السفر عبر الزمن: عالم فيزياء يحول الخيال إلى حقيقة

لقد قيل إن الماضي بلد أجنبي. وأحياناً تكون دولة أخرى نتوق إلى زيارتها، لكن في الحقيقة لا يمكننا فعل ذلك بالطبع. في حين أن السفر الفعلي يقتصر فقط على مقدار النقود التي يمكننا توفيرها، بالإضافة إلى متطلبات التأشيرة وإلغاء الرحلة، فإن السفر عبر الزمن مقيد بقوانين الفيزياء الباردة والقاسية.

إن الانضمام إلى صفوف المخترعين السينمائيين يمكن أن يحدث في الخيال، لكن في حقيقة الأمر يمكن أن يحدث في الواقع أن يبتكر أحدهم طريقة نظرية لتحقيق حلم العودة إلى الوراء. 

من بين هؤلاء رون ماليت، عالم الفيزياء الفلكية، الذي كرس الكثير من حياته لفكرة أن السفر عبر الزمن ممكن، حيث توصل إلى المعادلات والمبادئ العلمية- التي يقول على حد وصفه- إن آلة الزمن يمكن إنشاؤها.

كان ماليت في العاشرة من عمره عندما توفي والده فجأة بسبب نوبة قلبية. وهو حدث يقول عنه إنه غير مسار حياته إلى الأبد، نقلاً عن حديثه لشبكة سي إن إن ترافل. 

ماليت البالغ من العمر 74 عاماً أستاذاً للفيزياء بجامعة كونيتيكت، قضى حياته المهنية في استكشاف الثقوب السوداء والنسبية العامة - نظريات الفضاء والوقت والجاذبية التي اكتشفها ألبرت أينشتاين.

واجه ماليت لأول مرة مفهوم السفر عبر الزمن في الخمسينيات، يتذكر: "لم نذهب إلى الفضاء. ولم يكن الناس متأكدين مما إذا كنا نستطيع ذلك". 

قال ماليت: "إن كل ذلك يتوقف على نظرية النسبية الخاصة لآينشتاين والنظرية العامة للنسبية؛ لوضعها باختصار، قال آينشتاين إن الوقت يمكن أن يتأثر بالسرعة". 

قدم ماليت مثالاً لرواد الفضاء الذين يعبرون الفضاء في صاروخ يسير بالقرب من سرعة الضوء، سيمضي الوقت على الأرض بشكل مختلف عن الوقت الذي يمر به الأشخاص الموجودون في الصاروخ. قائلاً: "يمكن أن يعودوا في الحقيقة يكتشفون أنهم أكبر سناً ببضع سنوات، لكن عقوداً مرت هنا على الأرض".

وبالعودة إلى نظرية أينشتاين العامة للنسبية التي تستند على مفهوم الجاذبية، كما تأخذ في الاعتبار كيف يتأثر الوقت بالجاذبية. يقول ماليت: "ما قصده أينشتاين هو الجاذبية الأقوى، كلما تباطأ الوقت، حيث تقول نظرية أينشتاين العامة عن النسبية إن ما نسميه قوة الجاذبية ليس قوة على الإطلاق، بل هو في الحقيقة انحناء الفضاء بجسم ضخم، لذا إذا استطعت أن تنحني المساحة، فهناك احتمال أن تقوم بلف المساحة".

كما يقترح ماليت أن الضوء يمكن أن يستخدم أيضاً للتأثير على الوقت عبر شيء يسمى الليزر الدائري. فلقد ابتكر نموذجاً أولياً يوضح كيف يمكن استخدام الليزر لإنشاء شعاع دائري من الضوء يلف المكان والزمان. مستوحى من وظيفته الأولى التي تختبر تأثير الليزر على محركات الطائرات النفاثة.

وأكد أنه: "من خلال دراسة نوع حقل الجاذبية الذي تم إنتاجه بواسطة الليزر الدائري، قد يؤدي ذلك إلى طريقة جديدة للنظر في إمكانية وجود آلة زمنية تعتمد على حزمة من الضوء المتداول"، كما يمتلك ماليت أيضاً معادلة نظرية يثبت أن هذا سينجح- على حد قوله-. 

وختم حديثه، قائلاً: "في النهاية، يمكن أن تعمل حزمة من أضواء الليزر كنوع من الزمن وتسبب وقتاً في التواء يتيح لك العودة إلى الماضي".