"جحجوح سينما".. فلاش باك لتوثيق السينما الفلسطينية

  • DWWبواسطة: DWW تاريخ النشر: الأربعاء، 27 يونيو 2018
"جحجوح سينما".. فلاش باك لتوثيق السينما الفلسطينية

إمكانيات قليلة وبسيطة واستديو تصوير عبارة عن غرفة صغيرة تلك هي كل ما يقوم عليه مشروع الأخوين محمد وإسماعيل جحجوح. في مجال السينما لكل واحد منهم اهتمامه الخاص؛ محمد خريج إخراج وتقديم تلفزيوني، أما إسماعيل فهو مهتم في مجال البحث العلمي السينمائي. ومن هنا اهتم الشابان بالبحث في السينما الفلسطينية من كافة أبوابها إن كانت محلية أو دولية، متخذين من وسائل التواصل الاجتماعي طريقة للوصول إلى كافة المعلومات السينمائية التي لا يحيط بها المواطن الفلسطيني.

لماذا "جحجوح سينما"؟

عن مبررات ولادة المشروع يوضح محمد الجحجوح لـ DW عربية قائلاً: "انطلقت الفكرة من أجل تقديم شيء غير تقليدي وجديد على مائدة الثقافة الفلسطينية: ألا وهو موضوع السينما من أجل توثيق تاريخ مهمل ومنسي". ويضع الشاب أصبعه على مسألة غاية في الأهمية: "إهمال وعدم وعي الناس في السينما هو ما جعلنا نخطو بقوة في هذا العمل من أجل جمع وأرشفة كافة المعلومات المتعلقة بالسينما الفلسطينية وإحياء حبها في قلوب الناس".

تفتقر غزة لدور السينما اليوم، هذا على الرغم من أنها أهلها كانوا من أكثر المتابعين والمقبلين على مشاهدة الأفلام؛ إذ كان يوجد فيها 10 دور سينما موزعة على كافة المدن في قطاع غزة. غير أن الزمن دار دورته وأدت الأحداث السياسية العاصفة في القطاع إلى تدميرها منذ أكثر من عشرين عاماً.

يكمن دور محمد في تأسيس فريق العمل من شباب متطوعين آمنوا بالفكرة واجتهدوا معه على توصيل العمل للناس، وهو المشرف عليهم ويقدم البرنامج بمشاركة أخيه إسماعيل في الإعداد والتقديم.

التنقيب في التاريخ

إسماعيل الذي يختص في البحث في تاريخ السينما الفلسطينية ويجمع المعلومات الكاملة عن الأعمال السينمائية باحثاً عن المخرجين والفنانين في كافة دول العالم، لتعريف الناس على أصلهم الفلسطيني، موضحاً دوره لـ DW عربية: "أبحث عن كافة المختصين في السينما داخل فلسطين وخارجها وأجمع معلومات عنهم، ويتم التواصل معهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي لكتابة نبذة عن حياتهم وأعمالهم وأدققها من خلالهم". ويؤكد إسماعيل أن الكثير من المخرجين المعروفين عالمياً هم من "أصل" فلسطيني، ولكن غياب الثقافة السينمائية عن الناس وعدم وعيهم بها أديا إلى غياب هذه المعلومة، على حد تعبيره.

ويخبرنا إسماعيل أنه وجد ترحيباً كبيراً من المخرجين والممثلين الفلسطينيين داخل وخارج فلسطين: "شجعوني على الاستمرار وإعداد كتب وحلقات توثق الأعمال السينمائية وحياتهم كمؤسسين السينما الفلسطينية بأعمالهم، من بينهم: محمد بكري وأحمد صالح".

شح في المعلومات

في ظل قلة الإمكانيات والجهات الداعمة لهذه الأفكار يكون الإنتاج أقل ويحتاج لوقت أكبر، وهذا ما حدث مع الأخوين لإكمال عملهم، حيث ذكر محمد عدة عقبات قائلاً: "لا يوجد جهة تدعم العمل؛ جميع الإمكانيات البسيطة هي جهود شخصية رغم قلة الموارد مثل المعدات والأدوات اللازمة للعمل".

وهنا تدخل إسماعيل في الحديث مضيفاً: "شح المعلومات كان أحد أهم الصعوبات، حيث تفاجئنا بعدم وجود معلومات عن السينما لإنتاج الحلقة الأولى، وهذا أجبرنا على بحث مطول من أجل الخروج بحلقة واحدة وعرضها للمتابعين".

فريق العمل تطوعوا مع الأخوين وتبادلوا الأدوار لإنتاج الفيديوهات التي تفيد ثقافة المتابعين وتحافظ على تاريخ السينما الطويل. ضعف الإمكانيات يجبر الأخوين على التصوير في منازلهما واستخدام ديكور بسيط، وأحياناً يصوروا في الشارع أو داخل أحد المقاهي والمطاعم كدعم وطني معنوي من أصاحبها.

الأخوان جحجوح يهتدين بالأخوين لاما

بعد بحث مطول أجراه إسماعيل وصل الى أن السينما الفلسطينية نشأت في 1927 على يد الأخوين إبراهيم وبدر لاما اللذين كانا عازمين على افتتاح سينما. بيد أن الظروف السياسية آنذاك حالت دون ذلك، فتوجه الأخوان إلى مصر وأنتجوا أول فيلم لهم وهو " قبلة في الصحراء".

يبلغ عدد الفنانين السينمائيين الفلسطينيين بمختلف مجالاتهم أكثر من 500 شخصية وتمكن الأخوين جحجوح من جمع معلومات كاملة عن 250 شخصية في الداخل والخارج، وذلك من خلال الحديث معهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي ونقل معلومات مؤكدة منهم وتدقيقها وتوثيق أعمالهم السينمائية ونسجعلاقات جيدة معهم.

وحسب إسماعيل فإن نسبة المتابعين للأفلام السينمائية تبلغ 14% فقط. ويعزو ذلك بشكل خاص إلى "غياب ثقافة شراء التذكرة والجلوس لمشاهدة فيلم".

بدوره أكد الخبير والباحث في السينما الدكتور عبد العزيز شلح لـ DW عربية أهمية توثيق السينما الفلسطينية قائلاً: "أنا أشجع وبشدة توثيق السينما، أنه مهم جداً لحفظ الحقوق وتسجل التاريخ المرئي للأجيال قادمة". وعن صناعة السينما يقول الباحث شلح: "لا يوجد صناعة سينما في غزة بل هي اجتهادات من بعض المخرجين لإنتاج الأفلام، ولا يوجد جهة داعمة للسينما والثقافة، وآخر ما تفكر به وزارة الثقافة هو دعم الثقافة".

رويدا عامر-غزة