كيف تُشكّل هواوي الفصل القادم من تكنولوجيا المستهلكين العالم
غالبًا ما يتصدر عمالقة التكنولوجيا عناوين الأخبار بفضل ابتكاراتهم الثورية. ومع ذلك، قلّما نجد قصة ملهمة كقصة هواوي، الشركة التي حظيت بتقدير واسع لصمودها، واستمرارها في التجدد، وجرأتها في الابتكار. لقد كثّفت هواوي تركيزها على الاعتماد على الذات، وها هي اليوم تعيد صياغة قواعد تكنولوجيا المستهلكين والأعمال على حد سواء.
وقد اختارتها مجلة تايم TIME ضمن قائمة أكثر 100 شركة تأثيرًا في العالم لعام 2025، ليس فقط لقدرتها على تجاوز التحديات، بل لبنائها ما هو أقوى من تلك التحديات.
وتتجلّى ملامح التحوّل في هواوي بشكل أوضح في ابتكاراتها الرائدة بمجال تصميم الهواتف المحمولة. ففي العام الماضي، طرحت الشركة هاتف MATE XT، أول هاتف ذكي قابل للطي ثلاث مرات في العالم، وهو إنجاز جريء في هندسة الأجهزة، لم يجرؤ على محاولة الاقتراب منه سوى عدد قليل من الشركات في السوق.
تصميم ثلاثي الطيّ وريادة في الأجهزة القابلة للارتداء
أعادت سلسلة Mate X تعريف الابتكار في الهواتف الذكية، لكن التصميم الثلاثي الطيّ الجديد ارتقى بهذا الابتكار إلى آفاق أبعد من ذلك، مع تحوله إلى شاشة بحجم جهاز لوحي مع الحفاظ على حجمه الصغير بما يكفي ليناسب جيبك. تتبنى فلسفة منتجات هواوي المتطورة ابتكارات جريئة تركز على المستخدم، ومصممة خصيصًا للأفراد الذين تمتد حياتهم عبر شاشات ولديهم أدوار متعددة وسط واقع رقمي متسارع.
ومن الجدير بالذكر أن المستهلكين في دولة الإمارات العربية المتحدة تصدّروا مشتريات هاتف Mate XT في منطقة الشرق الأوسط، مما يعكس التقارب القوي الذي رسّخته هواوي لعلامتها التجارية في هذا السوق الديناميكي والمتطلع إلى المستقبل.
وإضافة إلى تصميم الهواتف، برز قسم الأجهزة القابلة للارتداء في هواوي كقوة دافعة لا يُستهان بها. ووفقًا لتقرير شركة IDC للربع الأول من عام 2025، تحتل هواوي حاليًا المرتبة الأولى عالميًا في شحنات الأجهزة القابلة للارتداء التي تُلبس على المعصم، لتتجاوز منافسيها الراسخين في السوق. ويعكس هذا الصعود هيمنة هواوي المتنامية في مجال التقنيات المعنية بالصحة، وهو مجال اكتسب أهمية متزايدة في أعقاب الجائحة.
تتكامل أجهزة هواوي القابلة للارتداء بسلاسة مع تقنيات تتبع الصحة المتقدمة، وأداء البطارية طويل الأمد، وترابط ذكي عبر نظام HarmonyOS، مما يخلق منظومة متصلة دائمًا تدعم المستخدمين طوال اليوم. وعلى الصعيد المحلي، عقدت هواوي شراكة مع هيئة الصحة بدبي لإجراء دراسة لتقييم قدرات ساعة HUAWEI WATCH 5 في تتبع الصحة، مع تركيز خاص على تقنية X-TAP المبتكرة لمتابعة ضغط الدم وغيرها من العلامات الحيوية.
تمتد استراتيجية هواوي في مجال الأجهزة القابلة للارتداء إلى ما هو أبعد من تتبّع اللياقة البدنية، إذ إنها تشمل أيضًا إمكانية الوصول والشمول. فالعديد من أفضل منتجاتها أداءً تتمتع بأسعار تنافسية، ما يوفّر للمستخدمين مميزات متقدمة دون الحاجة لدفع ثمن باهظ مقابلها. ومن خلال ذلك، نجحت هواوي في توسيع قاعدة مستخدميها عبر الوصول إلى عملاء ينتمون لفئات دخل متنوعة، وهو أمر بالغ الأهمية في الأسواق التي تشهد تحول رقمي سريع مثل دول مجلس التعاون الخليجي، حيث يمتد تبني التكنولوجيا إلى شريحة سكانية واسعة.
وامتد التزام هواوي بالابتكار الواسع إلى قطاعات أخرى. فقد استثمرت هواوي باستمرار في التنقل الذكي، وساهمت في دفع عجلة تطوير التقنيات التي تُشغّل الجيل القادم من المركبات الكهربائية. ورغم أن الشركة لا تصنّع السيارات، إلا أنها أصبحت شريكًا رئيسيًا لمصنّعي المعدات الأصلية للسيارات، من خلال دمج حلولها الخاصة، بدءًا من أنظمة المعلومات والترفيه المبنية على نظام HarmonyOS، وصولًا إلى تقنيات مساعد السائق الخاصة بها.
رؤية هواوي طويلة المدى للمنطقة
في وقت تواصل فيه هواوي كتابة قصة نموها، تبقى الشركة ملتزمة على نحو راسخ بالاستثمار طويل الأمد في التكنولوجيا العملية، والشاملة، والمصممة لتلبية احتياجات السوق المحلية.
ففي دبي، كشفت هواوي خلال شهر يوليو الحالي النقاب عن أحدث هواتفها الرائدة، سلسلة Pura80، معلنة بذلك عن الإطلاق العالمي لهذه السلسلة بعد إطلاقها الأول في الصين. ويمثّل هذا الحدث أكثر من مجرد إطلاق منتج جديد، إذ إنه يعكس التزام هواوي العميق تجاه منطقة دول مجلس التعاون الخليجي، مع اعتبار دولة الإمارات ركيزة أساسية في استراتيجيتها للتوسع العالمي.
وفي مقابلة مع موقع القيادي قال مارتي بيان، رئيس تسويق منتجات الهواتف الذكية في مجموعة هواوي لأعمال المستهلكين: "في إطار توسعنا في سلسلة هواتف Pura وسعينا لتطوير منظومتنا، لا نرى في دبي مجرد منصة إطلاق، بل مركزًا طويل الأمد للابتكار والتعاون والنمو. سنواصل بناء مستقبل يرتكز على التكنولوجيا المتقدمة والتصميم رفيع المستوى الذي يُحدث تأثيرًا ملموسًا ويتماشى مع رؤية المنطقة".
وقد جاء اختيار هواوي ضمن قائمة TIME100 اعترافًا بقدرتها على شقّ طريقها الخاص في مواجهة التحديات العالمية. واليوم، تمتدّ هذه المسيرة إلى فئات جديدة من المنتجات، وأسواق جديدة، وتجارب مبتكرة للمستخدم. وفي منطقة الشرق الأوسط - حيث التحول الرقمي أولوية وضرورة في آن واحد - تُعدّ هواوي شريكًا موثوقًا به، يسهم في دفع عجلة التقدم وصناعة مستقبل التكنولوجيا.