البوسنة: متطوع يروي تجارب مؤلمة للمهاجرين

  • DWWبواسطة: DWW تاريخ النشر: الأربعاء، 24 فبراير 2021
البوسنة: متطوع يروي تجارب مؤلمة للمهاجرين

حدث زلاتان كوفاشيفيتش، مؤسس جمعية "SOS Bihac" الخيرية، لوكالة الأنباء الألمانية الكاثوليكية بإسهاب حول تجربته في التطوع لمساعدة المهاجرين. الرجل البالغ من العمر 43 عامًا يعمل ليلا ونهارا إلى جانب عدد من المتطوعين في محاولة لتوفير الملابس والغذاء والعلاج الطبي العاجل للمهاجرين واللاجئين الذين هم في أمس الحاجة إليها.

سلط المواطن البوسني الضوء على تفاصيل مختلفة حول محنة العديد من المهاجرين واللاجئين المختبئين في الغابات المحيطة بشمال غرب البوسنة والهرسك. وقال كوفاسيفيتش في تصريح له لوكالة الأنباء الكاثوليكية، إنه قد عثر هو وزملاؤه على جثث وعظام بشرية في المنطقة، وسبق أن تم العثور على جثث حول بيهاتش.

من حرب البوسنة إلى أزمة اللاجئين

لدى زلاتان كوفاشيفيتش سبب شخصي يدفعه لمساعدة المهاجرين، إذ فقد ساقه في الحرب في البوسنة قبل حوالي 30 عامًا، وقد أنقذه طبيب، رغم أنه كان ممنوعًا في ذلك الوقت على الكروات مساعدة البوسنيين المسلمين.

يريد زلاتان كوفاسيفيتش الآن تقديم المساعدة لأشخاص في حاجة لها، ومساعدة الهاربين من المشقة والمعاناة. يقول " نجوت بفضل مساعدة الآخرين. الآن لا يمكنني مشاهدة هؤلاء الأشخاص يعانون ولا أحرك شيئا، علينا أن نتعامل مع المهاجرين بإنسانية.

تعرض زلاتان لقدر كبير من الانتقادات بسبب مساعدته للمهاجرين واللاجئين، كان السكان المحليون في بيهاتش ضد قضيته في البداية. أما الآن، فقد بدأ كوفاسيفيتش يتلقى دعمًا من بعضهم، على سبيل المثال من قبل السكان المحليين الذين يعيشون في الجبال القريبة، الذين ينبهون منظمة SOS Bihac عندما يكتشفون أن مهاجرين جدد يختبئون في الغابات، حتى تتمكن منظمته من مساعدتهم.

كان العديد منهم ضحايا عمليات صد في الماضي، حيث أنه قد أشيع أن السلطات في كرواتيا وسلوفينيا سرقت أحذيتهم وستراتهم من أجل جعل المحاولات المستقبلية للمرور صعبة عليهم. وأكد كوفاسيفيتش لوكالة الأنباء الكاثوليكية أنه في الوقت الحالي تقبل العديد من سكان المنطقة مساعدته للمهاجرين، لكن لا يزال هناك أناس يكرهوننا، لكنهم مجرد أقلية".

عقود بلاد استفادة للسكان المحليين

على الرغم من الاستيعاب المتزايد لعمله الخيري، لا يزال كوفاسيفيتش يفشل في جذب الدعم المادي من قبل السلطات المحلية. يقول "لقد خلق الاتحاد الأوروبي هذا الوضع المتأزم، ولا يقدم حلولاً معقولة"، مضيفًا أن "90 مليون يورو كمساعدة لللمهاجرين في البوسنة، بددتها السلطات والمنظمات التي فشلت في توفير ظروف معيشية معقولة للناس".

"يجب أن تعلم أن سكان بيهاتش لم يتلقوا شيئًا من حكومة الولاية في سراييفو على مدار المائة عام الماضية، باستثناء القطار السريع الذي يجلب 200 لاجئ هنا يوميًا. تم نقل المشكلة ببساطة من العاصمة إلى مكان آخر"، حسب تعبيره.

وأوضح كوفاسيفيتش أن "ما بين 100 إلى 200 لاجئ يصلون إلى هنا كل يوم يسعون إلى دخول الاتحاد الأوروبي. وقد تمكن البعض في نهاية المطاف من عبور الحدود بين البوسنة وكرواتيا، بينما أعيد آخرون قسراً من قبل الشرطة إلى المنطقة المحيطة ببيهاتش"، مضيفاً أن هذا هذا هو الحال لما يزيد عن ثلاث سنوات.

الأطفال في خطر أكبر

حثت منظمة إنقاذ الطفولة الخيرية المجتمع الدولي في بيان على تخصيص المزيد من الدعم للأطفال اللاجئين والمهاجرين العالقين في البوسنة الذين كانوا متجهين عن طريق البلقان إلى الاتحاد الأوروبي. وجاء في البيان أنه يجب إيجاد حلول لتوفير سكن آمن ومناسب لنحو 500 قاصر في المنطقة، والذين كانوا في كثير من الحالات غير مصحوبين بذويهم.

كما شددت جمعية الأطفال الخيرية على أن ما يقارب 100 طفل إما كانوا بلا مأوى أو تم إيواؤهم في أماكن إقامة غير ملائمة، مثل الأماكن التي يتقاسمونها مع الرجال البالغين. ونتيجة لذلك، فقد تعرضوا للعنف وسوء المعاملة.

وسلطت منظمة إنقاذ الطفولة الضوء أيضا على حقيقة أنه قد حدثت مؤخرا تحسينات طفيفة بالنسبة للأطفال المهاجرين. على سبيل المثال، تم منحهم فرصًا للمشاركة في الدروس المدرسية مع الأطفال المحليين.

بالنسبة إلى زلاتان كوفاشيفيتش، لا تلوح في الأفق نهاية للوضع الدراماتيكي، إذ يقول "لا ينبغي على الاتحاد الأوروبي أن يمنح البوسنة المزيد من الأموال، بل أن يستثمر كل شيء في وكالة حماية الحدود فرونتكس، بحيث لا أحد على الإطلاق يحصل على فرصة للعبور، ذلك سيكون أكثر صدقا".

سرتان ساندروس/ ترجمة: ماجدة بوعزة

المصدر: مهاجر نيوز