الكربون في الرئة يكشف سر تطور الانسداد الرئوي

  • بواسطة: DWW تاريخ النشر: منذ ساعة
مقالات ذات صلة
الأهلي يكشف آخر تطورات قضية كهربا
رونالدو يكشف سر حفاظه على لياقته البدنية بغرفة سرية
الطبيب المُعالج لشوماخر يكشف تطورات حالته الصحية

في كشف علمي جديد قد يغيّر فهمنا لمرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD)، توصل فريق بحثي من جامعة مانشستر البريطانية إلى أن رئات المصابين بهذا المرض تحتوي على خلايا مملوءة بكميات غير عادية من الكربون الشبيه بالسُخام، تفوق بثلاثة أضعاف تلك الموجودة في رئات المدخنين الذين لا يعانون من المرض. هذا التراكم المفرط يبدو أنه يؤدي إلى تضخم الخلايا وإطلاق بروتينات مسببة للالتهاب، ما يساهم في تدهور وظائف الرئة ويشير إلى دور أكثر خطورة للتلوث في نشأة المرض.

الانسداد الرئوي المزمن.. مرض خطير يهدد حياة هذه الفئة

نُشرت نتائج الدراسة في مجلة ERJ Open Research بتاريخ 10 يونيو 2025، وشارك في إعدادها كل من الدكتور جيمس بيكر والدكتور سايمون ليا. وقد ركزت الدراسة على خلايا مناعية تُعرف باسم "البلعميات السنخية" (alveolar macrophages)، وهي خلايا تقوم عادةً بحماية الرئة من الجزيئات الضارة والميكروبات عن طريق ابتلاعها. إلا أن الباحثين وجدوا أن هذه الخلايا، عند امتلائها بالكربون، تصبح أكبر حجمًا وأكثر التهاجماً.

شملت الدراسة فحص أنسجة رئة مأخوذة من عمليات جراحية أُجريت لأسباب أخرى، مثل الاشتباه في وجود أورام. وقام الباحثون بتحليل خلايا من 28 مريضًا بالانسداد الرئوي المزمن و15 مدخنًا لا يعانون من المرض. أظهرت النتائج أن خلايا البلعميات في مرضى COPD تحتوي على أكثر من ثلاثة أضعاف كمية الكربون مقارنة بخلايا المدخنينالأصحاء، وأن هذه الخلايا تكون أكبر حجمًا عندما تحتوي على الكربون.

الأهم من ذلك، أن المرضى الذين كان لديهم تراكم أكبر من الكربونفي رئاتهم سجلوا نتائج أسوأ في اختبارات وظائف الرئة، وخاصة في مقياس يُعرف باسم FEV1%، وهو مؤشر على القدرة على الزفير القسري.

وفي تجارب مخبرية لاحقة، قام الباحثون بتعريض خلايا البلعميات لجزيئات كربون، ولاحظوا أنها أصبحت أكبر وبدأت بإنتاج كميات كبيرة من البروتينات الالتهابية. وأوضح الدكتور ليا: "هذا يدل على أن تراكم الكربون ليس فقط نتيجة للتدخين، بل ربما ناتج عن ضعف قدرة مرضى COPD على التخلص من الجزيئات الدقيقة أو نتيجة لتعرضهم المزمن لتلوث الهواء".

من جانبه، علّق البروفيسور فابيو ريتشارديولو، رئيس مجموعة رصد أمراض الجهاز التنفسي في الجمعية الأوروبية لأمراض التنفس، قائلاً: "هذا البحث يقدّم أدلة قوية على أن تلوث الهواء قد يلعب دورًا رئيسيًا في تفاقم أو حتى التسبب في مرض COPD، إلى جانب التدخين المعروف كعامل خطر أساسي. لذلك من الضروري العمل على خفض معدلات تلوث الهواء وتشجيع الناس على الإقلاع عن التدخين."

وتفتح هذه النتائج الباب أمام أبحاث مستقبلية لفهم كيفية تراكم الكربون داخل الرئة مع مرور الزمن، وإيجاد طرق جديدة للوقاية والعلاج من أمراض الانسداد الرئوي المزمن المزمنة، خصوصًا في المناطق الحضرية الملوثة.