• معلومات شخصية

    • الاسم الكامل

      توماس هوبز

    • اسم الشهرة

      توماس هوبز.. الفيلسوف الإنجليزي رائد الفكر السياسي

السيرة الذاتية

يعد الفيلسوف الإنجليزي توماس هوبز أشهر وأهم رواد الفكر السياسي الحديث، وقد اهتم في أعماله وأفكاره الفلسفية بالطبيعة البشرية والقانون والمجتمع وأثرت أفكاره تلك على الفلسفة السياسية الغربية، تعرف أكثر على مسيرته وفكره في هذا المقال.

من هو توماس هوبز؟

هو فيلسوف إنجليزي ولد في 5 أبريل عام 1588 في ويستبورت ويلتشير يعتبر واحدًا من أبرز الفلاسفة في فترة الفلسفة الحديثة المبكرة، ومن أبرز أعماله "ليفياثان" أو "العقد الاجتماعي" الذي نُشر في عام 1651، وهو يعتبر واحدًا من أهم الكتب في فلسفة السياسة والفلسفة القانونية.

يعتبر هوبز أيضًا من أبناء الفلسفة العقلانية، حيث كان يؤمن بأن العقل يُعتبر المصدر الرئيسي للمعرفة والتفكير. وتطرقت أعماله أيضًا إلى الفلسفة السياسية والميتافيزيقية، وقد أثرت أفكاره بشكل كبير على الفلاسفة والعلماء في العصور اللاحقة.

تعرضت أفكار هوبز لانتقادات من قبل العديد من الفلاسفة منها جان جاك روسو وجون لوك، ولكن تظل أفكاره وفلسفته موضوعًا للنقاش الفلسفي حتى الآن.

نشأته وتعليمه

ولد توماس هوبز في منطقة ويستبورت وقد ولد مبكرًا حيث كانت والدته خائفة حينها من غزة الأرمادا الإسباني القادم، وقد ظل هوبز يردد دائمًا أن والدته أنجبت توأمًا "أنا والخوف". لدى هوبز أخ أكبر منه اسمه إدموند يكبره بعامين، كما كان لديه أخت اسمها آن.

لا يوجد الكثير من المعلومات عن طفولة هوبز، ولكن يُعرف أن والده كان نائبًا في تشارلتون وويستبورت وقد كان غير متعلم ويحتقر التعلم، وشارك والده في قتال مع رجال الدين المحليين خارج كنيسته وأجبر على مغادرة لندن.

ونتيجة لذلك أصبحت عائلته تحت رعاية فرانسيس شقيق والده، والذي كان يعمل صانع قفازات وهو رجل ثري. تلقى هوبز تعليمه في كنيسة ويستبورت منذ سن الرابعة، وبعدها التحق بمدرسة مالميسبري الخاصة وكان تلميذًا متفوقًا.

التحق  هوبز بجامعة أكسفورد ولكنه اتبع منهجه الخاص في التعلم المدرسي لذا غادر المدرسة، وبعدها التحق بكلية سانت جون في جامعة كامبريدج وحصل على درجة البكالوريوس عام 1608.

هل توماس هوبز ملحد؟

لا توجد إجابة محددة على هذا السؤال، فقد تناول توماس هوبز في حياته موضوعات معقدة، وهو ما جعل من الصعب تصنيف معتقداته الدينية بشكل قاطع.

وقد ادعى بعض العلماء والفلاسفة أن هوبز كان ملحدًا بناءً على أفكاره الفلسفية وانتقاده للدين المنظم، حيث انتقد دور الدين في المجتمع واعتبره مصدرًا للصراع والانقسام، كما جادل بأن الدين يؤدي إلى الخلافات وهو ما يهدد استقرار المجتمع.

وقد عرّف هوبز الإيمان بأنه خضوع الفكر البشري لأقوال وأفعال تتجاوز حدود المعرفة الطبيعية واعتبر أن الإيمان يعتمد على سلطة خارجية وهو ما يشكل تحديًا للعقلانية.

وفي المقابل جادل بعض العلماء بأن هوبز لم يكن ملحدًا بل كان مسيحيًا ولكنه امتلك معتقدات غير تقليدية، والدليل على ذلك أنه اعترف بوجود الله ولكنه عرّفه بمفهوم ديني مختلف عن الدين التقليدي، حيث اعتبر الله خالقًا للكون ولكنه نفى تدخله في الشؤون الإنسانية.

آمن هوبز بالأخلاق واعتبرها ضرورية في المجتمع، ولكنه رأى أن الأخلاق لا تعتمد على الدين وإنما على العقل البشري، فضلًا عن مشاركته في الشعائر الدينية المسيحية، منها حضور القداس رغم انتقاداته للدين.

توماس هوبز.. الفيلسوف الإنجليزي رائد الفكر السياسي

فلسفة هوبز السياسية

كان توماس هوبز من أشهر الفلاسفة الذين اهتموا بموضوعات مثل الطبيعة البشرية والحكم والقانون والمجتمع والتي أثرت على الفلسفة السياسية اغربية، وقد تركزت فلسفته السياسية على مفهومين رئيسين، وهما الحالة الطبيعية والعقد الاجتماعي.

يرى هوبز أن الحالة الطبيعية للإنسان هي "حرب الجميع ضد الجميع" ويعني أن كل فرد في المجتمع يسعى إلى تحقيق مصلحته الخاصة على حساب الآخرين وهو ما يؤدي إلى الصراع ونقص الأمن.

بالإضافة إلى ذلك يرى هوبز أن الإنسان عقاني وأناني يسعى للبقاء والاستمتاع بالحياة، وبالتالي فهو يقدم على أي سلوك يراه ضروريًا لتحقيق هذه الغايات، وتتميز الحالة الطبيعية بغياب القانون والنظام، فلا يوجد سلطة مركزية لفرض القانون.

توماس هوبز ونظرية العقد الاجتماعي

وتعتر نظرية العقد الاجتماعي هي أشهر النظريات في فلسفة هوبز السياسية، حيث يقدم فيه شرحًا لكليفة إنشاء الدولة وتبرير وجودها، فكما ذكرنا سابقًا في الحالة الطبيعية لا يوجد قوانين ولا سلطة مركزية وللوصول إلى الأمن والاستقرار يتخلى الناس عن بعض حرياتهم من أجل تشكيل حكومة تحميهم، وهذا الاتفاق اسمه "العقد الاجتماعي".

بموجب العقد الاجتماعي يتنازل الأفراد عن حقهم في استخدام القوة ضد بعضهم البعض، وتمنح الدولة السلطة المطلقة في فرض القانون والنظام، وفي المقابل تصبح مسؤولة عن حماية الأفراد وفرض القانون.

ساهمت نظرية العقد الاجتماعي بشكل كبير في تطور الفكر الديمقراطي الحديث، والذي يعتبر أساسًا لسيادة الشعب وفكرة الدولة كممثل لإرادةا لشعب، ولكن تعرضت فلسفته للانتقاد من بعض الفلاسفة الذين رأوا أنه نظام يضفي شرعية على السلطات الاستبدادية.

على الرغم من الانتقادات، لا تزال نظرية العقد الاجتماعي لهوبز ذات أهمية كبيرة في الفلسفة السياسية حتى يومنا هذا. تستخدم هذه النظرية لفهم طبيعة الدولة والعلاقة بين الأفراد والحكومة، وتُشكّل أساسًا للنقاشات حول القضايا المتعلقة بالسيادة، والحرية، والعدالة.

أكد هوبز على أهمية سيادة الدولة، حيث شدد على أهمية امتلاك الدولة للسلطة المطلقة حتى تتمكن من فرض القانون والنظام، واعتبر أن أي تحد للسيادة سيؤدي إلى الفوضى، كما رفض فكرة تقسيم السلطة بين فئات المجتمع لأن هذا سيؤدي إلى الانقسام، ودافع عن حق الدولة في فرض عقوبات على من يخالف القانون لضمان احترام النظام.

اعتبر هوبز أيضًا أن القانون أداة ضرورية لضبط سلوكيات الأفراد وضمان الاستقرار، ولا بد أن يكون القانون واضحًا ومحددًا ويطبق بعدل على الجميع، كما شدد على أهمية دور الدولة في سن القانون وتطبيقه، ورفض فكرة القانون الطبيعي، واعتبر أن القانون هو نتاج بشري يجب على الحاكم أن يحدده.

توماس هوبز.. الفيلسوف الإنجليزي رائد الفكر السياسي

هل الإنسان الشرير بطبعه وفقًا لتوماس هوبز؟

اعتقد البعض أن توماس هوبز يرى أن الإنسان شرير بطبعه، وذلك بسبب تقديمه تصورًا للطبيعة البشرية والتي اعتبرت تشاؤمية، ولكن أفكاره حول هذا الأمر معقدة بعض الشيء.

فكما ذكرنا سابقًا يرى هوبز أن الإنسان في الحالة الطبيعية يعيش على مبدأ "حرب الجميع ضد الجميع" بحيث يبحث كل إنسان على مصلحته الخاصة، ولكنه يؤكد على أن الإنسان عقلاني قادر على تمييز الخير والشر ولكن الخوف من الموت والرغبة في القوة قد تدفعه إلى تجاهله عقله واتخاذ سلوكيات شريرة، لذا لا بد من تطبيق نظرية العقد الاجتماعي التي دافع عنها.

توماس هوبز.. الفيلسوف الإنجليزي رائد الفكر السياسي

ما أشهر مؤلفات توماس هوبز؟

كان لتوماس هوبز العديد من المؤلفات الفلسفة ولعل أهماه كتاب "المتنوي" أو Leviathan والتي قدم فيها نظرية العقد الاجتماعي ودورها في تأسيس الدولة، ويعد من أهم الأعمال الفلسفية السياسية وأثرت على فلاسفة لاحقين منهم جون لوك.

من مؤلفاته أيضًا كتاب "عن الإنسان" أو De Homine والتي تناول فيها طبيعة الإنسان وعلاقته بالمجتمع وتحدث عن موضوعات مختلفة مثل السلوك البشري والعواطف والمعرفة والإرادة وغيرها.

من مؤلفاته أيضًا "عن المواطن" De Cive وناقش فيها مفهوم المواطنة ودورها في الدولة وواجبات وحقوق المواطن وعلاقة الفرد بالدولة. كما ألف كتاب "عناصر القانون الطبيعي والسياسي" وقدم فيها أفكاره حول القانون والعدالة الاجتماعية ودور الدولة في سن القوانين.

من أشهر مؤلفاته كذلك "رسائل" تتضمن نقاشات مع فلاسفة ومفكرين بالإضافة إلى تعليقاته على الأحداث الجارية، وهذا الكتاب بمثابة سيرة ذاتية.