تأثير القمر على الناس.. أساطير وحقائق

  • DWWبواسطة: DWW تاريخ النشر: الثلاثاء، 02 يناير 2018
تأثير القمر على الناس.. أساطير وحقائق

فرانكنشتاين القاتل الدموي الخرافي الذي صنعته الكاتبة ماري شيلي عام 1816، كان من وحي ضوء القمر وقد صار بدراً فغمر بحيرة جنيف في سويسرا، حيث كانت الكاتبة في رحلة استجمام تجريبية مع زوجها وبعض الأصدقاء الأدباء، وكتبت خلالها الرواية الشهيرة.

هذا مجرد مثال على عقيدة تنتشر بين الناس منذ عصور سحيقة بشأن تأثير ضوء القمر، وتسمى لدى المؤمنين بها "لونار إيفيكت" كما يشير موقع مؤسسة "سبرتول ريسيرج ساينس فاونديشن" المتخصص بالحاسة السادسة وما يدور حولها. وقد نشر المركز دراسة مفصلة دافع فيها عن هذه التأثيرات محاولا إثباتها: "أجرينا بحثاً روحانياً بتوظيف الحاسة السادسة لتوكيد تأثير القمر على السلوك البشري، وكانت الإجابات التي حصلنا عليها بهذا الخصوص باختصار تنص على: نعم إنّ للقمر تأثيراً على سلوك الناس". وعزت الدراسة هذه التأثيرات لجملة عوامل منها الجاذبية والتأثير غير المرئي على مستويات اللاوعي.

"أشياء فسيولوجية (نفسية) تحدث وتؤثر على صحة الناس"

لكن موقع ويب ميد الطبي المتخصص نشر مؤخرا دراسة مفصلة تشكك بمعتقدات الناس الشائعة حول تأثير القمر على عقول وسلوك الناس.

البروفسور ريك فينبيرغ مسؤول الإعلام في المجتمع الفلكي الأمريكي أشار في حديث كشفت عنه الدراسة بالقول: "أنا واثق كم أنّ تأثيرات البدر التمام على صحة الإنسان غير ناشئة عن عوامل فيزيائية أو فلكية، بل أنّ هناك أشياء فسيولوجية (نفسية) تحدث وتؤدي الى تلك الآثار على صحة الناس".

مقابل هذا، يفسر كثير من الناس وبينهم كوادر طبية نوبات الصرع، وجرائم القتل المتسلسلة التي ارتكبها مجرمون لأجل القتل فحسب، وكذلك نوبات الأرق التي تصيب الناس حين اكتمال البدر بتأثرات قمرية مستدلين على عقيدتهم بما ورد في العلوم القديمة وأدبيات الأديان الوثنية التي سبقت الديانات التوحيدية.

علاقة القمر بالمطر- حقيقة أم خرافة؟

العلوم والمعارف القديمة ترى أنّ القمر يجلب المطر أو يحجبه لذا يحافظ المزارعون حتى اليوم في مناطق عدة من الكرة الأرضية على مراعاة مراحل القمر (المحاق، الهلال، التربيع الأول، الأحدب المتزايد، البدر، الأحدب المتناقص، التربيع الثاني، الهلال المتناقص، والقمر المظلم). لكنّ الحقيقة العلمية الوحيدة الثابتة هي أن القمر يؤثر على المد والجزر، وبقية الحكايات فرضيات، كما تؤكد الدراسة التي نشرها موقع ويب ميد الطبي.

في المقابل، قام باحثون كنديون بدراسة الحوادث المميتة التي تعرض لها 13 ألف راكب دراجة نارية على مدى 4 عقود في الولايات المتحدة الأمريكية وخلص الى أنه قد ثبت زيادة نسبة الحوادث مع اكتمال البدر في الليالي المقمرة. وبهذا الخصوص يقول دونالد ريدلماير أستاذ الطب بجامعة تورنتو " كانت النسبة بسيطة، لكنها جديرة بالملاحظة من وجهة نظر تراعي عوامل السلامة على الطرق". وخلص ريدلماير إلى أن ضوء القمر الساطع، يشتت أذهان سائقي الدراجات المسافرين في نوره دون سقف يغطي رؤوسهم كما الحال مع سائقي السيارات، فتقع الحوادث المميتة.

هل تكثر الحوادث في ليالي البدر؟

وفي المشافي والأوساط الطبية، يشيع بين 40% من العاملين فيها من أطباء وكادر طبي أنّ غرف الطوارئ تكتظ بالمصابين في ليالي اكتمال البدر، ونجح باحثون ألمان في إثبات وجود هذا الافتراض لدى الفرق الطبية، حيث خاض فريق منهم تجربة تقييم لملفات 28 ألف مريض خضعوا لعمليات طوارئ من عام 2001 وحتى عام 2010.

وقارن الفريق، في نفس الوقت، ملفات المرضى الذين خضعوا لعمليات أيام الجمعة الثالث عشر من كل شهر، وطبقا لمنازل القمر وأبراجه في محاولة للعثور على رابط لهذا الأشياء مع الإصابات، لكنهم خلصوا في نفس الوقت إلى نفي وجود أي تأثير للأبراج وأيام الأسبوع وأيام الشهر ومنازل القمر فيها على مستويات الدم، أو النزيف أو العمليات التي تعقب حالات الطوارئ، وأعلنوا في النهاية: "معلوماتنا تثبت أن تلك المعتقدات هي محظُ أساطير لا حقيقة لها".

أما الدراسات التي جرت حول تأثير البدر على مستوى النوم لدى بعض الناس، فقد تباينت نتائجها، ففيما أثبتت دراسة سويسرية أجريت على 33 شخصا أن مستويات النوم العميق تدنت عند 30 بالمائة ممن خضعوا للتجربة أثناء ليالي البدر التمام، فإنّ دراسة أخرى أجريت لاحقاً حول هذه النتائج وشملت عددا أكبر من الناس أخفقت في التوصل إلى نفس النتائج.

م.م/ ع.م