• معلومات شخصية

    • الاسم الكامل

      محمد أمل فهيم أبو القسام محارب دنقل

    • اسم الشهرة

      أمل دنقل Amal Dunqul شاعر النضال

    • الفئة

      شاعر

    • اللغة

      العربية

    • مكان وتاريخ الميلاد

      قنا، مصر

    • الوفاة

      21 مايو 1983
      القاهرة، مصر

    • التعليم

      جامعي

    • الجنسية

      مصر

    • بلد الإقامة

      مصر

    • الزوجة

      عبلة الرويني (1978 - حتى الآن)

    • سنوات النشاط

      1960 - 1983

السيرة الذاتية

نشأ الشاعر المصري أمل دنقل في بيئة مكنته من الاحتكاك بفئات مختلفة ومر بتجارب كثيرة جعلته يتعامل مع الكلمات بشاعرية، وحمل بشعره آلام الأمة العربية وضياع نصرها، وأدى ذلك إلى معاملته من قبل السلطات المصرية معاملة لا تليق بشاعر عربي كبير.

حياة أمل دنقل ونشأته

محمد أمل فهيم أبو القسام محارب دنقل هو شاعر مصري ولد في عام 1940 في أسرة صعيدية في قرية القلعة مركز فقط على مسافة قريبة من مدينة قنا في صعيد مصر.

كان والده عالمًا من علماء الأزهر الشريف، وسر تسميته بهذا الاسم هو أن والده حصل في العام الذي ولد فيه أمل على إجازة العالمية فقرر أن يسمي ابنه بهذا الاسم تيمنًا بالنجاح الذي حققه، حيث حصل على أعلى مؤهل ديني أزهري في اللغة العربية والعلوم الشرعية.

توفي والد أمل مبكرًا في عام 1950 بعد صراع مع المرض ليصبح أمل هو رب هذه الأسرة التي تتكون من شقيقته منى، وشقيقه الرضيع أنس ووالدته، فأصبح أمل هو رب الأسرة ولعب دور الأب بامتياز.

تأثر أمل بمكتبة والده العظيمة التي تحتوي على أمهات الكتب والمراجع والمعاجم والتي لعبت دورًا هامًا في النشأة الثقافية للشاعر الراحل، حيث كان عاشقًا للقراءة، فكان لا يخرج من مكتبة والده إلى للنوم أو تناول الطعام.

قرر أمل أن يصبح شاعرًا منذ بداية المرحلة الثانوية، وفي هذه الفترة سأل أحد معلمي اللغة العربية كيف يصبح شاعرًا متميزًا، الذي أجابه بضرورة دراسة علم العروض، وحفظ 1000 بيت من بطون الشعر العربي.

ومنذ ذلك الوقت عكف دنقل على حفظ الدوواوين العربية، وأصبح الشعر شغله الشاغل الذي ألهاه عن الدراسة، وتمكن وهو في الصف الثالث الثانوي من كتابة الشعر العمودي وسط إشادة من جميع معلمي اللغة العربية.

عام 1976 تزوج من الصحفية عبلة الرويني التي كانت تعمل في جريدة الأخبار ونشأت بينهما علاقة عاطفية وتزوجا في عام 1978، ولم يكن لديهما مسكن ثابت ولا مال كاف وتنقلا بين الفنادق والغرف المفروشة.

أمل دنقل Amal Dunqul شاعر النضال

انتقاله إلى القاهرة وأشهر قصائده

بعد إنهاء دراسته الثانوية في القنا انتقل أمل دنقل إلى القاهرة ودرس في كلية الآداب ولكنه انقطع عن الدراسة منذ العام الأول لكي يعمل.

عمل دنقل في عدة وظائف، أولها موظفًا بمحكمة قنا وجمارك السويس والإسكندرية، كما عمل كذلك موظفًا في منظمة التضامن الآفروآسيوي، ولكنه كان دائمًا يترك العمل وينصرف إلى كتابة الشعر.

كانت الصدمة التي شعر بها حينما انتقل إلى القاهرة تاركًا صعيدًا لها أثر كبير في أشعاره، وظهر ذلك جليًا في أشعاره الأولى.

كان لدنقل منهجًا مختلفًا لمعظم المدارس الشعرية التي اشتهرت في الخمسينيات، حيث استوحى قصائده من رموز التراث العربي وكان السائد وقتها التأثر بالميثولوجيا الغربية واليونانية بشكل خاص.

وأسهم الجو السياسي في حقبة الستينات والسبعينيات في انتشار شعره بين العوام والبسطاء، الذين رأوا فيه الشاعر الأقرب إلى مشكلاتهم وقضاياهم؛ ولهذا السبب كانت قصائدة بمثابة المنشور الثوري.

عاصر دنقل عصر أحلام العروبة والثورة المصرية، وهو ما ساعد على تشكيل نفسيته، وفي نكسة عام 1967 صُدم مثل كل المصريين وعبر عن صدمته تلك في قصيدته "البكاء بين يدي زرقاء اليمامة"، والتي يقوم في مطلعها:

أيتها العرافة المقدَّسةْ ..

جئتُ إليك.. مثخناً بالطعنات والدماءْ

أزحف في معاطف القتلى، وفوق الجثث المكدّسة

منكسر السيف، مغبَّر الجبين والأعضاءْ.

أسأل يا زرقاءْ ..

عن فمكِ الياقوتِ عن، نبوءة العذراء

عن ساعدي المقطوع.. وهو ما يزال ممسكاً بالراية المنكَّسة

عن صور الأطفال في الخوذات.. ملقاةً على الصحراء

عن جاريَ الذي يَهُمُّ بارتشاف الماء..

فيثقب الرصاصُ رأسَه.. في لحظة الملامسة !

عن الفم المحشوِّ بالرمال والدماء !

أسأل يا زرقاء ..

عن وقفتي العزلاء بين السيف.. والجدارْ !

عن صرخة المرأة بين السَّبي. والفرارْ؟

كيف حملتُ العار..

ثم مشيتُ ؟ دون أن أقتل نفسي! دون أن أنهار؟

كما أصدر مجموعته "تعليق على ما حدث" التي يقول فيها:

قلت لكم مرارا

إن الطوابير التي تمرُّ

في استعراض عيد الفطر والجلاء

فتهتف النساءُ في النوافذ انبهارا

لا تصنع انتصارا

إن المدافع التي تصطف على الحدود  في الصحارى

لا تطلق النيرانَ .. إلا حين تستدير للوراء

إن الرصاصة التي ندفع فيها.. ثمن الكسرة والدواء

لا تقتل الأعداء

لكنها تقتلنا.. إذا رفعنا صوتنا جهارا

تقتلنا  وتقتل الصغارا

أمل دنقل وقصيدة "لا تصالح"

شاهد دنقل بعينيه النصر وضياعه، واعترض مع من اعترضوا ضد معاهدة السلام ليطلق وقتها رائعته "لا تصالح" التي عبر فيها عن كام ما جال بخاطر المصريين من الصدمة والحسرة متحديًا السلطة، وقال فيها:

لا تصالحْ!

ولو منحوك الذهبْ

أترى حين أفقأ عينيكَ

ثم أثبت جوهرتين مكانهما..

هل ترى..؟

هي أشياء لا تشترى..

لا تصالح.. ولو توّجوك بتاج الإمارة

كيف تخطو على جثة ابن أبيك

وكيف تصير المليك.. على أوجه البهجة المستعارة

كيف تنظر في يدي من صافحوك، فلا تبصر الدم في كل كف..

لا تصالح.. فليس سوى أن تريد

أنت فارس هذا الزمان الوحيد

وسواك المسوخ!

لا تصالح…

ولم تكن تلك القصيدة الوحيدة التي كان لها تأثير على شعره، فقد أصدر مجموعته "العهد الآتي" عام 1977 وكان موقفه من عملية السلام سببًا في اصطدامه مع السلطات المصرية وخاصة أن أشعاره كانت تُقال في المظاهرات.

دواوينه الأخرى

لم تكن القصيدة السياسية هي ما اشتهر بها أمل دنقل فقط، وإنما عبر عن مصر وصعيدها وناسها في أكثر من قصيدة، ويبرز ذلك أكثر في قصيدته "الجنوبي" التي كانت ضمن آخر مجموعة شعرية له تحت اسم "أوراق الغرفة 8"، ويقول فيها:

هل أنا كنت طفلاً

أم أن الذي كان طفلاً سواي

هذه الصورة العائلية

كان أبي جالساً، وأنا واقفُ.. تتدلى يداي

رفسة من فرس

تركت في جبيني شجاً، وعلَّمت القلب أن يحترس

أتذكر

سال دمي

أتذكر

مات أبي نازفاً أتذكر

هذا الطريق إلى قبره

أتذكر

أختي الصغيرة ذات الربيعين

لا أتذكر حتى الطريق إلى قبرها

المنطمس

أو كان الصبي الصغير أنا؟

أم ترى كان غيري؟

أصدر دنقل طوال حياته 6 مجموعات شعرية، وهي كالآتي:

  • البكاء بين يدي زرقاء اليمامة التي صدرت عام 1969.
  • تعليق على ما حدث التي صدرت عام 1971.
  • مقتل القمر التي صدرت عام 1974.
  • العهد الآتي التي صدرت عام 1975.
  • أقوال جديدة عن حرب البسوس التي صدرت عام 1983.
  • أوراق الغرفة 8 التي صدرت عام 1983.

مرضه ووفاته

أصيب أمل دنقل بالسرطان وعانى منه لمدة 3 سنوات، وقد كتب عن معاناته مع المرض في مجموعة الأخيرة "أوراق الغرفة 8" وهو رقم غرفته في المعهد القومي للأورام الذي قضى فيه ما يقارب من 4 سنوات.

عبرت قصيدته تلك عن آخر لحظاته وعن معاناته، وكتب كذلك قصيدته "ضد من" التي تتناول هذا الجانب من حياته، ولم يستطع المرض أن يمنع دنقل عن الشعر، حيث كتب أشهر قصائده وهو على فراش الموت.

ورحل عن دنيانا يوم السبت 21 مايو عام 1983 بعد معاناة مع المرض، وكانت آخر لحظات حياته برفقة صديقيه جابر عصفور وعبد الرحمن الأبنودي مستعمًا إلى إحدى الأغاني الصعيدية القديمة.