الثوب السعودي: كيف كان في الماضي وما التغيرات التي طرأت عليه؟

  • تاريخ النشر: السبت، 10 أبريل 2021 آخر تحديث: الإثنين، 20 يونيو 2022

يعكس الثوب السعودي جانب هام من ثقافة المملكة وتطوراتها، فمنذ بدايات المجتمعات في الحضارة الإنسانية وثياب القوم تعكس جزءً من عاداتهم وثقافتهم وليست فقط لغرض ستر العورات والوقاية من البرد والشمس، وقد تجلت فكرة الزي الشعبي الرسمي كثيراً في الخليج والوطن العربي أكثر من أي مكان آخر على كوكب الأرض، حيث تميز كل شعب عربي بل كل أهل مدينة أو منطقة عربية بزيهم الشعبي، وفي المملكة العربية السعودية للثوب الرسمي رحلة طويلة تتميز بالأصالة التي يتمسك بها الشعب السعودي مع مواكبة التطور وتغيرات المجتمع ليخرج لنا الثوب السعودي بصورته الحالية الأنيقة والتي يُمكن تميز مرتديها ومعرفة أنه سعودي في كل أنحاء العالم حالياً.

أصل الثوب السعودي

يرجع أصل الثوب السعودي وتاريخ بدايته إلى ما قبل دعوة الإسلام وكان كحاله اليوم يتشابه مع الزي في الخليج العربي مع الاختلافات البسيطة في التكوين بين بلد لأُخرى، حيث يعود ظهور الشماغ بحسب ما عرفه المؤرخون من الكتبات القديمة إلى الكهنة في مدينة سومر العراقية القديمة، فتعود كلمة شماغ إلى اللغة السومرية حيث كانت تُكتب "آش ماغ" وتعني غطاء الرأس وقد استخدموها للتكيف مع درجة حرارة الجو المرتفعة، وبشكلٍ عام كل قطعة في الثوب السعودي يرجع أصلها وسبب استخدامها إلى ابتكار العربي القديم إلى ما يحمي جسده من حرارة الشمس ويُقدره على التكيف مع الظروف البيئية الصعبة في شبة الجزيرة العربية قديماً، إلى أن أتت الدعوة الإسلامية وبدأت أغراض الزي تشتمل الحشمة ومراعاة آداب الإسلام في زي الرجل والمرأة.

الثوب السعودي القديم

منذ قيام المملكة العربية السعودية كدولة موحدة والثوب السعودي لم تقتصر مهامه على مراعاة الظروف البيئية وتخفيف أثرها على مرتديه بل اكتسب مهمة جديدة ألا وهي عكس هوية الشعب السعودي وتميزه عن غيره وإن كان لازال يتشابه مع باقي أزياء المنطقة العربية بشكلٍ عام، فالجبة والسديري أو القميص والشماغ هم علامة مُسجلة للثوب السعودي القديم في مختلف مناطق المملكة مع تغيرات بسيطة على الزي السعودي التقليدي من مكان لآخر، كما اختير الثوب الفضفاض المُصمم بدقة عالية تؤمن وصول الهواء إلى الجسم في أوقات الصيف الحارة، مع اختيار اللون الأبيض والأقمشة القطنية للتخفيف من حرارة الجو أيضاً، فيما مال السعوديين إلى الأقمشة الصوفية الملونة بالألوان الداكنة لتُصنع منها أثواب الشتاء والذي يشتد برده في المنطقة العربية القديمة.

كما ورد أن الزي السعودي القديم لم يعرف العقال وأنه حديث الاستخدام حيث كان السعودي القديم يستبدل العقال بالعمامة أو العمة وهي غطاء للرأس يُلف حولها طوله ما بين مترين إلى ثلاثة أمتار وعرضه نحو النصف متر.

كما كثر قديماً ارتداء البقلة والتي تُشبه البشت حالياً لكن بالكثير من الزغرفة وأقصر منه في الطول، أما في الوقت الحالي فيقتصر ارتداء البقلة على الحفلات الشعبية التي يتم فيها إحياء التراث والثقافة السعودية القديمة، حيث يرتديها الرجال عند أداء رقصة العرضة في المناسبات الرسمية للملكة أو في الأفراح ببعض المناطق السعودية.  

الثوب السعودي الرسمي

كما ذكرنا تشكلت ملامح الثوب السعودي التقليدي أو الرسمي منذ تأسست المملكة العربية السعودية على يد الملك عبد العزيز آل سعود، ومنذ الثلاثينيات من القرن الماضي تقريباً إلى يومنا هذا والثوب السعودي يكتسب تطورات وإضافات ليتماشى مع التغيرات الثقافية المتأثرة بعامل الزمن لكن دون الإخلال بأصالة الثوب السعودي المتوارث عن الأجيال، ويتكون الثوب السعودي من 22 قطعة تُحاك ويتم تطريزها معاً بدقة كبيرة، ومن عناصر الثوب السعودي الأساسية:

الثوب

الثوب هو القطعة الأساسية في الزي السعودي والخليجي مع اختلاف مسماه في كل دولة من دول الخليج، ويكون الثوب الخليجي أبيض اللون وإما فضفاضاً أو ضيق بعض الشيء، لكن ما يُميز الثوب السعودي عن أي ثوب خليجي آخر أنه مُجسم إلى حد كبير أي يأخذ شكل الجسم من الأعلى ثم يميل إلى أن يكون فضفاضاً كلما اتجهنا إلى أطراف الجسم، وتكون أكمام الثوب السعودي طويلة وفضفاضة تصل إلى كف اليد غالباً بدون أزرار ولكن يوجد البعض به أزرار، كما توجد أربعة أزرار عادة ناحية الصدر، ويُصمم الثوب السعودي الرسمي بطول مناسب لطول مرتديه ويُختار له أقمشة من القطن الخالص أو المخلوط أو من البوليستر.

الثوب السعودي: كيف كان في الماضي وما التغيرات التي طرأت عليه؟

الطاقية

تُعرف الطاقية السعودية أيضاً باسم القحفية وهي قطعة أساسية في الثوب السعودي الرسمي تُضع على الرأس وتكون باللون الأبيض، وهي عبارة عن قبعة لكن يتم حياكتها بطريقة مختلفة عن المتعارف عليه في القبعات الغربية، وتكون الطاقية أو القحفية أسفل الشماغ وتعمل على تثبيته، وغالباً ما تكون مصنوعة من القطن.

الشماغ

يُقال الشماغ أو الغترة والمقصد واحد وهو هذه القطعة من القماش التي تُطوى على شكل مثلث وتوضع فوق الطاقية لتُغطي الرأس والأكتاف، لكن الفرق بين الغترة والشماغ؛ أن الغترة بيضا اللون دون أي ألوان أُخرى أو تطريز بينما الشماغ يتكون من اللون الأحمر والأبيض المطرزان معاً.

الثوب السعودي: كيف كان في الماضي وما التغيرات التي طرأت عليه؟

العقال

العقال هو يضعه الرجل لتثبيت الشماغ أو الغترة فوق رأسه ويكون عبارة عند قطعة مُفرغة سوداء اللون تُشبه الجديلة تُثبت أعلى الرأس، ويكون سمكها متوسط ليست بالعريضة وليست بالرفيعة.

الثوب السعودي: كيف كان في الماضي وما التغيرات التي طرأت عليه؟

البشت

يُعتبر البشت أو المُشلح كما يُطلق عليه أحياناً تكملة للثوب السعودي في المناسبات حيث غالباً لا يرتديه الرجل السعودي في حياته اليومية بل فقط في الأعراس والمقابلات الرسمية حيث يضيف لمسة من الأناقة والهيبة للثوب السعودي، ومن البشت ما يُلبس في الصيف ويتميز بخفته ومنه ما يُلبس في الشتاء ويتميز بقماشته السميكة التي تُساعد على التدفئة، كما أن من البشت ما يُلبس بالنهار وهو البشت الأبيض أو فاتح اللون غالباً، ومنه ما يُلبس في الليل وهو البشت داكن اللون أو الأسود كما هو مُنتشر، كما يكثر ارتداء الغترة عند ارتداء البشت فيما يقل ارتداء البشوت مع الشماغ. 

الثوب السعودي: كيف كان في الماضي وما التغيرات التي طرأت عليه؟        

الثوب السعودي للنساء

اعتادت المرأة السعودية منذ القدم على التألق بأجمل الثياب الأنيقة بمختلف الألوان حيث قلما كان يُلبس اللون الأسود قديماً نظراً لحرارة الجو، فيُرجع بعض المؤرخين ثوب المرأة الأسود أو العباءة السوداء التي تخرج بها المرأة السعودية حالياً إلى التاريخ الحديث للملكة، فيما لا يُجد ثوب محدد ترتاديه النسوة في المملكة العربية السعودية داخل المنازل أو في المناسبات لكن تظل هناك عناصر مُحددة يتكون منها الثوب السعودي للنساء وهي:

الدراعة

وهي قطعة تُشبه العباءة أو الثوب المُطرز وتُعرف باسم الزي المقطع، وتعتبر الدرعة زي تقليدي في نجد والمنطقة الشمالية والوسطى بالمملكة، وهو لباس فضفاض يصل إلى الكعبين وأكمامه طويلة، وتتكون من 4 قطع: البدن، الأكمام، التخراصة، البنيقة يتم تُخيطهم معاً بدقة، وتُصنع الدراعة المستخدمة في الأعراس من الحرير غالباً، فيما يتم تصنيع الدراعة التي تُلبس خلال اليوم من القطن والكتاب، وتتميز الدراعة بالرسومات المختلفة المٌطرزة عليها.

الثوب السعودي: كيف كان في الماضي وما التغيرات التي طرأت عليه؟

السحابي

وهو ثوب واسع يًلبس فوق الدراعة في المناطق الشمالية والشرقية والوسطى من المملكة، وهي قطعة أساسية في الثوب السعودي للمرأة السعودية.

الدقلة أو الزبون

عبارة عن زي مفتوح من الأمام يلغق الجزي العلوي منه ببعض الأزرار مع فتحات جانبية صغيرة، يُثبت باستخدام عراو خارجية من القماش ويترك الجزء السفلي من الدقلة بالكامل مفتوحاً، ويُصنع من قماش الستان غالباً.

البخنق

يُطلق عليه أيضاً المخنق وهو زي تراثي كانت قطعة أساسية في الثوب السعودي للفتيات الصغيرات، وهو عبارة عن غطاء للرأس عبارة عن قطعة قماش من الحرير تم تخيطها بالكامل عدا فتحة للوجه، ويكون البخنق أسود اللون والبعض منه مطرز بخيوط ذهبية أو فضية.

الثوب السعودي: كيف كان في الماضي وما التغيرات التي طرأت عليه؟

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة