أستاذ موارد مائية: السعة التخزينية لسد النهضة تُهدد السودان بتسونامي

  • تاريخ النشر: الخميس، 17 يونيو 2021
أستاذ موارد مائية: السعة التخزينية لسد النهضة تُهدد السودان بتسونامي

خلال الجلسة الثانية من مؤتمر "المجتمع المدني وبناء الوعي -تحديات اللحظة الراهنة" الذي يُنظمه منتدى حوار الثقافات بالهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية بالقاهرة، التي جاءت تحت عنوان "المواطنة ووحدة المجتمع - قضية سد النهضة نموذجاً"، قال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية في جامعة القاهرة: "أن سد النهضة تم بناؤه لمنع المياه من الدخول للوادي، ورقم 74 مليار متر مكعب من الماء المُحدد لملء السد هو رقم مبالغ فيه، والسد على منطقة جبلية، والسعة ضخمة جداً، والهضبة الإثيوبية فيها كثير من المشاكل".

هناك خطورة على السد نفسه من زيادة الماء

لفت الشراقي إلى أن 74 مليار مكعب من الماء هو رقم يُشكل خطورة على السودان ثم مصر، كما يُعرض السد للانهيار الهندسي. لافتاً إلى أنه هناك سدود تنهار مثل السد الصيني الذي كانت سعته 44 مليار متر مكعب، وامتلأ خزانه مع استمرار الأمطار، فأصبح هناك خوف من انهياره رغم كونه لديه 44 بوابة وليس سد النهضة الذي به 13 بوابة فقط.

أضاف أن هناك أيضاً سد في كاليفورنيا بسعة تخزينية صغيرة هي 4.4 مليار متر مكعب، وعندما امتلأ أدى إلى حدوث حفرة ضخمة، مما اضطرهم إلى إخلاء 100 ألف نسمة قريبة من السد، وعاشوا في رعب من انهياره.

فكرة مشروع سد النهضة بدأت منذ بناء السد العالي

أوضح الشراقي أن مشروع سد النهضة بدأ كخطة منذ بناء السد العالي، حينها اتجهت أمريكا إلى الهضبة الإثيوبية عبر مشروع سد السدود؛ بهدف قطع مياه النيل عن مصر، وتحويل السد العالي إلى مجرد حائط.

مُشيراً إلى أن السد العالي كانت له أهمية بالغة في حماية مصر من الفيضانات، بالإضافة إلى أنه يساعد في حماية مصر من الجفاف، ولكنه ليس لتعويض مشروعات تقام بهذه الطريقة.

السد يُهدد بتسونامي قد يُغرق السودان

أضاف الشراقي أن الأمطار في إثيوبيا لها خاصية فريدة فهي تهطل بمُعدل أكبر من أي دولة، لذا يُصبح هناك مخاطر من موسم الفيضان في إثيوبيا، لأن كل أنهار إثيوبيا تفيض، فلو وقعت هذه الظروف المناخية وسد النهضة بسعته التخزينية التي ترغب فيها إثيوبيا وهي 74 مليار متر مكعب، سنكون بمواجهة تسونامي سيغرق السودان.

سد النهضة

جدير بالذكر أن إثيوبيا بدأت في بناء سد النهضة في عام 2011، دون اتفاق مُسبق مع مصر والسودان، حينها أعلنت الحكومة الإثيوبية عن أن الهدف من بناء هذا السد هو توليد الكهرباء لأغراض التنمية.

أوضحت التقارير أن أكثر الدول تضرراً ببناء سد النهضة الإثيوبي هما مصر والسودان، فمصر تخشى من تأثير هذا السد على حصتها من المياه، والتي تبلغ حوالي 55.5 مليار متر مكعب سنوياً، والتي تحصل على غالبيتها من النيل الأزرق.

أما السودان، فهي تخشى أيضاً من تأثير السد الجديد على انتظام تدفق المياه إلى أراضيه، وكذلك من تأثيره على السدود السودانية، وقدرتها على توليد الكهرباء.

اللجوء لمجلس الأمن

خلال مداخلة هاتفية مع أحد البرامج التليفزيونية، قال الدكتور عباس شراقي، إن الجامعة العربية ذهبت للمنظمة الأكبر وهي مجلس الأمن فيما يتعلق بسد النهضة لأن إثيوبيا لا علاقة لها بالجامعة العربية.

مُشيراً إلى أن مجلس الأمن قادر لما به من قوة على ردع إثيوبيا ودعوتها لاتفاق ثلاثي مُلزم، كما أنه قادر على تعيين وسيط، مُضيفاً أن توصيات مجلس الأمن بمثابة قرار ولا يمكن مخالفتها.

تابع أنه من المُتوقع أن يرعى مجلس الأمن مفاوضات السد الأثيوبي بعد طلب تدخله من الدول العربية ويستطيع أن يرعى ويباشر مفاوضات السد الأثيوبي بجدية، موضحاً أن اللجوء لمجلس الأمن هو أخر كارت مصري في المسار السياسي والدبلوماسي في قضية السد الأثيوبي.

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة