تعد سيدة الأعمال الكورية ميشيل كانغ واحدة من أبرز سيدات الأعمال اللاتي لمع اسمهن في مجال الرياضة، وخاصة كرة القدم النسائية، فهي تعد من النساء القلائل اللاتي اقتحمن هذا المجال باحترافية وجدية، لتصبح أول امرأة تملك أندية كرة قدم نسائية في أكثر من قارة، لتساهم بشكل فعّال في تمكين المرأة في رياضة كرة القدم، في السطور التالية تعرف على مسيرتها المهنية وإنجازاتها.
من هي ميشيل كانغ؟
يونجمي ميشيل كانغ، هي سيدة أعمال كورية أمريكية ومالكة لعدة فرق كرة قدم احترافية، ولدت في 1 يونيو عام 1959 في العاصمة الكورية الجنوبية سيول، وتعد واحدة من أبرز سيدات الأعمال والمستثمرات في مجال رياضة كرة القدم.
ولدت ميشيل كانغ في كوريا الجنوبية، وهاجرت لاحقًا إلى الولايات المتحدة لإكمال دراستها، وهناك بدأ اهتمامها بمجال التكنولوجيا، وشغلت مناصب تنفيذية لدى عدة شركات كبرى، ثم أسست شركتها الخاصة Cognosante، التي تعمل في مجال التكنولوجيا الصحية.
عرفت ميشيل عالميًا بشكل متزايد بفضل اهتمامها بمجال الرياضة، وخاصة في كرة القدم النسائية، ففي عام 2022، اقتحمت مجال الاستثمار الرياضي، واشترت ناديين رياضيين، لتصبح أول امرأة تمتلك ناديين نسائيين في قارتين مختلفتين.
بدخولها مجال الرياضة النسائية، أصبحت ميشيل كانج رائدة في تمكين المرأة في بيئات العمل والرياضة على حد سواء، وعملت على تحسين التمويل والبنية التحتية في كرة القدم النسائية، وحصلت على العديد من الجوائز تقديرًا لإسهاماتها في مجال ريادة الأعمال.
ما هي عرقية ميشيل كانغ؟
ميشيل كانغ سيدة أعمال كورية جنوبية حاصلة على الجنسية الأمريكية.
نشأتها وحياتها في كوريا الجنوبية
ولدت سيدة الأعمال ميشيل كانغ في العاصمة الكورية الجنوبية سيول، وهي الابنة الأصغر بين 3 شقيقات في عائلة ثرية، فوالدتها لي يون جا، كانت محامية وعضوة سابقة في الجمعية الوطنية لكوريا الجنوبية.
كانت ميشيل طالبة متفوقة، حيث حصلت على منحة دراسية للدراسة في جامعة إيهوا النسائية في كوريا الجنوبية، وكانت واحدة من بين 4 طالبات تم اختيارهم في هذه المنحة. التحقت ميشيل بعدها بجامعة سوغانغ في سيول لدراسة إدارة الأعمال باقتراح من والدها، وكانت الطالبة الوحيدة في دفعتها.
![ميشيل كانغ.. رائدة التطوير في كرة القدم النسائية]()
الدراسة في الولايات المتحدة
خلال سنتها الأولى في الجامعة، وبفضل تفوقها، أدركت ميشيل كانغ أن بقائها في كوريا الجنوبية لن يساعدها على تحقيق طموحاتها، ففي الثقافة الكورية، يُطلب من النساء أن يحصلن على شهادات عالية، لكن لا يُتوقع منهن الحصول على وظيفة.
شعرت ميشيل في ذلك الوقت أن تفوقها لن يساعدها في كوريا الجنوبية، وحتى لو أصبحت رئيسة للجامعة، بمجرد زواجها سيطلب منها الاستقالة طوعًا أو بالإجبار.
في تلك الفترة، وخلال بداية الثمانينات، كانت الجامعات الكورية مصدر أساسي للاحتجاجات من أجل الديمقراطية، وفي مواجهة هذه المظاهرات، طبقت الدولة الأحكام العرفية، ورد الجيش بشكل عنيف على هذه المظاهرات، مما أسفر عن مقتل مئات الطلاب.
استغلت ميشيل هذه الأزمة، وأقنعت والدها بالسفر إلى الولايات المتحدة بالأموال التي ادخرها والدها لزواجها، على أن تعول نفسها بنفسها إذا نفذت تلك الأموال. اقتنع والدها بهذه الفكرة، وخاصة بسبب خوفه على حياة ابنته في ظل المظاهرات والعنف في الشوارع.
في عام 1981، انتقل ميشيل كانغ إلى شيكاغو، والتحقت بجامعة شيكاغو ودرست الاقتصاد. واصلت دراستها العليا، وحصلت على درجة الماجستير في الإدارة العام والخاصة من كلية التنظيم والإدارة بجامعة ييل.
النجاح في مجال تكنولوجيا المعلومات
بدأت سيدة الأعمال ميشيل كانغ مسيرتها المهنية كمستشارة إدارية في عدد من شركات تكنولوجيا المعلومات في الولايات المتحدة. انتقل بعدها للعمل في شركة "إرنست يونغ"، وهي شركة متخصصة في صناعات التكنولوجيا الفائقة والاتصالات، وكانت هذه المرة شريكة فيها، لتخطو خطواتها الأولى في ريادة الأعمال.
في عام 2000، انتقلت ميشيل للعمل في مجموعة TRW، وشغلت منصب رئيسة الاستراتيجية المؤسسية لقطاعات الشركة غير المرتبطة بصناعة السيارات، وتضمنت مهامها تطوير الأسلحة والمركبات الفضائية.
بعد عامين، تم الاستحواذ على شركة TRW من قبل شركة نورثروب غرومان، وتحت الإدارة الجديدة، تم تعيينها في منصب رئيس إدارة قسم الصحة الرقمية، وهو القسم الذي كان يواجه فشلًا ذريعًا، فرأت الشركة أنه حتى إذا أخفقت ميشيل في إدارتها القسم، فلن يسبب ذلك ضررًا كبيرًا على الشركة.
إلا أن توقعات الشركة جاءت عكسية، فبعد 4 سنوات فقط، وفي لحظة مفصلية في مسيرتها المهنية، تمكنت ميشيل من مضاعفة إيرادات قسمها أكثر من 3 مرات، وذلك بعد المبادرة الوطنية التي أطلقها الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش، والتي هدفت إلى إتاحة السجلات الطبية الإلكترونية لجميع المواطنين، وكانت شركة "نورثروب غرومان" من بين 4 شركات تم اختيارها لتنفيذ هذا المشروع.
تأسيس شركة Cognosante لتكنولوجيا المعلومات
كانت هذه التجربة سببًا في امتلاك ميشيل كانغ خبرة واسعة في قطاع تكنولوجيا المعلومات الصحية، الذي كان يعاني من تخلف تقني ملحوظ؛ ولهذا السبب، قررت أن تبدأ مسيرتها في ريادة الأعمال، وتأسيس شركتها الخاصة في هذا القطاع.
في عام 2008، أسست ميشيل شركة Cognosante، والتي بدأتها بمكتب صغير في منزلها في ولاية ماريلاند. في تلك الفترة، لم تقدم شركتها حلول مبتكرة، لكنها سدت فجوة كبيرة في السوق، حيث بدأ المستشفيات والصيدليات في ذلك الوقت الانتقال إلى السجلات الرقمية، وكان هناك حاجة ماسة في السوق لشركات للقيام بهذه المهام.
طورت ميشيل فيما بعد من ابتكاراتها، حيث وسعت شركتها توحيد أنظمة السجلات الرقمية، وهو ما سهل على الأطباء وموظفي الرعاية الصحية الوصول إلى المعلومات والسجلات، كما ركزت بشكل خاص على تحسين تدفق البيانات في الجهات الحكومية.
وعلى الرغم من البداية الموفقة، إلا أن شركتها واجهت عاصفة شديدة بسبب الأزمة المالية العالمية، ولمواجهة هذا التحدي، قررت كانغ بيع أسهمها في شركة "نورثروب غرومان" لتمويل شركتها الناشئة، ورفضت الحصول على القروض أو قبول عروض التمويل من المستثمرين.
وبفضل استثمارها في شركتها، تجاوزت الشركة تداعيات الأزمة المالية، ووسعت شركتها خدماتها في مؤسسات فيدرالية كبرى، منها وزارة الصحة، ومراكز خدمات الرعاية الطبية، كما دخلت الشركة مجالات أخرى، منها الأمن السيبراني وكشف الاحتيال.
في عام 2024، قررت ميشيل بيع شركتها إلى إحدى الشركات التابعة لمجموعة "أكسنتشر" الأيرلندية.
![ميشيل كانغ.. رائدة التطوير في كرة القدم النسائية]()
الاستثمار في كرة القدم النسائية
بدأ اهتمام سيدة الأعمال ميشيل كانغ بالاستثمار في مجال الرياضة بداية من عام 2020، حينما قررت شراء نسبة 35% من نادي "واشنطن سبيريت" لكرة القدم النسائية، على الرغم من أنها لم تكن تملك أي معروفة عن هذا المجال، لكنها أعجبت كثيرًا بفكرة دعم الرياضيات المحترفات في مجال كرة القدم.
على الرغم من أن بداية استثمارها كان مجرد تجربة، إلا أن النادي واجه تحديات كثيرة، وذلك بعد اتهامات من اللاعبات بتعرضهن للإهانة وسوء المعاملة من مدربهم. أدت هذه الاتهامات إلى إقالة المدرب، لتبدأ سلسلة من التحقيقات الموسعة في الدوري الأمريكي للكشف عن إساءات المدربين في الأندية الأخرى.
بعد هذه الأزمة، أصدرت اللاعبات في نادي واشنطن سبيريت مطالبات لبيع الرئيس التنفيذي للنادي "ستيف بولدوين" حصته إلى كانغ، وهو الذي تم بالفعل، حيث تمكنت كانغ من حسم الصفقة لنفسها، حيث استحوذت على النادي في صفقة بلغت 35 مليون دولار، وكانت صفقة قياسية في ذلك الوقت، حيث كان أغلى نادي في الدوري الأمريكي لكرة القدم النسائية نادرًا ما يتجاوز حاجز 5 ملايين دولار.
الإيمان بنجاح استثماراتها في الرياضات النسائية
واجهت ميشيل كانغ تحديات كبيرة بعد شرائها نادي ميشيل واشنطن سبيريت في صفقة قياسية، لكنها آمنت أن الاستثمار في دوري النساء سيؤتي ثماره قريبًا، وهو الأمر الذي تمكنت من تحقيقه، حيث بدأ النادي في تحقيق إيرادات سنوية تقدرها ب5 ملايين دولار، وتضاعف هذا الرقم 5 مرات عام 2024.
ولم يقتصر النجاح على الإيرادات فحسب، بل أيضًا على الإقبال الجماهيري، ففي عام 2024، وصل عدد المتفرجين على المباريات من الاستاد إلى 14 ألف، بعدما كان لا يتعدى 6 آلاف متفرج عام 2022.
وبفضل استثماراتها، أصبح دوري النساء يحظى باهتمام أوسع من المنصات الإعلامية، وتم توقيع عقود حقوق بث البطولات النسائية بقيمة 240 مليون دولار، أي ما يفوق 60 ضعف ما كان يحقق الدوري النسائي سابقًا.
![ميشيل كانغ.. رائدة التطوير في كرة القدم النسائية]()
ما هي فرق كرة القدم التي تملكها ميشيل كانج؟
لم تقتصر استثمارات ميشيل كانغ على نادي واشنطن سبيريت فحسب، بل وسعت استثماراتها، واشترت أندية أخرى. في عام 2023، استحوذت على نسبة 53% من نادي "أولمبيك ليون للسيدات"، وهو أحد أكثر الفرق تتويجًا في أوروبا.
توسعت استثماراتها، واشترت نادي "لندن سيتي"، وأسست شركة رياضية اسمها Kynisca Sports International، ومقرها لندن. تطمح ميشيل الآن لشراء نادي في كوريا الجنوبية.
كم تقدر ثروة ميشيل كانغ؟
تبلغ ثروة سيدة الأعمال الكورية الجنوبية ميشيل كانغ 1.2 مليار دولار، وهي في المرتبة 2805 في قائمة أثرياء العالم وفقًا لفوربس.
تملك ميشيل عدد من العقارات. في عام 2022، باعت شقة في بالم بيتش في ولاية فلوريدا مقابل 15 مليون دولار، وكانت صفقة البيع ثالث أكبر صفقة في تاريخ المدينة.
جوائز وتكريمات
خلال مسيرتها المهنية، حصلت سيدة الأعمال ميشيل كانغ على العديد من الجوائز والتكريمات، وحجزت لنفسها موقعًا متقدمًا ضمن النخبة القيادية في مجال العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.
في عام 2012، تم تصنيفها واحدة من بين أفضل 100 قائدة نسائية في مجال تكنولوجيا المعلومات. في عام 2015، فازت بجائزة "رائدة الأعمال لهذا العام" من مؤسسة EY العالم. في العام التالي، تم اختيارها ضمن أفضل 100 رئيس تنفيذي في مجالات STEM.
في عام 2019، حصلت ميشيل كانغ على ميدالية المبادرة الحرة الأمريكية من جامعة بالم بيتش أتلانتيك. في عام 2022، حصلت على جائزة "الإنجاز مدى الحياة" من مجلة واشنطن للأعمال، كما تم إدخالها إلى قاعة مشاهير واشنطن للأعمال.
في عام 2023، حصلت على جائزة هوارشيو ألجر قديرًا لتفوقها في مواجهة التحديات والارتقاء من خلفية مهاجرة إلى قمم ريادة الأعمال. في العام نفسه، كان اسمها ضمن قائمة "أكثر 500 شخصية تأثيرًا في عالم الرياضة العالمي".
في عام 2024، حصلت على لقب "أسطورة الأعمال الحية" من ولاية فرجينيا، وفي عام 2025، دخلت قائمة SportsPro لأهم "عشرة مؤثرين في مجال الرياضة".