دور الأسرة والمدرسة في المحافظة على الأمن

  • تاريخ النشر: الخميس، 27 يناير 2022

المشاركة لبناء شخصية معتدلة

مقالات ذات صلة
بالصور: دهس رجل أمن واقتحام دورية أمن في الباحة السعودية
وفاة رجل أمن سعودي في إطلاق نار على دورية أمنية في روضة سدير
السعودية: دوريات أمنية جديدة في شوارع المملكة وتغيير زي رجال الأمن خلال أيام

يعتبر الأمن من أهم احتياجات الأفراد والجماعات في المجتمع، فهو من الضروريات التي لا تصلح الحياة إلا بها، ووضعه بعض علماء النفس ضمن هرم الاحتياجات البشرية بعد الطعام والشراب مباشرة؛ لأنه لا يقل أهمية عنهما. ولا بد أن يحرص كل فرد في أي مكان حول العالم على أن يؤدي دوره كاملا لتحقيق الأمن، ومن أهم هذه الأدوار: دور الأسرة والمدرسة في المحافظة على الأمن.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

دور الأسرة في المجتمع

  • يتكون المجتمع من العديد من الأفراد الذين يجتمعون معا لتكوين العديد من الأسر، فالأسرة هي أساس المجتمع وأهم مكوناته على الإطلاق؛ حيث إن المجتمع بدون الروابط الأسرية لا يصبح له معنى ولا أهمية.
  • ولما كانت الأسرة هي أساس المجتمع أصبح لها الدور الأكبر في بناء المجتمع وتطويره، وإذا فعلت كل أسرة ما في وسعها للنهوض بالمجتمع فإنها لا تخدم نفسها فقط، ولكنها أيضا تخدم جميع الأسر.
  • كما أن الأسرة تعتبر أول نظام اجتماعي بناه الإنسان وقام بتوظيفه لإتمام مهام معينة بالاستعانة بالخصائص التي يتمتع بها جمع أفراد الأسرة، وليست الأسرة فقط تؤثر في المجتمع، ولكنها أيضا تتأثر به وتتفاعل مع مختلف الأنظمة الاجتماعية مثل المدرسة.
  • وتؤثر الأسرة في المجتمع عن طريق تمييز شخصية أفرادها عن أفراد بقية الأسر وتربية كل فرد على حسب الطباع والاتجاهات التي تتناسب مع عقيدة وعقلية الأب والأم منذ الطفولة؛ مما يجعل كل فرد يكبر ويكبر معه هدف معين يريد تحقيقه في المجتمع من خلال قناعاته.
  • والأسرة هي أول من يُعرِّف الفرد بدينه ولغته وعادات مجتمعه وتقاليده وثقافاته، وتعليمه كيفية المحافظة على هذه العادات والتقاليد والاستفادة منها بشكل يؤثر إيجابيا على المجتمع فيها بعد.
  • والأب والأم هما أساس كل أسرة، وعلى حسب الصفات التي اكتسبها كل فرد منهما من أسرته يبدأ دورهما في توريث هذه الصفات إلى الأبناء، وكلما كانت تلك الصفات حسنة فإنها تساعد على إنشاء جيل صحيح نفسيا وجديا وأخلاقيا، ودينيا أيضا.
  • وعن طريق تقديم هذه الصفات من خلال الأبناء إلى المجتمع فإنها بذلك تكون قد أتمت مهمتها على أكمل وجه، وأسدت للمجتمع أهم خدمة على الإطلاق؛ فالمجتمع الذي يتحلى أفراده بهذه الصفات يكون مجتمعا منتجا قويا معتمدا على قدرات أبنائه لا قدرات الآخرين من الثقافات والمجتمعات المختلفة.
  • ولا يقوم ببناء المجتمع إلا الأسرة التي تربي أبناؤها على حب الخير للناس كما يحبونه لأنفسهم، وكذلك حب العمل والإنتاج والدفاع عن الدين والمحافظة على الأعراض، وأيضا الحفاظ على الأخلاق الإسلامية التي حثنا عليها الله ورسوله، والابتعاد عن الرذائل التي حذرنا منها الله -تعالى- ورسوله.
  • أما الأسرة التي لا تهتم بتربية أبنائها وتتركهم للأخلاق الدنيئة والعادات السيئة التي هي ضد الفطرة والدين، ولا تحرص على تنشئة أبنائها على الأسس الاجتماعية والدينية الصحيحة؛ فهي بذلك تهدم المجتمع وتأخد بيده إلى طريق الهلاك.
  • فيتضح من ذلك أن دور الأسرة في بناء المجتمع يبدأ من الاهتمام بتربية الأطفال على الصفات والأخلاق الحميدة، وتنشئتهم نشأة سليمة؛ ولا يكون باستقلال كل فرد بتربية نفسه على حسب أهواء نفسه وشهواتها؛ لأن واجب الأسرة تجاه المجتمع يبدأ بإنجابها لأول طفل.

    شاهد أيضاً: اداب الحوار

أهمية مشاركة الأسرة مع المدرسة

  • ليست الأسرة وحدها هي المسؤولة عن تربية الأطفال، ولكن المدرسة أيضا لها دور أساسي ومسؤولية مباشرة تجاه تربية الأطفال وتنشيئهم  نشأة صحيحة؛ كما أنه لا بد من مشاركة الأسرة أيضا في تعليم الأطفال؛ فهذه المسؤولية ليست واجبة على المدرسة فقط.
  • وبناء عليه فإن التعاون والمشاركة بين الأسرة والمدرسة شيء ضروري وأساسي من أجل تحقيق الأهداف التربوية والتعليمية التي لا يستطيع أن تنفرد كل مؤسسة منهما بأحدهما وترك مسؤولية الهدف الآخر.
  • بالإضافة إلى واجب المدرسة الأساسي في تعليم الأبناء، فإن واجباتها تكتمل بفهم شخصياتهم والحرص على إقامة علاقة جيدة من أولياء الأمور لمساعدتهم على تربية الأبناء ومشاركتهم في العملية التعليمية.
  • وتكون مشاركة الأسرة مع المدرسة من خلال مجلس الآباء والمجالس الاستشارية والأيام المفتوحة، وكذلك مساعدة المدرسة في وضع برامج تثقيفية تهدف إلى توضيح الأساليب السليمة التي يجب اتباعها للتعامل مع الأبناء، وفهم خصائص النمو في المراحل المختلفة.
  • وفيما يلي العرض التفصيلي لأهم الجوانب التي يجب أن تتخذها الأسرة والمدرسة في الاعتبار عند وضع خطة سليمة للتشارك في إنتاج جيل صحيح نفسيا وماديا، وهذا العرض بناء على دراسة الدكتور محمود الغرايبة لتوضيح أهمية التفاعل بين الأسرة والمدرسة:
  1. دور المدرسة في زيادة مشاركة الآباء
  • يجب على المدرسة أن تكون حريصة على مشاركة أولياء أمور الطلبة في العملية التعليمية باستمرار، ومن أهم الوسائل التي تساعد على اشتراك الأسرة والمدرسة في تربية الطفل وتعليمه هو اليوم المفتوح؛ ويمكن تنظيمه بتخصيص أوقات معينة تتناسب مع أولياء الأمور حتى يحضروا إلى المدرسة للاختلاط مع أبناءهم أثناء اليوم الدراسي وسؤال المعلمين عن مستوى الطفل التعليمي والتربوي.
  • بالإضافة إلى تنظيم اجتماع شهري لأولياء الأمور والطلبة والمعلمين، وفيها يلتقي الأبناء بمعلميهم مع آبائهم لمعرفة النصائح والانتقادات وكيفية التطوير من أنفسهم حتي يتحسن مستواهم التعليمي والتربوي، وكذلك تنظيم برامج تثقيفية.

  2. بعض معوقات التعاون بين الأسرة والمدرسة التي يجب معالجتها

  • انشغال الوالدين في الأعمال الوظيفية.
  • انفصال الوالدين أو النزاع المستمر بينهما.
  • قلة وعي الوالدين بأهمية التعليم من الأساس.
  • قلة وعي الوالدين بفوائد التواصل لحل مشكلات الطلاب.
  • عدم إعطاء المدرسة فرصة لأولياء الأمور للاشتراك في أي نشاط يخصها.
  • انشغال الآباء عن الاهتمام بأبنائهم.
  • عدم إتاحة الفرصة الكافية لولي الأمر للاستفسار عن ابنه في اليوم المفتوح، نظرا لاستدعاء عدد كبير من أولياء الأمور.
  • الخوف من سماع الآباء أخبارا سيئة عن مستوى تحصيل الابن أو سلوكه، مما يؤدي إلى عدم تلبية دعوة المدرسة.
  • عدم توفر مواصلات تسهل انتقال الوالدين إلى المدرسة.
  • شعور أولياء الأمور بعدم احترام المدرسة لهم، اعتقادا منها أنهم لا يفهمون في الأمور التعليمية؛ مما يؤدي إلى الامتناع عن الزيارة.

مدى استفادة الأبناء من التعاون بين الأسرة والمدرسة

  • يؤدي التعاون بين الأسرة والمدرسة إلى مساعدة الطالب في حل المشكلات التي يعاني منها سواء كانت في المدرسة أو في الأسرة، كما أن التعاون بين المعلمين وأولياء الأمور في نصيحة الأبناء والاهتمام بهم يساعدهم على التعرف على السلوكيات الصحيحة والخطأ.
  • ويساعد التعاون أيضا في مساهمة أولياء الأمور وهيئة المدرسة في إعداد البرامج والخطط المشتركة بينهما لتوفير أفضل مناخ للأبناء أثناء تنظيم العمليات التربية أو التعليمية، كما أنه يمكنهم من استثمار وقت فراغهم وزيادة طاقتهم الإيجابية.

أمور تساهم في تعزيز العلاقة بين الأسرة والمدرسة

  • رفع مستوى التعاون بين البيت والمدرسة فيما يتعلق بتبادل الرأي مع أولياء الأمور في العديد من المشكلات التعليمية والإدارية، والتي تواجه العمل المدرسي.
  • تشكيل مجالس الآباء والمعلمين والأمهات والمعلمات في مستويات متدرجة بدءًا من المستوى المحلي (المديريات والإدارات ثم المدارس)، وتضم ممثلين عن الآباء والمعلمين والمعلمات والأمهات وممثلين عن الطلبة والأهالي من البيئة المحلية.
  • التعاون مع القنوات الإعلامية لتحقيق الوعي ونشر أهداف مجلس الآباء والمعلمين واستثمار التعاون بين الأسرة والمدرسة.
  • إشراك أولياء الأمور في مجالات عمل المدرسة على نحو أكبر، لا سيما في تنظيم الصفوف بداية العام الدراسي، وتقديم بعض المنتجات الأسرية، وتنظيم الكتب بمكتبة المدرسة، والإشراف على بعض أنشطة الطلبة.
  • زيادة الدراسات والبحوث المتعلقة بالتعاون بين الأسرة والمدرسة، والعمل على تشجيع الطلبة على أخذ بعض أعمالهم المدرسية إلى المنزل، وإحضار بعض الأعمال المنزلية إلى المدرسة.
  • استقبال أولياء الأمور وترغيبهم وحثهم على زيارة المدرسة، والتعاون معهم في تحسين العملية التربوية والتعليمية، ويكون على مدار العام الدراسي في لقاءات منظمة لأولياء الأمور.
  • توفير موقع إلكتروني للمدرسة يمكن ولي أمر الطالب من الاطلاع على المعلومات التحصيلية والسلوكية الخاصة بابنه.
  • كشف نواحي القصور والضعف، وإيجاد الحلول.
  • عمل رحلات جماعية تضم أولياء الأمور والمعلمين مع الأبناء، وذلك لزيادة التواصل والتفاهم بين هيئة المدرسة وأولياء الأمور.

دور الأسرة والمدرسة في المحافظة على الأمن

يقضي الطفل أكبر قدر من وقته يوميا بين الأسرة والمدرسة، مما يجعل من الممكن القيام بالعديد من الأمور مع الطفل التي تساعده على فهم الأمن وكيفية المحافظة عليه، ومن أهم هذه الأمور:

  • القيام بعملية التوعية التي تجعل الطفل يعرف حقوقه وواجباته تجاه الوطن والمجتمع، وبناء عليه فإن الطفل عندما يكبر ويبدأ في ممارسة دوره في المجتمع سيلتزم بهذه الحقوق والواجبات، والتي من أهمها الحفاظ على الأمن والأمان، وعلى افتراض أن جميع أفراد المجتمع يلتزمون بها ستحصل على مجتمع ينعم بالأمن والعدل والمساواة.
  • الاهتمام بتعليم الطفل أهمية احترام الآخرين وتقبل الاختلافات بين أفراد المجتمع مهما كان نوعه، وحل الخلافات بالتحاور والنقاش لا بالنزاعات والمقاطعة؛ فإن سيادة الحرية في الرأي وروح التعدد الفكري أمر كفيل بالمحافظة على أمن وسلامة المجتمع.
  • تعليم الطفل القيم والسلوكيات الإسلامية والأخلاق الحميدة التي حثنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على الالتزام بها، فإنها تعتبر من أساسيات المحافظة عن الأمن في جميع أنحاء العالم؛ حيث إن المواطن كلما ارتفع بأخلاقه وسلوكياته كلما قلت النزاعات والفتن في المجتمع.
  • اهتمام كل من الأسرة والمدرسة بالتعظيم من قيمة الوطن بالنسبة للطفل؛ فعندما يكبر الطفل يصبح شابا منتميا بجميع جوارحه إلى الوطن، مستعد لبذل أي شيء للمحافظة على أمنه وسلامته وحمايتة من الأعداء.
  • يمكن للمدرسة بمساعدة الأسرة القيام بإنشاء الطفل فكريا على حب الاستقرار والمساهمة في تقدم الوطن؛ مما يجعل الطفل في وقت لاحق أحد أسباب نهضة الوطن اقتصاديا وعلميا، والدفع بمستوى الأمن والاستقرار للأمام.
  • تؤدي تربية الطفل داخل الأسرة والمدرسة على المحافظة على قيم التسامح والسلام إلى منع اتهام المجتمع المسلم بسمات تقلل من شأنه وتتهمه بأنه مجتمع مسؤول عن العنف والإرهاب، وهذه بالطبع اتهامات باطلة يتسبب فيها بعض الذين لا يحرصون على تربية أبنائهم التربية الصحيحة التي أمرنا بها الله -تعالى- ورسوله، مما يؤدي إلى فسادهم وفساد المجتمع.
  • قيام المدرسة والأسرة بأدوارهما في نشر القيم الدينية التي تحث على التسامح وترحب بالرأي الآخر ما لم يكن مسيئا للدين والعقيدة، وتقبل الاختلاف والتنوع، وتواجه الأفكار الشاذة المنحرفة التي ظهرت في المجتمع في أواخر السنوات والتي تدعو للانحلال الأخلاقي.
  • ترسيخ القيم والمفاهيم التي تجعل من الطفل مواطنا صالحا ملتزما مؤمنا بالالتزام بالقواعد الأخلاقية العامة، ومراعاة مصلحة المجتمع كله، لا مصلحته الشخصية فقط، وأن يكون ذلك كله نابعا من حبه للمجتمع، لا من خوفه من تطبيق العقوبات عليه.
  • الاهتمام بتحذير الطفل من الأخلاقيات الخطأ التي انتشرت مؤخرا في المجتمع، مثل: التنمر بشتى أنواعه، والانحلال الأخلاقي بشتى أنواعه.
  • تعليم الطفل أن يكون الدين هو مرجعه الأول في اتخاذ القرارات والتعاملات، وأن يشعر أن الرقيب الأول عليه هو الله -عز وجل- لا الأشخاص أو القوانين.

المصادر:

1.المقال: دور الأسرة في المجتمع. منشور على موقع elraaed.

2.المقال: المشاركة بين الأسرة والمدرسة. منشور على موقع montdatarbawy.