المدارس الألمانية الـ140 بالخارج في خطر .. والسبب؟

  • DWWبواسطة: DWW تاريخ النشر: الأربعاء، 06 مايو 2020
المدارس الألمانية الـ140 بالخارج في خطر .. والسبب؟

منذ سبعة أسابيع تبقى فصول الدراسة في مدرسة هومبولد الألمانية في عاصمة بيرو ليما فارغة. وفي العادة يتعلم هنا حوالي 1500 طفل وشاب. لكن منذ تفشي وباء كورونا لا يرى التلاميذ معلميهم إلا من خلال شاشة الكمبيوتر. بيد أن التحول إلى الدراسة الرقمية ليس هو التحدي الأكبر الذي تقف أمامه حاليا المدرسة.

فالمؤسسة التعليمية تجد نفسها في موقف مالي حرج. "كنا دوما في وضع جيد"، تقول آن كاترين بيترسن رئيسة الجمعية المشرفة على مدرسة ليما لدويتشه فيله (DW). "لكن كل شيء يميل الآن إلى التأرجح"، تضيف بيترسن.

ومدرسة هومبولد هي واحدة من 140 مدرسة ألمانية في الخارج، وهي تمول وتدار كغيرها من المدارس الألمانية في الخارج من قبل جمعية غير ربحية. والداعمون يحصلون على نحو 70 في المائة من مواردهم باستقلالية من خلال الرسوم المدرسية. والباقي تقدمه الحكومة الاتحادية والولايات على أساس قانون المدارس الخارجية مثلا من خلال إيفاد طاقم التعليم.

قابلية الدفع لدى الآباء ساءت بسبب الوباء

"بسبب الوباء انزلقت المدارس جميعها تقريبا إلى وضع اقتصادي سيء"، يقول الدكتور بيتر فورنيل، رئيس مجلس إدارة الاتحاد العالمي للمدارس الألمانية بالخارج (WDA)، لدويتشه فيله. "المدارس تعول على أن يدفع أولياء أمور التلاميذ الرسوم المدرسية"، يضيف فورنيل.

بيد أن العديد من العائلات باتت بسبب أزمة كورونا تعاني من خسائر مالية وليس بإمكانها بالتالي دفع تلك الرسوم المالية. "سلوك الدفع لدى العديد من العائلات أمر سيء للغاية - حتى بالنسبة للعائلات المقتدرة التي لديها المال بالفعل"، كما تصف بيترسن الوضع في مدرسة هومبولد في بيرو.
وبعض الساسة وأولياء أمور التلاميذ يطالبون بتخفيض الرسوم المدرسية بما أن الدروس لا تحصل إلا عن طريق الإنترنت. والمشكلة هي أن التكاليف الثابتة يجب دفعها وصرف رواتب الطاقم التعليمي. "نحن في الحقيقة من القطاع الخاص، لكن لا نحقق أرباحا. فجميع الأموال تُصرف مباشرة لصالح المدرسة"، كما تشرح بيترسن.

استطلاع رأي: حاجة ملحة لمساعدات فورية

وجدية الوضع بالنسبة إلى الكثير من المدارس بالخارج يكشفها أيضا استطلاع أجراه الاتحاد العالمي للمدارس الألمانية بالخارج حيث سئلت 105 من الهيئات المسؤولة عن المدارس حول الوضع الراهن خلال وباء كورونا. والنتيجة: 64 من الجمعيات المشرفة ترى أن وجود مدارسها مهدد فعلا. و72 في المائة يتوقعون أن ينخفض عدد التلاميذ. وجميع المدارس تقريبا تخشى أن تسير الأمور بشكل سيء.

"كي لا تنهار الدراسة، نحتاج إلى مساعدات فورية من الدولة الألمانية"، كما أوضح بيتر فورنيل من الاتحاد العالمي للمدارس الألمانية بالخارج. كما يجب تسهيل المأمورية على المدارس بالخارج للحصول على قروض. أما كيف سيكون شكل هذا الدعم السريع للمدارس، فهذا ما ستناقشه مجالس إدارة ومدراء المدارس الألمانية بالخارج الأسبوع المقبل خلال مؤتمر عبر الإنترنت.

وحتى أعضاء من البرلمان الألماني (البوندستاغ) ووزيرة الدولة المسؤولة عن المدارس بالخارج، ميشيل مونتفرينغ سيشاركون في النقاش. ويتوقع بيتر فورنيل تلقي الدعم من الساسة الألمان. وكان البرلمان الألماني قد أقر منذ نوفمبر/ تشرين الثاني فقط اعتبار المدارس الألمانية بالخارج كركيزة أساسية من سياسة الثقافة والتعليم الخارجية وتقويتها.

وحتى الجمعية المشرفة على مدرسة هومبولد تأمل في الحصول على مساعدة سريعة من ألمانيا. "وإلا لن نقدر قريبا على دفع رواتب طاقم التدريس"، كما تقول أن كاترين بيترسن. ونهاية هذا الوضع الاستثنائي في بيرو لا تلوح في الأفق. ففي البلاد الواقعة في جنوب أمريكا تنطبق منذ أسابيع قوانين مشددة للحجر الصحي. وبالرغم من ذلك يستمر عدد المصابين في الارتفاع، وبالتالي لا يسمح للمدارس بفتح أبوابها إلا في ديسمبر/ كانون الأول المقبل على أقرب تقدير.

مريم بينكه/ م.ا.م