الأديبة أمينة رشيد.. الارستقراطية الثائرة صاحبة الإرث الأدبي

أديب
  • معلومات شخصية

    • الاسم الكامل

      أمينة إبراهيم رشيد

    • اسم الشهرة

      الأديبة أمينة رشيد.. الارستقراطية الثائرة صاحبة الإرث الأدبي

    • الفئة

      أديب,كاتب

    • اللغة

      العربية، الفرنسية

    • مكان وتاريخ الميلاد

      01 يناير 1983 (العمر 40 سنة)
      القاهرة، مصر

    • الوفاة

      04 سبتمبر 2023
      القاهرة، مصر

    • التعليم

      دكتوراه - جامعة السوربون

    • الجنسية

      مصر

    • بلد الإقامة

      مصر

    • الزوجة

      رشدي راشد (1971 - حتى الآن)سيد البحراوي (1981 - حتى الآن)

    • أسماء الأولاد

      مروان

    • عدد الأولاد

      1

    • سنوات النشاط

      1950 - 2023

  • معلومات خفيفة

    • البرج الفلكي

      برج الجدي

السيرة الذاتية

اختارت الأديبة والناقدة المصرية أمينة رشيد، التي نشأت في عائلة أرستقراطية، أن تقف بجانب الفقراء، فعندما قارنت بين حياتها وحياة الفقراء في بلدها قررت أن تنضم إلى الحزب الشيوعي وتشكل موقفًا سياسيًا مختلفًا عن موقف عائلتها آنذاك لتصبح من أهم الناقدات والأديبات في مصر، تعرف أكثر على مسيرتها الأدبية وحياتها.

من هي أمينة رشيد؟

أمينة إبراهيم رشيدة هي أديبة وناقدة ومترجمة مصرية ولدت في 1 يناير عام 1983 في العاصمة المصرية القاهرة، وقد عملت أستاذة الأدب الفرنسي في الجامعة القاهرة وأصدرت العديد من المؤلفات الأدبية والنقدية خلال حياتها.

عرفت أمينة بانحيازها للحركة الوطنية والشعبية، على الرغم من انتمائها لعائلة أرستقراطية مرموقة في مصر. كانت واحدة من أبرز الشخصيات في الساحة السياسية والثقافية، حيث شغلت مناصب متميزة.

قدمت أمينة رشيد العديد من الدراسات الأكاديمية المرموقة، من بينها "تشظي الزمن في الرواية الحديثة" و"قصة الأدب الفرنسي". لم تكن إسهاماتها تقتصر فقط على المجال الأكاديمي، بل تعدت ذلك إلى المجال السياسي أيضًا، خلال فترة حكم الرئيس الراحل أنور السادات.

أحد أبرز مظاهر تضامنها السياسي كان تأسيسها، إلى جانب الكاتبة صافيناز كاظم والدكتورة لطيفة الزيات، "لجنة الدفاع عن الثقافة الوطنية". هذه اللجنة كانت تسعى للحفاظ على الهوية الثقافية المصرية ودعم الثقافة الوطنية في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية.

نشأتها وحياتها

نشأت الأديبة أمينة رشيد في عائلة أرستقراطية، فجدها هو إسماعيل صدقي باشا الذي شغل منصب رئيس وزراء مصر مرتين في الثلاثينيات والأربعينيات.

ولدت أمينة في بيت كبير في حي حلمية الزيتون، وقد تحول هذا البيت فيما بعد إلى مدرسة أمون، وكان البيت تسكنه 3 أسر، أسرتها وأسرة خالتها بهية وخالتها أمينة المطلق. كانت نساء المنزل يعمل في العمل الخيري في مبرة محمد علي.

تربت أمينة على يد مربية سودانية اسمها زينب، ثم تربت على يد مربية نماسوية اسماه فرو لاين متسي، والتي أشرفت على تغذيتها وتدرسيها والخروج معها في بعض النزهات.

وعن نشأتها تقول أمينة إنها كانت حزينة ووحيدة، فقد كانت والدها ووالدها يعيشون في جناح خاص بهما، بينما تعيش وبقية الأطفال في جناح آخر، فكانت بعيدة عن والدتها ولا تزورها إلا مرة أو مرتين في اليوم، أما خالتها بهية هي التي كانت تأتي لتزورها كثيرًا وتقرأ لها القصص والحكايات. وتقول أمينة إن قصص خالتها حفزتها على تعلم القراءة بسرعة حتى تستطيع القراءة بمفردها.

عاشت أمينة في بيئة رأت فيها تناقضًا عجيبًا، فكان قصرها يحيطه الكثير من البيوت الشعبية الفقيرة حيث يعملون في مهن بسيطة مثل الحياكة والنجارة وغيرها من المهن، وكان هذا التناقض سببًا في كسر الطبقية الشديدة التي كانت تعم البيت الكبير الذي ولدت وعاشت فيه.

نشأت أمينة نشأة فرنسية الثقافة واللغة، فقد كان معظم أفراد القصر، أو ربما كلهم يتحدثون بالفرنسية ما عدا جملًا قليلة باللغة العربية، لذا كانت اللغة الأم بالنسبة لأمينة هي اللغة الفرنسية، وثقافتها فرنسية كثلك، ليس فقط في اللغة، ولكن الثقافة والتاريخ والموضة والفن كذلك.

قرأت أمينة منذ طفولتها كتبًا ومؤلفات باللغة الفرنسية، وتسمع الأغاني الفرنسية، حتى إنها ذكرت في مذكراتها أن نساء المنزل كن ينفرن من صوت أم كلثوم.

الأديبة أمينة رشيد.. الارستقراطية الثائرة صاحبة الإرث الأدبي

سبب ابتعادها عن مناخ بيتها

وتقول الأديبة أمينة رشيد في مذكراتها أنها كانت تشعر بالملل والوحدة في بيتها، وتشعر بالاغتراب كثيرًا، وقد روت الكثير من الأحداث التي جعلتها تبتعد عن مناخ بيتها، ومنها أنها وجدت والدها يرقص مع امرأة شقراء أخرى غير والدتها فصرخت وبكت ولم تفهم لمَ لم يرقص والدها مع والدتها.

أيضًا موقفًا آخر ذكرت فيه أنه تم إهداء إسورة من الذهب لمربيتها النمساوية بمناسبة عيد ميلادها، وقد سرق قط هذه الأسورة وهرب، وشك الجميع أن أحد الخدم هو من سرق هذه الأسورة فجاءوا بكلب بوليسي ووقف الخدم كلهم على شكل قرفصاء حتى يشم الكلب هؤلاء الخدم وقد كان هذا المشهد صادمًا بالنسبة لها.

تعليمها

درست أمينة رشيد في مدارس فرنسية، ثم درست في قسم اللغة الفرنسية في كلية الآداب جامعة القاهرة وتخرجت فيه عام 1958، وفي عام 1961 سافرت إلى فرنسا لدراسة الدكتوراه من جامعة السوربون.

تخصصت أمينة في الأدب المقارن، وكان تخصصًا صعبًا بالنسبة لها بسبب ضعف لغتها العربية، فلم تكن في هذا الوقت قد قرأت إلا قليلاً من الأعمال الأدبية، ولكنها اتجهت بعد ذلك لقراءة تاريخ العرب وعلاقتهم بأوروبا والعصور الذهبية للعرب وأثرها على أوروبا فيما بعد.

عادت رشيد إلى مصر وحصلت على درجة الدكتوراه في جامعة القاهرة، وبدأت نشاطها الثقافي فيما بعد فأسست "لجنة الدفاع عن الثقافة الوطنية" مع لطيفة الزيات.

اختيارها التيار اليساري

دخلت أمينة رشيد إلى التيار اليساري بعد صداقات جيدة في المدرسة والكلية، فلم تنتمي لهذا التيار فكريًا فقط وإنما عملت كذلك على ترجمة المنشورات، وأخفت بعض اليساريين في منزلها، كما ساعدت أصدقاء لها للسفر خارج مصر.

في الجامعة شاركت أمينة في الكثير من المظاهرات ودافعت عن قضايا وطنية وعربية، فقد شاركت في مظاهرات احتجاجية على إقالة النابلسي الوزير الأردني، واحتجاجات أخرى لرفض تعذيب جميلة بوحريد المناضلة الجزائرية.

أمينة رشيد وزوجها

تزوجت الدكتورة أمينة رشيد مرتين، المرة الأولى من رشدي راشد، الذي كان يعمل في في ألمانيا الشرقية، وقد تزوجا في باريس، ثم عادا إلى مصر وتعرفت على مصر بعينه حيث زارت معه العديد من الأماكن إلا أن الزواج لم يوفق وتم الانفصال في عام 1971 بعد إنجاب ابنها الأول مروان.

زوج أمينة رشيد الثاني هو الأديب والناقد سيد البحراوي، الذي تعرفت عليه في اجتماع مع الزملاء المتخصصين في الأدب في بيت الأديب عبد العزيز الأهواني، ورغم فارق السن وبينهما والاختلاف الثقافي كذلك، فهي من طبقة أرستقراطية، بينما هو من طبقة عاملة تعمل في الزراعة والفلاحة إلا أنها انجذبت لها.

وتقول أمينة في مذكراتها أنها انجذبت لطيبته التي كانت تحيط بها وتمحو كل جروحها، على حد وصفها. عملت أمينة مع البحراوي في ترجمة عدد من الكتب وقررا الزواج في ديسمبر عام 1981، عندما كانت معتقلة في عهد السادات رغم فارق السن بينهما الذي يصل إلى 15 عامًا.

وتقول أمينة إنها اكتشفت مع زوجها عالم الريف الذي لم تكن تعرفه، كما تجاوزت صعوبة الكتابة بالعربية بسبب دعمه لها، واستفادت من خبراته الثقافية في العديد من المعارك الأدبية والمهنية، مثلًا خلال عملها في "لجنة الدفاع عن الثقافة الوطنية"، و"نادي أعضاء هيئة التدريس بجامعة القاهرة"، وظلت أمينة مع زوجها سيد البحراوي حتى وفاته عام 2018 بعد معاناة مع مرض السرطان.

الأديبة أمينة رشيد.. الارستقراطية الثائرة صاحبة الإرث الأدبي

تجربة الاعتقال

اعتقلت أمينة رشيد عام 1981 في حملة اعتقالات شنها الرئيس المصري السابق أنور السادات والتي طالت العديد من المعارضين لاتفاقية كامب ديفيد.

وعن تجربة الاعتقال تحكي أمينة وتقول إنها عمقت علاقتها بزميلات الزنزانة، ومنهن لطيفة الزيات وصافيناز كاظم، اللاتي ساعدتنها كل منهن على تجاوز عدم الثقة في الذات.

وتؤكد أن تجربة السجن كانت صعبة ومؤلمة، ولكنها ساهمت في تعميق انتماء أمينة لمصر وللعالم العربي، وبعد خروجها من السجن، انضمت إلى المجموعات النشطة في المجتمع المصري، مثل المجموعة المصرية لمواجهة العولمة وجماعة 9 مارس لاستقلال الجامعة.

أعمال أمينة رشيد

خلفت أمينة عددًا من المؤلفات المهمة، مثل "تشظي الزمن في الرواية الحديثة" و"قصة الأدب الفرنسي"، بالإضافة إلى العديد من الدراسات الأكاديمية والترجمات، كما قامت بكتابة سيرة ذاتية استغرقت أكثر من 20 عامًا لإنجازها.

من ترجماتها  "الأيديولوجيا: وثائق في الأصول"، ورواية "المكان"، لآني إرنو، ورواية "الأشياء"، لجورج بيريك،. بجانب أعمالها الأدبية والأكاديمية اهتمت بالتدريس في قسم اللغة الفرنسية في كلية الآداب جامعة القاهرة.

الأديبة أمينة رشيد.. الارستقراطية الثائرة صاحبة الإرث الأدبي

وفاة أمينة رشيد

توفيت الدكتورة أمينة رشيد في 4 سبتمبر عام 2021 عن عمر 85 عامًا، وبعد وفاتها نعاها الكثير من المثقفين والأدباء في مصر، ومنهم صافيناز كاظم، رفيقتها في المعتقل، والكاتب إيمان يحيى وغيرهم.