برز اسم العرافة البلغارية الشهيرة بابا فانجا بأنها واحدة من أشهر العرافات وأكثرهن غرابة، فقد شغلت عقول الملايين حول العالم بسبب تنبؤاتها التي أثارت الجدل، بداية من الأحداث السياسية الكبرى وصولًا إلى الكوارث الطبيعية، وما زاد من غموضها وغرابتها هو تحقق بعض التنبؤات التي قالتها بعد سنوات من وفاتها، فمن هذه العرافة، وما قصة حياتها؟ تعرف أكثر عنها في هذا المقال.
من هي العرافة بابا فانجا؟
فانجيليا بانديفا غوشتروفا، المعروفة باسم بابا فانجا، هي عرافة بلغارية ولدت في 3 أكتوبر عام 1911 في صوفيا في بلغاريا، وتعد واحدة من أشهر العرافات في العالم، حيث ادعت بقدرتها على تنبأ أحداث المستقبل.
اشتهرت فانجا على نطاق واسع في أوروبا الشرقية خلال الحرب الباردة وبعد سقوط الشيوعية، وما زاد من شهرتها أنها عرافة فاقدة للبصر. اشتهرت بابا فانجا في البداية في المجتمع المحلي بقدرتها على تقديم نصائح حول الحياة، وامتدت شهرتها لتصل إلى السياسيين وقادة الدول.
وما زاد من شهرتها عالميًا هو قدرتها على تنبؤ أحداث مثيرة، منها تفكك الاتحاد السوفيتي وهجمات 11 سبتمبر وغيرها، وهو ما جعل البعض ينظر إليها بأنها شخصية تملك قوى خارقة.
عاشت بابا فانجا، وعلى الرغم من شهرتها العالمية، في بيئة متواضعة في قريتها، وكانت تستقبل الزوار من جميع أنحاء العالم، ورغم وفاتها عام 1996، لا يزال العالم ينتظر تحقق تنبؤاتها حتى الآن.
نشأتها وحياتها المبكرة
ولدت العرافة بابا فانجا في قرية ستروميكا في ولاية سالونيك البلغارية عام 1911، وكانت تابعة وقتها للإمبراطورية العثمانية. منذ اليوم الأول لولادتها، واجهت بابا تحديات كثيرة، فقد كانت على وشك الموت بعد ولادتها مباشرة، ولكنها تمكنت من النجاة.
خلال طفولتها، توفيت والدتها وهي بعمر 3 سنوات وهي تلد شقيقها، فيما شارك والدها في الحرب العالمية الأولى، حيث انضم إلى الجيش البلغاري بعد استقلال بلغاريا عن الدولة العثمانية عام 1913، وهذا ما جعل فانجا تحت رعاية جارتها.
بعد انتهاء الحرب، اعتقل والدها بسبب نشاطه المؤيد للبلغاريين من قبل السلطات اليوغوسلافية، وتمت مصادرة جميع ممتلكاته، وبسبب هذا الحادث، أصبحت فانجا تعيش في فقر شديد. بعد خروج والدها من السجن، تزوج مرة أخرى وتربت فانجا على يد زوجة والدها.
![بابا فانجا.. العرافة البلغارية التي تنبأت بمصير العالم]()
فقدت بصرها بسبب الإعصار
في عام 1923، انتقلت بابا فانجا مع عائلتاه إلى مدينة نوفو سيو، حيث عاشت الأسرة وسط ظروف مادية صعبة. وفي سن الثالثة من عشرة من عمرها، تعرضت فانجا إلى حادثة خطيرة، حيث تعرضت القرية لإعصار شديد كان سببًا في رفع فانجا إلى الهواء، وسقط في حقل قريب من منزلها.
عثر على فانجا وهي مغطاة بالتراب والحجارة وفروع الأشجار، وغير قادرة على فتح عينيها بسبب الألم الشديد. أجرت فانجا عملتين جراحيتين فاشلتين في عينيها، ولم يتمكن والدها من إكمال علاجها بسبب افتقاره للمال، لذا فقدت بصرها بشكل تدريجي.
في عام 1925، أنتقلت فانجات إلى مدرسة للمكفوفين في صربيا، وقضت 3 سنوات هناك تعلمت فيها قراءة برايل والعزف على البيانو والطبخ والتنظيف والخياطة. بعد وفاة زوجة أبيها، عادت فانجا إلى المنزل لرعاية إخوتها الأصغر، واستمرت معاناة أسرتها مع الفقر.
زوجها وأطفالها
تزوجت بابا فانجا في مايو عام 1942 من الجندي البلغاري ديميتار جوشتروف، وتمركز في شمال اليونان. في عام 1962، توفي زوجها في النهاية بعد إدمان طويل للكحول والمرض.
بداية قصتها مع التنجيم
بدأت قصة بابا فانجا مع التنجيم خلال الحرب العالمية الثانية، في وقت شهد العالم فيه صراعات وانقسامات وقيام دول وتفكك أخرى. خلال تلك الفترة، غزت دول المحور يوغوسلافيا وقسمت، وحينها ضمت بلغارية مدينة ستروميكا، مسقط رأس بابا فانجا.
وخلال تلك الفترة، ذاع صيت فانجا بشكل واسع، حيث استغلت ظروف الحرب للترويج لنفسها بأنها قادرة على معرفة مصير الأشخاص خلال الحرب، سواء كانوا على قيد الحياة أو معرفة مكان وفاتهم.
ذاع صيت فانجا بشكل واسع، وأصبح الجميع يتجه إلى منزلها لمعرفة مصير أقاربهم وأحبائهم، ولم تقتصر شهرتها على عامة الناس فحسب، بل وصلت إلى القيصر البلاغري بوريس الثالث، الذي زارها في منزلها.
زيادة شعبية بابا فانجا في بلغاريا كان سببًا في اهتمام السلطات البلغارية والحزب الشيوعي آنذاك بهذه الحالة الفريدة، وحاولت الشرطة قمع أنشطتها بكل ما أوتيت من قوة، إلا أن تلك المحاولات لم تفلح في إثناء الناس عن زيارتها.
![بابا فانجا.. العرافة البلغارية التي تنبأت بمصير العالم]()
التوظيف في معهد علم الاقتراح والشعبية العالمية
خلال الستينات، قررت السلطات البلغارية والحزب الشيوعي تقليل التضييق على أنشطة بابا فانجا، وأصبحت أكثر اهتمامًا بدراسة تنباؤتها وقدراتها المزعومة، لذا تم توظيفها في معهد علم الاقتراح، وهو جزء من الأكاديمية البلغارية للعلوم، وهو المعهد الذي دعمها ماليًا، وحاول البحث عن مبررات علمية لأنشطتها الخارقة للطبيعة.
وبسبب جهود المعهد في الترويج لها، تجاوزت شهرتها بلغاريا ويوغوسلافيا، ووصلت إلى عدة دول في الكتلة الشرقية، حيث جاء الناس من حول العالم لزيارتها.
فرضت البلدية المحلية وقتاه رسومًا لدخول الزيارات، وأصبحت فانجا مستشارة غير رسمية لأعضاء المكتب السياسي للحزب الشيوعي البلغاري وكبار المثقفين في البلاد، ومن بينهم ليونيد بريجنيف، الأمين العام لحزب الشيوعي في الاتحاد السوفيتي.
بناء كنيسة خاصة بها
كانت ديانة بابا فانجا مسيحية أرثوذكسية، وبسبب شهرتها، تم بناء كنيسة مخصصة لها عام 1990، وقد تم بناء الكنيسة بأموال تركها الزوار، وافتتحت الكنيسة عام 1994.
ما أثار الجدل كثيرًا هو صور ورسومات بابا فانجا داخل الكنيسة وخارجاه، وهو ما تعارض مع القانون الكنسي الأرثوذكسي الذي ينص بعدم تصوير سوى القديسين داخل الكنائس.
وفاة بابا فانجا
توفيت العرافة بابا فانجا في 11 أغسطس عام 1996 بسب سرطان الثدي عن عمر ناهز 85 عامًا، ودفنت في مقابر بالقرب من كنيستها.
![بابا فانجا.. العرافة البلغارية التي تنبأت بمصير العالم]()
أشهر توقعات بابا فانجا
لم تترك العرافة بابا فانجا توقعات مكتوبة لها مطلقًا، إلا أن متابعيها وزوارها نسبوا إليها العديد من التوقعات بشكل متكرر، وهو ما جعل توقعاتها محل شك، إلا أنها لا تزال مصدر اهتمام للكثيرين حول العالم.
ومن بين توقعات بابا فانجا المزعومة إليها توقعاتها بالحرب العالمية الثانية، وتفكك الاتحاد السوفييتي، وكارثة تشيرنوبيل، وتاريخ وفاة الزعيم السوفيتي ستالين، وتاريخ وفاة القيصر بوريس الثالث، وتاريخ وفاتها.
وما ميز بابا فانجا في تنبؤاتها هو اعتمادها على الرمز بدلًا من الإشارة إلى الأحداث بشكل مباشر، فمثلًا في حادثة هجمات 11 سبتمبر عام 2001، والتي تنبأت بابا فانجا بوقوعها عام 1989، قالت: "الخوف الخوف. سوف يسقط الأخوان الأمريكيان بمناقير طيور من الحديد. سوف تعوي الذئاب من الأدغال. وسوف يسيل دم الأبرياء أنهارًا".
ماذا تنبأت بابا فانجا عن الأميرة ديانا؟
من أبرز الأحداث التي زعم أن بابا فانجا تنبأت بها هي وفاة الأميرة ديانا، وقالت عنها: "هذا العرس سيقتل الفتاة نحن سنموت معًا هي ستسمع عن موتي لكننا سنموت معًا" في إشارة إلى أن بابا فانجا ستموت قبلها، ولكنهما سيموتان بطرق مختلفة.