"المسرح المؤقت" يوفر المتعة والراحة لطالبي اللجوء في باريس

  • DWWبواسطة: DWW تاريخ النشر: الإثنين، 19 مارس 2018
"المسرح المؤقت"يوفر المتعة والراحة لطالبي اللجوء في باريس

"المسرح المؤقت" كان مكتظاً منذ أن قامت منظمة بريطانية بإقامته لأول مرة بالقرب من مركز لطالبي اللجوء في حي بورت دو لا شابيل في باريس في أواخر يناير.

يقود فنانون محترفون ورش عمل خمسة أيام أسبوعيا، لطالبي اللجوء الذين يعيشون في المركز، في إحدو الورشات طلب المدربون من المشاركين إلقاء نظرة على موضوع الغربة، ومن ثم صنع لوحات حية باستخدام دمى وزوارق مصنوعة من الورق.

حاز التدريب على المشهد مع القارب أهمية خاصة لدى المشاركين، ومعظمهم من الأفغان الذين جاؤوا إلى أوروبا عن طريق البحر الأبيض المتوسط في قوارب غير آمنة.

أثناء مشاركته في النشاط بدأ جان، القادم من غرب أفغانستان والبالغ من العمر 28 عامًا، تذكر رحلته وتجربته مع البحر، بطريقة لا إرادية، "لقد جعلني هذا التدريب حزينا بعض الشيء، لكن التجربة جميلة"، هكذا علّق جان على النشاط.

إعادة صياغة للمعاناة الخاصة

إدورن رانكين غارسيا وألفارو موراليس ليفشيتز، المشرفان على هذه الورشات، أدركا منذ البداية، أن هذا النشاط سيكون عاطفيا بالنسبة للعديد من المشاركين. أراد هذان الفنانان، اللذان يعملان لصالح الشركة التشيلية "المفتاح الرئيسي"، تزويد المشاركين بطريقة عملية، للتفكير بتجاربهم ومعاناتهم والتعبير عن مشاعرهم. يقول ألفارو: "غالباً ما يقوم اللاجئون بقمع مشاعر الألم التي عاشوها خلال تجربة وصولهم إلى فرنسا، ونحن نحاول مساعدتهم لإعادة صياغتها بطريقة إيجابية".

يقوم الفنانون المختلفون الذين يعملون مع مسرح "غوود تشانس" كل أسبوع بتقديم جميع أنواع الفن والأنشطة للمشاركين، بما في ذلك التمثيلات والألعاب الجماعية وأنشطة الحركة والتعبير والموسيقى.

مالانج القادم من أفغانستان أيضا وعمره 28 عاما، يعتبر أول المشاركين في كل ورشة عمل جديدة، يبتسم بين الحين والآخر عندما يتذكر كل المشقات التي واجهها أثناء محاولته الوصول إلى فرنسا لتقديم طلب اللجوء، بالنسبة إليه - كما هو الحال بالنسبة للعديد من الشباب الذين يأتون إلى المكان- يوفر المسرح استراحة من حياتهم اليومية ومن الملل والإحباط الذي يعانون منه.

تسليط الضوء على نقاط القوة

يقول المدير الفني للمشروع جو روبرتسون: "لقد تلقينا انتقادات من أشخاص يقولون إن المسرح ليس أولوية بالنسبة للأشخاص الذين لا يملكون مساكن أو أوراق رسمية، بالطبع نحتاج جميعا إلى الطعام وما إلى ذلك. لكن من المهم أيضا أن نأخذ لحظة للتفكير بشأن هوياتنا ومن نكون، ولحظة للتعبير عن أنفسنا".

بحسب القائمين على البرنامج هناك هدف آخر لهذا المشروع، ألا وهو تسليط الضوء على نقاط القوة لدى كل طالب لجوء، كما تدعو الجمعية جميع الأشخاص الذين يعيشون في المركز للمشاركة في ورش العمل وإظهار مواهبهم، ويستضيف المسرح أسبوعيا وبعد ظهر يوم السبت "برنامج الأمل"، وهو عرض تعاوني تم إنشاؤه من ورش العمل التي عقدت خلال الأسبوع. ويقول روبرتسون: "إنها حقًا لحظة تشاركية، الباريسيون مدعوون للمشاركة في العرض. نقول للجميع إذا كنت ترغب في قراءة قصيدة أو غناء أغنية، تعال مع النص الخاص بك!"

"من يريد المشاركة في برنامج الأمل يوم السبت يحتاج للعودة في اليوم التالي لأننا سنقوم بورشة صيانة"، هكذا يخبر إدورن المشاركين في نهاية ورشة العمل، بينما ينخرط الطلاب في ضجة الخروج من الصف. مالانج يساعد على إالة وترتيب الكراسي والوسائد قبل مغادرة المسرح مع بعض خطوات الرقص، فيوم السبت، سيكون لأول مرة على المسرح.

جوليا دومون/ راما الجرمقاني

المصدر:

مهاجر نيوز