هاني الراهب.. روائي الواقعية والنقد الاجتماعي والسياسي

أديب
  • معلومات شخصية

    • الاسم الكامل

      هاني محمد الراهب

    • اسم الشهرة

      هاني الراهب.. روائي الواقعية والنقد الاجتماعي والسياسي

    • الفئة

      أديب,كاتب

    • اللغة

      العربية، الإنجليزية

    • الوفاة

      06 فبراير 2000
      دمشق، سوريا

    • التعليم

      دكتوراه

    • الجنسية

      سوريا

    • بلد الإقامة

      سوريا

    • سنوات النشاط

      1961 - 2000

السيرة الذاتية

يعد الروائي السورية من أبرز الروائيين في الساحة السورية والعربية في الوقت الحالي، فقد تميزت كتاباته بالعمق الفكري والنزعة النقدية الحادة تجاه الواقع السياسي والاجتماعي في بلده والعالم العربي، وترك بصمة خاصة في الأدب العربي، في السطور التالية تعرف على مسيرته وحياته.

من هو هاني الراهب؟

هاني محمد الراهب، هو روائي سوري ولد في عام 1939 في قرية مشقيتا بمحافظة اللاذقية، وهو واحد من أبرز الروائيين في الساحة السورية والعربية.

انطلقت مسيرة هاني الراهب في عالم الرواية مبكرًا، حيث حقق شهرة واسعة مع روايته الأولى "المهزومون" في الستينات، وحققت الرواية شهرة واسعة. تناول الراهب في رواياتها التالية انهيار الإنسان العربي في ظل الواقع السياسي المتردي، وكانت بداية شهرته في النقد الاجتماعي والسياسي من خلال الرواية.

أصدر الراهب العديد من الروايات الناجحة، ولعل أبرزها رواية "الوباء"، وفي رواياته، كتب أحداث تنبؤية، وتدهور الحلم القومي. إلى جانب الرواية، كان هاني الراهب أكاديميًا بارزًا، درّس الأدب الإنجليزي في عدة جامعات، وأسهم في تطوير المشهد النقدي السوري

توفي هاني الراهب عام 2000، إلا أن أعماله لا تزال قائمة، ويصنف على نطاق واسع بأنه رائد الرواية السورية الحديثة.

نشأته وتعليمه

ولد هاني الراهب في قرية مشقيتا في محافظة اللاذقية، وعاش طفولته متنقلًا بين المدينة والريف، وذلك بعد وفاة شقيقه الأكبر، حيث تولى الراهب مسؤولية رعاية العائلة بعد وفاة والده.

حصل هاني على الدرجة الثانية الثانوية العامة، ليدرس في جامعة دمشق قسم اللغة الإنجليزية مجانًا، وحصل على راتب شهري قدره 180 ليرة سورية.

في أواخر الخمسينات، انتقل الراهب للعيش في حي الشعلان في مدينة دمشق مع ززملائه، ثم انتقل للعيش مع شقيقه خلال. بعد تخرج الراهب من الجامعة، عُين معيدًا في قسم اللغة الإنجليزية.

حصل بعدها على منحة في الجامعة الأمريكية في بيروت، وحصل على شهادة الماجستير في الأدب الإنجليزي خلال عام واحد فقط. انتقل بعدها إلى المملكة المتحدة، وحصل على درجة الدكتوراه في الأدب الإنجليزي خلال عامين ونصف فحسب.

روايات هاني الراهب

في عام 1960، شارك هاني الراهب في مسابقة للرواية العربي من تنظيم دار الآداب، وشارك فيها أكثر من 150 كاتبًا عربيًا، وكان الراهب حينها طالبًا في جامعة دمشق. قدم الراهب بروايته "المهزومون" وهي الرواية التي فازت بالجائزة الأولى.

كانت تلك الانطلاقة الحقيقية في مسيرته الأدبية، حيث واصل الكتابة، بجانب الدراسات العليا والعمل الأكدايمية، وقدم خلال مسيرته العديد من الروايات الناجحة. خلال الستينات، نشر رواية "بلد واحد هو العالم"، وقصة "المدينة الفاضية".

من رواياته أيضًا رواية "التلال"، والتي ابتعد فيها عن استخدام الحوار التقليدي، واعتمد على الرموز والدلالات بدلًا من ذلك. عكست الرواية صراعًا بين عالمين متوازيين، الأول أسطوري بفهم بالأحلام، والثاني واقعي واضح المعالم.

مزج الراهب بين أزمنة متعددة، منها الزمن التاريخي والزمن النفسي والزمن الأسطوري، وما ميز الرواية أنها لا تنتمي إىل قطر عربي بعينه، بل تخاطب التجربة التاريخية للأمة العربية في سعيها نحو التقدم.

من روايات هاني الراهب أيضًا رواية "ألف ليلة وليلتان"، وهي تجربة جماعية تعكس وعي الفرد ضمن محيطه الاجتماعي والتاريخي. في روايته، روى قصة 30 شخصية، كل منهم يتوهم الاستقلال والخصوصية حتى نكسة 1967. اعتمد الراهب في بناء الرواية على إظهار تشظي المجتمع.

أما روايتا "خضراء كالمستنقعات"، و"خضراء كالحقول" جاءتا بعد فترة الانهيارات الكبرى، كانهيار مشروع التقدم العربي، وتفكك النظام الإقليمي وسقوط الاتحاد السوفيتي، وكلها تحولات انعكست على أفكاره وأسلوبه. كتب الراهب  بعدها سلسلة روايات قصيرة تحت عنوان "كل نساء المدينة".

رواية الوباء هاني الراهب

ألف الكاتب السوري هاني الراهب رواية "الوباء" عام 1981، وتعد واحدة من أهم رواياته على الإطلاق، وتم اختيارها كواحدة من ضمن أفضل 100 رواية عربية. في روايته، يناقش الراهب العديد من الأسئلة التي يبحث عن أجوبتها.

تناول الراهب موضوعات الحرية والدميقراطية والمجتمع المدني، في مجتمع تغيب فيه الثقافة ويقتل فيه الوعي.

أسلوبه الأدبي

يُعد هاني الراهب نموذجًا بارزًا للروائي المجدد والمتجدد، إذ لم يكتفِ بممارسة الكتابة الروائية كفعل سردي تقليدي، بل خاض غمارها بوصفها مشروعًا فكريًا وفنيًا قائمًا على البحث المتواصل والتجريب الدائم في التعبير والأسلوب والتقنية.

عمل الراهب بجهد دؤوب على تطوير الرواية السورية، إيمانًا منه بأن الرواية لا تكتمل إلا بجرأة الابتكار وعمق الرؤية، وهو ما تجلّى في عنايته الفائقة باللغة، لا باعتبارها مجرد وسيلة للتوصيل، بل بوصفها كيانًا حيًا في طور التكوين الدائم.

لقد كان التوتر اللغوي لديه انعكاسًا لرؤية موحدة للغة تنبع من وعيه العميق بوظيفتها الجمالية والفكرية في آنٍ معًا. وقد عبّر الراهب عن هذه الرؤية بوضوح حين قال: "ما دامت الرواية ظاهرة تكاد أن تكون حديثة العهد في تراثنا الأدبي، فينبغي أن يحتويها بناء لغوي وأسلوبي جديد".

وهذه القناعة الجوهرية كانت البوصلة التي وجّهت أعماله الروائية، حيث سعى إلى تأسيس شكل سردي عربي معاصر لا يقل طموحًا عن نظيره في الرواية العالمية، بل يسعى إلى بلورة خصوصية لغوية وسردية تعكس هموم الإنسان العربي وتطلعاته.

لقد شكّلت كتابات هاني الراهب محطة مميزة في مسار الرواية العربية، ليس فقط على مستوى المضمون الذي انشغل بقضايا الحرية والسياسة والمثقف، بل أيضًا على مستوى الشكل الذي اختبر فيه إمكانات اللغة والتقنية، وكان لها تأثير كبير على الأجيال التالية من الروائيين العرب.

مرضه ووفاته

عانى هاني الراهب من مرض السرطان الذي شفي منه، ونصحه الأطباء بعد ذلك بالابتعاد عن التوتر والقلق العصبي، ولكن لم يمضي وقت طويل حتى عاد المرض مرة أخرى وانتشر في جسده حتى وفاته في العاصمة السورية دمشق في 6 فبراير عام 2000 عن عمر 60 عامًا.