"تدخين المناسبات" أكثر ضرراً مما يُظنّ

يترك التدخين المتقطع الذي يتمّ في المناسبات ويشمل الشيشة والسيجار آثاراً صحية خطرة

  • تاريخ النشر: الأربعاء، 26 يونيو 2019
"تدخين المناسبات" أكثر ضرراً مما يُظنّ

يُعدّ تدخين سيجارة أو شيشة أو سيجار من وقت لآخر أو في بعض المناسبات أكثر ضرراً مما يظنّ كثير من الذين يُطلق عليهم اسم "مدخني المناسبات الاجتماعية"، فالأطباء يحذرون من مخاطر التدخين على صحة المدخن، حتى إن لم يكن عادة يومية.

وقال الدكتور همبيرتو تشوي أخصائي أمراض الرئة في مستشفى كليفلاند كلينك بالولايات المتحدة، والأخصائي البارز في علاج العديد من أمراض الرئة المرتبطة بالتدخين، إنه "لا يوجد مستوى آمن للتدخين"، موضحاً أن هذه النقطة أكّدتها الدراسات، التي أظهرت أنه "حتى عندما لا يدخن المرء بشكل متكرر، سيظلّ أكثر عُرضة للوفاة مقارنة بالأشخاص الذين لم يدخنوا أبداً في حياتهم".

وبحثت إحدى أكبر الدراسات وأشملها في بيانات 70,913 شخصاً بالغاً في الولايات المتحدة، وجمعت البيانات من دراسات استقصائية صحية تعود إلى أوائل التسعينيات، ثم بقيت تتابع النتائج الصحية لهؤلاء الأشخاص بمرور الوقت.

ووجد الباحثون في هذه الدراسة أن مدخني المناسبات ممن لا يدخنون يومياً زاد لديهم خطر الوفاة بنسبة 72 بالمئة بالمقارنة مع من لم يدخنوا سيجارة أبداً في حياتهم. وقد أبلغ المدخنون في المناسبات، ممن خضعت بياناتهم للدراسة، عن تدخين السجائر نحو 15 يوماً في الشهر، بمعدل يقرب من 50 سيجارة شهرياً، مقابل معدل يبلغ نحو 600 سيجارة في الشهر للمدخنين اليوميين.

وأكّد الدكتور تشوي إن الدراسة، بالرغم من تركيزها على السجائر، تُسلّط الضوء على المخاطر المرتبطة بالأشكال الأخرى من التدخين، مثل الشيشة والسيجار، والتي غالباً ما يُنظر إليها على أنها "تساهل لا بأس به في بعض المناسبات الاجتماعية"، واصفاً الأمر بأنه "شائع في الشرق الأوسط".

"تدخين المناسبات" أكثر ضرراً مما يُظنّ

وكشف أخصائي أمراض الرئة عن أن العواقب طويلة الأجل الناجمة عن تدخين الشيشة "ما زالت واضحة تماماً"، عازياً السبب إلى أن الطريقة التي يُدخن بها الناس "تختلف من شخص لآخر"، ولكنه أشار إلى وجود العديد من "المضاعفات الفورية التي يمكننا لمسها بوضوح".

وأضاف: "يمكن لأي شيء يتم استنشاقه ويصل إلى الرئتين، حتى في شكل بخار، أن يسبب التهاباً فورياً، وهذا يشمل بعض الالتهابات التي قد تبدو في الأشعة المقطعية بصورة الالتهاب الرئوي، وكذا يمكن لاستنشاق دخان الشيشة أن يسبّب تشنجاً قصبياً، في رد فعل من الشعب الهوائية".

وأوضح الخبير من مستشفى كليفلاند كلينك أن أجهزة تدخين السجائر الإلكترونية بأنواعها "مشكلة هي الأخرى"، يرى الأطباء في استخدامها "أضراراً أكبر من المتوقع"، معرباً عن قلقه من الشباب غير المدخنين، ولا سيما المراهقين، الذين يدخنون هذه الأجهزة، ويرى أنهم "قد يصبحون مدخنين للسجائر العادية بسببها".

وانتهى إلى القول: "أحد أهم عواقب هذه العادة هو الإدمان بحد ذاته، وسوف نرى، لسوء الحظ وبعد بضع سنوات، ما هي الآثار الطويلة المترتبة على استخدام هذه الأجهزة".