برز اسم العالم الكندي الأمريكي تشارلز بست بشكل كبير في الأوساط العالمية بسبب دوره المهم في اكتشاف الأنسولين، والذي يعد أحد أعظم الاكتشافات الطبية في القرن العشرين، ورغم أنه لم يكن العالم الرئيسي في الفريق، إلا أن دوره المحوري كمساعد في مختبر فريدريك بانتنغ جعله شريكًا أساسًا في هذا الإنجاز العلمي الذي أنقذ حياة الملايين من مرضى السكر حول العالم، في السطور التالية تعرف على مسيرته وإنجازاته.
من هو تشارلز بست؟
تشارلز هربرت بيست، هو عالم كندي أمريكي، ولد في 27 فبراير عام 1899، ويعد أحد المشاركين في اكتشاف الأنسولين مع فرق العالم فريدريك بانتنيغ.
ولد تشارلز في الولايات المتحدة، وعاش معظم حياته في كندا، ودرس في جامعة ترونتو، ثم انضم إلى الطبيب الكندي فريدريك بانتنغ كمساعد في بحث لإيجاد حل لعلاج مرض السكري، الذي كان مميتًا في ذلك الوقت.
خلال أشهر من البحث والتجارب في مختبر جامعة تورنتو، نجح فريق بانتنغ، بمشاركة تشارلز بست وعلماء آخرون، في استخراج مادة الأنسولين من البنكرياس وعزلها بطريقة يمكن استخدامها للعلاج، وفي عام 1922، تم استخدام الأنسولين لأول مرة لعلاج إنسان مريض بالسكري، وهو ما شكل تحولًا جذريًا في عالم الطب.
واصل تشارلز مسيرته الأكاديمية والعلمية، وقدم أبحاثصا علمية متعلقة بالتغذية والفيزيوجليا، وساهم في إحداث تطور واضح في مجال الطب.
نشأته وتعليمه
ولد الطبيب تشارلز بست في مدينة بيمبروك في ولاية مين الأمريكية. والده طبيب من مواليد كندا، أما والدت همغنية سوبرانو وعازفة بيانو وأورغن. نشأ تشارلز حتى المرحلة الثانوية، ثم سافر إلى كندا، حيث درس الطب في جامعة تورنتو في عام 1915.
نشأ تشارلز في عائلة تعاني من مرض السكر بشكل وراثي، وهو المرض، الذي كان مرضًا مميتًا وليس له علاج في ذلك الوقت، الذي أدى إلى وفاة عدد من أفراد أسرته، ومنهم عمته آنا التي عانت من آثار ومضاعفات المرض بشكل خطير.
خلال سنته الدراسية الأولى، لم يتمكن تشارلز من مواصلة تعليمه بسبب الحرب العالمية الأولى، حيث خدم كجندي مشاه في الحرب، ووصل إلى رتبة رقيب أول بالإنابة، حيث خدم مع الكتيبة الكندية الثانية للدبابات. بعد انتهاء خدمته العسكرية، عاد إلى الجامعة، لكنه كان متأخرًا في فصوله الدراسية، وحصل على شهادته في علم وظائف الأعضاء والكيمياء الحيوية.
زوجته وأبنائه
تزوج تشارلز بيست من مارغريت ماهون في تورنتو عام 1924، بعد عودته من الحرب، وأنجبا ولدين. ابنه الأول هنري بست أصبح مؤرخًا مرموقًا وشغل منصب رئيس جامعة لورينتيان في أونتاريو. ابنه الثاني تشارلز ألكسندر بيست أصبح سياسيًا بارزًا وعالم وراثة.
![تشارلز بست.. العالم الذي شارك في اكتشاف الأنسولين]()
ما هي إنجازات تشارلز بيست؟
خلال دراسته في جامعة تورنتو، وعندما كان يبلغ من العمر 22 عامًا، عمل تشارلز بست كماسعد للجراح الدكتور فريدريك بانتنغ، وقد ساعده في اكتشاف هرمون الأنسولين، وهو الهرمون الفعال لعلاج مرض السكري.
ضم الفريق العلمي الذي عمل مع الطبيب فريدريك بانتنج الطالب تشارلز بست، والطالب إدوارك كلارك نوبل، حيث عملوا معًا في مختبر علمي في جامعة تورنتو، وبدأت تجاربهم في عزل مستخلصات البنكرياس من الكلاب، وكانت التجارب تحت إشراف العالم جون ماكليود، الذي عرف بدور في اكتشاف الأنسولين.
نجحت التجارب الخاصة بالفريق العلمي، حيث نجحوا جميعًا في تحضير الأنسولين بشكل أكثر نقاءً، وقابل للاستخدام، وتشارك كل من تشارلز بيست، وجيمس كوليب، وفرديريك بانتنيغ في براءة اختراع الأنسولين، وباعوها إلى جامعة تورنتو مقابل دولار واحد فقط.
وبجانب إنجازاته في اكتشاف الأنسولين، كان لبيست دور مهم في نشر أبحاث علمية مختلفة، وبالأخص أبحاثه حول الكولين والهيبارين، والتي جعلته مرشحًا لجائزة نوبل في علم وظائف الأعضاء عام 1950.
عمل بيست بشكل أكاديمي كذلك، حيث شغل منصب أستاذ علم وظائف الأحيء في جامعة تورنتو عام 1929، كما أنه كان مستشارًا للجنة البحوث الطبية التابعة لمنظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة.
![تشارلز بست.. العالم الذي شارك في اكتشاف الأنسولين]()
لماذا لم يحصل تشارلز بيست على جائزة نوبل؟
في عام 1923، وبعد اكتشاف الأنسولين، حصل كل من بانتينغ وجون ماكليود على جائزة نوبل في الطب عن هذا الاكتشاف، وتجاهلت لجنة نوبل جهود كوليب وبيست في هذا الإنجاز.
اختار فرديريك بانتنيغ أن يتقاسم نصف جائزة نوبل لتشارلز بيست، وأقر بدوره المهم، بجانب كوليب، في هذا الاكتشاف، وذلك في خطابه خلال تسلم الجائزة، فيما تبرع ماكليود بنصف قيمة الجائزة لكوليب.
وقد أوضحت لجنة نوبل أنه يتم ترشيح الجائزة من قبل أفراد محددين، وفي عام 1972، كشفت اللجنة بأن حذف بيست من قائمة المرشحين لجائزة نوبل ربما كان خطئًا.
جوائز وتكريمات
خلال مسيرته العلمية والأكاديمية، حصل العالم الكندي الأمريكي تشارلز بست على العديد من الجوائز تقديرًا لإسهاماته العلمية واكتشافاته الطبية المهمة. في عام 1946، تم انتخاب تشارلز عضوًا أجنبيًا في الأكاديمية الملكية الهولندية للفنون والعلوم، ثم أصبح عضوًا أجنبيًا في الأكاديمية الأمريكية للفنون والعلوم بعدها بعامين.
انتخب تشارلز كذلك لعضوية الجمعية الفلسفية الأمريكية والأكاديمية الوطنية للعلوم في الولايات المتحدة عام 1950. بالإضافة إلى ذلك، حصل تشارلز على وسام رفيق كندا لإسهاماته في اكتشاف الأنسولين، وأصبح عضوًا في وسام رفقاء الشرف عام 1971 لخدماته في مجال البحث العلمي.
كان تشارلز أيضًا زميلًا في الجمعية الملكية في لندن، والجمعية الملكية في كندا، تم إدراج اسمه في قاعة مشاهير الطبية الكندية في التسعينات، وقاعة المشاهير الوطنية للمخترعين عام 2004.
وخلال مسيرته، حصل تشارلز على 18 دكتوراه فخرية من جامعة حول العالم، منها أمستردام، وكامبريدج، وأكسفورد، والسوربون، وتورنتو، وسان ماركوس، وغيرها من الجامعات.
بعد وفاته، تم تسمية عدة مؤسسات علمية على اسمه، منها مدرسة في كولومبيا البريطانية، ومدرستين في تورنتو أونتاريو، كما تم إدراج مسقط رأسه في ولاية مين الأمريكية في السجل الوطني الأمريكي للأماكن التاريخية.
![تشارلز بست.. العالم الذي شارك في اكتشاف الأنسولين]()