رحلة أمانال بيتروس.. من اللجوء إلى منصات التتويج العالمي!

  • بواسطة: DWW تاريخ النشر: الخميس، 18 سبتمبر 2025 زمن القراءة: 4 دقائق قراءة
مقالات ذات صلة
مارسيلو.. من صالات كرة القدم إلى منصات التتويج في أوروبا
بيتروس.. النجم البرازيلي المتألق في الدوري السعودي
الإمارات تتصدر الدول العربية في هذا التصنيف العالمي!

في سباق حبس الأنفاس حتى آخر رمق، نجح التنزاني ألفونس سيمبو في الفوز بذهبية ماراثون الرجال ضمن منافسات بطولة العالم لألعاب القوى في طوكيو، حسب ما أوردته مجلة "شتيرن" الألمانية.

وأنهى سيمبو السباق المثير متقدما بفارق ضئيل على الألماني أمانال بيتروس. ولم يتجاوز الفارق بين الثنائي 3 أجزاء من الثانية، ما يُعد أصغر فارق فوز على الإطلاق في ماراثون بطولات العالم.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

ورغم أن العداء الألماني أمانال بيتروس فرط في اللحظات الأخيرة بذهبية تاريخية، إلا أن صعوده منصة التتويج بحد ذاته نجاح كبير، لا سيما لعداء تحول من لاجئ من أصول إفريقية إلى بطل ألماني يواصل تحطيم الأرقام القياسية.

طريق طويل

رأى أمانال بيتروس (30 عاما) النور في مدينة عصب الساحلية في إريتريا. وعندما كان بيتروس في الثانية من عمره فقط، فرت والدته به إلى منطقة تيغراي في شمال إثيوبيا نتيجة الحرب الدموية بين البلدين حول مدينة بادمي الحدودية التي يتنازع عليها البلدان، وفق ما أشارت إليه مجلة "فوكوس" الألمانية.

وفي سن السادسة عشرة هرب أمانال بيتروس مرة أخرى، لكن هذه المرة بعيدا عن بلده، وواضعا نصب أعينه الهجرة إلى القارة الأوروبية من أجل حياة أفضل.

وتكللت مساعي أمانال بالنجاح أخيرا، فقد وطأت أقدامه ألمانيا في بداية عام 2012، بعد رحلة طويلة جدا وشاقة. وتم إيواء أمانال في مدينة بيليفيلد (تقع في ولاية شمال الراين ويستفاليا) كطالب لجوء.

وترك أمانال بيتروس والدته وأختاه، اللائي ما زلن يعشن في إثيوبيا، ولم تتح لهن بعد إمكانية رؤية بعضهم البعض منذ عدة سنوات.

أما أمانال الذي وصل إلى ألمانيا، فقد تمكن بعد وقت وجيز فقط من أن يثير اهتمام أحد المشرفين في فريق لكرة القدم، إذ لاحظ هذا الأخير موهبة أمانال في الجري، ووجهه إلى أحد أندية ألعاب القوى. وهناك بدأ كل شيء.

تسلق سريع لسلم النجاح

وساهمت إرادة أمانال بيتروس القوية ورغبته في الاندماج داخل المجتمع الألماني- ساهمت- في إبراز موهبته الرياضية بشكل أكبر في سباقات المسافات الطويلة في ألمانيا.

ففي عام 2015، نال أمانال شهادة مدرسية، وحصل على الجنسية الألمانية بسرعة كبيرة بفضل طلب الأولوية من الاتحاد الألماني لألعاب القوى، حسب ما ذكرته مجلة "بوندس فير" الألمانية.

وتسلق أمانال سلم النجاح بسرعة كبيرة، حيث حقق عدة ألقاب في ألمانيا في سباقات 3000 متر و 5000 متر وأيضا 10.000 متر. واستفاد أمانال من دعم حكومي لمسيرته الرياضة نظرا لكونه جنديا رياضيا في الجيش الألماني منذ عام 2017.

ومنذ انضمامه إلى إلى الجيش الألماني كجندي رياضي، استطاع أمانال أن يلفت الأنظار بقوة في عامه الأول ضمن ما يعرف ببرنامج دعم الرياضة النخبوية في القوات المسلحة، حيث حقق إنجازات دولية مميزة، حسب ما أوضحته مجلة "بوندس فير" الألمانية.

أما عن هذه الإنجازات، فهي الفوز بمداليتين فضيتين في سباق المضمار لمسافتي 5000 متر و 10.000 متر في دورة الألعاب العسكرية العالمية الصيفية عام 2019 في مدينة ووهان الصينية.

ومع مرور الوقت بدأ هذا "الرياضي العسكري" في التركيز بشكل متزايد على سباقات المسافات الطويلة، وتحقيق الانتصارات كما هو الحال في سباق نصف الماراثون في مدينة فالنسيا الإسبانية عام 2021.

وأنهى أمانال السباق بتوقيت "مذهل" بلغ ساعة و 9 ثوان فقط، وهو الرقم القياسي الألماني. وفق مجلة "بوندس فير" الألمانية.

وانتقل أمانال إلى سباقات الماراثون، مواصلا تحقيق الأرقام القوية والصعود إلى منصات التتويج على غرار ماراثون برلين عام 2023.

العائلة دائما في البال

وفي كل مرة يصعد فيها أمانال إلى منصات التتويج أو يحقق أرقاما قياسية عالمية، فإنه لا يدع الفرصة تمر دون الحديث عن عائلته، التي مازالت تعيش في إفريقيا. خاصة وأنه لم يرها منذ عدة سنوات.

وبعد حصوله مؤخرا على الرتبة الثانية في بطولة العالم لألعاب القوى بطوكيو، قال أمانال:"بالنسبة لي، يُعدّ تحقيق هذا إنجازا هائلا، خاصة لعائلتي، ولأمي التي تعيش في منطقة حرب منذ زمن طويل. لم أرها منذ ثماني أو تسع سنوات"، حسب ما نقلته عنه مجلة "شتيرن" الألمانية.

ولفت أمانال أن هدفه الأكبر الآن هو "دعوة والدته إلى ألمانيا يوما ما"، حتى تشاهده وهو يشارك في ماراثون ما، مضيفا:"فقد أريد أن أريها كيف أركض".

ويعتقد أمانال بيتروس أن فوزه بميدالية في بطولة العالم لألعاب القوى بطوكيو يُمثل خطوة مهمة في اندماجه وسط الشعب الألماني. وأردف:"أنا أحلم الآن. لقد كانت رحلة طويلة جدا، وأخيرا نجحت في الوصول.. لم تكن فترة سهلة بالنسبة إلي"، حسب ما أشارت إليه مجلة "شتيرن" الألمانية.