تراجع الدولار الأمريكي مع ارتفاع الدولار التايواني القياسي
ارتفع الدولار التايواني بنسبة تفوق 3% ليصل إلى 29.654 مقابل الدولار الأمريكي
شهد الدولار الأمريكي تراجعًا جديدًا، صباح يوم الاثنين، في وقت أثيرت فيه تكهنات حول استعداد بعض الدول الآسيوية لإعادة تقييم عملاتها للحصول على تنازلات تجارية من الولايات المتحدة، وذلك بعد الارتفاع الكبير في قيمة الدولار التايواني.
الدولار التايواني يرتفع بشكل قياسي
ارتفع الدولار التايواني بنسبة تفوق 3% ليصل إلى 29.654 مقابل الدولار الأمريكي، ليواصل بذلك مكاسبه التي بدأت يوم الجمعة مع قفزة قياسية بنسبة 4.5%.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
وبلغ بذلك الدولار التايواني أعلى مستوى له منذ ثلاث سنوات.
ورغم نفي البنك المركزي التايواني أي ضغوط من البيت الأبيض لرفع قيمة العملة التايوانية كجزء من اتفاق تجاري، فإن الأسواق بدأت تلاحظ تغيرًا في الوضع الاقتصادي والسياسي في المنطقة.
أوضح أحد كبار المسؤولين في القطاع المالي التايواني لوكالة رويترز قائلاً: "الدولار التايواني يرتفع بوتيرة أسرع من أي وقت مضى، والأموال الساخنة تتدفق إلى تايوان، والبنك المركزي يتيح لها ذلك".
وأضاف المسؤول أن هذا التوجه قد يكون مرتبطًا بضغوط من الولايات المتحدة.
اليوان الصيني يسجل أعلى مستوى في ستة أشهر
على صعيد آخر، سجل اليوان الصيني أعلى مستوى له في نحو ستة أشهر، حيث بلغ 7.1879 مقابل الدولار، وسط رهانات من المستثمرين على أن الصين قد تسمح للعملتها بالتعزيز كجزء من مفاوضات التجارة مع الولايات المتحدة، ومع ذلك، ما تزال هذه المفاوضات بعيدة.
وفي هذا السياق، ذكرت وزارة التجارة الصينية أن بكين تدرس عرضًا من واشنطن لإجراء محادثات حول التعريفات الجمركية المفروضة من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
في مقابلة تلفزيونية أمس الأحد، أكد ترامب أن الصين ترغب في التوصل إلى اتفاق تجاري، لكنه لم يقدم تفاصيل أو جدول زمني لهذا الاتفاق.
كما أشار ترامب إلى أنه لن يسعى لإقالة رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، ولكنه جدد مطالبته بتخفيض أسعار الفائدة.
ومن المتوقع أن يعقد الاحتياطي الفيدرالي اجتماعه يوم الأربعاء، حيث يُتوقع أن يبقى على أسعار الفائدة ثابتة بعد بيانات إيجابية عن سوق العمل في مارس.
في حين أن الأسواق ترى أن فرصة خفض الفائدة في يونيو تبلغ 37% فقط، مقارنة بـ64% في الشهر الماضي.
ضعف الدولار رغم تحسن بيانات الوظائف
ورغم أن بيانات الوظائف قد قدمت دعمًا محدودًا للدولار، إلا أن العملة الأمريكية كانت تواجه صعوبة في الحفاظ على مكاسبها، حيث تراجعت التداولات في أسواق آسيا نتيجة العطلات في اليابان والصين.
أما اليورو فقد سجل ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 0.4% ليصل إلى 1.1343 دولار، في حين تراجع مؤشر الدولار بنسبة 0.2% إلى 99.635.
كما انخفض الدولار بنسبة 0.6% مقابل الين الياباني، ليصل إلى 144.03 ين.
وقد كانت التقلبات المفاجئة في سياسة الولايات المتحدة، بما في ذلك فرض تعريفات جديدة على بعض الأفلام غير الأمريكية، بالإضافة إلى الضغوط على استقلالية الاحتياطي الفيدرالي، قد أسهمت في اهتزاز ثقة المستثمرين في الدولار الأمريكي.
الأمر الذي انعكس في زيادة المراكز القصيرة المضاربة في الأسواق.
وقال كبير الاقتصاديين في مجموعة NAB، سالي أولد، إن هناك احتمالية لانخفاض الدولار الأمريكي على المدى الطويل، وأضافت: "نرى أن عصر الاستثنائية الأمريكية قد انتهى، ومن المتوقع أن يعيد المستثمرون توزيع رؤوس أموالهم إلى وجهات بديلة".
التحديات المقبلة للدولار والجنيه الإسترليني
من المتوقع أن يواجه الدولار تحديات جديدة مع صدور تقرير ISM للخدمات في وقت لاحق يوم الاثنين، إذ قد يؤدي تقرير ضعيف إلى زيادة القلق بشأن التباطؤ الاقتصادي في الولايات المتحدة.
فيما يترقب الجنيه الإسترليني اجتماع بنك إنجلترا هذا الأسبوع، حيث يتوقع العديد من الخبراء أن يقوم البنك بتخفيض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس إلى 4.25%، مع احتمال الإشارة إلى مزيد من التيسير النقدي في المستقبل القريب.