دراسة أمريكية جديدة تكشف عن مخاطر محتملة لاستخدام القنّب أثناء العمليات الجراحية
أصبح الحشيشجزءاً من الحياة اليومية لكثير من مرضى السرطانحول العالم، إذ يستخدم للتقليل من أعراض مثل الغثيان والأرق والقلق والألم المزمن. بعض الدراسات تشير إلى أن أكثر من 50 بالمئة من المصابين بالسرطان يلجأون إلى القنّب، فيما تصل النسبة إلى 80 بالمئة بين من يستخدمون التبغ أيضاً.
لكن، ورغم هذا الانتشار الواسع، لا توجد بيانات كافية عن كيفية تأثير الحشيش على مسار الشفاء بعد العمليات الجراحية، خصوصاً في حالات سرطانات الرأس والرقبة، التي تمثل نحو 4 بالمئة من إجمالي السرطانات المشخصة في الولايات المتحدة.
أول دراسة من نوعها
في محاولة لسد هذه الفجوة، بدأت جامعة أوكلاهوما دراسةرائدة، يقودها فريق من الأطباء على رأسهم الدكتورة لورديس كويمادو، أستاذة طب الأنف والأذن والحنجرة.
تشمل الدراسة 220 مريضاً بالغاً يخضعون لاستئصال أورام الرأس والرقبة، متبوعاً بجراحات ترميمية، مع متابعة تمتد لستة أشهر.
سيتم تقسيم المشاركين إلى أربع مجموعات:
مستخدمو القنّب فقط.
مستخدمو التبغ فقط.
من يجمعون بين الاثنين.
من لا يستخدمون أياً منهما.
وسيخضع المرضى لمراقبة دقيقة لمعدل العدوى والنزيف والتئام الجروح، إضافة إلى تأثير طرق الاستهلاك المختلفة: التدخين، التبخير أو المأكولات التي تحتوي على القنّب.
تأثير المواد الفعالة في الحشيش
من المقرر أن تشمل الدراسة أيضاً فحص تأثير منتجات CBD (الكانابيديول) وTHC (رباعي هيدروكانابينول).
فبينما يُعرف الـ THC بأنه المسؤول عن "النشوة" التي يسببها الحشيش، يُعتقد أن الـ CBD يساعد على تقليل القلق. غير أن كليهما وفقاً للباحثين، يمتلكانتأثيرات مثبطة للمناعة قد تؤخر التئام الجروح وتزيد من فرص المضاعفات.
وتقول كويمادو: "المرضى يسألونني دائماً إن كان استخدام القنّب سيؤثر على نتائج الجراحة الترميمية. وحتى الآن لا نملك بيانات كافية لنقدم لهم إجابة دقيقة، وهذا ما نهدف لتغييره من خلال هذه الدراسة".
تعاطي القنب يزيد المخاطر على القلب بستة أضعاف
انعكاسات طبية واسعة
تشير بيانات أولية إلى أن مدخني الحشيش، حتى من غير المصابين بالسرطان، لديهم مستويات أعلى من الالتهاب، وضعف في كفاءة الجهاز المناعي، ما قد ينعكس سلباً على شفاء الجروح.
وتأتي هذه النتائج في سياق أوسع من الأبحاث التي ربطت بين استهلاك الحشيش وزيادة خطر الإصابة بسرطانات الرأس والرقبة، إلى جانب أمراض أخرى مثل سرطان الرئة وأمراض القلب.
كما يخطط فريق البحث لدراسة تأثير استهلاك القنّب على استجابة المرضى للعلاج الكيميائي والإشعاعي، إذ غالباً ما يُستخدم هذان النوعان من العلاج جنباً إلى جنب مع الجراحة.
نحو إرشادات جديدة للمرضى
الدراسة، المموّلة من مؤسسة الصحة البريسبتريانية في أوكلاهوما سيتي، قد تكون نقطة تحول في كيفية تعامل الأطباء مع مسألة استهلاك القنّب لدى مرضى السرطان. فمع توفر بيانات أوضح، سيتمكن الأطباء من تقديم إرشادات دقيقة تساعد المرضى على موازنة الفوائد المحتملة لاستخدام الحشيش مع مخاطره الصحية الخفية.
تحرير: ع.ج