لا شك أنك سمعت أغنية Pretty Little Baby من قبل، فهذه الأغنية تصدرت التريند في إنستغرام وتيك توك، واستخدمها رواد منصات التواصل الاجتماعي بشكل كبير في فيديوهاتهم. في الحقيقة صاحبة هذه الأغنية اللطيفة هي المغنية الأمريكية كوني فرانسيس، التي تعد من أوائل نجمات الغناء في هوليوود، في السطور التالية تعرف على مسيرتها الفنية وحياتها وقصة أغنيتها التي اشتهرت بعد عشرات السنين.
من هي كوني فرانسيس؟
اسمها الحقيقي كونشيتا روزا ماريا فرانكونيرو، واسم شهرتها كوني فرانسيس، هي مغنية بوب أمريكية متقاعدة وممثلة ولدت في 12 ديسمبر عام 1937 في نيوجيرسي، وتعد من أوائل نجمات الغناء والتمثيل في الخمسينات والستينات.
ولدت كوني لعائلة إيطالية مهاجرة، وقد أظهرت شغفًا بالموسيقى في سن مبكرة، وبدأت مسيرتها الفنية في أوائل الخمسينات، حيث أصدرت عدة أغنيات حققت لها شهرة كبيرة.
وفي فترة قصيرة، أصدرت كوني فرانسيس عشرات الأغنيات التي تصدرت قوائم المبيعات، وخلال الستينات كانت من أكثر الفنانات نجاحًا في العديد من دول العالم، وباعت خلال مسيرتها أكثر من 200 مليون تسجيل حول العالم.
كانت كوني أول امرأة في التاريخ تصل إلى المركز في الأول في قوائم بيلبورد هوت 100، بفضل أغنيتها Everybody's Somebody's Fool. وفي الوقت الحالي، عاد اسم كوني فرانسيس إلى الواجهة مرة أخرى بسبب أغنيتها Pretty Little Baby التي حققت نجاحًا كبيرًا على تيك توك وإنستغرام.
نشأتها وتعليمها
ولدت المغني كوني فرانسيس لعائلة إيطالية أمريكية، واستقرت في بروكلين، ثم انتقلت العائلة إلى نيوجيرسي، حيث عاشت في حي مختلط بين الإيطاليين واليهود، وأتقن اللغة اليديشية بسبب ذلك، وهو ما دفعها إلى تسجيل أغنيات باللغة العبرية و اليديشية.
نشأت كوني في أسرة محبة للفن والغناء والموسيقى، فقد ذكرت في سيرتها الذاتية بأن والدها كان يشجعها على المشاركة في مسابقات المواهب بانتظام بداية من سن الرابعة من عمرها.
التحقت كوني فيما بعد بمدرسة نيوارك للفنون، ثم انتقلت إلى مدرسة بيلفيل الثانوية عام 1955، وفي تلك الفترة، واصلت الغناء في الاحتفالات وعروض المواهب الي بثت على التلفزيون، وظهرت في برامج المنوعات.
![كوني فرانسيس.. مغنية أغنية Pretty Little Baby الشهيرة]()
لماذا قامت كوني فرانسيس بتغيير اسمها؟
في عام 1950، وبينما كانت كوني تظهر في برامج التلفزيون ومسابقات المواهب، شجعها المذيع الأمريكي آرثر جودفري، الذي كان يقدم برنامجًا لاكتشاف المواهب على التلفزيون، إلى تغيير اسمها إلى كوني فرانسيس بدلًا من اسم كونشيتا روزا، لتسهيل نطق الأسم على الجمهور.
من هو حب حياة كوني فرانسيس؟
ارتبطت المغنية كوني فرانسيس خلال حياتها بعدد من النجوم، إلا أن علاقتها مع المغني بوبي دارين كانت العلاقة الأصعب في حياتها، حيث وصفته بأنه "حب حياتها".
تعرفت كوني على المغني بوبي دارين في بداية الخمسينات، وكان وقتها مغنيًا صاعدًا، وتعاونا في أغنيتين، إلا أن والداه الإيطالي الصارم رفض هذه العلاقة رفضًا تامًا، وكان يفصل بينهما كلما أمكن.
علم والد كوني فيما بعد بخطة الحبيبين الهروب بعد إحدى حفلاتها للحفاظ على علاقة الحب بينهما، فتوجه والدها إلى الحفل وطرده من المبنى تحت تهديد السلاح، ولم يتقابلا مرة أخرى إلى مرتين فقط في برامج تلفزيونية.
ذكرت كوني فرانسيس في سيرتها الذاتية أنها علمت بزواج دارين من خلال الإذاعة في السيارة، وفي تلك الفترة أدلى والدها تعليق سلبي حول دارين، وبسبب غضبها قالت لوالدها أنها تأمل بأن تغرق سيارتهما في النهر ويموتان معًا. صرحت كوني فيما بعد أن عدم زواجها من دارين كان أكبر خطأ في حياتها.
علاقات كوني فرانسيس الأخرى
تزوجت كوني فرانسيس 4 مرات في حياتها. المرة الأولى عام 1964 من ديك كانييس وهو صحفي ومدير ترفيهي، ولم تستمر الزيجة طويلًا. تزوجت للمرة الثانية من صاحب صالون تصفيف اسمه إيزي ماريون عام 1971، وانفصلت عنه بعد 10 أشهر.
في عام 1973، تزوجت للمرة الثالثة من جوزيف جارزيلي، واستمر الزواج 4 سنوات، وهي أطول زيجة لها. خلال زواجها الثالث، تبنت ابنها جوي.
في عام 1985، تزوجت للمرة الرابعة والأخيرة من المنتج التلفزيوني بوب باركنسون، وانفصلت في وقت لاحق من العام نفسه.
في عام 2003، بدأت كوني علاقة مع توني فيريتي دون زواج، واستمرت علاقتهما حتى وفاته عام 2022.
هل تتحدث كوني فرانسيس الإيطالية؟
نعم، تتحدث كوني فرانسيس الإيطالية بطلاقة، كما أنها تتقن الإنجليزية والعبرية والإيديشية والإسبانية كذلك.
ما هو المرض الذي أصيبت به كوني فرانسيس؟
عانت كوني فرانسيس خلال حياتها من تحديات نفسية صعبة، ففي الفترة من 1982 إلى 1991، أدخلت 17 مرة إلى مصحات عقلية قسرًا، حيث شخصت اضطراب الهوس الاكتئابي.
أجرت بعدها عدة جراحات تجميلية في الأنف أدت إلى فقدان صوتها، وهو الأمر الذي شكل صدمة بالنسبة لها، ووصفت فقدان صوتها مثل فقدان الجراح ليديه.
![كوني فرانسيس.. مغنية أغنية Pretty Little Baby الشهيرة]()
بداية مسيرتها الفنية
بدأت المغنية كوني فرانسيس مسيرتها الفنية في الخمسينات، حيث شاركت في العديد من برامج المواهب التي تألقت فيها، وبعدها تلقت عروضًا من شركات التسجيل لإصدار الألبومات، وبالفعل، وقعت مع شركة "إم جي إم ريكوردز"، وأصدرت مجموعة من الأغنيات.
في عام 1957، لمست كوني أول نجاح لها بأغنيتها You, My Darlin، التي وصلت إلى قائمة بيلبورد هوت 100، وبيعت الأغنية أكثر من مليون نسخة. في عام 1958، أصدرت أغنيتها الشهيرة Who's Sorry Now، والتي غنتها بإصرار من والدها الذي كان مقتنعًا بأنها ستنجح.
وبالفعل، حققت الاغنية نجاحًا كبيرًا، وتجاوزت مبيعات الأغنية المليون نسخة بحلول منتصف العام، ووصلت إلى المركز الأول في المملكة المتحدة، والمركز الرابع في الولايات المتحدة، واستمرت الأغنية في حصد الجوائز على مدار السنوات الأربع التالية.
كانت أغنيتها التالية التي حققت نجاحًا كبيرًا أغنية Stupid Cupid، التي وصلت إلى قائمة أفضل 40 أغنية في الولايات المتحدة، وحصلت الأغنية على أسطوانتين ذهبيتين.
تحقيق شعبية عالمية
في عام 1959، قررت كوني فرانسيس تسجل ألبوم إيطالي Connie Francis Sings Italian Favorites، وسرعان ما حقق الألبوم نجاحًا كبيرًا، وأصبح أنجح ألبوم في مسيرتها الفنية.
بعد هذا النجاح، سجلت فرانسيس 7 ألبومات في الفترة من عام 1960 و1964، وما ميز أعمالها خلال هذه الفترة إصدار أغنيات باللغات الإيطالية والأيرلندية والألمانية والعبرية والإنجليزية، وقدمت موسيقى روك أند رول معاصرة موجهة للشباب والبالغين، وهو ما ضمن بأن تكون مسيرتها الموسيقية ناجحة لفترة طويلة.
كانت كوني فرانسيس حينها أول مغنية أمريكية تسجل أغنيات بلغات أخرى بشكل منتظم، وتبعها في هذه الاستراتيجية نجوم أمريكيين آخرين، ومنهم بيجي مارش وبات بون وغيرهم.
في عام 1960، وبعد إصدار أغنيتها الألمانية الحب لعبةٌ متشابهة، حققت كوني فرانسيس أعظم نجاحاتها خارج أمريكا، وأصبحت النجمة الأكثر شعبية في أوروبا، وهي أول فنانة غير أوروبية تحظى بهذا الشرف.
لاقت موسيقى فرانسيس شعبية كبيرة عالميًا حتى ذروة الحرب الباردة، وفي الولايات المتحدة، حققت نجاحًا أكبر، وواصلت في تقديم المزيد من الأغنيات التي تصدرت قوائم بيلبورد، وأصبحت أول مغنية في التاريخ تصل إلى المركز الأول في قوائم بيلبورد هوت 100
.
الصدمات النفسية والانطواء
في عام 1974، تعرضت المغنية كوني فرانسيس لحادث صادم في أحد فنادق نيويورك، حيث تعرضت للاغتصاب من شخص مجهول اقتحم غرفتها، وكادت تتعرض للاختناق بسبب فراش ثقيل ألقاه عليها الجاني.
لم يتم القبض على الجاني أبدًا، لكن كوني حصلت على تعويض 2.5 مليون دولار من الفندق، وكانت أحد أكبر الأحكام من هذا النوع في التاريخ. بسبب تلك الحادثة، عانت كوني من اكتئاب شديد، وكانت تتناول الكثير من الحبوب المهدئة، ونادرًا ما كانت تغادر المنزل.
واصلت كوني الغناء ولكن بكثافة أقل، وفي عام 1974، خضعت لثلاث عمليات في أنفها أدت إلى فقدان صوتها، وكانت بمثابة صدمة، ولم تتمكن من الغناء حتى عام 1981.
زادت من مأساة كوني مقتل شقيقها الأكبر جورج عام 1981، التي كانت مقربة منه جدًا، على أيدي المافيا، وقد تركتها هذه التجربة في حالة من الصدمة، لكنها كانت محفزة لها للعودة مرة أخرى إلى الفن من جديد.
عادت فرانسيس وأصدرت عدة أغنيات، لكنها شخصت بالاكتئاب الهوسي، وتوقفت مسيرتها المهنية، ورغم أنها كان تشخيصًا خاطئًا، إلا أن الأدوية التي وصفت لها حولتها إلى إنسان على هيئة "زومبي" وأودعت أكثر من مرة إلى مستشفيات نفسية.
في عام 1984، خلص أطبائها النفسيين أن ما حدث لها نابع من اضطراب ما بعد الصدمة المرتبط بشكل أساسي بواقعة عام 1974 في الفندق.
بعد هذه الأزمات المتتالية، عادت كوني فرانسيس لإصدار الأغنيات بلغات مختلفة، وحققت نجاحًا متواضعًا، وفي عام 2018، قررت التقاعد عن الفن، وانتقلت للعيش في فلوريدا.
أغنية Pretty Little Baby
في عام 2025، تصدرت أغنية كوني فرانسيس Pretty Little Baby تيك توك، وأصبحت الأغنية الأكثر استخدامًا في فيديوهات تيك توك وإنستغرام على حد سواء.
هذه الأغنية التي صدرت عام 1962، ولم تكن أغنية فردية، لم صدرت ضمن ألبوم لها، عادت من جديدة لتحقق نجاحًا فيروسيًا على منصات التواصل الاجتماعي، وهو ما جعل فرانسيس تخرج من عزلتها بعد التقاعد وتعلق على نجاح أغنيتها من جديد.
وقالت فرانسيس: "لقد نسيت أمر الأغنية تمامًا، لكني سعيدة لأن الموسيقى التي قدمتها والتي سعيت فيها إلى تصوير البراءة تم تبنيها من قبل جمهور أصغر سنًا مني".
![كوني فرانسيس.. مغنية أغنية Pretty Little Baby الشهيرة]()
سيرتها الذاتية
كتبت المغنية كوني فرانسيس سيرتها الذاتية أكثر من مرة، المرة الأولى عام 1984، وصدر الكتاب بعنوان "من هو آسف الآن" وأصبح الكتاب الأكثر مبيعًا في نيويورك تايمز.
في كتابها، تحدثت كوني عن تجارب صادمة في حياتها، بدءًا من الانفصال عن حبيبها الأول بسبب رفض والدها لتلك العلاقة، وصولًا إلى حادثة الاغتصاب المدمرة ومن ثم مقتل شقيقها الذي تركها في حالة صدمة عصبية، وقد كانت هناك عدة محاولات لتحويل الكتاب إلى فيلم، ولكن فشلت تلك الجهود. في عام 2017، أصدرت سيرتها الذاتية مرة أخرى تحت عنوان "بين ذكرياتي".