اليابان: رسوم ترامب الجمركية "مؤسفة للغاية"

في خطوة أعادت إشعال التوترات التجارية عالمياً، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن فرض رسوم جمركية مشددة على واردات من أكثر من 14 دولة، بينها حلفاء رئيسيون مثل اليابان وكوريا الجنوبية، ما أثار ردود فعل غاضبة وقلقة في عدد من العواصم العالمية.

وأكدت اليابان أن القرار "مؤسف للغاية"، وفق تصريحات لرئيس الوزراء شيغيرو إيشيبا، مشيراً إلى أن حكومته ستواصل التفاوض مع واشنطن قبل دخول القرار حيّز التنفيذ في الأول من أغسطس. 

ووفق البيت الأبيض، سترتفع الرسوم الجمركية على الواردات اليابانية إلى 25% بدلاً من 24%.

وأشار إيشيبا، خلال اجتماع وزاري لمناقشة تداعيات القرار، إلى أن إدارة ترامب أبدت استعدادها لإعادة النظر في مضمون الرسائل المرسلة، بناءً على مواقف الدول المتلقية، مما يُبقي الباب مفتوحاً أمام التفاوض.

كوريا الجنوبية تتحرك سريعاً لتجنب التصعيد الجمركي

وفي سيول، أفادت وكالة "يونهاب" أن وزارة التجارة الكورية الجنوبية تعهدت بتكثيف المفاوضات لتقليل الغموض التجاري، بينما طالب وزير التجارة يو هان-كو الولايات المتحدة بخفض الرسوم على السيارات والفولاذ والسلع الكورية خلال لقاء جمعه بوزير التجارة الأميركي في واشنطن.

ولا تزال الرسوم الأميركية على الواردات الكورية عند مستوى 20%، وهي نفس النسبة التي أعلنها ترامب في أبريل الماضي.

تايلاند وماليزيا تتوقعان مراجعة الرسوم المرتفعة

وفي جنوب شرق آسيا، أعرب وزير المالية التايلاندي بيتشاي تشونهواجيرا عن "صدمة خفيفة" تجاه فرض رسوم بنسبة 36% على صادرات بلاده إلى الولايات المتحدة، وهي من أعلى النسب المفروضة. رغم ذلك، عبّر الوزير عن ثقته في إمكانية تقليل هذه النسبة لاحقاً.

أما ماليزيا، التي رفعت واشنطن رسومها الجمركية إلى 25%، فقد أكدت التزامها بالحوار مع الإدارة الأميركية للوصول إلى اتفاق تجاري "شامل ومتوازن"، وفق بيان صادر عن وزارة التجارة والاستثمار الماليزية.

جنوب أفريقيا ترفض فرض رسوم مرتفعة وتدافع عن بياناتها

في إفريقيا، انتقد الرئيس الجنوب أفريقي سيريل رامافوزا الرسوم الأميركية الجديدة التي وصلت إلى 30%، قائلاً إنها لا تعكس البيانات الحقيقية للتبادل التجاري، مشيراً إلى أن 77% من السلع الأميركية تدخل بلاده دون رسوم.

وأكد رامافوزا استمرار بلاده في السعي نحو علاقات تجارية أكثر توازناً مع واشنطن عبر القنوات الدبلوماسية.

ورغم الحراك الدبلوماسي المكثف، اعتبرت ديبورا إلمز، خبيرة السياسات التجارية في مؤسسة "هينريش"، أن الجهود التفاوضية لم تؤدِّ إلى نتائج ملموسة، مشيرة إلى أن دولًا بذلت جهودًا كبيرة لتقديم عروض تفاوضية، حصلت على نفس المعاملة التي تلقتها دول لم تُدعَ أصلًا للمفاوضات.

ووصفت إلمز هذه الإجراءات بأنها قد تكون مدفوعة بـ"مخاوف إدارة ترامب من سلاسل التوريد الإقليمية التي تشمل مكونات صينية".

كان ترامب قد نشر سلسلة رسائل عبر منصته "تروث سوشيال"، تضمنت تفاصيل الرسوم الجديدة على أكثر من 12 دولة، مع إتاحة فرصة أخيرة للمفاوضات حتى موعد دخول الرسوم حيز التنفيذ في الأول من أغسطس.