يدعمان العربية: الإمارات تطلق نموذجين جديدين للذكاء الصناعي
أعلنت دولة الإمارات اعربية المتحدة عن إطلاق نموذجين جديدين للذكاء الاصطناعي سلسلة "فالكون"، وهما "فالكون عربي"، و"فالكون H1"، من تطوير معهد الابتكار التكنولوجي، الذراع البحثية لمجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة.
وجاء الإعلان عن النموذجين الجديدين خلال منتدى "اصنع في الإمارات" الذي احتضنته العاصمة أبوظبي، وقد كشف فيصل البناي، مستشار رئيس الدولة لشؤون الأبحاث الاستراتيجية والتكنولوجيا المتقدمة، عن تفاصيل النموذجين الجديدين، مؤكدًا أن هذا الإنجاز لا يُعد فقط تتويجًا لجهود بحثية متقدمة، بل يمثل منعطفًا استراتيجيًا في مسيرة الدولة نحو السيادة الرقمية والتكنولوجية.
اقرأ أيضًا: تاريخ الذكاء الاصطناعي من الخمسينيات إلى اليوم
فالكون عربي
النموذج الأول، "فالكون عربي"، لا يشبه شيئًا مما أنتجته المنطقة من قبل. إنه ليس مجرد نموذج لغوي يتعامل مع العربية، بل نموذج تم تدريبه على بيانات عربية أصيلة غير مترجمة، تشمل كل ما يمتد من الفصحى الرسمية إلى لهجات الخليج والشام والمغرب العربي، ما يمنحه قدرة فريدة على استيعاب التنوع اللغوي والثقافي العميق في المنطقة.
تُظهر التقييمات أن "فالكون عربي" يتفوق على جميع النماذج العربية المفتوحة حاليًا، بل ويؤدي أداءً أفضل من نماذج أضخم منه بعشر مرات. ووفقًا لمنصة Open Arabic LLM Leaderboard المتخصصة، فإن هذا التفوق يعود إلى قوة التصميم الموجه للغرض، لا مجرد الحجم العددي للنموذج، مما يمثل قفزة نوعية في فلسفة تطوير الذكاء الاصطناعي العربي.
فالكون H1
أما فالكون H1 فهو بمثابة نقلة تقنية نوعية في كيفية نشر الذكاء الصناعي على الأجهزة ذات القدرات المحدودة، من الهواتف الذكية إلى الحواسيب البسيطة. تم تصميمه ببنية هجينة تجمع بين نموذج Transformer الشهير وكفاءة نموذج Mamba ليحقق أداءً عالياً في مجالات مثل البرمجة، والرياضيات، وتحليل السياقات المعقدة، مع استهلاك منخفض جدًا للذاكرة وسرعة استدلال مذهلة.
يدعم النموذج أكثر من 100 لغة، ويأتي بأحجام متعددة (1.5B و7B و34B)، ما يمنح المستخدمين مرونة تامة في اختيار ما يناسب احتياجاتهم، سواء في الشركات الناشئة أو المؤسسات الضخمة. وهذا يعني ببساطة أن الذكاء الاصطناعي لم يعد حكرًا على الشركات العملاقة، بل أصبح أداة متاحة للجميع.
اقرأ أيضًا: الإمارات في الصدارة الإقليمية بنشاط شركات الذكاء الاصطناعي
انتشار عالمي وتطبيقات مؤثرة
النجاحات لم تتوقف عند النشر، بل امتدت إلى العالم الواقعي. فقد تم دمج نماذج "فالكون" في مشاريع حيوية، أبرزها مشروع AgriLLM بالتعاون مع مؤسسة بيل وميليندا غيتس، والذي يهدف إلى مساعدة المزارعين في اتخاذ قرارات ذكية وتحسين الإنتاج الغذائي في المناطق النامية.
وقد تم تحميل نماذج فالكون أكثر من 55 مليون مرة، ما يجعلها من أكثر النماذج مفتوحة المصدر استخدامًا على مستوى العالم. ووصفت نجوى الأعرج، الرئيسة التنفيذية لمعهد الابتكار التكنولوجي، هذه النماذج بأنها "ليست فقط إنجازات بحثية، بل منصات عملية للابتكار والتمكين"، مؤكدةً أن هذا الجهد يصب في تمكين الأفراد والمؤسسات من أدوات المستقبل.
وجاءت هذه الإعلانات في توقيت بالغ الأهمية، تزامنًا مع زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى المنطقة، والتي شهدت توقيع اتفاقية استراتيجية تتيح للإمارات الحصول على أشباه الموصلات المتقدمة من شركات أميركية، وهي المكونات الجوهرية في صناعة النماذج الذكية، في وقت تتصاعد فيه التوترات العالمية حول سباق تقنيات الذكاء الصناعي.