أيقونة الأناقة.. وفاة الملكة سيريكيت والدة ملك تايلاند عن 93 عامًا (صور)

  • تاريخ النشر: منذ ساعة زمن القراءة: 3 دقائق قراءة

تايلاند تعلن الحداد لمدة عام على رحيل واحدة من أبرز رموزها الوطنية

مقالات ذات صلة
دموع في بانكوك بعد وفاة الملكة سيريكيت.. تايلاند في حداد (فيديو وصور)
وفاة الملكة إليزابيث الثانية عن عمر يناهز 96 عاماً
كيف احتفلت الملكة إليزابيث بعيد ميلادها الـ93 ؟

أعلنت الأسرة الملكية التايلاندية، السبت، وفاة الملكة الأم سيريكيت، والدة ملك تايلاند الحالي ماها فاجيرالونغكورن (راما العاشر)، عن عمر ناهز 93 عامًا، بعد معاناة طويلة مع المرض. 

سبب وفاة الملكة الأم سيريكيت

وأفاد القصر الملكي بأن الملكة الأم سيريكيت توفيت مساء الجمعة إثر إصابتها بعدوى في مجرى الدم، بعد سنوات من العلاج داخل أحد مستشفيات بانكوك.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

وأوضح البيان أن الملكة الأم سيريكيت الراحلة كانت بعيدة عن الأنظار منذ إصابتها بجلطة دماغية عام 2012، قبل أن تتدهور حالتها الصحية في السنوات الأخيرة. 

وأعلنت تايلاند فترة حداد رسمي لمدة عام على وفاة الملكة، في حين ألغى رئيس الوزراء أنوتين تشارنفيراكول مشاركته في قمة "آسيان" بماليزيا، تمهيدًا لعقد اجتماع حكومي خاص لترتيب مراسم الجنازة الملكية.

من هي الملكة الأم سيريكيت؟ 

وُلدت سيريكيت كيتياكارا عام 1932 في أسرة دبلوماسية، إذ كان والدها سفير تايلاند لدى فرنسا.

وبينما كانت تدرس الموسيقى واللغات في باريس، التقت الملك بوميبول أدولياديج الذي كان يقيم في أوروبا خلال شبابه.

ونشأت بينهما قصة حب تحولت إلى زواج ملكي عام 1950، وهي في السابعة عشرة من عمرها.

رافقت الملك خلال حكمه الذي امتد أكثر من 70 عامًا، لتصبح واحدة من أبرز الشخصيات النسائية في التاريخ الحديث لتايلاند، لما امتلكته من كاريزما وأناقة لافتة جعلتها محط أنظار الإعلام العالمي في خمسينيات وستينيات القرن الماضي.

وخلال زيارتها إلى الولايات المتحدة عام 1960، وصفتها مجلة "تايم" بأنها "رمز للأنوثة العصرية"، بينما أشادت الصحف الفرنسية بجمالها وأسلوبها المميز.

الملكة التي أحيت صناعة الحرير التايلاندي

كانت سيريكيت معروفة بشغفها بالموضة والحرف اليدوية التايلاندية، حيث تعاونت مع المصمم الفرنسي بيير بلمان لتصميم أزياء راقية مصنوعة من الحرير المحلي. 

وساهمت هذه الخطوة في إحياء صناعة الحرير في تايلاند وتشجيع الحرفيين على الحفاظ على تقاليد النسيج التقليدي، ما جعلها تُلقب بـ"سفيرة الحرير التايلاندي".

كما أطلقت مشروعات خيرية لدعم الحرف الريفية وتنمية المناطق الفقيرة، إذ كانت ترافق زوجها في زيارات ميدانية إلى القرى البعيدة لتفقد أحوال المزارعين، وهو ما جعلها تحظى بلقب "أم الأمة" بين التايلانديين.

يوم ميلادها.. عيد للأمهات في تايلاند

في عام 1956، تولت سيريكيت منصب الوصية على العرش لفترة قصيرة أثناء دخول زوجها أحد المعابد للتأمل، ضمن طقوس بوذية تقليدية.

وبعد سنوات، أصبح عيد ميلادها في 12 أغسطس يومًا وطنيًا وعيدًا رسميًا للأمهات في تايلاند، تكريمًا لدورها الإنساني والاجتماعي.

رغم أن الدستور التايلاندي ينص على حياد المؤسسة الملكية، فإن سيريكيت لم تتردد أحيانًا في التعبير عن مواقف سياسية خلال مراحل حساسة. 

ففي عام 1998، دعت خلال خطابها السنوي إلى دعم رئيس الوزراء آنذاك تشوان ليكباي، مما أدى إلى تقوية الحكومة ضد المعارضة.

كما أبدت تعاطفًا مع حركة التحالف الشعبي من أجل الديمقراطية (PAD) المناهضة للحكومة، وشاركت عام 2008 في جنازة أحد أنصار الحركة، في خطوة فسّرها كثيرون على أنها إشارة دعم ملكي لتلك الاحتجاجات.

برحيلها، تفقد تايلاند واحدة من أبرز رموزها الثقافية والوطنية. ستُذكر الملكة سيريكيت كـرمز للأمومة والعطاء، وكمُلهمة أعادت تعريف الأناقة الملكية وربطتها بالهوية التايلاندية الأصيلة.

تُركت الملكة الأم وراءها الملك ماها فاجيرالونغكورن وثلاث بنات، فيما يُتوقع أن تشهد البلاد مراسم وداع مهيبة تليق بإرثها ومكانتها في قلوب التايلانديين.