ألمانيا تطلب مساعدة الأطباء المهاجرين غير المسجلين لمكافحة كورونا

  • DWWبواسطة: DWW تاريخ النشر: السبت، 25 أبريل 2020
ألمانيا تطلب مساعدة الأطباء المهاجرين غير المسجلين لمكافحة كورونا

في ولاية سكسونيا، انطلقت دعوة للأطباء المهاجرين للعمل في التصدي لجائحة كورونا، وهي الدعوة التي انتهت في منتصف شهر مارس/آذار، فيما يتم الآن العمل على تسجيل هؤلاء الأطباء الذين أبدوا اهتمامًا متزايداً بالمشاركة، بهدف توظيفهم كمساعدين طبيين وليس كأطباء، على مدى الأشهر القادمة.

كنوت كولر، المتحدث باسم غرفة الأطباء في ولاية ساكسونيا قال لموقع مهاجر نيوز: "لقد سجلنا 150 طبيبا مهاجرا حتى الآن"، مضيفا أن هؤلاء الأطباء لا يعملون في الوقت الحالي على الإطلاق، وهو أمر أبدى كولر أسفه بشأنه، قائلا "في الوقت الحالي، يمكننا التعامل مع الموقف بما لدينا من أطباء مسجلين، لأن الأمور في حالة جيدة نسبيًا"

في ولاية ساكسونيا ، يوجد عدد قليل نسبيًا من المرضى الذين يحتاجون إلى رعاية مكثفة بسبب إصابتهم بفيروس كورونا. وتظهر أحدث البيانات الصادرة عن الحكومة الإقليمية في ولاية سكسونيا أنه تم تأكيد إصابة ما يزيد قليلاً عن 4327 شخص بفيروس كورونا، فضلاً عن وفاة 127 شخصًا حتى تاريخ نشر هذا التقرير (23 نيسان/أبريل 2020)، حسب معهد روبرت كوخ لمكافحة الأوبئة التابع للحكومة الألمانية.

لكن "إذا أصيب المزيد من الأشخاص مع بدء عمليات تخفيف القيود المفروضة حالياً، عندها سنقوم باستدعاء هؤلاء الأشخاص الذين تم تسجيلهم لبدء العمل" يقول كولر لمهاجر نيوز.

14 ألف طبيب أجنبي ينتظرون الموافقة

من الناحية النظرية، يجب أن يكون الطبيب الأجنبي قادرا على التقدم لامتحانات معادلة شهادته وأن يبدأ عمله فعلياً بعدها بحوالي ستة أشهر. لكن من الناحية العملية، فغالبا ما تستغرق الأمور وقتا أطول بكثير، كما يقول كولر.

(إعلان للأطباء غير المسجلين في سكسونيا بالعمل)

وبحسب مقال نشر فيبيزنس انسايدرBusinessInsider فإنه قد يكون هناك ما يصل إلى 14ألف طبيب أجنبي في ألمانيا ينتظرون الموافقة والتسجيل للحصول على الاعتراف بمؤهلاتهم، ما يعني أن هذا العدد يمثل مخزوناً استراتيجياً من العاملين في المجال الطبي والذين يمكن أن تعتمد عليهم ألمانيا لمكافحة الوباء.

ويضيف كولر أن الأشخاص القادمين من بلدان في حالة حرب، مثل الأطباء السوريين، قد لا يحصلون على جميع الشهادات والثبوتيات المطلوبة التي يحتاجونها وهناك أيضا بعض البلدان التي يسهل فيها الحصول على شهادات مزورة، وبالتالي يجب فحص جميع هذه الأشياء بدقة.

يوضح كولر أن الأطباء يحتاجون أيضًا إلى اجتياز اختبار اللغة الألمانية "للتأكد من أنهم يستطيعون فهم المرضى تماما وأنه لا يوجد مجال للخطأ في تشخيص حالة المريض"، مؤكداً أن هذه القواعد واللوائح لا يتم تخفيفها بسبب الوباء"فكل شيء يبقى كما هو من حيث فحص الأوراق ومراجعة المؤهلات قبل أن يتمكن الطبيب من التسجيل للعمل".

14 بالمئة من أطباء ساكسونيا أجانب

يوجد أطباء مسجلون من حوالي 90 دولة ويعملون في ولاية سكسونيا. وفي الواقع فإن نحو 14 بالمئة من الأطباء في الولاية يأتون من الخارج، وهي نسبة أعلى من السكان الأجانب بشكل عام في الولاية.

يقول كولر إنه بعد إطلاق الدعوة عبر فيسبوك، وصلت إلى غرفة الأطباء في ولاية سكسونيا الكثير من الردود من الأطباء الأجانب الذين ينتظرون التسجيل في ولايات ألمانية أخرى وحتى من الخارج. لكن الولاية قررت أن تقتصر القائمة على أولئك الذين كانوا بالفعل مقيمين في ساكسونيا، فيما تم إبلاغ البعض ممن وصلت استفساراتهم من كولونيا بولاية شمال الراين- ويستفاليا على سبيل المثال، أنه يتعين عليهم التقدم بطلب إلى السلطات الطبية الإقليمية هناك بدلاً من التقدم بالطلب لولاية سكسونيا.

"أرغب حقًا في المساعدة"

كان صفوان عدنان علي الطبيب السوري أحد أسرع المبادرين بالرد على الدعوة التي نشرتها غرفة أطباء ولاية ساكسونيا على فيسبوك. كتب قائلاً: "أود بالفعل أن أشارك .. كيف أفعل ذلك؟".

بحسب صحيفة غارديان البريطانية التي تحدث إليها الطبيب السوري فقد وصل إلى ألمانيا قادماً من بلاده في يوليو 2016، بعد دراسة الجراحة العامة في اللاذقية لمدة أربع سنوات. وليتجنب الالتحاق بالخدمة العسكرية في سوريا انتقل إلى العراق حيث عمل كطبيب عام لسنة كاملة، ويضيف لصحيفة غارديان أنه منذ وصوله إلى ألمانيا كان يتعلم اللغة الألمانية ويستعد للاختبارات التي ستسمح بالاعتراف بمؤهلاته.

ويقول للصحيفة "كنت في انتظار امتحان استخدام اللغة الطبية، ولكن بعد ذلك جاء فيروس كورونا وتوقف كل شيء... عندما رأيت الإعلان رغبت حقا في تقديم المساعدة. أريد إلى القيام بشيء مفيد وأود أن أرد شيئا من الجميل إلى البلد الذي ساعدني كثيرا. لذلك أرسلت سيرتي الذاتية على الفور".

بافاريا.. إعفاء خاص للأطباء الأجانب

ويقول عدنان إنه قدم طلبًا أيضًا للمساعدة في ولاية بافاريا، التي لديها عدد أكبر بكثير من حالات الإصابة بفيروس كورونا من باقي الولايات الألمانية. يذكر أنه في بافاريا وحدها، تم تأكيد إصابة أكثر من 39395 شخص بفيروس كورونا المستجد توفي 1476منهم حتى تاريخ نشر التقرير، حسب معهد روبرت كوخ.

ووفقاً لموقع بيزنس انسايدر و الغارديان، فقد تم منح الأطباء الأجانب إذنًا فوريًا للعمل كمساعدين لمدة عام. ومنذ بداية الإغلاق في ألمانيا، تم إيقاف معظم الاختبارات وامتحانات اللغة المتعلقة بالأطباء كما تعلطت عمليات التحقق من المؤهلات الأخرى. قبل ذلك، ذكرت بيزنس إنسايدر أن ما لا يقل عن 50 طبيبا في ولاية ساكسونيا السفلى وحدها كانوا يقومون أسبوعياً باختبارات اللغة الألمانية الطبية. ويضيف الموقع أن هناك أكثر من 1000 طبيب أجنبي ينتظرون الاعتراف بمؤهلاتهم في برلين.

"مستعد للذهاب إلى أي مكان يحتاجني"

وقال الطبيب السوري صفوان عدنان لصحيفة غارديان "أنا على استعداد للذهاب إلى أي مكان يحتاجني. على الرغم من أن لدي زوجة وطفلة عمرها عام واحد يقيمان معي في ولاية سكسونيا. وبالطبع أفضل العمل هنا بالقرب من أسرة إن استطعت".

أحمد دهان، أيضا طبيب سوري تحدث لغارديان، ويقول إنه قد وصل إلى ألمانيا في ديسمبر/ كانون الأول 2015 . ويقر الطبيب السوري بأن "البيروقراطية جعلت الأمور صعبة وبطيئة للغاية". فكان يعتقد أنه سيكون قادراً على بدء العمل كطبيب بسرعة كبيرة عندما وصل إلى ألمانيا، واصفاً الانتظار لمدة خمس سنوات تقريبا بأنه "محبط للغاية". ويضيف دهان "يقولون إنهم بحاجة إلى أطباء، حتى عندما لا تكون هناك أزمة صحية، ولكن ليس من السهل على الإطلاق البدء في ممارسة المهنة في ألمانيا".

ولاية ساكسونيا مثل العديد من الولايات الأخرى في ألمانيا تحتاج لأطباء بشكل عام. ويبقى الأمل في أنه بمجرد اكتساب بعض هؤلاء الأطباء للخبرة في العمل كمساعدين في المجال الطبي والتواصل مع الآخرين في المستشفيات وتحسين لغتهم الألمانية بشكل أكبر، ستكون لديهم فرصة جيدة لاجتياز جميع الاختبارات اللازمة ليصبحوا أطباء مسجلين في ساكسونيا أو ألمانيا ككل.

ومع ذلك، فإن العمل الذي قد يقومون به في الوقت الحالي كمساعدين "لا يغير من إجراءات عملية الاعتراف بمؤهلاتهم بشكل رسمي"، حيث توجد لوائح صارمة في ألمانيا يتم من خلالها تحديد من يمكنه العمل كطبيب بحسب تصريحات المتحدث باسم غرفة الأطباء في ولاية سكسونيا كنوت كولر لمهاجر نيوز.

و يحتاج الأطباء الأجانب من خارج الاتحاد الأوروبي إلى إثبات أن لديهم المؤهلات المكافئة نفسهاومستوى المعرفة نفسه مثل أي طبيب مؤهل في ألمانيا. يقول كولر "أمن المرضى هو مصدر قلقنا واهتمامنا البالغ". لكنه يأمل أيضًا أنه بعد هذه الأزمة، يمكن لأولئك الذين ينتظرون الموافقة على مؤهلاتهم العلمية أن "يعملوا كأطباء رسميين" في المستقبل.

ايما واليس/ع.ح عن موقع مهاجر نيوز

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة