جاستن صن.. الملياردير الصيني أيقونة التشفير

يعد رجل الأعمال والملياردير الصيني جاستن صن واحد من الأسماء البارزة في مجال العملات الرقمية والبلوك تشين، فقد استطاع خلال سنوات قليلة أن يبني لنفسه مكانة قوية في عالم التكنولوجيا، وعرف عالميًا بفضل تأسيسه منصة TRON، التي تعد إحدى أكبر شبكات البلوك تشين تطورًا في العالم، في السطور التالية تعرف على مسيرته وقصة نجاحه.

من هو جاستن صن؟

هو ملياردير ورجل أعمال صيني ولد في 30 يوليو عام 1990 في مدينة شينينغ بمقاطعة تشينغهاي الصينية، وهو المؤسس لمنصة TRON لتقنيات التشفير.

درس جاستن في جامعة بكين، ثم حصل على درجة الماجستير في جامعة بنسلفانيا بالولايات المتحدة، ثم واصل الدراسات العليا في ريادة الأعمال في جامعة جاك ما.

بدأ جاستن صن مسيرته المهنية في الصين، حيث شارك في الترويج لاستخدام عملة XRP داخل الأسواق الآسيوية، وسرعان ما اكتسب خبرة هائلة في مجال العملات الرقمية والبلوك شين.

هذه الخبرة دفعته لتأسيس مشروعه الأضخم TRON Foundation عام 2017، وهي مؤسسة تهدف إلى تطوير شبكة بلوك تشين عالية السرعة تتيح بناء تطبيقات لا مركزية.

تمكنت منصة ترون في وقت قصير من جذب عدد كبير من المطورين والمستثمرين، لتصبح واحدة من أبرز الشبكات في عالم العملات المشفرة. واصل جاستن صن مشروعاته، واشترى منصة شهيرة للعملات المشفرة ودمجها مع منظومة ترون.

اشتهر جاستن بأسلوبه الدعائي الجريء، إلا أن مسيرته لم تخل من الجدل، حيث وجهت إليه تهم التلاعب بالأسواق واستخدام ممارسات غير قانونية للترويج للعملات الرقمية، ولكن كل ذلك لم يؤثر على مكانته المهمة في عالم العملات الرقمية.

نشأته وتعليمه

ولد جاستن صن في مدينة شينينغ في الصين، وتعود أصوله إلى دولة سانت كيتس ونيفيس. درس جاستن التاريخ في جامعة بكين، ثم حصل على درجة الماجستير في الآداب في دراسات شرق آسيا من جامعة بنسلفانيا بالولايات المتحدة الأمريكية.

وخلال دراسته في أمريكا، زاد اهتمامه بالعملات المشفرة، وكان من بين المستثمرين المبكرين في عملة بيتكوين، لذا قرر دراسة ريادة الأعمال في مركز أبحاث ريادة الأعمال في تشجيانغ هويان في الصين.

تأسيس منصة  TRON

في عام 2013، انضم جاستن صن إلى شركة Ripple Labs، حيث عمل كمستشار وممثل رئيسي للشركة، وكان دوره يتمثل في الترويج لاستخدام عملة XRP داخل الأسواق الآسيوية.

دفعته تلك التجربة إلى تأسيس منصة TRON القائمة على تقنية البلوك تشين عام 2017، وأطلق عملة رقمية اسمها TRX. في سبتمبر من نفس العام، نظمت الشركة طرحًا أوليًا للعملة ICO لعملة TRX، وذلك قبل أيام قليلة من حظر الحكومة الصينية للعروض الأولية للعملات.

وفقًا للتقارير، كان صن حينها على علم بالحظر، لكنه نظر الطرح قبل الإعلان الرسمي، وبعد تطبيق الحظر، غادر الصين متجهًا إلى الولايات المتحدة، ليكمل مسيرة النجاح هناك.

نجح شركة TRON في جمع ما يقرب من 70 مليون دولار من هذا الطرح، لكن تزامن مع هذا الطرح الكثير من الجدل، حيث أثارت الورقة البيضاء الخاصة بالعملة جدلًا واسعًا، واتهم صن حينها بأنها منقولة بشكل كبير من أوراق سابقة لمشروعات عملات مشفرة دون الإشارة إلى المصادر.

ولم  تكن سياساته المالية فقط هي من تسبب إثارة للجدل، بل تعرض لانتقادات بسبب قوانين العمل الصارمة في شركته في الصين، فرض صن على الموظفين نظام العمل المعروف ب996، وهو يعني العمل من التاسعة صباحًا حتى التاسعة مساءًا 6 أيام في الأسبوع، وهو النظام الذي يدعمه جاك ما.

الاستحواذ على شركات العملات المشفرة

في عام 2018، استحوذ صن على شركة BitTorrent, Inc مقابل 140 مليون دولار، وتم تغيير اسمها لاحقًا إلى Rainberry Inc، وكانت مهمة هذه الشركة تطوير بروتوكول BitTorrent الشهير.

خلال فترة قيادته للشركة، تم العملة الرقمية الخاصة بمشروع  BitTorrent، والتي عرفت باسم BTT. في عام 2021، استحوذ جاستن صن للمرة الثانية على منصة تداول العملات الرقمية الشهيرة Poloniex.

في عام 2023، تعرضت المنصة لاختراق كبيرة، وتم سرقة مبلغ 120 مليون دولار، وقد عرض صن على القراصنة الاحتفاظ بمبلغ 6.5 مليون دولار في حالة إعادة الأموال المسروقة خلال 7 أيام.

شارك صن كذلك في مشروعات تمويلية مختلفة، منها جولة تمويل بقيمة 65 مليون دولار لصالح شركة Animoca في هونغ كونغ، وهي شركة متخصصة في ألعاب الفيديو القائمة على تقنيات البلوك تشين والعملات الرقمية، وأبرز منتجات هذه الشركة لعبة The Sandbox. ومن بين استثماراته الأخرى استثماره في staked ether  بمبلغ 500 مليون دولار.

جاستن صن ودونالد ترامب

في عام 2024، استثمر ما لا يقل عن 75 مليون دولار في شركة العملات الرقمية World Liberty Financial للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وقد أثارت العلاقة المالية بين جاستن صن وترامب تساؤلات عديدة، خاصة في ظل خضوع شركات صن لتحقيقات من قبل هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية.

في عام 2025، حضر صن حفل عشاء خاص استضافه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في نادي ترامب الوطني للجولف، وحضر الحفل كبار المستثمرين في عملة ترامب meme coin. 

يُذكر أن صن من أكبر المستثمرين في العملة، حيث أنفق أكثر من 40 مليون دولار على العملة، وأصبح في صدارة المتصدرين على لوحة المتابعة العامة الخاصة بها.

اتهامات بالتحايل

في عام 2020، واجه رجل الأعمال جاستن صن قضايا قانونية حساسة، وذلك بعد اتهامات خطيرة تتراوح بين الاحتيال والتحرش وصولًا إلى الانتقام من المبلغين عن المخالفات داخل الشركة.

وقد عبر المدعون، والذين كانوا موظفين سابقين في شركته الرائدة TRON، عن رغبتهم في خوض محاكمة علنية لكشف ما وصفوه بممارسات صن "الفاسدة"، لكن اختار القضاء في النهاية الاستجابة لطلب صن بإجراء تحكيم خاص.

وكانت هذه الدعوى القضائية بداية عدة تحقيقات استقصائية من الصحف، فقد نشر موقع ذا فيرج تقريرًا وجه فيها اتهامات إضافية لصن باستخدام شركته كأداة للتلاعب في سوق العملات الرقمية من خلال عمليات شراء وبيع عملة TRX بناء على معلومات داخلية غير متاحة للجمهور.

وأدى هذا التقرير إلى فتح تحقيق رسمي من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي، ومكتب المدعي العام الفدرالي في منطقة نيويورك الجنوبية. في مارس 2023، رفعت لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية دعوى جديدة ضد صن اتهمته ببيع أوراق مالية غير مسجلة عند ترويجه لرموز TRX وBTT.

ولم تكن هذه القضية وحدها، بل شملت مجموعة من المشاهير تم اتهامهم بالترويج لتلك العملات الرقمية دون الإفصاح عن تلقيهم مقابلًا ماديًا، ومن بين هؤلاء المشاهير جيك بول، وليندسي لوهان وغيرهم.

إسقاط الدعوى بعد عودة ترامب إلى الحكم

بعد نحو عامين من التصعيد، أعلنت لجنة الأوراق المالية والبورصات في فبراير 2025 إسقاط الدعوى المرفوعة ضد صن، تزامنًا مع عودة ترامب إلى البيت الأبيض مرة أخرى، وضخ صن 75 مليون دولار في شركة ترامب للعملات الرقمية.

وقد أثار هذا القرار من لجنة الأوراق المالية الكثير من الجدل، وخاصة أن الكثير من المسؤولين داخل اللجنة كانوا واثقين تمامًا من الفوز بالقضية، فيما أكدت تقارير أن صن كان يتجنب دخول الأراضي الأمريكي خشية اعتقاله على خلفية هذه الاتهامات.

ثروة جاستن صن

تبلغ ثروة جاستن صن 8.5 مليون دولار وفقًا لفوربس، ويحتل المرتبة 370 في قائمة أثرياء العالم.