الإمارات تطلق صندوقاً بمليار دولار لتطوير الذكاء الاصطناعي في أفريقيا
مبادرة إماراتية لدعم التحول الرقمي بالقارة الأفريقية عبر صندوق استثماري بقيمة مليار دولار
كشفت الإمارات العربية المتحدة النقاب عن صندوق استثماري ضخم يحمل اسم "الذكاء الاصطناعي من أجل التنمية"، برأسمال يصل إلى مليار دولار، يستهدف تمويل ودعم مشروعات تكنولوجية متطورة في القارة الأفريقية، ضمن مساعيها لتسريع وتيرة التحول الرقمي وتحسين مستويات الحياة في دول القارة.
وتركز المبادرة على تطوير الهياكل الرقمية الأساسية، والارتقاء بجودة الخدمات الحكومية، ورفع معدلات الكفاءة الإنتاجية عبر توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة.
الإعلان الرسمي خلال قمة العشرين
جاء الكشف عن هذه المبادرة النوعية على لسان الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، خلال مشاركته في فعاليات قمة مجموعة العشرين، حيث شدد على عزم الإمارات الراسخ في قيادة جهود النمو المستدام عبر إقامة شراكات دولية فاعلة وابتكار آليات تمويلية غير تقليدية تخدم أهداف التنمية في الدول الناشئة.
سيتولى مكتب أبوظبي للصادرات "أدكس"، الذراع التابع لصندوق أبوظبي للتنمية، مهمة تطبيق المبادرة ميدانياً، بالتنسيق الوثيق مع وكالة الإمارات للمساعدات الدولية، في إطار تعاون مؤسسي يبرز التوجه الإماراتي نحو تمكين الأمم النامية من استثمار التكنولوجيا المتطورة وتوظيف إمكانات الذكاء الاصطناعي لتحقيق تنمية حقيقية وشاملة.
دولة الإمارات تُطلق، خلال مشاركتها في قمة مجموعة العشرين، مبادرة "الذكاء الاصطناعي من أجل التنمية" بقيمة مليار دولار أمريكي، لدعم مشاريع الذكاء الاصطناعي في الدول الإفريقية، تعزيزاً لجهود التنمية الاقتصادية والاجتماعية عبر تطوير البنية التحتية الرقمية والتكنولوجية. pic.twitter.com/EDdndOHtiq
— مكتب أبوظبي الإعلامي (@ADMediaOffice) November 22, 2025
استهداف القطاعات الحيوية بحلول مبتكرة
تسعى المبادرة إلى مساعدة الدول النامية على تخطي عقبات التنمية المختلفة عبر إدماج تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجالات استراتيجية تشمل التعليم والزراعة والبنية التحتية، مما يفتح المجال أمام ابتكارات عملية تدفع عجلة النمو الاقتصادي وتوسع دائرة الفرص التنموية المستدامة.
تتماشى هذه الخطوة مع التوجهات الاستراتيجية للإمارات الرامية إلى بناء منظومة اقتصادية معرفية، وهو ما يدعم مسيرتها نحو ترسيخ مركزها كوجهة عالمية رائدة في تطوير واستخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لخدمة البشرية.
علق محمد سيف السويدي، مدير عام صندوق أبوظبي للتنمية ورئيس اللجنة التنفيذية لمكتب أبوظبي للصادرات، بأن قيادة "أدكس" لهذه المبادرة يعبر عن قناعة إماراتية راسخة بأن الذكاء الاصطناعي يشكل أداة فاعلة لتحقيق تنمية متوازنة وعادلة، وذلك من خلال دمج التكنولوجيا بالتمويل والشراكات الدولية، بغرض مساندة الدول النامية في مواجهة تحدياتها وبناء قدرات اقتصادية مرنة طويلة الأمد.
وأضاف السويدي أن توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في مجالات التعليم والزراعة والبنية التحتية يمهد الطريق أمام فرص تنموية واسعة، موضحاً أن المبادرة تستهدف تمكين الشركات الإماراتية من إطلاق مشروعات رائدة تعمق التعاون الاقتصادي والتقني بين الإمارات وأفريقيا، وتساهم في إنجاز أهداف التنمية المستدامة عالمياً.
امتداد لإرث زايد الإنساني
أشار السويدي إلى أن المبادرة تمثل استمراراً للنهج التنموي الذي أرساه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الوالد المؤسس، وتطبيقاً عملياً لرؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، كما تعكس حرص الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس الدولة، والشيخ خالد بن محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي، على استمرار العطاء الإماراتي عبر مبادرات تنموية طموحة تنطلق من الإمارات لتشمل العالم بأسره.
من جهته، أكد الدكتور طارق أحمد العامري، رئيس وكالة الإمارات للمساعدات الدولية، على الدور الإنساني والتنموي المتميز الذي تضطلع به الإمارات في تنمية المجتمعات وبناء القدرات وتلبية الاحتياجات، سيراً على خطى الشيخ زايد.
مشيراً إلى أن الدولة تواصل إطلاق مبادرات نوعية لخدمة الإنسانية في كافة أرجاء العالم، ومنها توظيف أدوات الذكاء الاصطناعي لدعم الجهود التنموية في المجتمعات الأفريقية.
وأوضح العامري أن المبادرة تنبع من الرسالة الحضارية للإمارات التي تهدف إلى تعزيز التضامن الإنساني وترسيخ التعاون التنموي من أجل مستقبل أفضل وتحسين ظروف المعيشة للمجتمعات المختلفة، خاصة تلك التي تواجه تحديات تنموية في قطاعات حيوية متعددة.
لافتاً إلى أن العديد من الدول الأفريقية بحاجة ماسة لمثل هذه المبادرات النوعية لتلبية احتياجاتها في التعليم والصحة والبنية التحتية، بينما تعزز الإمارات موقعها كمركز عالمي للذكاء الاصطناعي وتتصدر المؤشرات الدولية في التقدم التكنولوجي والرقمي.
استمرار للدعم الإماراتي التاريخي لأفريقيا
تجدر الإشارة إلى أن هذه المبادرة تأتي ضمن سلسلة الدعم الخارجي الذي تقدمه الإمارات لدول القارة الأفريقية، حيث قدمت الدولة ما يفوق 152 مليار درهم منذ عام 1971.
وستستمر في دورها الريادي عبر هذه المبادرة بالتركيز على تعزيز مساهمة الجهات الإماراتية المانحة من خلال التنسيق بين وكالة الإمارات للمساعدات الدولية ومكتب أبوظبي للصادرات لتنفيذ مشروعات الذكاء الاصطناعي في الدول الأفريقية.
تعكس هذه المبادرة النوعية المكانة العالمية المتقدمة التي تتمتع بها الإمارات كمركز عالمي للتكنولوجيا الحديثة والتقنيات الذكية، مما يعزز دورها في دفع التنمية والابتكار على الصعيدين الإقليمي والدولي، ويساهم في تقديم حلول إبداعية تدعم النمو الشامل والمستدام.