تعد المخرجة الفلسطينية آن ماري جاسر صاحبة أول فيلم عربي قصيرة يتم اختياره في مهرجان كان، وأصبح اسمها رمزًا للإبداع في عالم السينما العربية والعالمية، كما أنها من أبرز النساء العاملات في مجال السينما، في السطور التالية تعرف على مسيرتها الفنية وحياتها.
من هي آن ماري جاسر؟
هي مخرجة وشاعرة فلسطينية ولدت في 17 يناير عام 1974 في مدينة بيت لحم في فلسطين المحتلة، وغادرت فلسطين للدراسة في الولايات المتحدة الأمريكية، وتعد واحدة من أبرز المخرجات في الوطن العربي.
بدأت آن ماري مسيرتها السينمائية في منتصف التسعينات من خلال السينما المستقلة، وقد قدمت طوال مسيرتها الفنية العديد من الأفلام القصيرة التي حققت نجاحًا كبيرًا وعرضت في مهرجانات عالمية منها "ملح هذا البحر"، و"لما شفتك" وغيرها من الأفلام.
اهتمت آن ماري بالحديث عن القضية الفلسطينية ومعاناة الشعب الفلسطيني في أفلامها، فتحولت بعض أفلامها إلى أفلام تسجيلية للظلم الذي يعاني شعبها في فلسطين المحتلة.
برعت آن ماري بجانب الإخراج في فن الكتابة والتأليف، فقد ألفت عدد من الأفلام القصيرة التي أخرجتها، كما أنها تكتب الشعر في العديد من المجلات والصحف الأدبية.
نشأت آن ماري جاسر في بيت لحم، ثم سافرت إلى الولايات المتحدة لإكمال دراستها، وقد درست السينما في جامعة كولومبيا وتخرجت فيها عام 2002، ثم حصلت على شهادة الماجستير في السينما من قسم فنون الفيلم.
أخت المخرجة آن ماري هي الفنانة التشكيلية إميلي جاسر وتعمل مع شقيقتها على إنشاء مركز ثقافي يعمل عائلة "دار جاسر" في مدينة بيت لحم.
![آن ماري جاسر Annemarie Jacir مخرجة تسلط الضوء على قضايا مجتمعها]()
مسيرتها الفنية
بدأت المخرجة آن ماري جاسر مسيرتها الفنية في منتصف التسعينات من باب الأفلام القصيرة المستقلة، وقد حققت شهرة كبيرة بداية من عام 2003 من خلال فيلم "كأننا عشرون مستحيلًا"، الذي أصبح أول فيلم عربي قصير يعرض في مهرجان كان.
حققت آن مارس شعبية عالمية من خلال أول فيلم روائي طويل لها وهو فيلم "ملح هذا البحر" الذي عرض عام 2008 والذي تم ترشيحه لنيل جائزة أوسكار أفضل فيلم بلغة أجنبية.
تميزت الأفلام التي قدمتها المخرجة آن ماري بالتناول الجريء لقضايا مجتمعها الفلسطيني، حيث عملت على تسليط الضوء على القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تواجه الشعب الفلسطيني في الداخل المحتل وتسعى لإبراز صوتهم وإظهار تجاربهم للعالم.
اشتهرت آن ماري بأسلوبها الواقعي والتصوير السينمائي المباشر، وتحب أن تختار أناسًا عاديين لتصوير حياتهم اليومية وتسعى إلى تقديم صورة واقعية وصادقة عن حياة الفلسطينيين.
بفضل أفلامها حصلت آن ماري على العديد من الجوائز في مهرجانات عالمية منها مهرجان لوركانو والبندقية ومهرجان كان ومهرجان القاهرة السينمائية، وقد تم اختيارها ضمن أقوى 100 امرأة عربية عام 2013 وفقًا لمجلة أرابيان بيزنس.
أسست جاسر أيضًا شركة "أفلام فلسطين" وتعاون في هذه الشركة ككاتبة سيناريو ومنتجة ومحررة مع عدد من المخرجين العرب والعالميين، كما أنها تدرس فن الكتابة السينمائية، وتعمل كمحررة مستقلة.
تتمتع المخرجة آن ماري جاسر برؤية فنية مميزة، وقد فضلت العيش في الشرق الأوسط بعدما عاشت في هوليوود لفترة لاستغلال طاقتها ومحاولة إيجاد طريقة أخرى لصناعة الأفلام.
![آن ماري جاسر Annemarie Jacir مخرجة تسلط الضوء على قضايا مجتمعها]()
عملت آن جاسر كعضو لجنة تحكيم في العديد من المهرجانات منها مهرجان كان عام 2018، ومهرجان برلين السينمائي عام 2020. بالإضافة إلى ذلك فإن آن ماري هي عضو في أكاديمية فنون وعلوما لصور المتحركة.
أعمال آن ماري جاسر
بدأت آن ماري جاسر مشوارها في السينما من خلال الأفلام الوثائقية القصيرة، ومنها فيلم "تاريخ ما بعد أوسلو"، وفيلم "صفر" كما كتبت سيناريو عدد من تلك الأفلام وحازت على جوائز في كتابة السيناريو مثل جائزة كاثرين بارلان وجائزة زكي جوردان.
قدمت آن ماري خلال 20 عامًا أكثر من 20 فيلمًا وثائقيًا طويلا وقصيرًا، ولكن شهرتها الحقيقية كانت من خلال فيلم "ملح هذا البحر" الذي كان فيلمها الروائي الطويل الأول وعرض عام 2008.
من خلال هذا الفيلم تمكنت آن ماري من أن تدرج اسمها من بين أنجح وأشهر المخرجين المستقلين الجدد، كما تمكن من أن تبرز كنموذج نسائي مبدع في مجال الإخراج، الذي يسيطر عليه الرجال غالبًا.
حصد فيلم "ملح هذا البحر" جائزة مهرجان ميلانو ودبي لأفضل سيناريو، كما تنافس على الكاميرا الذهبية لأفضل فيلم، وترشح لجائزة أوسكار أفضل فيلم وثائقي أجنبي، وقد عرض في العديد من المهرجانات العالمية منها صندانس وشيكاغو ونيويورك وغيرها.
يتحدث فيلم "ملح هذا البحر" عن كيفية قيام دول إسرائيل عن طريق هدم القرى الفلسطينية بشكل ممنهج، ويحكي الفيلم عن الحياة القاسية التي عاشها الفلسطينيون والعنصرية التي واجهها من الاحتلال.
في عام 2012 أخرجت آن ماري جاسر فيلم "لما شفتك" والذي يتحدث عن أسرة فلسطينية تعيش في مخيمات اللاجئين في الأردن، وعن الفوضى الذين يعيشون فيها بسبب الحرب.
حاز الفيلم على لعديد من الجوائز منها جائزة الشبكة الآسيوية الداعمة لصناعة السينما في مهرجان برلين عام 2013، وأفضل فيلم عربي في مهرجان أبو ظبي السينمائي، وجائزة لجنة التحكيم في مهرجان وهران بالجزائر.
![آن ماري جاسر Annemarie Jacir مخرجة تسلط الضوء على قضايا مجتمعها]()
في عام 2016 أخرجت فيلم "الالتقاء" وهو فيلم أمريكي رومانسي يتحدث عن مغامرة رومانسية بين طبيبة يهودية أمريكية اسمها ريتشيل، وبين مسؤول حكومي عربي أمريكي اسمه جايك الذين يحاولان حل لغز مقتل شقيق ريتشل.
في عام 2017 أخرجت آن ماري جاسر فيلم "واجب" من بطولة الفنان محمد بكري وابنه الفنان صالح بكري ومن تأليفها ويتحدث الفيلم عن عادات وتقاليد الزفاف في فلسطين التي تسبب خلافًا بين شادي الذي يعيش في روما ويعود لحضور حفل زفاف أخته في فلسطين وبين والده.
تم اختيار فيلم "واجب" لتمثيل فلسطين رسميًا في حفل جوائز الأوسكار عن فئة أفضل فيلم بلغة أجنبية عام 2018، وقد حصد الفيلم على أكثر من 35 جائزة دولية.
