حياة امبراطور فرنسا نابليون بونابرت

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الأحد، 24 نوفمبر 2019 آخر تحديث: الثلاثاء، 14 سبتمبر 2021
قصة حياة امبراطور فرنسا نابليون بونابرت

تميز نابليون بونابرت بمحاولته توسيع رقعة الأراضي الفرنسية لتشمل دولاً أوروبية أبرزها إيطاليا، اتحدت الدول الأوروبية لمقارعته، فهزمها مرات، وهُزم أمامها في النهاية، ونفي إلى جزيرة القديسة هيلانة حيث وافته المنية هناك.

كان يمتلك عادة شد الأنف والأذن للأشخاص الذين يزعجونه، حسبما ورد في كتاب (المرأة في حياة نابليون) للكاتب كريستوفر هيبرت، كما كان لنابليون نتاجات فكرية، هي:

  • كتاب العشاء في بوكير (Le Souper de Beaucaire)، ألفه في شهر تموز/يوليو عام 1793.
  • رواية كليسون ويوجيني (Clisson et Eugénie)، تتحدث عن جندي وعشيقته، في عام 1795.
  • مجلة بونابرت وفضائل الإنسان (Le Journal de Bonaparte et des hommes vertueux)، أسسها في شهر أيار/مايو عام 1797، إضافةً لمذكراته التي نُشرت بعد وفاته.

طفولة نابليون، عائلته ودراسته

ولد نابليون بونابرت (Napoléon Bonaparte) في بلدة أجاكسيو بجزيرة كورسيكا في الخامس عشر من شهر آب/أغسطس عام 1769، بعد عام على انتقال ملكية جزيرة كورسيكا من جمهورية جنوة إلى فرنسا، والده كارلو بونابرت (1746- 1785)، عمل محامياً، ثم عُين لاحقًا ممثلاً لكورسيكا في بلاط الملك "لويس السادس عشر" في عام 1777، والدته ماريا يتيسيا رامولينو (1780- 1836) سيدة منزل كانت صارمة وشديدة الحزم. كان لنابليون شقيق أكبر منه سنًاً اسمه جوزيف، و 6 إخوة وأخوات أصغر منه سنًا، هم: (لوسيان، إليسا، لويس، پولين، كارولين، جيروم)، عُمّد نابليون في كاتدرائية أجاكسيو في الحادي والعشرين من شهر آب/أغسطس عام 1771.

دراسة نابليون بونابرت

دخل مدرسة اللاهوت في مدينة أوتون في شهر كانون الثاني/يناير عام 1779، حيث تعلّم اللغة الفرنسية، وفي شهر أيار/مايو من نفس العام، دخل مدرسة بريان العسكرية لإعداد البحّارة، تكلّم نابليون الفرنسية بلهجة كورسية واضحة، واستمر يلفظ الكلمات الفرنسية بهذه الطريقة طيلة حياته، فلم ينطق باللفظ الفرنسي الصحيح على الإطلاق، مما عرّضه لسخرية زملائه في المدرسة؛ فابتعد عنهم وانشغل بالدراسة حيث برع في الرياضيات والتاريخ والجغرافية، بعد تخرجه من المدرسة في عام 1784 التحق بالمدرسة العسكرية الكبرى (École Militaire) في باريس، تخرج منها في عام 1785.

نابليون وأحداث الثورة الفرنسية

بعد تخرجه من المدرسة العسكرية الكبرى الفرنسية في عام 1785 أصبح نابليون بونابرت ملازماً ثانٍ في فوج المدفعية في الجيش الفرنسي، وفي عام 1789 بدأت الثورة الفرنسية حيث تمكن الثوار خلال ثلاث سنوات من الإطاحة بالنظام الملكي وإعلان الجمهورية الفرنسية، خلال سنوات الثورة الفرنسية الأولى كان نابليون في إجازة في كورسيكا، ثم انتسب نابليون لليعاقبة (جماعة سياسية مؤيدة للديمقراطية)، هربت عائلة نابليون من الجزيرة إلى البر الفرنسي بعد إعلان محافظ كورسيكا باسكال باولي؛ انفصال الجزيرة عن فرنسا في عام 1793، فعاد نابليون إلى الخدمة العسكرية.

عودة نابليون للخدمة العسكرية

بعد إعدام الملك الفرنسي لويس السادس عشر في عام 1793 بتهمة الخيانة العظمى، وضع المؤتمر الوطني (البرلمان الفرنسي) السلطة بيد لجنة الأمن العام (لجنة مؤلفة من تسعة أشخاص تولى ماكسمليان روبسبير القيادة، مُنحت سلطات دكتاتورية لحفظ الأمن في الداخل وصد الاعتداءات القادمة من الخارج)، فباشرت هذه اللجنة بممارسة العنف والإرهاب ضد المعارضين فعرف عهدها باسم (عهد الإرهاب)، خلال هذه المرحلة بزغ نجم نابليون من خلال دوره في تحرير ميناء طولون من الاحتلال البريطاني.

حصار طولون في عام 1793

عاد نابليون للخدمة العسكرية في الجيش الفرنسي في عام 1793، حيث ارتبط اسمه بأوغسطين روبسبير (1763- 1794)، شقيق الزعيم الثوري ماكسمليان روبسبير (1758- 1794)، بالتزامن سلمت القوات الفرنسية المعارضة للثورة ميناء طولون الفرنسي للقوات البريطانية في شهر كانون الأول/ديسمبر عام 1793، فكلف نابليون بقيادة الجيش الفرنسي لاستعادة الميناء فنجح في ذلك واستعاد الميناء، بعد أن هزم البريطانيين وأجبرهم على الانسحاب في منتصف شهر كانون الأول/ديسمبر عام 1793، فتمت ترقيته إلى رتبة عميد مكافأةً له.

عزل روبسبير ووضع نابليون تحت الإقامة الجبرية

خشي أعضاء المؤتمر الوطني أن يصل بطش روبسبير إليهم فدبروا انقلاباً ضده، وقبضوا عليه وقطعوا رأسه في الثامن والعشرين من شهر تموز/يوليو عام 1794، وألقي القبض على نابليون باعتباره من أتباع روبسبير ووضعوه تحت الإقامة الجبرية في شهر آب/أغسطس، ثم أعيد إطلاق سراحه بعد عشرة أيام فقط، إلا أنه لم يُسمح له بالعودة مباشرةً إلى الخدمة في الجيش، وبقي مدرجًا على قائمة المشتبه فيهم.

عودة نابليون للجيش

نقل نابليون في شهر نيسان/أبريل عام 1795 إلى "جيش الغرب" الذي كان يخوض حربًا أهلية في إقليم ڤونديه الواقع بغرب فرنسا على ساحل المحيط الأطلسي، ضد الموالين للنظام الملكي ومعارضي الثورة، ثم عُين نابليون قائداً عاماً لفرقة مشاة، فادعى المرض ليتفادى تعيينه على رأس أي فرقة، باعتباره تكسيراً لرتبته العسكرية، فنقل نابليون إلى ديوان الطبوغرافيا التابع للجنة الأمن العام، ثم عُزل نابليون من منصبه كعميد في الخامس عشر من شهر أيلول/سبتمبر عام 1795، بسبب رفضه المشاركة في الحملة على إقليم ڤونديه، فساء وضعه المادي.

سطوع نجم نابليون

أعلن الملكيون العصيان على المؤتمر العام في الثالث من شهر تشرين الأول/أكتوبر عام 1795 بسبب استبعاد الملكيين من الحكومة الجديدة التي خلفت لجنة الأمن العام، وسُميت هذه الحركة باسم "الحركة الترميدورية" تيمنًا بشهر "تيرميدور" (شهر تشرين الأول/ أكتوبر) وفق التقويم الفرنسي في ذلك الزمن، كانت الحركة بقيادة "بولس برّاس"، فقام نابليون بقمع العصيان بالمدفعية في الخامس من شهر تشرين الأول/أكتوبر عام 1795، بذلك يكون نابليون قد انقذ المؤتمر العام الذي كافأه مالياً، وأصبح من القادة الفرنسيين المشهورين، ثم رقي إلى رتبة جنرال (لواء) في عام 1795.

تزوج نابليون بونابرت مرتين

  1. الأولى من جوزفين آل بوارنيه (1763- 1814)، أرملة تكبره بست سنوات، وأم لطفلين من زواجها الأول، تزوجها نابليون في عام 1796، ثم ألغى نابليون الزواج في عام 1809، لأنهما لم ينجبا الأطفال، لكي يستطيع الزواج مرة ثانية لإنجاب الأطفال، وقد أحبها كثيراً فكان يرسل لها رسائل غرامية عندما يكون في الحملات العسكرية، تبنى ابنها من زوجها الأول يوجين، كما زوجت جوزفين ابنتها من لويس شقيق نابليون، كان لجوزفين العديد من العلاقات خارج إطار الزواج إحداها مع الجنرال شارل هيبولت، عرف بهذه العلاقة نابليون عندما كان في مصر، عندما أخبره شقيقه جوزيف بذلك، كما كان لنابليون عدداً من العلاقات خارج إطار الزواج من بينهم زوجة أحد ضباطه تدعى يولين بيليسل التي أسماها نابليون كليوبترا.
  2. الثانية من ماري لويز (1791-1847)، ابنة إمبراطور النمسا، تزوجها في عام 1810 في العام التالي، أنجبت ابنهما، نابليون فرانسوا جوزيف شارل بونابرت (1811-1832)، الذي أعطي لقب ملك روما، ثم أصبح يعرف باسم نابليون الثاني، حكم فرنسا لمدة أسبوعين في عام 1815، توفي في عام 1832 إثر إصابته بمرض السل، إضافةً لطفلين غير شرعيين اعترف بهما نابليون الأول: شارل ليون (1806- 1881)، والدته إليونور دونول، ألكسندر جوزيف كولونا فالفسكي (1810- 1868).

صعود نابليون إلى السلطة

الحملة الإيطالية

بعد زواج نابليون من جوزفين في عام 1796، قاد الجيش الفرنسي لغزو شمال إيطاليا، فاشتبك مع القوات النمساوية المحتلة للشمال الإيطالي، وهزمها في "معركة لودي" وطردها من منطقة لومبارديا، لكن نابليون خسر أمام القوات النمساوية في "معركة كالدييرو"، ثم عاد وهزم النمساويين هزيمة كاملة في "معركة جسر أركول"، وفي شهر آذار/مارس من عام 1797، توجه نابليون على رأس جيشه إلى النمسا فهزم القوات النمساوية وفرض عليها معاهدة سلام مع فرنسا عرفت باسم (معاهدة يوبن)، اعترفت بموجبها النمسا بسيطرة فرنسا على البلاد المنخفضة النمساوية وضفة نهر الراين اليسرى ولومبارديا في شمالي إيطاليا، كذلك وُضع بند سري في الاتفاقية تعهدت فيه فرنسا بضم جمهورية البندقية إلى النمسا، بعد ذلك زحف بونابرت على البندقية وأخضعها منهياً استقلالها الذي دام لألف ومئة عام ؛ فلقب نابليون باسم (فاتح إيطاليا).

انتخابات المؤتمر العام 1797

أجريت انتخابات نيابية في عام 1797 لانتخاب أعضاء المؤتمر العام، فحصل مؤيدو الملكية على النسبة الأعلى من الأصوات، الأمر الذي أقلق السلطة الفرنسية، لاسيما أن مؤيدي الملكية هاجموا نابليون واتهموه بنهب المدن الإيطالية، كما اتهموه بتجاوز صلاحياته بإبرامه لمعاهدات معهم، فأرسل اللواء بيير أوجيرو إلى باريس ليقود انقلاباً ضد الملكيين وهزمهم، فانتخب نابليون في شهر أيار/مايو عام 1798 عضواً في الأكاديمية الفرنسية للعلوم.

الحملة الفرنسية على مصر

طلبت السلطة الحاكمة في فرنسا (مكونة من خمسة أشخاص) من نابليون بونابرت غزو بريطانيا، لكن نابليون رفض على اعتبار أن القوة البحرية الفرنسية أضعف من القوة البحرية البريطانية، لكنه اقترح غزو مصر في محاولة للقضاء على طرق التجارة البريطانية مع الهند، فوافقت الإدارة الفرنسية وانضم إلى حملته العسكرية عشرات من علماء الرياضيات، البيئة، الكيمياء، وقد حقق هؤلاء عدد من الاكتشافات في مصر لعل أبرزها هو اكتشاف حجر الرشيد، ونُشرت اكتشافاتهم في كتاب حمل عنوان "وصف مصر" (بالفرنسية: Description de l"Égypte)، وذلك في سنة 1809.

وفي طريقه إلى مصر، استقر نابليون في جزيرة مالطا في التاسع من شهر حزيران/يونيو عام 1798 لتضليل الأسطول البريطاني المتواجد في البحر المتوسط، ثم تابع نابليون رحلته إلى مصر فنزل مع جيشه في مدينة الإسكندرية في الأول من شهر تموز/يوليو عام 1798، حيث وجّه نابليون نداءً إلى الشعب المصري فحواه:

"بسم الله الرحمن الرحيم، لا إله إلا الله وحده لا شريك له في ملكه...، أيها المشايخ والأئمة...، قولوا لأمتكم أن الفرنسيين هم أيضاً مسلمون مخلصون وإثبات ذلك أنهم قد نزلوا في روما الكبرى وخرّبوا فيها كرسي البابا الذي كان دائماً يحّث المسيحيين على محاربة الإسلام، ثم قصدوا جزيرة مالطا وطردوا منها فرسان القديس يوحنا الذين كانوا يزعمون أن الله يطلب منهم مقاتلة المسلمين، ومع ذلك فإن الفرنسيين في كل وقت من الأوقات صاروا محبين مخلصين لحضرة السلطان العثماني ..أدام الله ملكه...، أدام الله إجلال السلطان العثماني، أدام الله إجلال العسكر الفرنسي، لعن الله المماليك، وأصلح حال الأمة المصرية"

هزم نابليون المماليك واحتل مدينة الإسكندرية في الثالث من شهر تموز/يوليو عام 1798، ثم تقدم داخل الأراضي المصرية وهزم المماليك في معركة الأهرامات قرب القاهرة، ثم تابع واحتل كل الأراضي المصرية في شهر تموز/يوليو عام 1798، لكن الأسطول البريطاني دمر الأسطول الفرنسي في معركة نهر النيل في الأول من شهر آب/أغسطس عام 1798، فيما تحالفت الدولة العثمانية مع البريطانيين والروس لإخراج نابليون من مصر.

فقام نابليون بغزو بلاد الشام في عام 1799 فاحتل العريش، غزة، يافا حيث أعدم حاميتها، الرملة، حيفا، صور، وعندما وصل إلى عكا لم يستطع الجنود الفرنسيون اقتحام حصونها لمناعتها، كما كان واليها أحمد باشا الجزار قد زوّد حاميتها بالمدافع، إضافةً لمساعدة الأسطول البريطاني للمدينة، كما انتشر مرض الطاعون بين الجنود الفرنسيين فعاد نابليون إلى مصر في شهر أيار/مايو عام 1799، فأمر نابليون بتسميم الجنود المصابين بالطاعون كي لا ينتشر المرض في كل الجيش الفرنسي.

وصول نابليون بونابرت إلى السلطة

بقي نابليون متابعاً لما يجري في بلاده فرنسا على الرغم من بقائه في مصر، من خلال متابعته للصحف الفرنسية والبرقيات التي كانت تصله من الحكومة الفرنسية، وعندما اكتشف أن الدول الأوروبية هزمت الجيوش الفرنسية واستردت منها ما كان قد كسبه، استغل نابليون فرصة الانسحاب المؤقت للسفن البريطانية في الرابع والعشرين من شهر آب/أغسطس عام 1799 وغادر سرّاً إلى فرنسا، بعد أن عيّن الجنرال جون بابتيست كليبير قائداً للجيش الفرنسي في مصر.

نابليون في السلطة

كانت الحكومة الفرنسية ضعيفة، فعرض عمانوئيل جوزيف سيس أحد أعضاء حكومة الإدارة على نابليون أن يدعمه في انقلاب للإطاحة بالحكومة الدستورية وإقامة حكومة جديدة بدلاً منها، شملت قائمة رؤساء هذه الخطة: (لوسيان بونابرت شقيق نابليون، رئيس مجلس الخمسمئة روجيه دوكو، جوزيف فوشيه عضو في حكومة الإدارة)، وفي التاسع من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1799 كُلف نابليون بحماية وضمان سلامة المستشارين التشريعيين، الذين نقلوا مركز أعمالهم إلى قصر القديس كلو غرب باريس، بعد أن سرت إشاعة مفادها أن اليعاقبة يعقدون العزم على القيام بثورة والإطاحة بالمستشارين قبل أن تبصر الحكومة الجديدة النور، وفي اليوم التالي، شعر أعضاء حكومة الإدارة أنهم كادوا يتعرضون لانقلاب في اليوم الفائت، فاستنكروا هذا الفعل، فما كان من نابليون إلا أن قاد بضعة جنود وعزل أعضاء الحكومة بالقوة، واستولى على الحكم، وجعل مكان الحكومة القديمة حكومة جديدة مكونة من ثلاثة قناصل: "سيس"، "دوكو"، وهو نفسه. وقد أيّد الشعب الفرنسي هذا التدبير، وأصبح هو القنصل الأول في فرنسا.

سياسة نابليون الداخلية

سعى نابليون لإرساء حكمه بمجموعة من القوانين في الداخل؛ بغية فرض الأمن والاستقرار في البلاد، من هذه القوانين:

  • أسس المدارس وجعلها بيد الدولة، ووضع نظاماً للتعليم من ثلاث مراحل: التعليم الابتدائي، التعليم الثانوي، التعليم العالي.
  • اختير نابليون رئيساً للأكاديمية الفرنسية للعلوم في عام 1801.
  • مصرف فرنسا (Banque de France)، أنشأه في عام 1801، ومنحه حق إصدار العملة الفرنسية.
  • نظام جوقة الشرف (Légion d"honneur)، أنشأه نابليون في عام 1801، ولا يزال معمولاً به حتى الآن، يُمنح بموجبها الفرنسيون الأوسمة والألقاب على الخدمات الجليلة، التي يقدمونها لوطنهم سواءً في العلم أو الفن أو الأدب أو السياسة.
  • إقرار تعديل دستوري يسمح لنابليون البقاء قنصلاً أول لفرنسا مدى الحياة، وذلك في عام 1802.
  • القانون المدني المعروف باسم (قانون نابليون) (Code Napoléon)، في عام 1804، نص على حقوق الأفراد وواجباتهم، كما نظم الزواج والطلاق والميراث.
  • أنشأ نابليون شبكة من الطرق والجسور التي ربطت بين المدن الفرنسية، كما حفر الأقنية وطوّر شبكات الصرف الصحي، ووسع المرافئ.
  • توج نفسه إمبراطوراً على فرنسا في احتفال ضخم في كاتدرائية نوتردام في باريس، في الثاني من شهر كانون الأول/ديسمبر عام 1804.
  • أمر ببناء قوس النصر في باريس تخليداً لانتصاراته في عام 1806.
  • أنشأ المحكمة الصناعية الأولى في ليون، في الثامن عشر من شهر آذار مارس عام 1806.
  • أمر ببناء بورصة باريس في عام 1807.

علاقة نابليون بالكنيسة البابوية

انقطعت العلاقات بين فرنسا والكنيسة الكاثوليكية البابوية في أعقاب الثورة الفرنسية التي صادرت الكنائس، وبعد تولي نابليون السلطة في فرنسا وقع مع البابا پيوس السابع معاهدة بابوية في عام 1801، اعترف نابليون بموجبها بالبابا رئيساً للكنيسة، في المقابل اعترف البابا بمصادرة أملاك الكنيسة على أن تدفع الدولة رواتب رجال الدين، كما وافق البابا كذلك على أن يختار نابليون الأساقفة وأن يُعين هؤلاء رجال الدين الذين هم دونهم.

حروب نابليون

جهز نابليون بونابرت الجيش الفرنسي في عام 1800 وتوجه به سرّاً إلى جبال الألب، فوصل إلى شمالي إيطاليا، فهزم الجيش النمساوي في معركة مرنكو، كما هزمهم في معركة هونليندن، فاضطرت النمسا لتوقيع معاهدة السلام في شهر شباط/فبراير عام 1801، اعترفت النمسا بموجبها بالأراضي التي احتلتها فرنسا.

السلام المؤقت في أوروبا

بعد انتهاء هذه الحرب مع النمسا، أقام بونابرت قاعدةً عسكرية في مدينة بولونيا البحرية الواقعة على ساحل بحر المانش، استعداداً لغزو بريطانيا، ��لأن فرنسا وبريطانيا عانتا من كثرة الحروب، فأبرمتا معاهدة أميان في شهر تشرين الأول/أكتوبر عام 1801، وأكملتا التصديق على بنودها في شهر آذار/مارس عام 1802؛ تضمنت هذه المعاهدة انسحاب القوات البريطانية من معظم المستعمرات التي احتلتها مؤخراً في حوض البحر المتوسط.

لكن بريطانيا لم تنسحب من جزيرة مالطا كما كانت قد وعدت، واعترضت على ضم نابليون لإقليم بييمونتي الإيطالي إلى فرنسا، وعلى إصداره لمرسوم الإصلاح الذي أنشأ بموجبه كونفدرالية سويسرية جديدة، على الرغم من أن المعاهدة لم تنص على عدم جواز إتيان فرنسا مثل هذه الأفعال في تلك المناطق من أوروبا، فأعلنت بريطانيا الحرب على فرنسا في شهر أيار/مايو عام 1803، فقام نابليون باستكمال تجهيز القاعدة العسكرية في "بولونيا البحرية" بالرجال والعتاد اللازمة، وعقد العزم على غزو بريطانيا والقضاء عليها نهائياً.

المستعمرات الفرنسية في القارة الأمريكية

ألغى نابليون الإتجار بالرقيق في المستعمرات الفرنسية في الرابع من شهر شباط/فبراير عام 1794، لكنه أعاد السماح بالإتجار بالرقيق في العشرين من شهر أيار/مايو عام 1802، فثار سكان مستعمرة هاييتي في أمريكا الوسطى ضد الفرنسيين، ولم يستطع الجيش الفرنسي مواجهتهم، بسبب انتشار مرض الحمى الصفراء بين الجنود والمقاومة الشديدة لسكان هاييتي، ومع اقتراب الحرب مع بريطانيا قام نابليون ببيع حصة فرنسا من الأراضي في أمريكا الشمالية إلى الولايات المتحدة الأمريكية بمبلغ 19 مليون دولاراً، خصوصاً أنه لم يكن بالإمكان الدفاع عنها ضد البريطانيين إذا هاجموها من مستعمراتهم في كندا، كما أن فرنسا كانت تعاني أزمات مالية، وهذه الحصة كانت ولاية لوزيانا الأمريكية.

الحلف الثلاثي (النمساوي-البريطاني-الروسي) ضد نابليون

تحالفت بريطانيا مع النمسا وروسيا ضد نابليون في عام 1805، الذي كان يخطط لغزو بريطانيا، لكنه خسر أمام البريطانيين في معركة رأس فينيستر البحرية في شهر تموز/يوليو عام 1805، فصرف نابليون النظر عن غزو بريطانيا.

حملة أولم

أرسل نابليون الجيش الفرنسي إلى ألمانيا في حملة عسكرية أطلق عليها اسم (حملة أولم)، فحاصر الجيش الفرنسي القوات النمساوية التي كانت تستعد لمهاجمة فرنسا، ليهزمها في العشرين من شهر تشرين الأول/أكتوبر عام 1805، وفي اليوم التالي خسر الأسطول الفرنسي أمام الأسطول البريطاني في معركة (طرف الغار) قرب الشاطئ الإسباني، ما جعل بريطانيا تبسط سيطرتها على البحار، ثم هزم الجيش الفرنسي كل من الجيشين النمساوي والروسي في معركة أوسترليتز.

ووصف نابليون هذه المعركة بأنها "أروع معركة خاضها في حياته"، مما أدى لفشل التحالف الثلاثي، فأمر نابليون عند ذلك بالبدء ببناء قوس النصر في وسط مدينة باريس لتخليد ذكرى هذا النصر، ثم توجه إلى مدينة العاصمة النمساوية فيينا وفرض عليها شروطًا قاسية للصلح، فاضطرت النمسا للتنازل عن المزيد من الأراضي لصالح فرنسا، وأن توقع على معاهدة سلام پراسبورغ التي قضت نهائياً على الإمبراطورية الرومانية المقدسة وأدّت لولادة "اتحاد الراين" (États confédérés du Rhin) بزعامة نابليون.

تحالف جديد ضد نابليون

تحالفت كل من (النمسا، بريطانيا، روسيا، ساكسونيا، السويد، صقلية) لمحاربة نابليون في عام 1806، وفي ذات العام اختلف نابليون مع حاكم بروسيا، فأرسل نابليون جيشه الذي احتل بروسيا بعد هزيمة الجيش البروسي بقيادة فريدريك فيلهام الثالث في معركة يينا، فانسحب الجيش البروسي باتجاه الشرق للانضمام إلى الجيش الروسي الذي جاء لإنقاذ بروسيا، فزحف نابليون على الجيش الروسي وهزمه في معركة إيلاو في السادس من شهر شباط/فبراير عام 1807، لكن نابليون لم يكتفِ بذلك بل لاحق الجيش الروسي المنسحب إلى بروسيا الشرقية، وهزمه والبروسيين معاً في معركة فريدلند.

بعد هذا النصر الحاسم، أبرم نابليون معاهدتين عُرفتا باسم "معاهدتي تيلزينت" تيمناً بمدينة تيلزينت الواقعة في روسيا، فاقتسم بموجب إحداها السلطة في أوروبا مع القيصر الروسي ألكسندر الأول، أما الثانية أُبرمت مع بروسيا، فاقتطع بموجب نصوصها جميع أراضي تلك الدولة التي تقع غربي نهر الألب، وجميع الأراضي التي غنمتها في بولندا، فشكل نابليون دويلات جديدة، نصب على عروشها بعض أقربائه وأصدقائه، مثل شقيقه "جيروم" الذي توّجه ملكاً على مملكة وستفاليا، كذلك أنشأ نابليون دوقية وارسو ونصب على عرشها الملك فريدريك أغسطس الأول.

نابليون يحارب بريطانيا اقتصادياً

بعد توسع نابليون في قسم كبير من أوروبا، ونتيجة عجزه عن احتلال بريطانيا، لجأ إلى محاربة بريطانيا اقتصادياً، حيث أصدر مرسومين إمبراطوريين أحدهما في ميلان، والآخر في برلين منع بموجبه الدول الأوروبية من التعامل مع بريطانيا تجارياً، لكن هذه الحرب فشلت لأن بريطانيا ردت بالمثل ومنعت المتاجرة مع فرنسا، وحاصرت القارة الأوروبية، كما نشّطت حركات تهريب البضائع من وإلى بريطانيا.

حرب شبه الجزيرة الإيبيرية

حافظت البرتغال على علاقاتها ببريطانيا، مخالفةً بذلك أوامر نابليون، فاتفق مع إسبانيا على غزو البرتغال وتقاسمها، وهذا ما حصل في عام 1807، فهربت العائلة المالكة إلى البرازيل، فقام نابليون بإجبار الملك الإسباني كارلوس الرابع على التنازل عن العرش، وتوج نابليون أخاه جوزيف ملكاً عليها في عام 1808، فانتفض الشعب الإسباني وجيشه فيما عرف باسم (انتفاضة الثاني من أيار/مايو )، فهزم نابليون الجيش الإسباني.

كما هزم فرقة عسكرية بريطانية أرسلت لدعم الثوّار الإسبان، ودفع بالجنود نحو الشاطئ الشمالي لشبه الجزيرة الإيبيرية، وقبل بسط سيطرته الكاملة على إسبانيا أعلنت النمسا الحرب على نابليون، فاضطر لترك إسبانيا والعودة إلى فرنسا، لكن الحرب بقيت مشتعلة في إسبانيا، واستمرت حتى تنازل نابليون عن العرش في عام 1814، وكتب عنها نابليون في مذكراته:

"إن تلك الحرب المشؤومة دمرتني... لقد شكلت العقدة القاتلة... التي تفرعت منها جميع الكوارث اللاحقة التي حلّت بي".

تجدد الحرب مع النمسا

استغلت النمسا انشغال نابليون بالحرب في إسبانيا، وأعلنت الحرب عليه في شهر نيسان/أبريل عام 1809، فقام نابليون بترك إسبانيا وقيادة الجيش الفرنسي نحو النمسا وهزمها، لكنه خسر أمامها في معركة آسييرن- إسلينغ في الثاني والعشرين من شهر أيار/مايو عام 1809، لكن نابليون عاد وهزم النمسا في معركة فاكرام، ثم توجه إلى العاصمة النمساوية فيينا ووقع مع النمساويين صلحاً عرف باسم (معاهدة شونبرون)، تنازل بموجبها ملك النمسا عن أجزاء واسعة من إمبراطوريته لفرنسا.

نابليون يحتل الدولة البابوية

خططت بريطانيا لعملية عسكرية ضد نابليون في هولندا عرفت باسم (حملة فالخرن)، لكن نابليون أرسل تعزيزات عسكرية إلى مدينة أنتويرب البلجيكية القريبة من هولندا، وأحبط الخطة البريطانية، ثم قام نابليون باحتلال الدولة البابوية بسبب رفض الكنيسة دعم حربه الاقتصادية على بريطانيا؛ فرد البابا پيوس السابع بحرمان الإمبراطور من الحماية الكنسية، فاعتقله الضباط الفرنسيون وبقي في السر حتى شهر أيار/مايو عام 1814.

نابليون يغزو روسيا

عقد نابليون مؤتمراً مع قيصر روسيا ألكسندر الأول عرف باسم (مؤتمر إرفورت) في ألمانيا بين السابع والعشرين من شهر أيلول/سبتمبر والرابع عشر من شهر تشرين الأول/أكتوبر عام 1808، اتفقت خلاله الدولتان على توثيق العلاقات بينهما، لكن التوتر بين الدولتين ظهر في عام 1811 عندما علم نابليون أن روسيا لم تلتزم بالحرب الاقتصادية التي فرضها على بريطانيا، فاقترح المستشارون على القيصر الروسي في عام 1812 غزو فرنسا والقضاء على نابليون واسترجاع بولندا، وعندما علم نابليون بالخطة الروسية؛ جهز جيشاً ضخماً وغزا روسيا في الثالث والعشرين من شهر حزيران/يونيو عام 1812.

فتراجع الجيش الروسي إلى داخل روسيا عوضًا عن ذلك، وبقي عدد من الجنود في مدينة سمولينسك في محاولة لصد التقدم الفرنسي، لكنهم هُزموا، وتابع الفرنسيون تقدمهم محققين الانتصار تلو الآخر في سلسلة من المعارك، وكانت استراتيجية روسيا تقوم على عدم الدخول في حرب مباشرة مع نابليون بل القيام بسياسة الأرض المحروقة، فدمروا كل الحقول والمنازل والطرق كي لا يستفيد منها الفرنسيون، الأمر الذي جعل الجيش الفرنسي يعاني من الجوع.

فعرض الروس على الفرنسيين معركة خارج موسكو فوافق نابليون وحصلت معركة بورودينو، فانتصر فيها الفرنسيون، وقال نابليون عن هذه المعركة في مذكراته بأنها: "أسوأ معركة خضتها في حياتي، لقد أظهر الفرنسيون أنفسهم بمظهر مستحقي النصر، لكن الروس أظهروا أنفسهم بمظهر غير المقهورين".

تراجع الجيش الروسي بعد معركة بورودينو لما بعد مدينة موسكو، فدخلها نابليون معتقداً أن احتلالها سينهي الحرب، لكن حاكم المدينة رفض الاستسلام وأضرم النار في جميع أنحاء موسكو ليلاً وأحرقها كلها، وبعد شهر من هذه الحادثة، انسحب الجيش الفرنسي من موسكو بعد أن وصلت أنباء مقلقة لنابليون عن اضطراب الأوضاع في فرنسا وخوفه من فقدان سلطته، وخلال انسحابه عانى الجيش الفرنسي من الشتاء الروسي القارس.

نابليون يعود إلى فرنسا

عاد نابليون إلى باريس فجهّز حملة جديدة للعودة إلى روسيا، في هذه الأثناء عرف البروسيون ما حصل مع نابليون فشكلوا حلفاً جديداً مع كل من (روسيا، بريطانيا، السويد، النمسا، إسبانيا، البرتغال)، وواجهوا نابليون بجيوشهم، فهزمهم في معركة دريسدن بألمانيا في السادس والعشرين والسابع والعشرين من شهر آب/أغسطس عام 1813، فزادت الدول المتحالفة قواتها وتمكنوا من هزيمة نابليون في معركة الأمم في عام 1813.

الجيش الروسي في باريس

انسحب نابليون عائداً إلى فرنسا فوجدها محاصرة من القوات البريطانية في الجنوب، والقوات الحليفة لها الأخرى على حدود الولايات الألمانية المجاورة، مستعدة للانقضاض عليها في أي وقت، حاول نابليون مقاومة الحلفاء المحاصرين، فانتصر عليهم في بضعة معارك في حملة أطلق عليها اسم (حملة الأيام الستة)، إلا أن تلك الانتصارات لم تكن ذات أهمية كبيرة، حيث دخلت جيوش الحلفاء باريس في شهر آذار/مارس عام 1814.

نابليون يتنازل عن العرش ويتم نفيه

عرض نابليون على قادة جيشه الهجوم على العاصمة الفرنسية وتحريرها من القوات الحليفة، لكن القادة رفضوا ذلك وفضلوا العصيان على الهجوم، وفي الرابع من شهر نيسان/أبريل عام 1814 واجه الجنود نابليون بهذا الأمر بقيادة المشير "ميشيل ناي"، أحد الضباط القدامى في فرنسا وصديق مقرّب من بونابرت، فقال الأخير أن الجيش سوف يتبعه، فأجابه ناي أن الجيش لن يتبع سوى قادته، فتنازل نابليون عن العرش لابنه نابليون الثاني، لكن الحلفاء لم يقبلوا بذلك، فاضطر نابليون للتنازل عن العرش من دون شروط.

ذلك في الحادي عشر من شهر نيسان/أبريل عام 1814، في قصر فونتينبلو، حيث أصدرت القوات الحليفة مرسوم تنحي نابليون، جاء فيه: "إن القوى الحليفة بعد أن أعلنت أن الإمبراطور نابليون كان العائق الوحيد في وجه إحلال السلام في أوروبا، فإن الإمبراطور نابليون، يُعلن وفاءً ليمينه، أنه قد تنازل عن منصبه، ومنصب أولياء عهده، من عرش فرنسا وعرش إيطاليا، وأنه ليس هناك من تضحية، حتى التضحية بحياته، هو ليس مستعداً لأن يبذلها في سبيل صالح فرنسا".

ثم أبرم الحلفاء معاهدة فونتينبلو اتفقوا فيها على نفي نابليون إلى جزيرة صغيرة تُدعى "ألبا" تقع في البحر المتوسط على بعد 20 كيلومتراً من شواطئ توسكانا، ويقطنها 12,000 نسمة، وأعطوه سيادةً كاملة عليها، كما سمحوا له بالإبقاء على لقبه كإمبراطور، فيما أرسلت زوجته وابنه إلى النمسا للعيش مع والدها ملك النمسا.

نابليون في جزيرة ألبا

عمل نابليون على بناء جيش وأسطول خلال الأشهر القليلة الأولى التي أمضاها في ألبا، كما قام بتطوير مناجم الحديد، وأصدر عدد من المراسيم لتطوير طرق الزراعة في الجزيرة وفق الأساليب الحديثة، وبدأ الاستعداد للعودة إلى فرنسا.

حكم المئة يوم

بعد نفي نابليون عادت الملكية إلى فرنسا وأصبح لويس الثامن عشر "أخ لويس السادس عشر" ملكاً، اجتمع المنتصرون في العاصمة النمساوية فيينا لإعادة تنظيم أوروبا، لكنهم اختلفوا وأوشكت الحرب أن تقع بينهم، وعندما علم نابليون بذلك هرب من منفاه في السادس والعشرين من شهر شباط/فبراير عام 1815، وصل نابليون إلى فرنسا بعد يومين من مغادرته ألبا، وهبط في خليج خوان على الساحل الشرقي لفرنسا، وما إن انتشر خبر عودة نابليون بونابرت حتى أرسل الملك الفرنسي لويس الثامن عشر جيشاً لاعتقاله، وذلك في السابع من شهر آذار/مارس عام 1815.

وعندما التقى بهم نزل عن حصانه واقترب أكثر حتى أصبح في مرمى نيرانهم، وصرخ قائلاً: "ها أنا ذا فلتقتلوا إمبراطوركم إذا شئتم"، فصاحت الجنود "يحيا الإمبراطور!"، ثم ساروا وراء نابليون نحو باريس؛ وما أن علم الملك بما حصل حتى هرب من المدينة، فأعلن المجتمعون في مؤتمر فيينا أن نابليون خارج عن القانون، وذلك في الثالث عشر من شهر آذار/مارس، وبعد أربعة أيام تعهدت كل من (بريطانيا، هولندا، روسيا، النمسا، بروسيا) بوضع حد لحكم نابليون، الذي وصل إلى باريس في العشرين من شهر آذار/مارس، وحكم البلاد مئة يوم.

فأرسل نابليون جيشه إلى الشمال الفرنسي ليعبر حدود مملكة هولندا المتحدة، (بلجيكا حالياً) استعداداً لقتال البروسيين القادمين من تلك الأنحاء، وفي الثامن عشر من شهر حزيران/يونيو عام 1815 وقعت بين فرنسا والحلفاء معركة واترلو فهزم نابليون في هذه المعركة، وحاول الهرب إلى الولايات المتحدة الأمريكية لكن بريطانيا كشفته، واعتقلته ثم نفته إلى جزيرة القديسة هيلانة في وسط المحيط الأطلسي بين أفريقيا والبرازيل.

وفاة نابليون بونابرت

عاش نابليون في منزل في جزيرة القديسة هيلانة منذ شهر كانون الأول/ديسمبر عام 1815، وكان المنزل شديد الرطوبة، فتراجعت صحته نتيجة إصابته بسرطان المعدة، فتوفي هناك في الخامس من شهر أيار/مايو عام 1821، دفن نابليون في الجزيرة على الرغم من طلبه أن يُدفن على ضفاف نهر السين، وفي عام 1840، أعيد رفاته إلى فرنسا ثم أقيمت له جنازة رسمية انطلقت من قوس النصر.

وأعيد دفنه في سرداب في إنفالديه في العاصمة الفرنسية باريس، حيث يتم دفن القادة العسكريين الفرنسيين، عبر شارع الشانزلزيه مروراً بميدان الكونكورد وصولاً إلى مجمّع المقام الوطني للمعوقين، حيث وُضع النعش في مُصلى كنيسة القديس جيروم، وبقي هناك حتى أتمّ المصمم المعماري "لويس ڤيسكونتي" بناء الضريح.. وفي سنة 1861، وُضعت رفات نابليون في نعش مصنوع من الرخام السمّاقي في السرداب الواقع تحت قبة المقام الوطني للمعوقين.

في الختام.. يعد نابليون من أهم رموز فرنسا، صفحة بيضاء في التاريخ الفرنسي، سيطر خلال حكمه على أجزاء واسعة من القارة الأوروبية، بنى قوس النصر، أقيمت له جنازة رسمية بعد أربعين سنة من وفاته كعربون تقدير لإمبراطور فرنسا.

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة