مبارك بن سيف آل ثاني.. مؤلف النشيد الوطني القطري

يعد الشيخ مبارك بن سيف آل ثاني رائد من رواد الشعر في دولة قطر بتأليفه العديد من الأشعار والقصائد والدواوين المميزة، ولعل أهمها تأليفه النشيد الوطني القطري، ويعد الشيخ مبارك  من أهم الشعراء الذين وظفوا التراث الشعري في قصائدهم، في السطور التالية تعرف على مسيرته الأدبية وحياته.

 من هو مبارك بن سيف آل ثاني؟

مبارك بن سيف بن أحمد بن محمد بن ثاني آل ثاني هو شاعر وسياسي ودبلوماسي قطري ولد في  عام 1952 في العاصمة القطرية الدوحة ويعد من رواد الحركة الشعرية في قطر، ومؤلف النشيد الوطني القطري.

ووالدته هي منيرة بنت شاهين الجلاهمة، وهي حفيدة رحمة بن جابر الجلاهمة. درس الشيخ مبارك في بيروت وبريطانيا وقد حصل على البكالوريوس في العلوم السياسية والاقتصاد عام 1974.

صدرت العديد من الدواوين الشعرية للشاعر مبارك بن سيف، ويعتبر الشيخ مبارك من أهم وأكبر الشعراء المعاصرين في قطر والوطن العربي، كما أنه من أهم الشعراء الذين اهتموا بالتراث الشعبي ف يأعمالهم الشعرية.

ترجمت عدد من قصائد الشاعر مبارك إلى لغات أجنبية منها الإنجليزية والفرنسية، وقد صدرت له المجموعة الكاملة لأعماله الشعرية في عام 2005.

مسيرته المهنية

بدأ الشيخ مبارك بن سيف آل ثاني مسيرته المهنة بالعمل في وزارة الخارجية القطرية في القاهرة، وقد كان ممثلًا لدوة قطر في جامعة الدول العربية، ثم أصبح بعدها مفوضًا ف يوزارة الخارجية.

بجانب عمله السياسية فقد كان له دور بارز في المجال الصحفي كذلك، فقد أصدر جريدة "الخليج اليوم" عام 1987 وشغل منصب رئيس التحرير بالجريدة لفترة، وقد تحول اسم الجريدة فيما بعد إلى "الشرق".

من هو شاعر النشيد الوطني القطري؟

ألف الشاعر مبارك بن سيف آل ثاني النشيد الوطني القطري، وقد تم عرض النشيد الوطني القطري لأول مرة في 7 ديسمبر عام 1996 خلال قمة قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي التي عقدت في الدوحة في ذلك الوقت.

لحن النشيد الوطني الملحن عبد العززي ناصر العبيدان الفخرو، ومن كلمات النشيد الوطني:

قسمـاً بمـن رفـع السـماء                   قسمـاً بمـن نشـر الضـياء

قطر ستـبـقى حـرة                          تسمـو بـروح الأوفــيـاء

سـيروا عـلى نـهـج الألـى سيروا          وعـلى ضياء الأنبـياء

قطر بقــلـبي سـيرة                        عـزّ وأمجـاد الإبــاء

قطر الرجـال الأولــين                    حمــاتنـا يـوم النــداء

وحمــائـم يـوم السلام                   جــوارح يــوم الفــداء

متى تم اعتماد النشيد الوطني القطري؟

تم اعتماد النشيد الوطني القطري في عام 1996، وقد تم عرضه للمرة الأولى في قمة قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والتي أقيمت في العاصمة القطرية الدوحة.

الأعمال الشعرية مبارك بن سيف آل ثاني

نشر الشيخ مبارك بن سيف آل ثاني أول قصيدة له عام 1974 بعنوان "بقايا سفينة غوص"، وخلال مسيرته الأدبية والشعرية نشر عدد من الدواوين الشعرية، ومنها "الليل والضفاف" وصدر عام 1983، وديوان "أنشودة الخليج"، وصدر عام 1984. نشر أيضًا ديوان "ليال صيفية"، وكتب أيضًا مسرحية شعرية بعنوان "الفجر الآتي" وصدرت عام 1992.

في عام 2015 أصدرت وزارة الثقافة في الكويت كتاب بعنوان "الترجمة الفرنسية للأعمال الكاملة للشيخ الشاعر مبارك بن سيف آل ثاني"، و"كتاب "البنية النحوية في شعر الشيخ مبارك بن سيف آل ثاني" وذلك احتفاء بمكانتها الأدبية والتأكيد على أهمية قصائده التي تعد من أهم النماذج الإبداعية القطرية.

وتعتبر قصائد الشيخ مبارك مثالاً رائعاً على الإبداع الشعري في قطر والعالم العربي بشكل عام. تمتاز قصائده بعمق المعاني والغوص في الجوانب الإنسانية المختلفة، حيث يتناول قضايا الحب والوطن والهوية بأسلوب مؤثر يلامس القلوب، كما تبرز قصائده الجمال الطبيعي والتراث الثقافي للمنطقة، مما يجعلها تحمل روحاً فريدة وعميقة.

تميزت قصائد الشيخ مبارك بن سيف آل ثاني بتوليفة لغوية متقنة ومتنوعة، حيث استخدم براعة في تنويع تراكيب الجمل واستعمال الأدوات النحوية والصرفية بشكل متقن. هذا الأسلوب المتنوع والمتميز ساهم في إضافة عمق وجاذبية إلى قصائده، مما جعلها تتميز بالغنى والتنوع وتشد انتباه القارئ بقوة.

وقد حصل الشاعر مبارك على العديد من الجوائز والتكريمات طوال مسيرته الأدبية، ومنها جائزة الدولة التقديرية في الفنون والآداب عام 2006، وجائزة المعهد الثقافي الإسباني العربي في الفنون والآداب.

من الجوائز الأخرى التي حصل عليها جائزة الدولة التقديرية في الفنون والآداب عام 2006، ودرع الأديب من المؤسسة العامة للحي الثقافي "كتارا" وذلك عام 2019، كما حصل على وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى في مصر.

قصائد الشيخ مبارك بن سيف آل ثاني

ومن قصائد الشيخ مبارك قصيدة "من أيام الله"، والتي يتحدث فيها عن القضية الفلسطينية وفيها يقول:

لله في أرضي جنودْ     ***     الوعدُ يُوشكُ أن يسودْ

فارفعْ جبينَكَ يا أخي    ***     فالعزُّ يجلبُهُ الصمودْ

أُلْقي عليكِ بمُهجتي     ***     روحي ومن قبلُ ورودْ

القدسُ روحُ قضيّتي    ***     القُـدسُ مطلبُهُ الخلودْ

لله وعد قد أتى          ***     فجْر الملاحِم والوعودْ

القُدسُ فجرٌ قادمٌ        ***     أصداءُ سيّدِنا تعودْ

الآنَ حانَ مَعادُهُ        ***     الآنَ قد حانَ السجودْ

هبْ لي سلاماً عادلاً   ***     لا يعرف السلمُ القيودْ

يا دهر قف بي لحظةً    ***    كيما أرى معنى الوجودْ

من قصائده الأخرى التي تدل على اهتمامه بالقضايا القومية والعربية قصيدة "العراق والأيادي الخفية"، والتي يقول فيها:

سلامُ ُ على بغداد ما طلعَ الفجرُ

وما دارت الأقمارُ واكتملَ البدرُ

سلامُ ُ إذا ما الفجر قَبَّلَ هامَها

وثرَّ عليها النور وانبلج العطرُ

سلامُ ُ على النهرين والورد والندَى

وفجرٍ يشد الليلَ.. أَعينُه حُمْرُ

فياَ مرقداً ضمَّ الحسينَ ونوره

تسامَى على بعدٍ بشائره تذرو

أقول: أبَا السَّجادِ.. النهرُ مالحُ ُ

وتلك نخيلاتُ ُ هوتْ جنيُها جمرُ

ألاَ يا لواء الحقٍّ والنور والهُدىَ

وأقماره تترى.. وإنْ دَمَعَ النهرُ

ومن قصائده أيضًا قصيدة "أنشودة الخليج"، والتي يقول فيها:

اُغْفُ اللُّحَيْظَةَ فالزَّمانُ مُغادِرٌ... وَدَع المَكانَ فَكُلُّنا إِصْغاءُ

وُئِدَتْ عُيونُكَ – يا خليجُ – حَماقةً... فالحربُ نارٌ غاضَ فيها الماءُ

يا عَبْدُ كَمْ عَبْدٍ يَفيضُ بَلاغَةً...يا عَمْروُ كَمْ عَمْروٍ بِهِ بُلَغاءُ

ضاءَتْ – رَسُولَ اللهِ – فيكَ بَيارِقٌ...والنُّورُ فَجْرٌ ليسَ فِيه رِيِاءُ

إيهٍ – خليجُ – لا تَنمْ عن ظالمٍ...كلاّ، ولا يُذكرْ بكَ الفقراءُ