برز اسم بلايز مترويلي بشكل كبير في أجهزة الاستخبارات البريطانية، فقد انضمت إلى المخابرات منذ التسعينات، وتولت العديد من المهام المهمة، لتتولى في النهاية قيادة أحد أجهزة الأمن في المملكة المتحدة، وتصبح أول امرأة تقود المخابرات الخارجية البريطانية، في السطور التالية تعرف على مسيرتها وحياتها.
من هي بلايز مترويلي؟
بلايز فلورنس مترويلي، هي رئيسة جهاز الاستخبارات الخارجية إم آي 6، وتعد واحدة من أبرز الشخصيات في القطاع الأمني في المملكة المتحدة.
درست بلايز في أعرق الجامعات البريطانية، وتخصصت في الأنثروبولوجيا، ثم بدأت حياتها المهنية في وزارة الخارجية، وانتقلت تدريجيًا إلى المخابرات، وحققت إنجازات مهمة في مجالها.
بعد سنوات من العمل المتفاني، تم تعيين بلايز مترويلي رئيسة للمخابرات، وهو القرار الذي لاقى اهتمامًا محليًا ودوليًا، كونها أول امرأة تقود مثل هذا المنصب في البلاد، في مجال يهيمن عليه الرجال.
عائلتها ودراستها
لدى بلايز مترويلي توأم، وهي ابنة بين 4 أطفال، كان والدها طبيب زميل الكلية الملكية للجراحين، وتخرج من جامعة كامبريدج وأكسفورد، وعمل كأخصائي أشعة في هيئة الخدمات الطبية بالجيش الملكي.
نشر والدها العديد من الأوراق العلمية، كما كان رئيسًا لقسم الأشعة التشخيصي في الجامعة الصينية في هونج كونج حتى عام 2001.
درست بلايز مترويلي الأنثروبولوجيا في جامعة كامبريدج، وتخرجت عام 1998. في عام 1997، كانت عضوة في طاقم نادي القوارب النسائية بجامعة كامبريدج، وفازت بسباق القوارب النسائية.
حياتها الشخصية
تزوجت بلايز ميترويلي، ولديها عدة أطفال. ذكرت بلايز أن أطفالها لم يكونوا على علم بطبيعة عملها، وأنهم اكتشفوا طبيعة عملها من خلال عملهم الاستقصائي الخاص.
مسيرتها المهنية
انضمت بلايز مترويلي إلى جهاز الاستخبارات السرية البريطانية MI6 عام 1999، وعملت كضابطة استخبارات، وشغلت عدة مناصب هامة على مستوى المدير في جهاز الأمن الداخلي البريطاني MI5.
في ديسمبر عام 2021، كانت مترويلي تعمل كرئيسة لمكافحة تجسس الدولة المعادية، والمعروف باسم DK، وبحلول عام 2022، أصبحت تشغل منصب المديرة العامة للتكنولوجيا والابتكار في MI6، وكانت هذه هي المرة الأولى التي تشغل فيها ثلاث نساء مناصب من بين أربعة مناصب على مستوى المدير العام في الجهاز.
في منصبها، والذي يطلق عليه اسم كيو، عملت بلايز على الحفاظ على سرية هويات العملاء السريين، ومساعدتهم على ابتكار طرق للتهرب من الخصوم.
رئيسة مكافحة تجسس الدول المعادية
خلال توليها منصب رئيسة مكافحة تجسس الدول المعادية Dk، تحدثت بلايز مترويلي لصحيفة التلغراف البريطانية تحت الاسم الرمزي المدير K، وتحدثت عن التهديدات التي تواجهها الدولة والحكومة البريطانية.
وقالت بلايز: "تتمحور التهديدات حول حماية الحكومة وحماية أسرار الدولة والدفاع عن المواطنين. نحن نعمل لمكافحة الاغتيالات وصون الاقتصاد وتأمين التكنولوجيا والمعرفة الحيوية التي تملكها الدولة".
شددت بلايز حينها عن المخاطر الشديدة النابعة من النشاط الروسي، وأكدت حينها أيضًا أن التحركات الصينية تغير من موازين العالم بطريقة تعد من أبرز التحديات الضخمة المملكة المتحدة.
تعيينها رئيس جهاز الاستخبارات البريطانية MI6
في يونيو 2025، تم الإعلان عن أن بلايز مترويلي ستتولى منصب رئيسة جهاز الاستخبارات السرية البريطانية MI6 خلفًا للسير ريتشارد مور، والذي سيتقاعد من منصبه الخريف القادم، لتتولى بلايز منصبها رسميًا في أكتوبر 2025.
وبتوليها هذا المنصب، ستصبح بلايز أول امرأة تتولى هذا المنصب، والذي يعرف اختصارًا باسم C، وستكون بذلك العضو الوحيد في الجهاز الذي يتم الإعلان عن اسمه علنًا.
في أول تعليق لها بعد الإعلان عن تعيينها، قالت مترويلي: "أشعر بالفخر والشرف لتكليفي بقيادة جهاز MI6. يلعب الجهاز دورًا حيويًا في الحفاظ على سلامة الشعب البريطاني، وتعزيز مصالح المملكة المتحدة حول العالم. أتطلع إلى مواصلة هذا العمل جنبًا إلى جنب مع ضباط وعملاء MI6 الشجعان، وشركائنا الدوليين العديدين".
أما رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمز، فقد علّق على تعيينها وقال: "هذا التعيين تاريخي بكل المقاييس، ويأتي في وقت تواجه فيه بريطانيا تهديدات غير مسبوقة... من جواسيس وقراصنة إلكترونيين يسعون لتقويض استقرارنا من خلال عمليات سرية ومتطورة".
ما هي المهام التي تنتظرها؟
بعد توليها جهاز قيادة جهاز MI6، ستقود بلايز مترويلي العديد من المهام، حيث يشكل هذا الجهاز الجبهة الخارجية للمخابرات البريطانية، ومهمته جمع المعلومات من الخارج لحماية الأمن القومي.
ومن أبرز المهام التي ستقوم بها مكافحة الإرهاب الدولي، والتصدي لأنشطة الدول المعادية، وتعزيز الدفاعات الإلكترونية البريطانية في وجه التهديدات السيبرانية المتزايدة.
يحصل المكلف بهذا المنصب على الحرف الرمزي C، نسبة إلى أول رئيس للجهاز مانسفيلد كومينغ عام 1909. يتولى رئيس الجهاز مسؤولية إعداد التقارير الاستخباراتية التي تُرفع مباشرة إلى وزير الخارجية، كما يشارك في لجنة الاستخبارات المشتركة، والتي تضم قيادات أمنية رفيعة ومسؤولين حكوميين بارزين، لتقييم الوضع الدولي وتقديم التوصيات لرئيس الوزراء البريطاني.
وفي ظل التصعيدات العالمية والتوترات مع روسيا والصين، يُتوقع أن تواجه مترويلي ملفات معقدة منذ يومها الأول في المنصب، خصوصًا في ظل النشاطات العدائية مثل إرسال سفن تجسس إلى المياه الإقليمية البريطانية أو شنّ هجمات إلكترونية تستهدف البنية التحتية.