جعل الشباب يقرأون.. أحمد خالد توفيق عرَّاب جيل الثمانينيات

أعلنت منصة نتفليكس مؤخرا عن إطلاق مسلسل "ماوراء الطبيعة" والمقرر أن يعرض في خريف 2020. كأول إنتاج درامي عربي للمنصة. وهو الخبر الذي تناقله الكثيرون بمزيج من الفرحة والترقب مستعيدين سيرة العراب..من جعل الشباب يقرأون.. الكاتب الراحل أحمد خالد توفيق الرجل كتب سلسلة ما وراء الطبيعة وخلق بطلها الرئيسي رفعت إسماعيل، وهي السلسلة التي فاق عدد مبيعاتها 15 مليون نسخة في جميع أنحاء العالم. وفي السطور التالية نتعرف على بعض من سيرة هذا الرجل الذي ترك تأثيرا كبيرا في وجدان جيل بأكمله، سواء عبر سلسلته الأشهر ما وراء الطبيعة، أو غيرها من السلاسل والأعمال الروائية. فمن هو أحمد خالد توفيق؟

ولد أحمد خالد توفيق فراج في 10 يونيو عام 1962 بمدينة نطا في مصر. ودرس في كلية الطب ليحصل على الدكتوراه في طب المناطق الحارة عام 1997.

وقد ظهر تأثير دراسته للطب جليا على أسلوب كتابته وشخصياته الأدبية.

فبطله الأشهر العجوز رفعت إسماعيل كان طبيبًا لأمراض الدم، وكذلك كان علاء عبد العظيم-بطل سلسلة سافاري-طبيبًا يعمل في الكاميرون. كما ناقش فترة التكليف للأطباء في المناطق الريفية في كتابه الساخر "الطريف في طب الريف".

البداية:

 أرسل أحمد خالد توفيق أولى رواياته أسطورة مصاص الدماء إلى المؤسسة العربية الحديثة. في البداية لم تنل الرواية الإعجاب نظرا لانتمائها لأدب الرعب الذي كان مجالا غير مطروق في الأدب العربي في هذا الوقت. لكن حمدي مصطفى – رئيس المؤسسة – تحمس لها وشكللجنة أخرى لدراسة الرواية، ورأت اللجنة أن " الأسلوب ممتاز، ومترابط، به حبكة روائية، فكرة القصة واضحة، وبها إثارة وتشويق".

وقد استمرت هذه السلسلة من عام 1993 حتى عام 2014 بما يزيد عن 80 عددٍ وبعض الأعداد الخاصة. وتعد أهم أعماله وأكثرها شهرةً.

أهم أعماله:

تدور سلسلة ما وراء الطبيعة حول الدكتور رفعت إسماعيل، طبيب أمراض الدم الأعزب غريب الأطوار.

يروي رفعت إسماعيل على مدار أعداد السلسلة ذكرياته حول الأمور الخارقة للطبيعة التي تعرض لها أو التي وصلته في رسائل، وتدور معظم أعدادالسلسلة في إطارٍ من الرعب وبأسلوبٍ ساخر.

السلسلة الثانية هي فانتازيا، وبدأ إصدارها عام 1995. بطلتها هي عبير القارئة النهمة التي تلتقي عبر الأعداد بالكثير من الشخصيات الأدبية والتاريخية من خلال جهاز خيالي يتم توصيله بالمخ.

ومن بين الشخصيات التي قابلتها عبيرسوبر مان وتشيء جيفارا وسيبويه وهتلر، بل وحتى رفعت إسماعيل نفسه، التقته عبير في عدد يسمى ما أمام الطبيعة!

سلسلة سافاري: بدأ أحمد خالد توفيق هذه السلسلة عام 1996 وتدور حول الطبيب المصري علاء عبد العظيم الذي يعمل في الكاميرون. وتتميز السلسلة بمعلوماتها الكثيرة عن الطب والجغرافيا والأمراض وتناقش السلسلة في الغالب مشاكل إفريقيا السياسية والتدخلات الأجنبية والأمراض المتأصلة والسحر والديانات الغريبة.

سلسلة روايات عالمية للجيب: بدأها الكاتب نبيل فاروق حتى العدد السابع ثم تابعها أحمد خالد وقدم من خلالها ترجمة أهم وأعظم الأعمال الأدبية العالمية بشكل مبسط مقدم بشكل خاص للناشئة.

ومن العمال التي قدمها عبر هذه السلسلة: رحلة إلى مركز الأرض لجون فيرن، وجزيرة الدكتور مورو لهربرت جورج ويلز، و 1984 لجورج أورويل، والدكتور جيكل والسيد هايد لروبرت لويس ستيفنسون، وأليس في بلاد العجائب لتشارلز لوتويدج دودسون، وموبي ديك لهيرمان ملفيل، والفك المفترس لبيتر بينشلي.

كما قدم عدد من الروايات التي نالت نجاحا أدبيا مثل السنجة ويوتوبيا ومثل إيكاروس وممر الفئران. بالإضافة إلى الكثير من المقالات والمجموعات القصصية.

لقب العراب:

يعرفه الكثير من متابعيه بلقب العرَّاب، لكنه كان يرفض هذا اللقب ويعترض عليه فقد رأى «إن الهالة التي يضفيها قراءه عليه تزعجه، عندما يشعر أنه يتوقع منه ما هو أكبر من إمكاناته».

إقامة قصيرة لكنها رائعة:

"وداعا أيها الغريب.. كانت إقامتك قصيرة لكنها كانت رائعة" 

بكلماته التي كتبها بنفسه، نعاه محبوه عقب وفاته في شهر أبريلعام 2018 عن عمر يناهز السادسة والخمسين. وقد فجرت وفاته عاصفة من الحزن في قلوب القراء خاصة من جيل الثمانينيات.

لقد استطاع أحمد خالد توفيق أن يقدم أبطالا هم ما يعرف ب"نقيض البطل" فأبطال أعماله شخضيات عادية، لا تتسم بسمات خارقة، لكنهم أشخاص عادية قد تقابلها في حياتك اليومية. ولعل أهم ما قدمه لهذا الجيل، هو ما اختصرته العبارة التي كُتبت على شاهد مقبرته:

" جعل الشباب يقرأون"