جدل وغضب في الأردن بسبب فيلم يزعم أحقية اليهود بمدينة البتراء

  • تاريخ النشر: الإثنين، 29 يوليو 2019
جدل وغضب في الأردن بسبب فيلم يزعم أحقية اليهود بمدينة البتراء

حالة من الغضب والجدل أثيرا مؤخرًا في الأردن تسبب فيها فيلم سينمائي جديد قيد التصوير يحمل عنوان جابر، والذي يزعم أحقية اليهود في بمدينة البتراء.

وبحسب ما ذكرت تقارير إخبارية، فقد بدأت المشكلة في التصاعد عندما أعلن عدد من الممثلين الأردنيين انسحابهم من الفيلم، بسبب وجود مغالطات تاريخية فيه، ومن ضمنهم الفنان علي عليان، رئيس فرقة المسرح الحر. 

ووفقًا لما صرح به عليان عبر حسابه على فيسبوك، فقد ناقش مع مخرج الفيلم، محي الدين قندور، الأفكار المطروحة فيه، وأخبره الأخير أنها حقائق تاريخية، مؤكدًا أن الفيلم سيتم تنفيذه كما هو مكتوب، كما أنه لن يُعرض في العالم العربي، بل في أمريكا. 

وأضاف الفنان الأردني أن مخرج الفيلم سأله صراحة إن كان يؤمن بالأفكار التي يطرحها الفيلم، وعندما أخبره العليان بعدم إيمانه بها، أخبره المخرج بأنه لن يعمل معه في الفيلم.

وأكمل علي عليان تصريحاته قائلًا أنه انسحب من الفيلم، مشيرًا إلى أنه غير مسئول عن البوستر الترويجي الذي يحمل اسمه وصورته.

وقالت التقارير أن نقابة الفنانين الأردنيين أصدرًا بيانًا صحفيًا، طالبت فيه منتسبيها المشاركين في الفيلم بالانسحاب منه، بسبب مضمونه المثير للجدل، كما طالبتهم بمراجعتها عند اختيارهم للمشاركة في الأعمال الأجنبية.

كما صرح حسين الخطيب، نقيب الفنانين الأردنيين، أنه دعا لتشكيل لجنة تحقيق لمن يشارك في الفيلم، مؤكدًا أنه ستكون هناك عقوبات قد تصل إلى حد الفصل من النقابة.

ومن جانبه، فقد نفى مخرج الفيلم، محي الدين قندور، ما يقال بشان فيلمه، وأنه يتطرق لحق إسرائيل في البتراء أو الأردن أو فلسطين، مشيرًا إلى أن الفيلم مأخوذ من رواية له بنفس الاسم صدرت في بيروت، قبل أن يتم طرحها في عمان قبل فترة.

وأكد قندور أن فيلمه يروي قصة خيالية وليست تاريخية، فأحداثه تدور حول مغامرة طفل يعثر على صخرة عليها كتابات عبرية، ويقوم بتسليمها إلى دائرة الآثار. ويلقي الفيلم الضوء على قوة الأمن الأردني، وحرصه على مواجهة عصابات الاتجار بالآثار، وذلك بحسب ما جاء في التقارير.

وانتقد المخرج من هاجموا فيلمه، حيث قال أنهم لم يقرأوا السيناريو، مشددًا على أن تصريحات أحد المرشحين لبطولته فيها إساءة شديدة إليه، وأنه من الممكن أن يقوم بمقاضاته.

وعن سبب انسحاب علي عليان من فيلم جابر، قال محي الدين قندور أن ترشيحه من الأصل كان من قبل طاقم الفيلم، حيث لم يكن يعرفه مسبقًا، مضيفًا أنه فوجئ بالممثل الأردني يطلب منه تغييرات في السيناريو والشخصيات، وهو ما قابله بالرفض، فما كان من عليان إلا أن قرر الانسحاب، وقام بمهاجمته على الفيسبوك.

كما أكد المخرج أن الهيئة الملكية للأفلام منحته إذنًا بالتصوير في كل الأماكن، كما طلبوا منه بيانًا عن الفيلم، فأرسله إليهم بالفعل.

وشدد محي الدين قندور على أن تمويل الفيلم أردني بالكامل، موضحًا أنه كان هناك ممولًا رومانيًا، ولكن كانت لديه اشتراطات معينة، إلا أن قندور رفض العرض.

وأضافت التقارير أن قصة فيلم جابر مستوحاة من نظرية للمؤرخة لويز ليجينز، زعمت فيها أن النبي موسى أحضر اليهود من مصر إلى البتراء وليس سيناء، حيث مكثوا هناك 40 عامًا قبل الانتقال إلى فلسطين، ولكن بحسب ما صرح به المخرج، فإن أحداث فيلمه خيالية، ولم يأخذ بهذه النظرية كما هي.