الفلامنكو وجذوره العربية

الأندلس..

  • تاريخ النشر: السبت، 09 فبراير 2019 آخر تحديث: الأربعاء، 26 أكتوبر 2022

الفلامنكو وجذوره العربية:

معنى الفلامنكو:

فلامنكو (بالإسبانية: Flamenco) هو نوع من الموسيقى الإسبانية، الذي يقوم على أساس الموسيقى والرقص. الجذور العربية للفلامنكو تظهر في طريقة الغناء من الحنجرة وفي جيتار الفلامنكو وتأثره بالعود، نشأت في أندلسيا في القرن الثامن عشر. موسيقى الفلامنكو معروفة كذلك في المغرب وخصوصا في المدن الشمالية كتطوان، شفشاون وطنجة ومدن أخرى، حيث الشمال المغربي والجنوب الإسباني يتشابهان كثيرا في الثقافة والهندسة المعمارية للمدن.

الفلامنكو وجذوره العربية

? أصل الفلامنكو :

كلمة الفلامنكو، في إشارة إلى النوع الفني المعروف بهذا الاسم، يعود تاريخها إلى منتصف القرن التاسع عشر. ليس هناك يقين عن أصل تسميتها، والتي أثارت عدة فرضيات: وهناك احتمال ان يكون اسمها هو معنى الفلاح المنكوب .

حسب بلاس إنفانتي مصطلح فلامنكو يرجع إلى (fallah mengo = فلاح منجو) و هم الفلاحين الموريسكيون الذين اصبحوا بلا أرض، فإندمجوا مع الغجر و أسسو ما يسمى بالفلامنكو كمظهر من مظاهر الألم التي يشعر بها الناس بعد إبادة ثقافتهم. البعض يربط اسم هذه الموسيقى بطائر النحام الوردي.

وجد في بحوث عن رقص الفلامنكو في بعض البرامج الوثائقية - وقد أذيع البرنامج في قناة الجزيرة الوثائقية بعنوان "الفلامنكو"، بأنه يعود تسميتها إلى "فلاح منكو" وبالتالي "فلاح منكم".


وجد أيضاً في بحوث عن أصل موسيقى الفلامنكو، بأن الكلمة التي تشتهر بلفظها في موسيقى الفلامنكو وهي ال.."اولليه"، وهي كلمة تشتهر بالإسبانية والمكسيكيه وغيرها عند العزف على موسيقا الفلامنكو، ففرض عن اصل هذه الكلمة بأنها"اولليه وبالتالي الله"، وليس هنالك إثبات حول هذا.


بعض العرب كبار السن يقولون بإن كلمة فلامنكو كانت في الأصل عربية منحدرة من "فلنلهو". 


وهناك فريق من المؤرخين يرى أن تسمية الفلامنكو تعود للغناء الغريغور يأتي حيث كان صوت العازف المنفرد يسمى فلامنكو وهناك دارسون آخرون يرجعون التسمية لاغراط الغجر في الجيش الفلامانكى ومشاركته اياه الحرب نظير الحصول على اعتراف بحقوق المواطنة ومنها انتقل الاسم.


وهناك الكثير من الفرضيات والأبحاث التاريخية التي يصعب التحقق منها وحسمها لغياب الأدلة والقرائن القوية فالتأثيرات الثقافية في فن الفلامنكو عديدة ومن مناطق مختلفة كشمال أفريقيا وجنوب أوروبا والشرق الأدنى والأقصى.

الفلامنكو وجذوره العربية

تاريخ:

تأثر الفلامنكو كثيرا بالإيقاع الشرقي البيزنطي والأغنية الأندلسية البدائية والأغنية الموروثة. ويظهر ذلك خاصة في الموروثة في عدة قرى قريبة من غرناطة والتي يسكنها المورسكيون. وهذا النوع من الأغاني يدل على مدى تأثر الفلامنكو بالأغنية العربية والهندية القديمة ومدى التشابه الكبير بين الأغنية الأندلسية والفلامنكو .

كما أن أغاني الفلامنكو كلها وخاصة التي تلقى في عيد ميلاد المسيح، هي زناتية شمال إفريقية في الصوت واللإلقاء والانفعال العاطفي ولا شك أن المورسكيين هم الذين ابتدعوا هذا النوع تضرعا واستعطافا للكنيسة ومحاكم التفتيش .

و الملفت للانتباه أنه في داخل العائلات التي أدمجت ببطء في المدن والقرى الأندلسية لم تبر هذه الظاهرة الموسيقية المدهشة "الفلامنكو" إلا بعد ثلاث قرون من طرد المورسكيين إذ أن ارتباطه المحتل بالموسيقى العربية لم يكن موضوع دراسة جادة .

جذور الفلامنكو العربية:

الفلامنكو وجذوره العربية

يحتفظ الفلامنكو إلى الآن بجذوره الشرقية، كالاعتماد على الحنجرة في الغناء والطابع الشرقي في تأليف الموسيقى الذى يعتمد على الهارموني العربي مثلما هو شائع في العزف العربي على العود. وترجع هذة الأصول العربية لوجود العرب المسلمين في الأندلس قرابة ثمانية قرون؛ فقد جلب العرب معهم ألحاناً ومقامات وإيقاعات وآلات وموسيقاهم من الشرق والموسيقين العرب الذين وفدوا على الأندلس على رأسهم زرياب. وتوصلت جميع الأبحاث إلى نتيجة واحدة وهي أن هذا الفن الفلكلوري الغنائي الموسيقي أصله عربي أندلسي، يعتمد على النجوى والشكوى إضافة إلى الفرح واللهو السعيد.

? أسباب نشأة الفلامنكو:

ولدت فنون الفلامنكو وكانت غنائيات تتميز بالحزن والاكتئاب كتعبير عن الظلم الاجتماعى ومشاق الحياة والبؤس العام ويدع الغجر على أنهم هم اساس هذا الفن ولكن الحقيقة انهم ساهموا ولعبوا دورا هاما في تطور الفلامنكو ولايمكن ان نغفل عن تأثير الموسيقى العربية الشعبية والرقصات الأندلسية على الفلامنكو وتأثر الفلامنكو كثيرا بالإيقاع الشرقي البيزنطى والأغنية الأندلسية البدائية ويظهر هذا في فلكلور عدة قرى بالقرب من غرناطة والتى كان يسكنها الموريسكييون وهذا النوع من الغناء يدل على مدى تاثر الفلامنكو بالأغنية العربية القديمة ومدى التشابه الكبير بين الأغنية الأندلسية والفلامنكو .

أعلن الفلامنكو عن نفسه في القرن ال 18 وتشير كثير من الدراسات إلى أن هذا الفن مرتبط بالغجر وبثقافات أخرى تعايشت في المنطقة ومن بينها الثقافة المورسكية ذات الأصول العربية الإسلامية إضافة إلى الثقافة الإسبانية المحلية وتطور بفضل الغجر.

الفلامنكو وجذوره العربية

? إسبانيا والفلامنكو:

يرفع فن الفلامنكو رأس إسبانيا عاليا في سماء الموسيقى والاداء الحركى ولم يحظ الفلامنكو بالأعتراف الا في اواخر القرن العشرين وذلك لأنة بدأ بسيطا كفن وضيع لارتباطة بالغجر الاسفل ترتيبا في الطبقة الاجتماعية ، وبداية من من عام 1860 خطا هذا الفن اولى خطواتة نحو الانتشار خارج المثلث الاندلسي الذى استوطنة الغجر لينتشر في جميع حواضر ومدن إسبانيا الكبرى مثل مدريد وبرشلونة ، وابتداء من من عام 1910 شهد الفلامنكو فترة زاهية من حياتة باجتياحة المسارح باستعراضات فنية مذهلة يكتشف فيها الناس والعالم بأكملة منجما غنيا من المتعة الفنية الراقية والنبيلة والمؤثرة مما دعا محترفي الفلامنكو إلى ايجاد سبل تطوير وتجديد لانماط الفلامنكو وطرق ادائة ليتضمن الاغنانى الحزينة وأخرى ذات الطابع السعيد ، ويؤدى الفلامكنو بشكل فردى اوجماعى بالقيثارة او بالبيانو اوالات أخرى .

تم تطور نوع جديد nuevo flamenco اى الفلامنكو الجديد بعد مزج الفلامنكو الاصيل بفنون أخرى مثل الجاز والبالية والرقص الحديث وغيرهامن الفنون .

وابتداء من خمسينات القرن الماضي شق الفلامنكو طريقة للغرب وعم انتشارة عالميا ليحتل مكانتة بجانب انماط الموسيقى التقليدية والغنائيات الراقية وفنون الاداء الحركى . وخلال العصر الذهبي (1896 – 1910) وضعت فنون الفلامنكو في شكلها النهائى بالمقاهى والمسارح وارتفعت رقصاتة إلى افاق جديدة فأصبحت وسيلة جذب رئيسية وفي الفترة من ( 1910- 1955 ) اصبحت عروض الفلامنكو أكثر تنظيما في معظم انحاء العالم

? شجرة الفلامنكو:

وقام الباحثون بعمل شجرة لفروع الفلامنكو لثرائه ويعبر كل فرع منها عن غنائيات معينة مستقلة بشكلها ومضمونها وطريقة ادائها . ووضعت شجرة جينيالوجية للفلامنكو قسم فيها الباحثون الفلامنكو إلى :

  • أغاني غجرية الأصل (العميقة).
  • أغاني أندلسية الأصل (الأغاني) الوسيطة.
  • أغاني خفيفة.

وظلت هذة التقسيمات موضوع نقد وملاحظات وتعليقات هامة وجاد . ويعد أهم جذوع شجرة الفلامنكو الغناء العميق الذى يتفرع منة العديد من الرقصات الأخرى مثل السيغرياس وصولياريس وهناك أيضا التانجو . أما جذع الاغانى الخفيفة فيضم غنائيات أهمها السيفيانا ويضم نوعا اخر من التانجو الخفيف الراقص. وهناك نوع مهم من الفلامنكو وهو فلامنكو الذهاب والاياب ويتعلق بأغاني حملها الإسبان معهم إلى أمريكا اللاتينية ثم عادت إلى إسبانيا بشكل جديد بعد أن تطورت وهى عبارة عن غنائيات لم تعد تغنى في إسبانيا لكن لاتزال تغنى في أمريكا اللاتينية .

? تكوين الفلامنكو:

يتكون الفلامنكو من ثلاثة عناصر وهى الغناء (canta) والرقص (baile) وعزف الجيتار (guitarra) او القيثارة بالاضافة إلى جماعة ال (palmas) للتصفيق اليدوى.

? الغناء:

هو مركز مجموعة الفلامنكو وأهم مكونات الفلامنكو ويتميز بالنغمات الحزينة المأسوية والصرخات التى تشبة العويل والتى ينبغى على الراقص ان يبذل قصارى جهدة بجسدة واطرافة ويحركهما في سبيل ترجمة الكلمات والمشاعر والمعانى التى يعبر عنها المغنى ″ويترجم الغناء عناء ومكابدات الغجر والفقراء وهذا ما جعلة يتلون بحزن يميزة فالغناء العميق يجسد المحن والتمزق والمكابدات التى يشعر بها الغجر والكلمات الدالة على الحزن في المعجم الفلامنكى كثيرة مقابل قلة عبارات الفرح وتعبير وجة المغنى وحركات يدية تترجم بقوة العناء والمكابدة اللذين يتغنى بهما كثيرا ويعتبر اداء الفنان ( كامارون دى ايسلا ) خير مثال على ذلك .

? القيثارة او الجيتار:

هو المكون الثاني ففي بداية الفلامنكو كان المغنى هو أساس العرض الفنى وبمرور الزمن فرضت القيثارة نفسها من خلال موهبة وبراعة العازفين الذين ادخلو على فنون الفلامنكو الكثير من التقنيات الموسيقية المتميزة ويؤدى العازف دورا مهما في توثيق التواصل بين المغنى والراقص وتحقيق الانسجام والتناغم

? الرقص:

وهو المكون الثالث الذى يجسد المشاعر والعواطف التى تعبر عنها الأغنية بالحركات و الخطوات وهو المتحكم في سرعة ايقاع الأغنية من خلال سرعة وحركة القدمين والجسم كلة وهو مصدر مهم لموسيقى اضافية ناشئة عن حركة المغنى وعازف الجيتار يسعيان دوما لاقتفاء خطوات ايقاعاتة وحركاتة لذلك يشترط في الراقصة ان تكون موسيقية بارعة إلى جانب لياقتها البدنية التى تمكنها من اتقان الحركات وضرب الارض بقدميها برشاقة وقوة معبرتين وسرعة خاطفة ومضبوطة وذات دلالة محددة وتحرك يديها واصابعها وجسدها بليونة وانسيابية متناهية

? المصفقون:

يشكلون عنصرا مهما في هذا الفن فالتصفيق الملازم للفلامنكو الية ايقاعية مرافقة معقدة وذات أهمية قصوى لة قوانين دقيقة يجب الالتزام بها فهو تعبير ايقاعى للكلمات والنوتات والمشاعر ووظيفة المصقفين هى تحفيز الراقص وتقديم الدعم لة بتحديد النغم وضبطة عبر تصفيقات متتابعة ومتسارعة

? الشعراء المبدعون:

☀ فيديريكو غارثيا لوركا:

حيث يقول ان ميزات وخصائص الفلامنكو ذاتها في بعض غنائيات الأندلس. ولقد حافظ لوركا في ابداعاتة على التراس الموسيقى الاندلسي التقليدى حيث تعود علية منذ كان صغيرا بسبب الخدم الذى عاشرهم في منزلة . قام لوركا في عام 1922 بالتعاون مع فنانين اخرين بتأسيس مهرجان الأغنية العميقة بمدينة غرناطة تحت اشرافة واشراف ما نويا دى فايا فكان أول مهرجان يعقد الغناء الاندلسي وكان الهدف منة هو اثبات ان الغناء العميق ليس مجرد ارث قديم بل هو شئ يفيض بالحيوية والجمال والتميز. ويتميز الغناء العميق بتقسيمات فرعية لنغمات تقل مدتها الزمنية نغمات الموسيقى الغربية ولذلك لا تؤدى على الات الموسيقى المنهجية ومن أكثر الالات المناسبة لها هو الجيتار بكل ما يتمتع بة بقدرة تعبيرية. كرس لوركا بعد ذلك جهودة للغناء الشعبي الاسبانى وبعث الحياة في الغنائيات التراثية ليؤديها اعضاء فرقتة الجوالة التى قدمت عروضها ضمن مسرح العرب الجوال كما الف (لابرابا) وهى نوع من الغنائيات الشعبية ذات اليقاعات العربية الاصيلة . وهب المغنى (انريكى مورينتى ) نفسة للوركا فتغنى بأشعاره.

☀ خوان رامون خيمينيث:

المعاصر للوركا الذى نشر أول ابداعاتة الشعرية الرومانسية بمسحتها الحزينة وابدع قصائد رقيقة اهتم بها مغنو الفلامنكو.

☀ ميجيل إيرنانديث:

من ألمع نجوم الشعر والدراما الإسبانية وقضى اوائل العقد الثالث من عمرة في زنزانة خلال الحرب الاهلية الإسبانية

المصدر: الفلامنكو و جذوره العربية - أنا أندلسي

تم نشر هذا المقال مسبقاً على سائح. لمشاهدة المقال الأصلي، انقر هنا