الهلال الخصيب.. أين يقع وما الدول التي يضمها؟

  • Qallwdallبواسطة: Qallwdall تاريخ النشر: السبت، 10 أكتوبر 2020 آخر تحديث: الأربعاء، 23 ديسمبر 2020
الهلال الخصيب.. أين يقع وما الدول التي يضمها؟

هل سمعت من قبل عن الهلال الخصيب؟ إنها تلك المنطقة الجغرافية الفريدة التي تجمع بين مجموعة من الدول العربية الآسيوية، فيما تتميز بتاريخ عريق شهد على ظهور الكثير من الحضارات، وبمناخ مثالي للزراعة منذ قديم الأزل.

الهلال الخصيب

ظهرت تسمية الهلال الخصيب للمرة الأولى في بدايات القرن الـ20 على يد عالم الآثار والمؤرخ الأمريكي الشهير جيمس هنري برستد، حيث أطلق هذا الاسم على المنطقة الشاسعة التي تتضمن حوض نهري دجلة والفرات إلى جانب بلاد الشام وتحديدا الجزء الساحلي منها، علما بأن مؤسس الحزب السوري القومي الاجتماعي أنطون سعادة كان قد استخدم هذا الاسم مرارا وتكرارا للتأكيد على التداخل الثقافي بين الدول العربية المختلفة في تلك المنطقة.

جاء لفظ الخصيب المرتبط باسم تلك المنطقة العربية، ليكشف عن مدى تمتع أراضيها بالخصوبة، والتي جعلتها من المناطق المثالية للزراعة طوال العام ومنذ سنوات طويلة، الأمر الذي يدعمه غنى تلك المنطقة الجغرافية بالمياه.

كذلك أتت شهرة منطقة الهلال الخصيب بسبب موقعها الجغرافي المميز، الذي جعلها تتوسط قارات آسيا وأوروبا وإفريقيا، والمعروفة بقارات العالم القديم، لذا حصلت منذ قديم الأزل على امتيازات مختلفة جعلتها بمثابة مركز للتجارة العالمية على الأراضي العربية.

دول الهلال الخصيب

تضم منطقة الهلال الخصيب مجموعة من الدول العربية الآسيوية، حيث تشمل بلاد الرافدين أو العراق، التي تسيطر على مساحة كبيرة من تلك المنطقة، علما بأن مساحة العراق تتجاوز الـ 437 كيلو متر مربع.

كذلك تضم منطقة الهلال الخصبة دولة سوريا المستقلة منذ نحو 100 سنة، إضافة إلى لبنان التي تصل مساحتها إلى ما يزيد عن 10 آلاف كيلو متر مربع.

أيضا من بين دول الهلال نجد المملكة الأردنية، بالإضافة إلى دولة فلسطين المحتلة، والتي تعتبر آخر الدول العربية المتواجدة في هذه المنطقة الجغرافية الشاهدة على ظهور حضارات عدة منذ عقود وقرون طويلة.

حضارات الهلال الخصيب

شهدت منطقة الهلال الخصيب تحولات ثقافية مختلفة بفضل تعدد الحضارات التي ظهرت على أراضيها، إذ تعد الحضارة السومرية من أبرزها، وهي التي ظهرت في الأجزاء الجنوبية من بلاد الرافدين القديمة أو العراق، تماما مثل الحضارة الأكادية التي تواجدت على الأراضي الغربية من نهر الفرات، فيما كانت اللهجة السامية هي الرسمية لسكانها.

كذلك تعتبر الحضارة البابلية الشهيرة، والتي شهدت بناء حدائق بابل المعلقة وبالطبع مدينة بابل العريقة بالعراق، من بين الحضارات التي تشكلت على أراضي منطقة الهلال الخصيب، فيما نلاحظ أن الأراضي السورية القديمة شهدت كذلك على ظهور الحضارة الأرامية، والتي استخدم سكانها اللغة التي تحمل نفس اسمها.

تطول قائمة الحضارات المشكلة على أراضي الهلال، لنجد حضارات متنوعة مثل الآشورية والميدية والكنعانية، علاوة على الحضارات الرومانية والبيزنطية والفارسية، وإلى جانب حضارة الأنباط.

مناخ الهلال الخصيب

تميز مناخ منطقة الهلال الخصيب قديما بمناخ مائل إلى الاعتدال، سواء في فصل الصيف أو فصل الشتاء، كما أنه يشهد هطول الأمطار الموسمية، وهي أمور إن أضيف إليها تنوع الينابيع والأنهار في تلك المنطقة، وكذلك خصوبة التربة فيها، فإنه يكشف عن مدى جاهزيتها للزراعة على مدار التاريخ.

ربما يحذر الآن علماء المناخ من الفترات القادمة التي ستشهد مرور منطقة الهلال بشتاء شديد الجفاف، بما قد يؤثر بالسلب على نشاط الكثير من المزارعين، وربما على النشاط الزراعي في دول الهلال الخصيب مجتمعة.

تاريخ الزراعة في الهلال الخصيب

في الوقت الذي تتبدل فيه الأحوال المناخية بصورة سلبية في منطقة الهلال الخصيب الآن، فإن الحال لم يكن كذلك منذ آلاف السنين، حيث تميزت المنطقة بالمناخ المعتدل الذي ساهم في تعدد المحاصيل الزراعية بها كما سبق وأن ذكرنا، بعيدا عن فترات الجفاف والفيضانات التي أثرت دون شك على محاصيل الحبوب الموسمية آنذاك.

يعتبر القمح وكذلك الشعير من أشهر المحاصيل المزروعة قديما بالهلال الخصيب، حيث كان الشعير يعتبر بمثابة الغذاء الرئيسي لممالك بابل وآشور، فيما زرعت كذلك محاصيل الدخن والقمح ثنائي الحبة على فترات هناك، علاوة على العدس المنتشر قديما في فلسطين والبازلاء التي بدت المحصول المفضل بلاد الرافدين.

كذلك زراعة السمسم الذي ساهم في استخراج الزيت، قبل أن ينجح السكان في استخراج زيت الزيتون المميز، مع الوضع في الاعتبار أن المحاصيل المأكولة لم تكن وحدها المزروعة في الهلال، إذ زرع الكتان الذي يعد نسج القماش من أبرز مهامه.

في الختام، وسواء بقيت منطقة الهلال الخصيب على حالها أو تطورت للأفضل، فإنها تظل من المناطق الجغرافية التي شهدت على تاريخ طويل لعدد من الحضارات والممالك، قبل أن تصبح مقر التقاء دول عربية مختلفة في العصر الحالي.