شاب مصري طموح تمكن أن يتفوق بلغته الإنجليزية على أستاذة أجانب التي تعد اللغة الإنجليزية هي لغتهم الأم، اليوتيوبر إبراهيم عادل تمكن من تحقيق نجاح كبير من خلال قناته على اليوتيوب "ذا أميركان إنجلش" التي تخطت حاجز الـ8 ملايين مشترك وساعد في تعليم آلاف بل ملايين الأشخاص الإنجليزية بالمجان، فما هي قصته؟
إبراهيم عادل شاب مصري طموح ولد في قرية "منشأة الجنيدي" في مدينة طنطا بمحافظة الغربية، وهو يوتيوبر لديه قنوات على اليوتيوب لتعلم الإنجليزية وهي قناة "ذا أميركان إنجلش". تولى إبراهيم منصب المدير العام لعدد من المدارس الصينية ومنها مدرسة هونج كونج كما أشرف على قسم اللغة الإنجليزي في المدارس الصينية في مدينة شنغهاي.
أيضًا هو مدير شركة "طليق" لتعليم الإنجليزية بالمجان، واختارته دولة ماليزيا لتطوير ضمن خبراء تطوير التعليم في رؤية ماليزيا 2020. حاصل على بكالوريوس من جامعة إي أند أم، ولديه رخصة في تدريس اللغة الإنجليزي من كلية "نوتينج هيل في المملكة المتحدة، بجانب شهادة اختبار ممارسة اللغة من جامعة كامبريدج.
لديه خبرة في تعليم اللغة الإنجليزية لأكثر من 12 عامًا، ودرس اللغة الإنجليزية في عدد من البلدان في أفريقيا وآسيا وخاصة في الصين. يتمكن إبراهيم من التحدث بلغات كثيرة، ومنها العبرية، والإيطالية، والإسبانية، والألمانية، والصينية، والكانتولني.
واعتمد في تطبيقه "طليق" على تعليم كل هذه اللغات، ولكنه يستعين بفريق متميز من الأستاذة في هذه اللغات حتى يقدم للمتعلم معلومة موثوقة.
نشأ إبراهيم حياة بسيطة، حيث تلقى تعليمه الأول في كُتاب قريته، وفيها حفظ القرآن الكريم وفي عمر 10 سنوات فقط على يد الشيخ محمد عبد العزيز، وبجانب حفظه للقرآن درس المقامات الصوتية والقراءات العشر.
بدأ حياته العملية في سن مبكر، حيث عمل كحرفي في الإجازات الدراسية، ففي الصف الأول الإعدادي اتجه للعمل في الإجازة لأنه أكبر أشقائه، وكان يشعر والده أنه سيتوفى في عمر صغير.
لهذا السبب قرر تحمل المسؤولية مبكرًا، وعمل في عدة حرف، ومنها عامل في مصنع بلاستيك، ومصنع جراكن، ومصنع زبادي، وعامل في فرن بلدي، ومندوب مبيعات لأدوات تجميل.
كما عمل ككاتب لأحد أعضاء مجلس الشعب، حيث تميز بسرعته في الكتابة على الكمبيوتر، وكانت كل هذه الأعمال سببًا في تكوين شخصيته، واكتسابه قدرة على تلقي المعلومات أسرع.
وحينما بلغ سن الـ17 عامًا أدرك أن العمل البدني مرهق ولا يدر عليه عائدًا ماليًا كافيًا، فقرر أن يعتمد على ذكائه، وخصوصًا أن معاش والده لم يكن يكفي للإنفاق على الأسرة. فمعاش والده وقتها كان يقدر ب 280 جنيهًا، وكانت لديه أخت ستتزوج، ولديه إخوة ذكور يرغبون في إكمال تعليمهم.
وبدأ حينها يلاحظ شغفه بتعلم اللغات، فبدأ بتعلم اللغة العبرية أولًا، ولكنه لم يستمر فيها، حيث قرر حينها أن تعلم اللغة الإنجليزية، فعكف على تعلمها بكل طاقة. ويذكر إبراهيم في واحدة من حواراته الصحفية أنه كان قاسيًا جدًا مع نفسه، حيث كان يحرم نفسه من الأكل أو الشرب إذا نطق كلمة بطريقة خاطئة، ولكنه لا ينصح أحدًا على فعل نفس الشيء.
واستمر في تعلم اللغة الإنجليزية لدرجة أنه كان يدرس اللغة لمدة 14 ساعة يوميًا دون أن يضع أي هدف أمامه. واعتمد في تعلمه للغة الإنجليزية على القواميس وترجمة المقالات الأجنبية، ومراجعة الكلمات الجديدة، وكان عاكفًا على تعلم الإنجليزية فقط دون أن يهتم بمواد المدرسة.
وقال على هذه الفترة: "دائماً قاعد مع الإنجليزي فوق سطح بيتنا لحد ما الدنيا تظلم أنزل أكمل مذاكرة تحت ثم أنام للاستيقاظ للعمل في فرن العيش البلدي منذ الفجر"
بعد إنهائه لدراسته الثانوية قرر السفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية لاستكمال دراسته هناك، حيث تمكن من الحصول على منحة دراسية وحصل على البكالوريوس من جامعة A&M من ولاية تكساس.
وبعدها تمكن من الحصول على رخصة تدريس اللغة الإنجليزية من جامعة نوتنج هل من المملكة المتحدة، وبعدها حصل على شهادة "اختبار مهارات التدريس TKT" من جامعة كامبردج في إنجلترا.
وهكذا تمكن من الحصول على رخصة أكاديمية لتدريس اللغة، وحتى أصبح في منصب رئيس قسم الصوتيات في أشهر المدارسة الإنجليزي في مدينة هونج كونج في الصين، كما درَّس الإنجليزية في العديد من الدول مثل ماليزيا وتايوان.
جاءت فكرة إنشاء قناة "ذا أمريكان إنجلش" على اليوتيوب لإبراهيم من باب شكره النعمة، حيث قرر أن يفيد كل شخص مر بنفس ظروفه ويرغب في تعلم اللغة الإنجليزية ولكن المال عائق أمامهم. لذا في عام 2017 أنشئ قناته لتعليم اللغة الإنجليزية على اليوتيوب ووفر فيها مصادر معتمدة لتعليم اللغة حتى الغني يمكنه أن يتعلمها دون قيود أو إجبار على شراء كورسات أو كتب لتعليم اللغة.
وكان الهدف الأساسي للقناة أن تكون القناة هي المرجع الأفضل والمدرسة الأولى لأي شخص يرغب في دراسة اللغة. أما فيديوهات إبراهيم عادل فهي مقسمة على حسب المستوى، من أول المستوى المبتدأ حتى المستوى المتقدم، ويقدم كورسات مخصصة، مثل كورس الصوتيات، وكورس القواعد، وكورس القراءة، وكورس الكتابة وفقًا لكل مستوى بما يتناسب مع قدرات المتعلم.
بالإضافة إلى ذلك يقدم فيديوهات باللغة الإنجليزية لأصحاب المستوى المتقدم الذي يمكنهم أن يدرسوا الإنجليزية بالإنجليزية. وما يميز هذه القناة هي الشمولية والمعلوماتية، حيث يقدم معلومات لا تكون مذكورة في الكتب، ويتمكن من شرح الأزمنة بشكل مبسط وعملي.
أما عن الشمولية فهو يقدم كل جوانب اللغة، من صوتيات، واستماع، بجانب كورسات اختبارات أيلتس وغيرها. وتمكن إبراهيم في غضون 6 سنوات أن يحصل على أكثر من 8 ملايين مشترك على قناته على اليوتيوب، و379,044,366 مليون مشاهدة على قناته.
جاءت فكرة التطبيق لإضافة المزيد من المواد التعليمية دون قيود، فهو على قناته على اليوتيوب لا يمكنه نشر بعض الفيديوهات من الأفلام بسبب حقوق الملكية وغيرها. كما أن القناة على اليوتيوب لا تفضل نشر المحتوى اليومي، وإنما نشر حلقة كل أسبوع، أما التطبيق يمكنه أن يقدم حلقات ودروساً يومية، وهي ميزة إضافية.
لذا قرر إبراهيم عمل تطبيق "طليق" لتعليم اللغة الإنجليزية، بجانب مجموعة أخرى من اللغات، مثل الصينية والألمانية، والتركية وغيرها.
ويعد تطبيق طليق لإبراهيم عادل من التطبيقات المناسبة للطلاب المبتدئين في اللغة الذين يرغبون تعلم اللغة للتحدث بها دون الاهتمام بالدراسة الأكاديمية أو لحصد شهادة معينة، فهو أول تطبيق عربي مختص في تعليم اللغات الأجنبية، وبداخله شرح مفصل وتمارين تفاعلية وملخصات وألعاب تعليمية.
